دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية: حول جرائم المستوطنين لهذه الأسباب.. ندعو إلى تسليح الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية في مواجهة ارهاب المستوطنين

سبتمبر 9, 2024

لا‭ ‬يمكن‭ ‬النظر‭ ‬الى‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬المستوطنون‭ ‬اليهود‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بحماية‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬بأنها‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬ان‭ ‬احد‭ ‬أسباب‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬يرتكبه‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬والمستوطنون‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬ضد‭ ‬الأرض‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬الضفة،‭ ‬وآخرها‭ ‬العدوان‭ ‬المتكرر‭ ‬الذي‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬المدن‭ ‬والمخيمات‭ ‬الفلسطينية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الاطار،‭ ‬يمكن‭ ‬ايراد‭ ‬عشرات‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬ارتكبت‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬تاريخ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬منها‭ ‬احراق‭ ‬بلدة‭ ‬حوارة‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬نابلس‭ ‬شمال‭ ‬الضفة‭ (‬شباط‭ ‬2023‭)‬،‭ ‬خطف‭ ‬الفتى‭ ‬محمد‭ ‬أبو‭ ‬خضير‭ ‬من‭ ‬حي‭ ‬شعفاط‭ ‬بالقدس‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬مستوطنين‭ ‬وأحراقه‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة،‭ ‬اقدام‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المستوطنين‭ ‬على‭ ‬احراق‭ ‬منزل‭ ‬عائلة‭ ‬دوابشة‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬دوما‭ ‬في‭ ‬نابلس‭ ‬واستشهاد‭ ‬رضيع‭ (‬18‭ ‬شهرا‭) ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬عشرات‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬استشهدوا‭ ‬برصاص‭ ‬مستوطنين‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭ ‬وحقولهم‭ ‬وفي‭ ‬الطرقات‭ ‬او‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والأماكن‭ ‬العامة‭..‬‮ ‬

الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬ادانوا‭ ‬جرائم‭ ‬المستوطنين‭. ‬منهم‭ ‬من‭ ‬وصف‭ ‬عملياتهم‭ ‬الاجرامية‭ ‬بأنها‭ ‬مروعة‭ ‬ونتيجة‭ ‬مباشرة‭ ‬لسياسة‭ ‬الاستيطان‭ ‬ولتكرار‭ ‬حالات‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب،‭ ‬وآخرون‭ ‬طالبوا‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بوقف‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬غير‭ ‬المقبولة‭ ‬فورا،‭ ‬فيما‭ ‬بعضهم‭ ‬قال‭ ‬ان‭ ‬هجمات‭ ‬المستوطنين‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭.. ‬وعشرات‭ ‬المواقف‭ ‬والتصريحات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬أوقفت‭ ‬جرائم‭ ‬ولا‭ ‬حدت‭ ‬من‭ ‬فاشيتها‭ ‬ونازيتها،‭ ‬بل‭ ‬ان‭ ‬بعض‭ ‬العصابات‭ ‬الصهيونية‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬تحديها‭ ‬للمواقف‭ ‬الغربية‭ ‬بتوسيع‭ ‬دائرة‭ ‬اجرامها‭ ‬وعملياتها‭ ‬الاستيطانية‭..‬‮ ‬

النتيجة‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬ان‭ ‬المستوطنين‭ ‬يزدادون‭ ‬شراسة‭ ‬وفاشية،‭ ‬وقياداتهم‭ ‬تتوسع‭ ‬في‭ ‬التضييق‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أصحاب‭ ‬الأرض‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬قوانين‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هيئات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬لا‭ ‬سلطة‭ ‬قانونية‭ ‬لها‭ ‬بالأساس‭ ‬على‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬شعب‭ ‬آخر‭ ‬وأراض‭ ‬فلسطينية‭ ‬محتلة،‭ ‬او‭ ‬بقرارات‭ ‬عسكرية‭ ‬وإدارية‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬واجهزته‭ ‬المختلفة،‭ ‬او‭ ‬باجراءات‭ ‬ميدانية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬واقع‭ ‬احتلالي‭ ‬واستيطاني‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشريع‭ ‬عمليات‭ ‬نهب‭ ‬الأراضي‭ ‬او‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬المستوطنين‭ ‬اذونات‭ ‬للسماح‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬مقابل‭ ‬التضييق‭ ‬على‭ ‬البناء‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وهدم‭ ‬المبني‭ ‬منها‭ ‬بذريغة‭ ‬انها‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭.‬

وفيما‭ ‬يواصل‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزه‭ ‬منذ‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬اشهر،‭ ‬تتواصل‭ ‬عمليات‭ ‬الإبادة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬لجهة‭ ‬فرض‭ ‬مخطط‭ ‬الضم‭ ‬والحسم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هيئات‭ ‬رسمية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬استيطانية‭ ‬تعمل‭ ‬وفق‭ ‬اجندتها‭ ‬الخاصة،‭ ‬غير‭ ‬آبهة‭ ‬بالمواقف‭ ‬الدولية‭ ‬المنددة‭. ‬فمنذ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬سجلت‭ ‬مؤسسات‭ ‬فلسطينية‭ ‬ودولية‭ ‬ارتكاب‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬اعتداء‭ ‬ضد‭ ‬فلسطينيين‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬مستوطنين‭ ‬توزعت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬اطلاق‭ ‬نار‭ ‬ودهس‭ ‬واحراق‭ ‬منازل‭ ‬وحقول‭ ‬واقتحامات‭ ‬لمدن‭ ‬ومخيمات‭ ‬وتجمعات‭ ‬نائية‭ ‬واقتلاع‭ ‬أشجار‭ ‬وقطع‭ ‬طرق‭..‬‮ ‬اضافة‭ ‬الى‭ ‬عمليات‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬بالقصف‭ ‬والاقتحامات‭ ‬والتمدير‭ ‬والاعتقال‭..‬

هدف‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬سرا،‭ ‬بل‭ ‬ان‭ ‬عشرات‭ ‬المسؤولين‭ ‬الاسرائيلين‭ ‬ومنهم‭ ‬وزراء‭ ‬ومسؤولي‭ ‬اجهزة‭ ‬امنية‭ ‬وعسكرية‭ ‬يجاهرون‭ ‬بإعلان‭ ‬مسؤوليتهم‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬وأهدافها‭ ‬التي‭ ‬تتلخص‭ ‬في‭ ‬تهجير‭ ‬العدد‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وما‭ ‬خطة‭ ‬سموترتيتش‭ ‬الأخيرة‭ ‬بتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬وصلاحيات‭ ‬السيطرة‭ ‬الأمنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والمدنية‭ ‬للجيش‭ ‬ومؤسساته‭ ‬الا‭ ‬احد‭ ‬النماذج‭ ‬عن‭ ‬عشرات‭ ‬الخطط‭ ‬التي‭ ‬يشرف‭ ‬على‭ ‬تنفيذها‭ ‬مسؤولون‭ ‬كبار‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬والجيش‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

‮ ‬فوزير‭ ‬المالية‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬سموتريتش‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬خطة‭ ‬واضحة لمنع‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬اعداد‭ ‬المستوطنات‭ ‬اليهودية‭ ‬والمستوطنين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭.‬‮ ‬ووزير‭ ‬الأمن‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬يدعو‭ ‬الى‭ ‬إطلاق‭ ‬العنان‭ ‬لإقامة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬البؤر‭ ‬الاستيطانية‭ ‬وشن‭ ‬عملية‭ ‬عسكرية‭ ‬واسعة‭ ‬يتم‭ ‬خلالها‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬آلاف‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬بينما‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تحاول‭ ‬ان‭ ‬تصور‭ ‬للعالم‭ ‬انها‭ ‬تطبق‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬عبر‭ ‬انتقاد‭ ‬رئيسها‭ ‬لما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬المستوطنون‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭..‬

مواقف‭ ‬نتن‭ ‬ياهو‭ ‬لا‭ ‬تغير‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬ان‭ ‬حكومة‭ ‬اليمين‭ ‬الفاشي‭ ‬والعنصري‭ ‬في‭ ‬اسرائيل‭ ‬بجميع‭ ‬مكوناتها‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬تسليح‭ ‬المستوطنين،‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬وزراء‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬ومؤسسات‭ ‬استيطانية‭ ‬او‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬نفسه‭ ‬ومؤسسات‭ ‬امنية‭. ‬وقد‭ ‬اعترف‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬انه‭ ‬قام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وزارته‭ ‬بتسليح‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬مستوطن‭ ‬وان‭ ‬هناك‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬طلب‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬الوزارة،‭ ‬مضافا‭ ‬اليها‭ ‬نحو‭ ‬165‭ ‬الف‭ ‬قطعة‭ ‬سلاح‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬وزعت‭ ‬على‭ ‬المستوطنين‭ ‬قبل‭ ‬عملية‭ ‬طوفان‭ ‬الاقصى،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬بأن‭ ‬جرائم‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بجيشها‭ ‬ومستوطنيها،‭ ‬ليست‭ ‬معزولة‭ ‬عن‭ ‬المخطط‭ ‬الذي‭ ‬تسعى‭ ‬إسرائيل‭ ‬الى‭ ‬فرضه‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وهو‭ ‬مخطط‭ ‬الضم،‭ ‬غير‭ ‬آبهة‭ ‬بالادانات‭ ‬والمناشدات‭ ‬والمواقف‭ ‬الدولية‭ ‬والاممية‭ ‬الرافضة‭ ‬لممارسات‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الضفة‭.‬

ما‭ ‬تقدمه‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬وتقارير‭ ‬السفارات‭ ‬الغربية‭ ‬عن‭ ‬اتساع‭ ‬حدة‭ ‬جرائم‭ ‬المستوطنين‭ ‬لا‭ ‬تعبر‭ ‬سوى‭ ‬عن‭ ‬جزء‭ ‬بسيط‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬المدن‭ ‬والمخيمات‭ ‬والتجمعات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬عرضة‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬لعدوان‭ ‬المستوطنين‭ ‬وجرائمهم،‭ ‬التي‭ ‬تترافق‭ ‬مع‭ ‬عدوان‭ ‬متكرر‭ ‬ينفذه‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬والمخيمات،‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬شراكة‭ ‬فعليه‭ ‬وتوزيع‭ ‬في‭ ‬الأدوار‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬ومنظمات‭ ‬الاستيطان‭ ‬التي‭ ‬تنشط‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬طبيعي‭ ‬في‭ ‬الضفة،‭ ‬وهي‭ ‬مدججة‭ ‬باحدث‭ ‬أنواع‭ ‬الأسلحة‮  ‬وبعقيدة‭ ‬استئصالية‭ ‬وفاشية‭ ‬لا‭ ‬تؤمن‭ ‬سوى‭ ‬بالقتل‭ ‬والإرهاب‭ ‬وسيلة‭ ‬لتحقيق‭ ‬مخططاتها،‭ ‬في‭ ‬تكرار‭ ‬لتجربة‭ ‬العام‭ ‬1948،‭ ‬عنما‭ ‬ارتكبت‭ ‬العصابات‭ ‬اليهودية‭ ‬عشرات‭ ‬المجازر‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬تهجير‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬ثلاثة‭ ‬ارباع‭ ‬المليون‭ ‬فلسطيني‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬لاجئين‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬المجاورة‭ ‬وداخل‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزه‭.‬

الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ينظر‭ ‬الى‭ ‬مواقف‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬خاصة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬جرائم‭ ‬المستوطنين‮ ‬‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مجرد‭ ‬عنف‭ ‬باعتبارها‭ ‬شريكة‭ ‬في‭ ‬الجريمة‭ ‬وتمارس‭ ‬النفاق‭ ‬السياسي،‭ ‬في‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬مواقفها‭ ‬من‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ومن‭ ‬عملية‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬كرد‭ ‬فعل‭ ‬طبيعي‭ ‬ومطلوب‭ ‬على‭ ‬اجرام‭ ‬وإرهاب‭ ‬إسرائيلي‭ ‬متعدد‭ ‬الاشكال‭ ‬تراكم‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭. ‬فهي‭ ‬تتجاهل‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الإستيطان‭ ‬والإحتلال‭ ‬هما‭ ‬أرقى‭ ‬أشكال‭ ‬الإرهاب‭ ‬حسب‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية،‭ ‬وان‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬فردية‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬بسيط‭ ‬من‭ ‬المستوطنين،‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬تشجيع‭ ‬لدولة‭ ‬الإحتلال‭ ‬ولقادة‭ ‬ومنظمات‭ ‬المستوطنين‭ ‬وميليشياتهم‭ ‬على‭ ‬الإستمرار‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائمهم،‭ ‬فكل‭ ‬الإستيطان‭ ‬غير‭ ‬شرعي‭ ‬وإرهاب‭ ‬وكذلك‭ ‬الاحتلال‭ ‬الذي‭ ‬يرعى‭ ‬ويشجع‭ ‬ويشرعن‭ ‬سرقة‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭.‬‮ ‬

لكل‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬دعونا‭ ‬في‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‭ ‬إلى‭ ‬تسليح‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وتشكيل‭ ‬لجان‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬والمخيمات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لمواجهة‭ ‬عصابات‭ ‬المستوطنين‭ ‬واقتحامات‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال،‭ ‬لتكون‭ ‬الدرع‭ ‬الواقي‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬للسلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وكي‭ ‬يدافعا‭ ‬معا‭ ‬عن‭ ‬الأرض‭ ‬والكرامة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ورفع‭ ‬كلفة‭ ‬الوجود‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الاحتلالي‭ ‬والاستعماري‭ ‬للأرض‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وإطلاق‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬أن‭ ‬شعبنا‭ ‬سئم‭ ‬النداءات‭ ‬والشكاوى‭ ‬والمواقف‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬صدى‭ ‬لها،‭ ‬وسيأخذ‭ ‬قضيته‭ ‬بيده،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭ ‬ومهما‭ ‬تطلب‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تضحيات،‭ ‬وكي‭ ‬يفهم‭ ‬الاحتلال‭ ‬جيداً‭ ‬أن‭ ‬أرضنا‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬مستباحةً،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬شبر‭ ‬منها‭ ‬سيكلف‭ ‬الاحتلال‭ ‬غالياً‭.‬