دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية: آن الأوان لصحوة ضمير عالمية توقف العدوان وتحاسب المجرمين الصهاينة على جرائمهم

يوليو 18, 2024

خاطبت‭ ‬‮«‬دائرة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‮»‬‭ ‬احزب‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬عرضت‭ ‬تحدثت‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬مجزة‭ ‬خان‭ ‬يونس‭ ‬وخلفياتها‭. ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬الرسالة‭: ‬تعددت‭ ‬روايات‭ ‬الاحتلال‭ ‬حول‭ ‬اسباب‭ ‬استهداف‭ ‬منطقة‭ ‬يعلم‭ ‬انها‭ ‬تأوي‭ ‬نازحين،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬قام‭ ‬بقصفها‭ ‬بشكل‭ ‬متعمد،‭ ‬ومع‭ ‬علمه‭ ‬بامكانية‭ ‬استشهاد‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الاطفال‭ ‬والنساء‭:‬

‭- ‬كانت‭ ‬الرواية‭ ‬الاولى‭ ‬ان‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬قيادات‭ ‬من‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ (‬محمد‭ ‬الضيف‭) ‬وقائد‭ ‬لواء‭ ‬خان‭ ‬يونس‭ ‬في‭ ‬كتائب‭ ‬القسام‭ (‬رافع‭ ‬سلامة‭)‬،‭ ‬ليتبين‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬عدم‭ ‬صحة‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭.‬

‭- ‬الرواية‭ ‬الثانية‭ ‬ان‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬قيادات‭ ‬حماس،‭ ‬عسكريين‭ ‬وامنيين،‭ ‬كانوا‭ ‬متواجدين‭ ‬في‭ ‬المكان،‭ ‬وان‭ ‬الهجوم‭ ‬كان‭ ‬يستهدفهم،‭ ‬ليتبين‭ ‬ايضا،‭ ‬ووفقا‭ ‬للاعلام‭ ‬الاسرائيلي،‭ ‬كذب‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭.‬

‭- ‬الرواية‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬الثالثة‭ ‬حول‭ ‬اسباب‭ ‬الاستهداف‭ ‬هي‭ ‬ان‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المقاومين‭ ‬كانوا‭ ‬يتواجدون‭ ‬في‭ ‬المكان،‭ ‬وان‭ ‬الهجوم‭ ‬كان‭ ‬يستهدفهم‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يذكر‭ ‬الاعلام‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬اسماء‭ ‬بعينها‭..‬

ان‭ ‬تعدد‭ ‬الروايات‭ ‬يؤكد‭ ‬ان‭ ‬اسرائيل‭ ‬تعمدت‭ ‬ارتكاب‭ ‬مجزرة‭ ‬ذهب‭ ‬بنتيجتها‭ ‬اعداد‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬النازحين‭. ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬فيها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬باستهداف‭ ‬مناطق‭ ‬تعج‭ ‬بالنازحين‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تهجير‭ ‬السكان‭ ‬إليها‭ ‬بدعوى‭ ‬حمايتهم‭ ‬من‭ ‬أهوال‭ ‬الحرب،‭ ‬ثم‭ ‬ما‭ ‬تلبث‭ ‬أن‭ ‬تستهدفهم‭ ‬بنيران‭ ‬الطائرات‭ ‬الحربية،‭ ‬والمدفعية‭ ‬الثقيلة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القذائف‭ ‬الغبية‭ ‬زنة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1000‭ ‬كلغ‭.‬

ان‭ ‬قرار‭ ‬المجزرة‭ ‬اتخذ‭ ‬قبل‭ ‬اسبوعين،‭ ‬عندما‭ ‬طلبت‭ ‬اسرائيل‭ ‬من‭ ‬النازحين‭ ‬اخلاء‭ ‬اماكنهم‭ ‬باتجاه‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬مواصي‭ ‬خان‭ ‬يونس‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬حينه‭ ‬عبرت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬عن‭ ‬قلق‭ ‬إزاء‭ ‬أوامر‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بإخلاء‭ ‬مدنيين‭ ‬من‭ ‬خان‭ ‬يونس،‭ ‬وان‭ ‬عمليات‭ ‬الإخلاء‭ ‬القسري‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تخلق‭ ‬أزمة‭ ‬داخل‭ ‬أزمة‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وتؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الوضع‭ ‬الإنساني‭ ‬الكارثي‭. ‬اضافة‭ ‬الى‭ ‬بيانات‭ ‬فلسطينية‭ ‬حذرت‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬عمليات‭ ‬الاخلاء‭ ‬القسري‭ ‬للسكان‭.‬

ولعل‭ ‬اخطر‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الامر‭ ‬ان‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬للقصف‭ ‬صنفها‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬آمنة‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬للمرة‭ ‬الالف‭ ‬بأن‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬اماكن‭ ‬آمنة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزه،‭ ‬وان‭ ‬كافة‭ ‬اراضي‭ ‬القطاع‭ ‬هي‭ ‬اهداف‭ ‬للطائرات‭ ‬الاسرائيلية‭.‬

إن‭ ‬ادعاء‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬أنها‭ ‬قصفت‭ ‬المواصي‭ ‬بداعي‭ ‬ملاحقة‭ ‬قادة‭ ‬من‭ ‬المقاومة،‭ ‬بزعم‭ ‬أنهم‭ ‬يختبؤون‭ ‬بين‭ ‬صفوف‭ ‬المدنيين،‭ ‬ليس‭ ‬الأول‭ ‬التي‭ ‬تطلق‭ ‬فيها‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬الأمنية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأكاذيب،‭ ‬لتبرر‭ ‬جرائمها‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين،‭ ‬وتحمل‭ ‬قيادة‭ ‬المقاومة‭ ‬مسؤولية‭ ‬المجازر‭.‬

اننا‭ ‬في‭ ‬‮«‬دائرة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‮»‬‭ ‬نضع‭ ‬المجزرة‭ ‬الجديدة‭ ‬برسم‭ ‬كافة‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬خاصة‭ ‬تلك‭ ‬المتحالفة‭ ‬مع‭ ‬العدو‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬والشريكة‭ ‬في‭ ‬جرائمه‭ ‬وايضا‭ ‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬حذرت‭ ‬الاحتلال‭ ‬من‭ ‬مجازر‭ ‬سترتكب‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الجنوب‭ ‬التي‭ ‬تأوي‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬النازحين‭ ‬الذين‭ ‬فروا‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬شمال‭ ‬ووسط‭ ‬قطاع‭ ‬غزه‭.‬

فسياسة‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬حكومة‭ ‬الفاشية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬شعبنا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬تحدي‭ ‬اسرائيل‭ ‬لمحكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬ولقرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬والجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومواقف‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬أحرار‭ ‬العالم‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يكفو‭ ‬عن‭ ‬المطالبة‭ ‬بوقف‭ ‬المجازر‭ ‬ضد‭ ‬نساء‭ ‬فلسطين‭ ‬وأطفالها‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬رفع‭ ‬منسوب‭ ‬التحركات‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬حكومات‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬صحوة‭ ‬ضمير‭ ‬عالمية‭ ‬توقف‭ ‬العدوان‭ ‬وتحاسب‭ ‬المجرمين‭ ‬الصهاينة‭ ‬على‭ ‬جرائمهم‭ ‬وعلى‭ ‬حرب‭ ‬الابادة‭ ‬المتواصلة‭ ‬منذ‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬تسعة‭ ‬اشهر‭.‬