نص كلمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في الحوار الوطني الفلسطيني _ بكين

يوليو 22, 2024

نحن‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬لحظة‭ ‬انعطاف‭ ‬تاريخية‭: ‬من‭ ‬جهة‭ ‬يتأجج‭ ‬لهيب‭ ‬حرب‭ ‬الابادة‭ ‬الوحشية‭ ‬ضد‭ ‬شعبنا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وما‭ ‬تسببه‭ ‬من‭ ‬تضحيات‭ ‬جسام‭ ‬ومعاناة‭ ‬رهيبة،‭ ‬ويتسارع‭ ‬مخطط‭ ‬الضم‭ ‬والتوسع‭ ‬الاستعماري‭ ‬والقمع‭ ‬وإرهاب‭ ‬المستوطنين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬تستمر‭ ‬معركة‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى،‭ ‬والصمود‭ ‬الأسطوري‭ ‬للشعب‭ ‬والمقاومة‭ ‬في‭ ‬سياقها،‭ ‬بإحداث‭ ‬تحولات‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬موازين‭ ‬القوى،‭ ‬وتعميق‭ ‬متفاقم‭ ‬لأزمة‭ ‬العدو،‭ ‬وتعزيز‭ ‬متنام‭ ‬لمكانة‭ ‬فلسطين‭ ‬الدولية،‭ ‬بما‭ ‬يفتح‭ ‬آفاقاً‭ ‬مرئية،‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬ينهي‭ ‬الاحتلال،‭ ‬ويجسد‭ ‬السيادة‭ ‬والاستقلال،‭ ‬ويصون‭ ‬حق‭ ‬العودة‭.‬

‭ ‬يتوقف‭ ‬نجاحنا‭ ‬في‭ ‬ارتياد‭ ‬هذه‭ ‬الآفاق،‭ ‬وشق‭ ‬طريق‭ ‬الخلاص‭ ‬لشعبنا،‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬توفر‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬لدينا‭ ‬جميعاً،‭ ‬لطي‭ ‬صفحة‭ ‬الانقسام،‭ ‬والتوحد‭ ‬على‭ ‬استراتيجية‭ ‬كفاحية‭ ‬وسياسية‭ ‬واقعية‭ ‬وملموسة‭ ‬ومتفق‭ ‬عليها‭. ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬المسؤولية‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتقنا‭ ‬في‭ ‬لقائنا‭ ‬اليوم،‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬تذهب‭ ‬هدراً‭ ‬شلالات‭ ‬الدماء‭ ‬الزكية‭ ‬التي‭ ‬سفكت‭ ‬بغزارة،‭ ‬وكي‭ ‬لا‭ ‬تضيع‭ ‬فرصة‭ ‬الخلاص‭ ‬التي‭ ‬صنعها‭ ‬الصمود‭ ‬من‭ ‬أيدي‭ ‬شعبنا‭.‬

‭ ‬نحن‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬النهوض‭ ‬بهذه‭ ‬المسؤولية،‭ ‬إذا‭ ‬غادرنا‭ ‬مربع‭ ‬الحسابات‭ ‬الضيقة‭ ‬والرهانات‭ ‬الخاسرة،‭ ‬وتحررنا‭ ‬من‭ ‬قبضة‭ ‬الفيتو‭ ‬الذي‭ ‬يفرضه‭ ‬الحلف‭ ‬المعادي‭ ‬على‭ ‬وحدتنا‭. ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نبدأ‭ ‬حوارنا‭ ‬اليوم،‭ ‬بل‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬أن‭ ‬نختمه،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نختمه‭ ‬بالاتفاق،‭ ‬وإلا‭ ‬حلت‭ ‬علينا‭ ‬لعنة‭ ‬الشعب‭ ‬والتاريخ‭.‬

‭ ‬ونحن‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬ننجز‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق،‭ ‬فلقد‭ ‬أنتجت‭ ‬حواراتنا‭ ‬السابقة‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التوافقات‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية،‭ ‬علينا‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬نُرّسمها‭ ‬وأن‭ ‬نستخلص‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬سياسية‭ ‬وتنظيمية‭:‬

نحن‭ ‬متفقون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هي‭ ‬الممثل‭ ‬الشرعي‭ ‬والوحيد‭ ‬لشعبنا‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وأن‭ ‬مؤسساتها‭ ‬هي‭ ‬إطار‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬الذي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬ينخرط‭ ‬فيه‭ ‬الكل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لتكون‭ ‬ميداناً‭ ‬للشراكة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭.‬

ونحن‭ ‬متفقون‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬الهدف‭ ‬المباشر‭ ‬لنضالنا‭ ‬الوطني،‭ ‬هو‭ ‬إنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬للضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس،‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وإنجاز‭ ‬استقلال‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين،‭ ‬وممارستها‭ ‬السيادة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬أرضها،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭ ‬العاصمة،‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬حزيران‭ ‬67،‭ ‬وحل‭ ‬قضية‭ ‬اللاجئين‭ ‬عملاً‭ ‬بالقرار‭ ‬رقم‭ ‬194‭ ‬الذي‭ ‬يكفل‭ ‬لهم‭ ‬حق‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬الديّار‭.‬

ونحن‭ ‬متفقون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬هي‭ ‬المرجعية‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬التمسك‭ ‬بها‭ ‬أساساً‭ ‬لحل‭ ‬الصراع‭ ‬بهدف‭ ‬تفعيل‭ ‬الدعم‭ ‬الدولي‭ ‬لحقوقنا‭ ‬الوطنية‭.‬

ونحن‭ ‬نقترح‭ ‬أن‭ ‬يسعى‭ ‬حوارنا‭ ‬اليوم،‭ ‬إلى‭ ‬بلورة‭ ‬صيغة‭ ‬توافق‭ ‬بشأن‭ ‬قضية‭ ‬هامة‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬موضع‭ ‬أخذ‭ ‬ورد،‭ ‬وهي‭ ‬مسألة‭ ‬أشكال‭ ‬النضال‭. ‬والصيغة‭ ‬التي‭ ‬هي،‭ ‬برأينا،‭ ‬جديرة‭ ‬بأن‭ ‬ينعقد‭ ‬عليها‭ ‬الاجماع‭ ‬هي‭: ‬“المقاومة‭ ‬الشعبية‭ ‬الشاملة‭ ‬بكل‭ ‬الأشكال‭ ‬التي‭ ‬يبيحها‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬لشعب‭ ‬واقع‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال”‭. ‬ومن‭ ‬نافل‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬الشكل‭ ‬الرئيسي،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الأشكال،‭ ‬تحدده‭ ‬طبيعة‭ ‬المرحلة‭. ‬ولكن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬ان‭ ‬العدو‭ ‬قد‭ ‬حدد‭ ‬بالفعل‭ ‬طبيعة‭ ‬المرحلة،‭ ‬وهي‭ ‬حرب‭ ‬الابادة‭ ‬التي‭ ‬يشنها‭ ‬بضراوة‭ ‬بهدف‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬“حسم‭ ‬الصراع”‭. ‬وفي‭ ‬مواجهة‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالمقاومة‭ ‬السلمية،‭ ‬بل‭ ‬انها‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬خيار‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للتطبيق‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬الحرب،‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تعني‭ ‬إلقاء‭ ‬السلاح‭ ‬ومنح‭ ‬العدو‭ ‬“نصراً‭ ‬مطلقاً”‭ ‬لم‭ ‬يستطع،‭ ‬ولن‭ ‬يستطيع،‭ ‬أن‭ ‬يحققه‭ ‬بالقوة‭ ‬العسكرية‭. ‬وهذا‭ ‬بالتأكيد‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقبله‭ ‬أي‭ ‬منا‭.‬

انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التوافقات‭ ‬الهامة،‭ ‬وترجمة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬التطبيق‭ ‬العملي،‭ ‬فإننا‭ ‬ندعو‭ ‬لقاءنا‭ ‬المنعقد‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬إقرار‭ ‬الخطوات‭ ‬التالية‭:‬

أولاً‭: ‬استكمال‭ ‬انضمام‭ ‬سائر‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ونعني‭ ‬بهذا‭ ‬حماس‭ ‬والجهاد‭ ‬الاسلامي،‭ ‬إلى‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭. ‬ويمكن‭ ‬لهذه‭ ‬الخطوة‭ ‬أن‭ ‬تنجز‭ ‬فوراً‭ ‬عبر‭ ‬تشكيل‭ ‬هيئة‭ ‬قيادية‭ ‬موحدة،‭ ‬تضم‭ ‬الكل‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬م‭.‬ت‭.‬ف‭.‬،‭ ‬وتؤمن‭ ‬الشراكة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬السياسي،‭ ‬دون‭ ‬المساس‭ ‬بصلاحيات‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭. ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬صيغة‭ ‬مؤقتة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تتوفر‭ ‬الظروف‭ ‬لعقد‭ ‬المجلس‭ ‬المركزي،‭ ‬بصفته‭ ‬مخولاً‭ ‬بصلاحيات‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني،‭ ‬لاتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬رسمي‭ ‬بانضمام‭ ‬حركتي‭ ‬حماس‭ ‬والجهاد‭ ‬الإسلامي‭ ‬إلى‭ ‬المنظمة‭ ‬وتمثيلهما‭ ‬في‭ ‬مؤسساتها‭ ‬القيادية‭ ‬أسوة‭ ‬بسائر‭ ‬فصائل‭ ‬المنظمة‭. ‬وينبغي‭ ‬إعادة‭ ‬التذكير،‭ ‬دوماً،‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الاجراءات‭ ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬سوى‭ ‬خطوات‭ ‬تمهيدية‭ ‬نحو‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬نصت‭ ‬عليه‭ ‬اتفاقيات‭ ‬المصالحة‭ ‬بشأن‭ ‬مشاركة‭ ‬الكل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬مجلس‭ ‬وطني‭ ‬جديد‭ ‬يتم‭ ‬اختياره‭ ‬بالانتخاب‭ ‬وفق‭ ‬التمثيل‭ ‬النسبي‭ ‬حيث‭ ‬أمكن،‭ ‬او‭ ‬بالتوافق‭ ‬حيث‭ ‬يتعذر‭ ‬الانتخاب‭.‬

ثانياً‭: ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬توافق‭ ‬وطني‭ ‬من‭ ‬كفاءات‭ ‬مستقلة،‭ ‬بمرجعية‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ووفق‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي،‭ ‬لتمارس‭ ‬صلاحياتها‭ ‬فوراً‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬فور‭ ‬وقف‭ ‬العدوان‭ ‬وانسحاب‭ ‬الغزاة،‭ ‬بهدف‭ ‬تجسيد‭ ‬وصون‭ ‬وحدة‭ ‬أراضي‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين،‭ ‬وتوحيد‭ ‬المؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬الحكومية‭ ‬والإدارية‭ ‬والأمنية‭ ‬والقضائية‭ ‬بين‭ ‬الشطرين،‭ ‬والاشراف‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬الاغاثة‭ ‬وإعادة‭ ‬الاعمار،‭ ‬والتمهيد‭ ‬لإجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬وتشريعية‭ ‬حرة‭ ‬ونزيهة‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬عملية‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬إلى‭ ‬الدولة‭.‬

ثالثاً‭: ‬اطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬سياسية‭ ‬فلسطينية‭ ‬تعلنها‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬باسم‭ ‬الكل‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وبالتشاور‭ ‬مع‭ ‬حلفائنا‭ ‬الدوليين،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‭ ‬والاتحاد‭ ‬الروسي،‭ ‬بهدف‭ ‬توظيف‭ ‬التحولات‭ ‬الايجابية‭ ‬التي‭ ‬ولّدتها‭ ‬معركة‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى،‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الأخير‭ (‬رقم‭ ‬2735‭ ‬بتاريخ‭ ‬10‭/‬6‭/‬2024‭)‬،‭ ‬وتقوم‭ ‬على‭ ‬الربط‭ ‬المحكم‭ ‬بين‭ ‬المفاوضات‭ ‬حول‭ ‬وقف‭ ‬العدوان‭ ‬وتبادل‭ ‬الأسرى،‭ ‬وبين‭ ‬افتتاح‭ ‬مسار‭ ‬سياسي‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬انهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬كامل‭ ‬الصلاحيات،‭ ‬يعقد‭ ‬تحت‭ ‬الرعاية‭ ‬الجماعية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ممثلة‭ ‬بالدول‭ ‬الخمس‭ ‬دائمة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬وعلى‭ ‬أساس‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬انسحاب‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬خطوط‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬حزيران‭ ‬67،‭ ‬وانجاز‭ ‬استقلال‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬ذات‭ ‬السيادة‭ ‬الكاملة‭ ‬بعاصمتها‭ ‬القدس،‭ ‬وحل‭ ‬قضية‭ ‬اللاجئين‭ ‬وفق‭ ‬القرار‭  ‬194‭ ‬الذي‭ ‬يكفل‭ ‬حق‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الديار‭. ‬وتجسيدا‭ ‬لهذه‭ ‬المبادرة‭ ‬يتم‭ ‬تشكيل‭ ‬وفد‭ ‬موحد‭ ‬يضم‭ ‬الكل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وفقاً‭ ‬لصيغة‭ ‬2014،‭ ‬لإدارة‭ ‬المفاوضات‭ ‬بجميع‭ ‬مراحلها،‭ ‬بدءاً‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وتبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬تمثيل‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭.‬

اننا،‭ ‬أيها‭ ‬الأخوة،‭ ‬نستصرخكم‭ ‬باسم‭ ‬معاناة‭ ‬شعبنا‭ ‬الأبي،‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬صموده‭ ‬مفخرة‭ ‬لكل‭ ‬أحرار‭ ‬الأرض،‭ ‬أن‭ ‬تضعوا‭ ‬جانباً‭ ‬كل‭ ‬الاعتبارات‭ ‬الذاتية‭ ‬وأن‭ ‬تأخذوا‭ ‬بهذه‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬نثق‭ ‬أنكم‭ ‬تدركون‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تستلهم‭ ‬سوى‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬العليا‭. ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬الحالات‭ ‬وبالحد‭ ‬الأدنى،‭ ‬فإننا‭ ‬ندعوكم‭ ‬إلى‭ ‬التوافق‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬ملزم‭ ‬للجميع‭ ‬بالكف‭ ‬عن‭ ‬التراشق‭ ‬الإعلامي‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬معيباً‭ ‬ومخزياً‭ ‬ولا‭ ‬طائل‭ ‬من‭ ‬ورائه‭ ‬لأحد‭. ‬بهذا،‭ ‬بهذا‭ ‬فقط،‭ ‬نستطيع‭ ‬حقاً‭ ‬أن‭ ‬نهدي‭ ‬لشعبنا‭ ‬بشرى‭ ‬الفرحة‭ ‬الكبرى‭ ‬بإعلان‭ ‬إنهاء‭ ‬الانقسام‭.‬