حول مخططات الضم… فلسطين واحرار العالم على موعد مع معركة جديدة في مواجهة المخططات الاسرائيلية

يوليو 4, 2024

مواكبة‭ ‬للتطورات‭ ‬الميدانية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬ولجرائم‭ ‬الابادة‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬متواصلة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزه‭ ‬منذ‭ ‬تسعة‭ ‬أشهر،‭ ‬بعثت‭ ‬‮«‬دائرة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‮»‬‭ ‬برسالة‭ ‬تفصيلية‭ ‬الى‭ ‬الاحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬العالمية‭ ‬والى‭ ‬القوى‭ ‬المجتمعية‭ ‬وصنّاع‭ ‬الرأي‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬حول‭ ‬المراحل‭ ‬الاولى‭ ‬من‭ ‬مخطط‭ ‬الضم‭ ‬الاسرائيلي‭. ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬نص‭ ‬الرسالة‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

ليست‭ ‬المرة‭ ‬الاولى‭ ‬التي‭ ‬تتسرب‭ ‬فيها‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬نية‭ ‬اسرائيل‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬او‭ ‬اجزاء‭ ‬واسعة‭ ‬منها‭. ‬فقد‭ ‬سبق‭ ‬لمسؤولين‭ ‬اسرائيليين‭ ‬وامريكيين‭ ‬ايضا‭ ‬ولحكومات‭ ‬اسرائيلية‭ ‬ان‭ ‬اعلنوا‭ ‬نيتهم‭ ‬فرض‭ ‬مخطط‭ ‬الضم‭ ‬بقوة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والاستيطان‭ ‬والتهجير،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬منذ‭ ‬ان‭ ‬احتلت‭ ‬اسرائيل‭ ‬الضفة‭ ‬وغزه‭ ‬وجزء‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬باتخاذها‭ ‬اجراءات‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬تكرس‭ ‬واقع‭ ‬الضم‭ ‬وفرض‭ ‬السيادة‭ ‬على‭ ‬الضفة‭. ‬

ورغم‭ ‬ان‭ ‬الموقف‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاحتلال‭ ‬كان‭ ‬عنوانه‭ ‬عدم‭ ‬استفزاز‭ ‬العالم‭ ‬باجراءات‭ ‬تتنافى‭ ‬مع‭ ‬كونها‭ ‬دولة‭ ‬احتلال،‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬اجراءات‭ ‬الاستيطان‭ ‬والتهويد‭ ‬والممارسات‭ ‬الاحتلالية‭ ‬اليومية‭ ‬كانت‭ ‬تشي‭ ‬ان‭ ‬اسرائيل‭ ‬تتعاطى‭ ‬مع‭ ‬اراضي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬باعتبارها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬‮«‬دولة‭ ‬اسرائيل‮»‬‭. ‬ولم‭ ‬تغير‭ ‬اتفاقات‭ ‬اوسلو‭ ‬حقيقة‭ ‬ان‭ ‬استراتيجية‭ ‬اسرائيل‭ ‬تجاه‭ ‬الاراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬هي‭ ‬الضم‭ ‬وليس‭ ‬الانسحاب،‭ ‬بل‭ ‬ان‭ ‬اسرائيل‭ ‬استفادت‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقات‭ ‬لتفرض‭ ‬سياسة‭ ‬الامر‭ ‬الواقع‭ ‬عبر‭ ‬توسيع‭ ‬عمليات‭ ‬الاستيطان‭ (‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬المستوطنين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1990‭ ‬وحتى‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬من‭ ‬حوالي‭ ‬230‭ ‬الفا‭ ‬الى‭ ‬نحو‭ ‬مليون‭ ‬مستوطن‭).‬

يبدو‭ ‬واضحا‭ ‬ان‭ ‬مخطط‭ ‬الضم‭ ‬يشكل‭ ‬قاسما‭ ‬مشتركا‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الاحزاب‭ ‬السياسية،‭ ‬وان‭ ‬تبايت‭ ‬اساليب‭ ‬واشكال‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المخطط،‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬الجميع‭ ‬يؤمنون‭ ‬بأن‭ ‬الاستيطان‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬هو‭ ‬‮«‬قيمة‭ ‬قومية‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬الدولة‭ ‬القومية‭ ‬لليهود‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‮»‬‭ ‬لعام‭ ‬2018‭. ‬ولا‭ ‬يختلف‭ ‬الموقف‭ ‬الرسمي‭ ‬الامريكي‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬الموقف‭ ‬الاسرائيلي،‭ ‬وان‭ ‬كانت‭ ‬المواقف‭ ‬الامريكية‭ ‬تتحاشى‭ ‬الموافقة‭ ‬علنا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المخطط،‭ ‬غير‭ ‬ان‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬مسؤول‭ ‬امريكي‭ ‬عبروا‭ ‬صراحة‭ ‬بأن‭ ‬لاسرائيل‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬ضم‭ ‬‮«‬جزء‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬،‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬قاله‭ ‬السفير‭ ‬الامريكي‭ ‬في‭ ‬اسرائيل‭ ‬عام‭ ‬2019‭. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬صفقة‭ ‬القرن‭ ‬الامريكية‭ ‬لحظت‭ ‬ضم‭ ‬المستوطنات‭ ‬ووضعها‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بعناوين‭ ‬‮«‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لن‭ ‬تعارض‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬القانون‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ليشمل‭ ‬مستوطنات‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬‭.‬

قانونيا،‭ ‬قدم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬في‭ ‬حزيران‭ ‬2020‭ ‬تقريرا‭ ‬حول‭ ‬مخططات‭ ‬الضم‭ ‬وتداعياتها‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬واعتب‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬‮«‬أن‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬هو‭ ‬مصدر‭ ‬انتهاكات‭ ‬بالغة‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وأي‭ ‬عملية‭ ‬ضم‭ ‬ستكون‭ ‬سببا‭ ‬للحروب‭ ‬والدمار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‮»‬،‭ ‬داعيا‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬تصبح‭ ‬المساءلة‭ ‬وإنهاء‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬أولوية‭ ‬فورية‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬اتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬لإلغاء‭ ‬الضم‭ ‬وإنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬والنزاع‭ ‬بشكل‭ ‬عادل‭ ‬ودائم‭..‬‮»‬‭.‬

مؤخرا‭ ‬نشرت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬‭ ‬الأميركية‭ ‬معلومات‭ ‬اكدت‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬ان‭ ‬الحكومة‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬تعد‭ ‬لخطة‭ ‬تقضي‭ ‬بضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وإجهاض‭ ‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وان‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬سيجري‭ ‬تطبيقها‭ ‬بشكل‭ ‬متدرج‭ ‬لانتزاع‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬أيدي‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وتسليمها‭ ‬إلى‭ ‬موظفين‭ ‬مدنيين‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬يعملون‭ ‬تحت‭ ‬امرة‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬سموتريتش‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬‮«‬ان‭ ‬اسرائيل‭ ‬انشأت‭ ‬نظاما‭ ‬مدنيا‭ ‬منفصلا،‭ ‬مع‭ ‬بقاء‭ ‬وجود‭ ‬الجيش،‭ ‬ليبدو‭ ‬للعالم‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬‭.‬

كلام‭ ‬سموتريتش‭ ‬سبقه‭ ‬معطيات‭ ‬مؤكدة‭ ‬بان‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬نقل‭ ‬صلاحيات‭ ‬قانونية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬موظفي‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬المؤيدين‭ ‬للمستوطنين‭ ‬والعاملين‭ ‬لدى‭ ‬سموتريتش،‭ ‬الذي‭ ‬اصر‭ ‬سابقا‭ ‬على‭ ‬الامساك‭ ‬ببعض‭ ‬مفاتيح‭ ‬الإدارة‭ ‬المدنية‭ ‬أو‭ ‬أجزاء‭ ‬كبيرة‭ ‬منها،‭ ‬بهدف‭ ‬تسهيل‭ ‬منح‭ ‬المستوطنين‭ ‬تراخيص‭ ‬استيطانية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭. ‬وهذه‭ ‬الادارة‭ ‬هي‭ ‬المعنية‭ ‬عن‭ ‬الاستيطان‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ (‬ج‭) ‬الخاضعة‭ ‬للسيطرة‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬وفقا‭ ‬لاتفاقات‭ ‬اوسلو‭ ‬والتي‭ ‬تساوي‭ ‬مساحتها‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬60‭% ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬الضفة،‭ ‬وتلك‭ ‬الادارة‭ ‬مسؤولة‭ ‬ايضا‭ ‬عن‭ ‬هدم‭ ‬منازل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بذريعة‭ ‬انها‭ ‬‮«‬غير‭ ‬مرخصة‭ ‬قانونا‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬انشأت‭ ‬عام‭ ‬1981‭ ‬بهدف‭ ‬تضليل‭ ‬العالم‭ ‬واشعاره‭ ‬ان‭ ‬الامور‭ ‬طبيعية‭ ‬في‭ ‬الضفة،‭ ‬وان‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬اسرائيل‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬يحكمها‭ ‬القانون‭ ‬ومؤسسات‭ ‬سياسية‭ ‬وليس‭ ‬احتلال‭ ‬مرفوض‭ ‬ووجب‭ ‬مقاومته‭ ‬بكل‭ ‬اشكال‭ ‬المقاومة‭.‬

ان‭ ‬هذه‭ ‬المعطيات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬يومية،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬او‭ ‬المستوطنين،‭ ‬تؤكد‭ ‬حقيقة‭ ‬ان‭ ‬اسرائيل‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬الى‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الاعلان‭ ‬الرسمي‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬وهذا‭ ‬مر‭ ‬نضعه‭ ‬برسم‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬تحاول‭ ‬امتصاص‭ ‬الغضب‭ ‬الشعبي‭ ‬العالمي‭ ‬والتغير‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬اتجاهات‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الدولي‭ ‬لصالح‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والذي‭ ‬بات‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬بما‭ ‬تشكله‭ ‬اسرائيل‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬عالمي‭ ‬وكونها‭ ‬كيان‭ ‬اجرامي‭ ‬بيد‭ ‬التحالف‭ ‬الغربي‭ ‬الامبريالي‭ ‬لحماية‭ ‬مصالحه‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬واداة‭ ‬ضاربة‭ ‬لكافة‭ ‬الحركات‭ ‬التحررية‭ ‬الداعية‭ ‬الى‭ ‬الفكاك‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭.‬

ان‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬معركة‭ ‬طوفان‭ ‬الاقصى‭ ‬باعتبارها‭ ‬حدث‭ ‬منفصل‭ ‬عن‭ ‬سياق‭ ‬الاحتلال‭ ‬وممارساته‭ ‬واجراءاته‭ ‬وقوانينه‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تفصيل‭ ‬منها‭ ‬ان‭ ‬اسرائيل‭ ‬ماضية‭ ‬في‭ ‬مشروعها‭ ‬الاحتلالي‭ ‬الاستئصالي‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتهجير‭ ‬سكانها،‭ ‬وهو‭ ‬امر‭ ‬يضع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬امام‭ ‬خيار‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬المقاومة‭. ‬وان‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬معني،‭ ‬لو‭ ‬اراد‭ ‬استقرارا‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬والمنطقة‭ ‬ان‭ ‬يعالج‭ ‬اسبابها‭ ‬قبل‭ ‬وقوع‭ ‬الانفجار،‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬اكتوبر،‭ ‬واعتبار‭ ‬ان‭ ‬اسرائيل‭ ‬وحلفاءها‭ ‬هم‭ ‬المسؤولون‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬سينتج‭ ‬عن‭ ‬سياسات‭ ‬التطرف‭ ‬والعنصرية‭ ‬لاسرائيل‭ ‬وقادتها‭..‬

ان‭ ‬مخطط‭ ‬الضم‭ ‬هو‭ ‬العنوان‭ ‬الذي‭ ‬يتصدر‭ ‬أجندة‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بكل‭ ‬مكوناتها‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬استئصال‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬ارضه،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المصطلحات‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المخطط،‭ ‬وبعضها‭ ‬واضح‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬لكثير‭ ‬عناء‭ ‬لتأكيده،‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬بات‭ ‬مخططا‭ ‬تنفيذيا‭ ‬له‭ ‬آلياته‭ ‬القانونية‭ ‬وترجماته‭ ‬الميدانية‭ ‬تؤكدها‭ ‬ممارسات‭ ‬الاحتلال‭ ‬بمختلف‭ ‬تشكيلاته‭.. ‬ويمكن‭ ‬تلمس‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬تسرب‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬واهدافه‭ ‬بحشر‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬جيوب‭ ‬سكانية‭ ‬ووضعهم‭ ‬تحت‭ ‬ثلاثة‭ ‬خيارات‭: ‬قبول‭ ‬المخطط‭ ‬والتعايش‭ ‬‮«‬بهدوء‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الاحتلال،‭ ‬الهجرة‭ ‬خارج‭ ‬فلسطين‭ ‬بتسهيلات‭ ‬مالية‭ ‬وإدارية‭ ‬إسرائيلية‭. ‬أما‭ ‬الخيار‭ ‬الثالث،‭ ‬لمن‭ ‬يرفض‭ ‬الخيارين‭ ‬السابقين،‭ ‬فهو‭ ‬الملاحقة‭ ‬والقتل‭ ‬والاعتقال‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬ينشط‭ ‬بشكل‭ ‬يومي،‭ ‬تحت‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬دول‭ ‬غربية‭ ‬تؤكد‭ ‬الوقائع‭ ‬الميدانية‭ ‬انها‭ ‬متواطئة‭ ‬مع‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬سوى‭ ‬الادانات‭ ‬اللفظية‭ ‬واجراءات‭ ‬تقول‭ ‬انها‭ ‬‮«‬عقابية‭ ‬ضد‭ ‬مستوطنين‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬قادة‭ ‬التطرف‭ ‬واصحاب‭ ‬المخططات‭ ‬العنصرية‭ ‬والعدوانية‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬فهم‭ ‬احرار‭ ‬طلقاء‭ ‬غير‭ ‬آبهين‭ ‬بكل‭ ‬الاجراءات‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬فقاقيع‭ ‬في‭ ‬الهواء،‭ ‬خاصة‭ ‬سموترتش‭ ‬وبن‭ ‬غفير‭ ‬اللذين‭ ‬يعبرا‭ ‬بشكل‭ ‬صريح‭ ‬ومعلن‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المخطط،‭ ‬ويشكلان‭ ‬ميليشيات‭ ‬مسلحة‭ ‬تأخذ‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬مهمة‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لتهجيرهم‭ ‬من‭ ‬ارضهم‭ ‬والاستيلاء‭ ‬عليها،‭ ‬وفي‭ ‬معظم‭ ‬الاحيان‭ ‬تتم‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬بحماية‭ ‬جنود‭ ‬الاحتلال‭ ‬او‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬ممارساتهم‭..‬

اننا‭ ‬في‭ ‬‮«‬دائرة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‮»‬‭ ‬نعتبر‭ ‬ان‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬خلافات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬ـ‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬أو‭ ‬إسرائيلية‭ ‬ـ‭ ‬أمريكية،‭ ‬حول‭ ‬الضم،‭ ‬انما‭ ‬هو‭ ‬خدعة‭ ‬وتضليل‭ ‬الهدف‭ ‬منهما‭ ‬تحييد‭ ‬الحركة‭ ‬الشعبية‭ ‬العالمية‭ ‬وابعادها‭ ‬عن‭ ‬دائرة‭ ‬الفعل،‭ ‬بينما‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬يؤكد‭ ‬ان‭ ‬الطرفين‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والأمريكي،‭ ‬مصممان‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬الضم‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي،‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يعتقدان‭ ‬أنه‭ ‬يخدم‭ ‬مصالحهما‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الاستيطانية،‭ ‬والهيمنة‭ ‬على‭ ‬فلسطين‭ ‬والمنطقة‭ ‬العربية‭ ‬بطريقة‭ ‬أفضل‭. ‬

لذلك‭ ‬نجدد‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬المعركة‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬مخطط‭ ‬الضم‮»‬‭ ‬هي‭ ‬معركة‭ ‬طويلة‭ ‬سيخوضها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬بكل‭ ‬قواه‭ ‬السياسية‭ ‬ودون‭ ‬تردد،‭ ‬وكلنا‭ ‬ثقة‭ ‬بدعم‭ ‬احرار‭ ‬العالم‭ ‬الذين‭ ‬انتفضوا‭ ‬رفضا‭ ‬للعدوان‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزه،‭ ‬والذين‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬مع‭ ‬معارك‭ ‬جديدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬اهمية‭ ‬عن‭ ‬كافة‭ ‬المعارك‭ ‬ضد‭ ‬الصهيونية‭ ‬والامبريالية‭ ‬وترجماتهما‭ ‬فوق‭ ‬ارض‭ ‬فلسطين‭.. ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬قيم‭ ‬العدالة‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬والانسانية‭..‬