دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية: استمرار محاولات شيطنة الأونروا واستهداف وجودها

سبتمبر 1, 2024


المخيمات‭ ‬خزان‭ ‬المقاومة‭ ‬وحاضنة‭ ‬النضال‭ ‬الوطني،‭ ‬وحمايتها‭ ‬مسؤولية‭ ‬وطنية‭ ‬واجب‭ ‬الجميع‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭ ‬وعن‭ ‬مكانتها

في‭ ‬تعقيب‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬العدو‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬استهدافه‭ ‬لوكالة‭ ‬الغوث‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بها،‭ ‬اصدرت‭ ‬دائرة‭ ‬وكالة‭ ‬الغوث‭ ‬في‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‭ ‬بيانا‭ ‬سياسيا‭ ‬قالت‭ ‬فيه‭:‬

لم‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬شك‭ ‬بأن‭ ‬احد‭ ‬اهم‭ ‬اهداف‭ ‬حرب‭ ‬الابادة‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬كما‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس،‭ ‬هو‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬وكالة‭ ‬الأونروا‭ ‬في‭ ‬الاراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬حقيقة‭ ‬التدمير‭ ‬الممنهج‭ ‬لكافة‭ ‬المخيمات‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬واستكمال‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬التدميرية‭ ‬على‭ ‬مخيمات‭ ‬الضفة‭ ‬والقدس‭.‬

ان‭ ‬وقائع‭ ‬العدوان‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزه‭ ‬تؤكد‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة،‭ ‬خاصة‭ ‬لجهة‭ ‬استهداف‭ ‬وتدمير‭ ‬كل‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬ومقومات‭ ‬وجود‭ ‬الاونروا‭ ‬سواء‭ ‬بالضغط‭ ‬على‭ ‬النازحين‭ ‬من‭ ‬المخيمات‭ (‬1900,000‭ ‬نازح‭)‬،‭ ‬او‭ ‬في‭ ‬استشهاد‭ ‬عدد‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬من‭ ‬موظفي‭ ‬الوكالة‭ (‬212‭ ‬موظف‭) ‬تدمير‭ ‬مراكز‭ ‬الاونروا‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬المستودعات‭ ‬ومراكز‭ ‬الايواء‭ (‬190‭ ‬مركزا‭) ‬و‭ (‬17‭ ‬مركز‭ ‬صحي‭) ‬اضافة‭ ‬الى‭ ‬عشرات‭ ‬المدارس،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬مطالبة‭ ‬بتحمل‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬ازاء‭ ‬ملاحقة‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬القانوني‭ ‬والقضائي‭.‬

ان‭ ‬استهداف‭ ‬المخيمات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتهجير‭ ‬اهلها‭ ‬هو‭ ‬استكمال‭ ‬لمسلسل‭ ‬شيطنة‭ ‬الأونروا‭ ‬والتحريض‭ ‬عليها‭ ‬امام‭ ‬المانحين،‭ ‬وان‭ ‬المخيمات‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬محل‭ ‬استهداف‭ ‬باعتبارها‭ ‬احدى‭ ‬مكونات‭ ‬حق‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الاونروا‭ ‬والقرار‭ ‬194‭. ‬لذلك‭ ‬فان‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المخيمات‭ ‬هو‭ ‬دفاع‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬عن‭ ‬وكالة‭ ‬الغوث‭ ‬وحق‭ ‬العودة‭. ‬واذا‭ ‬كانت‭ ‬اسرائيل‭ ‬تدرك‭ ‬اهمية‭ ‬المخيمات‭ ‬كونها‭ ‬خزان‭ ‬المقاومة‭ ‬وحاضنة‭ ‬النضال‭ ‬الوطني‭ ‬منذ‭ ‬النكبة،‭ ‬فان‭ ‬تصفيتها‭ ‬يشكل‭ ‬نقطة‭ ‬مركزية‭ ‬في‭ ‬المخطط‭ ‬الاسرئيلي‭ ‬الذي‭ ‬يطال‭ ‬اليوم‭ ‬مخيمات‭ ‬الضفة،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬المخطط‭ ‬الاساس‭ ‬والمعروف‭ ‬بمخطط‭ ‬الحسم‭ ‬والضم‭..‬

وليس‭ ‬صدفة‭ ‬ان‭ ‬مساعي‭ ‬الاستهداف‭ ‬تجري‭ ‬بوتيرة‭ ‬متسارعة‭ ‬وعلى‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ (‬تدمير‭ ‬المخيمات،‭ ‬قتل‭ ‬موظفي‭ ‬الوكالة‭ ‬وتدمير‭ ‬مقراتها،‭ ‬التحريض‭ ‬ضد‭ ‬الاونروا‭ ‬باعتبارها‭ ‬منظمة‭ ‬ارهابية،‭ ‬اقفال‭ ‬مقراتها‭ ‬وسن‭ ‬قوانين‭ ‬في‭ ‬الكنيست‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬ضدها‭ .. ‬واخيرا‭ ‬شراء‭ ‬إعلانات‭ ‬على‭ ‬جوجل‭ ‬لمنع‭ ‬المستخدمين‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬التبرعات‭ ‬للوكالة‭ ‬والقيام‭ ‬بحملة‭ ‬تشهير‭ ‬ضدها،‭ ‬والاخيرة‭ ‬تعتبر‭ ‬جريمة‭ ‬موصوفة‭ ‬على‭ ‬وكالة‭ ‬الغوث‭ ‬متابعتها‭ ‬بجرأة‭ ‬حتى‭ ‬النهاية،‭ ‬لادانة‭ ‬اسرائيل‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬عدوان‭ ‬صريح‭ ‬وعلني‭ ‬على‭ ‬احدى‭ ‬منظمات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

ان‭ ‬المخطط‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬باستهداف‭ ‬حق‭ ‬العودة‭ ‬ومرتكزاته‭ ‬المختلفة‭ ‬وصل‭ ‬الى‭ ‬مستوى‭ ‬متقدم‭ ‬من‭ ‬الخطورة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬جائزا‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بمواقف‭ ‬شجب‭ ‬وادانة‭ ‬فقط،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬الهيئات‭ ‬الرسمية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬مطالبة‭ ‬بفعل‭ ‬مباشر‭ ‬يضع‭ ‬الامم‭ ‬المتحدة‭ ‬والدول‭ ‬المانحة‭ ‬امام‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬لجهة‭ ‬توفير‭ ‬التغطية‭ ‬لمعركة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬حقه‭ ‬بالعودة‭ ‬بكافة‭ ‬عناوينه،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬وكالة‭ ‬الغوث‭ ‬والاونروا‭.. ‬خاصة‭ ‬وان‭ ‬التحديات‭ ‬الوجودية‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬المالية‭ ‬والسياسية‭ ‬والقانونية‭ ‬باتت‭ ‬موضع‭ ‬قلق‭ ‬جدي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمسقبل‭ ‬وكالة‭ ‬الغوث‭ ‬وخدماتها‭..‬

وعليه‭ ‬فان‭ ‬دائرة‭ ‬وكالة‭ ‬الغوث‭ ‬في‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬المخططات‭ ‬باتت‭ ‬تستدعي‭ ‬توحيد‭ ‬الجهود‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬ادارة‭ ‬وكالة‭ ‬الاونروا‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬المضيفة‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬المانحة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬للتصدي‭ ‬لهذه‭ ‬المشاريع‭ ‬وحماية‭ ‬الاونروا‭ ‬مما‭ ‬يخطط‭ ‬لها‭:‬

‭- ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الاونروا‭: ‬دعوتها‭ ‬للصمود‭ ‬وعدم‭ ‬الخضوع‭ ‬لسياسة‭ ‬الابتزاز‭ ‬المالي‭ ‬والسياسي‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬المانحة،‭ ‬ووقف‭ ‬اية‭ ‬قرارات‭ ‬تعسفية،‭ ‬خضوعا‭ ‬لاملاءات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬والعمل‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬دعاوى‭ ‬قضائية‭ ‬ضد‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وضد‭ “‬غوغل‭” ‬لتحريضها‭ ‬والاساءة‭ ‬لسمعة‭ ‬الاونروا،‭ ‬واللجوء‭ ‬لتعزيز‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭ ‬والشراكة‭ ‬مع‭ ‬مكونات‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬اماكن‭ ‬تواجدهم،‭ ‬بهدف‭ ‬تشكيل‭ ‬درع‭ ‬واق‭ ‬لحماية‭ ‬الأونروا‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها‭.‬

‭- ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الفلسطيني‭: ‬توحيد‭ ‬جهود‭ ‬الكل‭ ‬الوطني‭ ‬الرسمي‭ ‬والفصائلي‭ ‬والنقابي‭ ‬والشعبي‭ ‬للتصدي‭ ‬للمخططات‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬الامريكية،‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬شطب‭ ‬الاونروا‭ ‬وحق‭ ‬العودة،‭ ‬واعتماد‭ ‬استراتيجية‭ ‬واضحة‭ ‬تحاكي‭ ‬كافة‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تتهدد‭ ‬اللاجئين‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬اماكن‭ ‬تواجدهم‭.‬

‭- ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الدول‭ ‬المضيفة‭: ‬تنسيق‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬اللجنة‭ ‬الاستشارية،‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬تولي‭ ‬اسبانيا‭ ‬رئاسة‭ ‬اللجنة،‭ ‬لما‭ ‬يشكله‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬لمراكمة‭ ‬الدعم‭ ‬لحقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬والضغط‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬عزل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تتبنى‭ ‬الموقف‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬داخل‭ ‬اللجنة‭ ‬وحثها‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬شراكتها‭ ‬في‭ ‬العدوان‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وضد‭ ‬الأونروا‭.‬

ختاما‭ ‬تؤكد‭ ‬دائرة‭ ‬وكالة‭ ‬الغوث‭ ‬في‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ان‭ ‬شعبنا‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الصامد‭ ‬صمود‭ ‬الجبال‭ ‬سيبقى‭ ‬مدافعا‭ ‬عن‭ ‬حقوقه‭ ‬الوطنية‭ ‬خاصة‭ ‬حق‭ ‬العودة،‭ ‬متمسكا‭ ‬بالاونروا‭ ‬ودورها‭ ‬وخدماتها،‭ ‬كونها‭ ‬الشاهد‭ ‬على‭ ‬نكبته‭ ‬وجسر‭ ‬العبور‭ ‬نحو‭ ‬عودته‭ ‬الى‭ ‬أرضه‭ ‬ودياره‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬وفقا‭ ‬للقرار‭ ‬194،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬التحديات‭ ‬والتضحيات‭. ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬تكالب‭ ‬دولي‭ ‬ومن‭ ‬مجازر‭ ‬وحشية‭ ‬وتجويع‭ ‬وابادة‭ ‬جماعية‭ ‬لم‭ ‬يسجل‭ ‬لها‭ ‬التاريخ‭ ‬مثيلا‭.‬‭ ‬ولأن‭ ‬الاحتلال‭ ‬مهما‭ ‬طال‭ ‬فانه‭ ‬الى‭ ‬زوال،‭ ‬وشمس‭ ‬الحرية‭ ‬مهما‭ ‬غابت‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬انها‭ ‬ستشرق‭ ‬لتنير‭ ‬سماء‭ ‬فلسطين‭ ‬محررة‭ ‬من‭ ‬القهر‭ ‬والعدوان‭ ‬والاحتلال‭..‬