خيارات المشاركة
الاخبار
دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية: في ذكرى صدور القرارين 302، 194 واليوم العالمي لحقوق الانسان: نتسمك بالاونروا وخدماتها حتى انجاز حق العودة، ونرفض اية بدائل عنها
ماجده المصري تعقيباً على أحداث جنين: ندعو إلى حوار وطني اجتماعي يصون النسيج الاجتماعي والوحدة الداخلية
الديمقراطية تلتقي السفير الصيني لدى دولة فلسطين، ويتباحث معه في آخر التطورات السياسية والحرب على غزة، ويشيد بما تضمنته رسالة الرئيس الصيني في اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا
فـهد سليمان يهنئ الرئيسين برِّي وميقاتي والشيخ قاسم بصمود الشعب اللبناني ومقاومته وانتصاره على العدوان
فهد سليمان: إسرائيل تسعى إلى حرب إقليمية تحقق لها ما عجزت عن تحقيقه بقوة القتل والتدمير
الرفيق فهد سليمان الأمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في حديث لصحيفة «صوت الشعب» التونسية:
1 – الأكيد أن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية يمثل منعرجا في سيرورة الحرب العدوانية الصهيونية وعلى اداء المقاومة الفلسطينية في الآن ذاته. كيف تقرؤون هذا المنعرج، وماهو المطلوب منكم كحركة تحرر وطني؟
أولا الشكر لصحيفة «صوت الشعب» ومن خلالها الى الشعب التونسي الشقيق بجميع مكوناته السياسية والشعبية والنقابية والثقافية على تفاعلهم مع تطورات حرب الإبادة المتواصلة ضد شعبنا منذ اكثر من عشرة اشهر على يد الفاشية الصهيونية وشركائها من الدول الغربية.
ثانيا، لا يمكن ان ننظر الى جريمة اغتيال القائد إسماعيل هنية الا باعتبارها امتداد للحرب العدوانية على قطاع غزه، وهي، وان كانت تعكس ارباكا واضحا وفشلا في تحقيق الاهداف المعلنة من قبل العدو لهذه الحرب، الا انها رسالة متعددة الأوجه:
أولا باتجاه فصائل المقاومة بأن فشل العدو في تحقيق أهدافه سواء بتصفية فصائل المقاومة وبنيتها التحتية او باستعادة اسراه احياء او بفرض مخطط التهجير الجماعي والقسري لابناء القطاع، انما سيدفعه الى ملاحقة قادة المقاومة في لبنان وسوريا وطهران، بهدف اشعار المقاومة وقادتها بأن إسرائيل قادرة على استهدافهم أينما كانوا، وان ليس هناك من مكان آمن لهم لا في قطاع غزه وفلسطين بشكل عام ولا في أي منطقة اخرى.. الامر الذي من شأنه ان يقود الى حرب شاملة بدأت ملامحها تتضح اكثر فأكثر.
ثانيا باتجاه الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة، بهدف تأكيد الوظيفة التاريخية التي عهدت الى الكيان من قبل الدول الغربية، ومفاد هذه الرسالة أن إسرائيل قادرة على ضرب قوى المقاومة وحركات التحرر أينما كانت. خاصة بعد سقوط قوة الردع الإسرائيلية بنتيجة عملية طوفان الاقصى التي شكلت زلزالا كبيرا ستبقى نتائجه ماثلة امام الجميع لعقود قادمة، لكن اغتيال القائد هنية، وان كانت خسارة كبرى لشعبنا ولكل قوى المقاومة، الا انها محاولة يائسة وعاجزة عن استعادة هيبة الاحتلال وجيشه، خاصة بعد الحشد العسكري الأمريكي والغربي الواسع في البحر المتوسط، ما يؤكد فشل الاحتلال وعجزه عن الدفاع عن نفسه..
ثالثا باتجاه ايران وحزب الله اللذين يخوضان حربا حقيقية ضد العدو الإسرائيلي، سواء من خلال جبهات الاسناد في لبنان واليمن كمثال او عبر احتضان ايران لفصائل المقاومة ومدها بكل اشكال الدعم المطلوب. وباعتقادنا ان استهداف الشهيد القائد إسماعيل هنية في قلب العاصمة الإيرانية لم يكن ليتم، لو لم يكن العدو قد حصل على ضوء اخضر امريكي، وهذا ما يفسر مسارعة الولايات المتحدة بارسال اساطيلها ومدمراتها الى المنطقة، رغم ان اسرائيل هي المعتدية على دول ذات سيادة، وهي أيضا التي تسعى بأفعالها على جر المنطقة الى حرب شاملة.
في معظم الحالات نحن الآن امام تطور جديد يتمثل بسعي إسرائيل الى حرب إقليمية تحقق لها ما عجزت عن تحقيقه بقوة القتل والتمدير وخروب الإبادة والتجويع التي ترتكب في قطاع غزه. وهذا ما يضعنا كحركة تحرر فلسطينية وعربية امام مسؤولياتنا لجهة الاستعداد لما هو قادم سواء بمواصلة عملية الدفاع عن ارضنا وسيادتنا وحقوقنا او برفع درجة التنسيق بين كافة قوى المقاومة بالاستفادة من تجربة الوحدة الميدانية بين كافة الاذرع العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزه، رغم ان العدو اعجز من أن يقوم بحرب مفتوحة على اكثر من جبهة بدون مساعدة من الولايات المتحدة بشكل خاص. وبالتالي، وبغض النظر عن تداعيات أي حرب محتملة، فمن يتحمل مسؤوليتها هما إسرائيل والولايات المتحدة.
2 – كيف تستقرؤون التداعيات الإقليمية والدولية لهذا الاغتيال؟
ان جريمة اغتيال الأخ القائد أبو العبد هنية، وان كانت تقع في مسار عمليات الاغتيال التي اعتادت عليها إسرائيل منذ بدء الصراع مع المشروع الصهيوني، الا انها تشكل تحولا في توقيتها ومكانها. وإذا كانت حركة حماس هي المستهدف المباشر بالعملية، الا ان إسرائيل وبشخص نتنياهو تحديدا ارادت خلط الأوراق، سواء لاحداث ارباك على المستوى التنظيمي للحركة، وهو ما لم تنجح به، او في محاولة يائسة لفرض صفقة تستجيب للمطالب الإسرائيلية بشكل كامل وهو ما لم يتحقق أيضا.
اما في التداعيات الإقليمية، فان جريمة الاغتيال تمثل نقطة مفصلية في تطور الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وهي تكتسي ابعادا اقليمية ودولية، لأن الحرب الحالية تختلف عما سبقها من حروب ومواجهات، سواء خلال الانتفاضة الاولى او الثانية لجهة جذريتها وامتداداتها ومدتها الزمنية وحجم التضحيات التي قدمت، وبالتفعيلات التي احدثتها، كونها ابرزت نقاط الضعف الموجودة في هذا الكيان، وكشفت عجز النظام الرسمي العربي عن دعم القضية الوطنية الفلسطينية.
إن رئيس حكومة الفاشية الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لم يكف عن إشعال نار المنطقة بجرائمه الإرهابية، مستهدفاً قادة المقاومة ومناضليها، في فلسطين ولبنان وايران، دون أي حساب لأي رد فعل من المجتمع الدولي، بالترافق مع ارتكاب المجازر في أماكن إيواء النازحين في قطاع غزة، مستنداً في ذلك إلى تأكيد الولايات المتحدة، استعدادها لدعمه وإسناده عسكرياً، وقد ترجمت ذلك في تحشيد أساطيلها في المنطقة، واستنفار قواعدها العسكرية، والعمل مع «الشركاء» العرب والأطلسيين، لبناء حلف عسكري في المنطقة تحت مسمى «الدفاع عن إسرائيل»، وهو الأمر الذي يزيد القيادة الفاشية في تل أبيب غياً وتغولاً، في عالم الجريمة المنظمة ضد شعبنا في حرب إبادة لم تتوقف خلال أكثر من 300 يوم.
ان عملية اغتيال الأخ القائد إسماعيل هنية وان كانت تعكس وجه إسرائيل الحقيقي التي لا تتوانى عن ارتكاب المجازر كما يحدث في قطاع غزه واللجوء الى عمليات الاغتيال، انما تسلط الضوء على البعد الاقليمي للصراع الدائر. فمنذ بداية الاحداث اخذت الامور بتداعيات اقليمية معينة، وتمثلت بالجهد المساند للنضال الفلسطيني الجاري، الذي وصل الى نقطة مفصلية تتمثل بأنه بات امام استحقاقات معينة شروطها باتت متوفرة للانتقال الى حرب اقليمية.. اذا نحن نقف الآن على شفا حرب اقليمية والايام القادمة ستكشف ذلك.
3 – جاءت عملية الاغتيال الجبانة بعد لقاء بكين للفصائل الفلسطينية. كيف تسير الأمور صلب الفعاليات الفلسطينية و هل تتقدم لتنفيذ ما تم الامضاء عليه؟
من المؤكد ان إسرائيل والولايات المتحدة لا يروق لهما رؤية انجاز الشعب الفلسطيني لوحدة وطنية تنهي الانقسام وتضع القضية الفلسطينية في مسار نضالي مختلف. ونحن في الجبهة الديمقراطية دعونا منذ اليوم الأول للعدوان الى مغادرة الحسابات الفئوية والفصائلية الضيقة وعدم الرهان على العامل الخارجي، واعتبار ان وحدة المقاومة بجميع فصائلها والتحامها مع شعبها هي العامل الحاسم للتحرر من قبضة الفيتو الذي يفرضه الحلف المعادي على وحدتنا.
لذلك دعونا ونكرر دعوتنا عبر صحيفة «صوت الشعب» الى انعقاد الإطار القيادي الوطني المؤقت، في أسرع وقت، للشروع بترجمة مخرجات إعلان بكين الذي شكل خطوة متقدمة لجهة نصه على تشكيل هذا الإطار الجامع وحكومة وفاق وطني، ومقاومة شعبية بمختلف أشكالها. هنا تكمن أهمية العمل الآن على تشكيل حكومة الوفاق الوطني من الفعاليات والكفاءات لإدارة الشأن العام في أراضي السلطة الفلسطينية، بما فيها قطاع غزة، وقطع الطريق على الخطط والسيناريوهات والمحاولات الهادفة إلى تمزيق أراضي دولة فلسطين، وتقويض مشروعنا الوطني، وتصفية الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا.
ونحن نعتقد إن الإسراع في إنعقاد الإطار القيادي الموحد والمؤقت، من شأنه أن يبعث برسالة إيجابية إلى شعبنا في القطاع، كما في الضفة الغربية، وباقي مناطق الشتات، عن جدية القيادات الفلسطينية، في العمل على إنهاء الإنقسام، واستعادة الوحدة الداخلية، ورسم القرارات والخطط التي من شأنها أن ترتقي بها، نحو مواجهة المخاطر الكبرى التي تهدد مصالح شعبنا ومشروعنا الوطني. كما يبعث برسالة أخرى إلى التحالف الأميركي – الإسرائيلي، بأن مشاريعه التصفوية لن يكون مصيرها إلا الفشل الذريع.
4 – السنوار رئيسا لحماس، ماهي تداعيات ذلك فلسطينيا وخارجيا؟
حظي انتخاب الأخ يحيى السنوار بترحيب واسع من فصائل المقاومة، ورأى الجميع في عملية الانتخاب وتولي الأخ أبو إبراهيم السنوار لمسؤولياته الجديدة، علامة إضافية على وحدة حركة حماس وتماسكها وصلابتها، وقدرتها على تجاوز المحنة، التي أصابتها باستشهاد القائد الوطني الكبير إسماعيل هنية.
إن اختيار السنوار رئيساً لحركة حماس، يؤكد لشعبنا صلابة خيارها الوطني في متابعة مسارها النضالي، في المقاومة، دفاعاً عن شعبنا وأرضنا وحقوقنا الوطنية المشروعة، دون مساومة أو تساهل، فضلاً عن أن الاختيار هذا، يشكل تأكيداً على الوفاء لدماء شهداء شعبنا، قادة ومناضلين، خاصة من سقط منهم ضحايا لحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة والضفة الغربية.
واذا كان من ضمن اهداف إسرائيل في عملية الاغتيال احداث نوع من البلبلة التنظيمية داخل حركة حماس بما ينعكس على أداء المقاومة في قطاع غزه، فأن انتخاب الأخ السنوار، رئيساً للحركة، وهو في قلب الميدان، يصارع جيش الاحتلال، إنما يشكل تحدياً صارخاً لدولة الهمجية الإسرائيلية، وإصراراً على مواصلة المقاومة، حتى يحمل العدو قتلاه وجرحاه، ويرحل ذليلاً عن أرض الوطن، مكللاً بالخزي والعار.
وان اعتقد الاحتلال ان اغتيال القائد إسماعيل هنية سيضعف المقاومة ويخفض سقف مطالبها التفاوضية، فان عملية الانتخاب وبالسرعة التي جاءت مترافقة مع إنجاالقطاعزات ميدانية على الأرض لجهة نجاح المقاومة في عدد من العمليات والكمائن ضد جنود الاحتلال أوقعت منهم العديد من القتلى واطلاق الصواريخ من كافة مناطق القطاع، كل هذا يؤكد ان المقاومة ما زالت وفية لشعبها وتضحياته العظيمة وثابتة على مواقفها التي تتحدد برفض أي صفقة ما لم تتضمن وقفا للعدوان أولا وانسحاب الاحتلال من كافة أراضي قطاع غزه، بما فيها محوري فيلادلفيا ونتساريم وضمان حرية الحركة لشعبنا من جنوب الى شمال القطاع وبالعكس وإنجاز صفقة تبادل للأسرى تضمن اطلاق سراح جميع اسرانا ومعتقلينا من سجون الاحتلال ورفع الحصار عن القطاع بما يضمن ادخال كافة أنواع المستلزمات الحياتية الغذائية والطبية والمشتقات النفطية وضمان اعمار ما دمره العدوان.