الديمقراطية: تدعو إلى حوار وطني شامل ينهي حالة التشتت والانقسام، ويضع خطة لمواجهة مشروع الضم والترحيل الصهيوني في الضفة والقطاع

يوليو 3, 2024

‭ ‬مع‭ ‬دخول‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬ضد‭ ‬شعبنا‭ ‬شهرها‭ ‬العاشر،‭ ‬أصدرت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‭ ‬بياناً،‭ ‬دعت‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬حوار‭ ‬وطني‭ ‬شامل،‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات،‭ ‬برئاسة‭ ‬الرئيس‭ ‬أبو‭ ‬مازن،‭ ‬ينهي‭ ‬حالة‭ ‬التشتت‭ ‬والانقسام‭ ‬في‭ ‬الحالة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ويضع‭ ‬خطة‭ ‬المواجهة‭ ‬الشاملة‭ ‬ضد‭ ‬مشاريع‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وتحالفه‭ ‬الأميركي،‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ (‬وفي‭ ‬القلب‭ ‬منها‭ ‬القدس‭) ‬وقطاع‭ ‬غزة‭.‬

وقالت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭: ‬إن‭ ‬الحرب‭ ‬الهمجية‭ ‬على‭ ‬شعبنا‭ ‬تدخل‭ ‬شهرها‭ ‬العاشر،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تزداد‭ ‬فيه‭ ‬المقاومة‭ ‬قوة،‭ ‬مدعومة‭ ‬بالتحام‭ ‬جماهيري‭ ‬غير‭ ‬محدود،‭ ‬قدم‭ ‬أسطورة‭ ‬في‭ ‬الثبات‭ ‬والمواجهة‭ ‬ورفض‭ ‬الركوع‭ ‬والاستسلام،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬تطرح‭ ‬في‭ ‬الغرف‭ ‬المغلقة،‭ ‬وفي‭ ‬اللقاءات‭ ‬الأميركية‭ ‬–‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وفي‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المختلفة،‭ ‬سيناريوهات‭ ‬وخطط‭ ‬لمستقبل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬فصله‭ ‬عن‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬شريط‭ ‬أمني‭ ‬لدولة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إدارة‭ ‬مدنية،‭ ‬تحاكي‭ ‬‮«‬روابط‭ ‬القرى‮»‬‭ ‬سيئة‭ ‬الصيت‭ ‬والذكر،‭ ‬وتشكل‭ ‬واجهة‭ ‬لإدامة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والهيمنة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬القطاع‭.‬

وأضافت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭: ‬أما‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬فقد‭ ‬بات‭ ‬المشهد‭ ‬شديد‭ ‬الوضوح،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قرارات‭ ‬الوزير‭ ‬الفاشي‭ ‬سموتريتش،‭ ‬بإنهاء‭ ‬الولاية‭ ‬الإدارية‭ ‬للسلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ (‬ب‭)‬،‭ ‬تحل‭ ‬مكانها‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وبشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬82‭% ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬الضفة،‭ ‬ما‭ ‬يحوّل‭ ‬المدن‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬غيتوات‭ ‬مشتتة،‭ ‬تحاصرها‭ ‬الحواجز‭ ‬والمشاريع‭ ‬الاستيطانية‭ ‬وتقتحمها‭ ‬بشكل‭ ‬دائم،‭ ‬قوات‭ ‬الغزو‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬لتعيث‭ ‬فيها‭ ‬فساداً‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬وتدمير‭ ‬واعتقال،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬جنين‭ ‬ومخيمها،‭ ‬وفي‭ ‬طولكرم‭ ‬ومخيماتها،‭ ‬وباقي‭ ‬أنحاء‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

وقالت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭: ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬يدور‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬والرسمية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬غيبوبة،‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬دورها‭ ‬حدود‭ ‬استجداء‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬المعلقة‭ ‬قراراته‭ ‬على‭ ‬الڤيتو‭ ‬الأميركي‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬تكتفي‭ ‬بإصدار‭ ‬البيانات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تسمن‭ ‬ولا‭ ‬تغني‭ ‬من‭ ‬جوع،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنها‭ ‬تتجنب‭ ‬أية‭ ‬دعوة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تغادر‭ ‬إلتزاماتها‭ ‬نحو‭ ‬‮«‬إتفاق‭ ‬أوسلو‮»‬‭ ‬وتفاهمات‭ ‬‮«‬العقبة‭ ‬–‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‮»‬‭.‬

كما‭ ‬حذرت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬نفسه،‭ ‬من‭ ‬الأوضاع‭ ‬المقلقة‭ ‬وغير‭ ‬المطمئنة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬م‭. ‬ت‭. ‬ف،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تصاعدت‭ ‬فيه‭ ‬الأصوات‭ ‬بالدعوة‭ ‬إلى‭ ‬خطوات‭ ‬ميدانية‭ ‬وفاعلة،‭ ‬لحماية‭ ‬مؤسساتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬ومشروعنا‭ ‬الوطني‭ ‬وحقوق‭ ‬شعبنا‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير،‭ ‬والعودة‭ ‬والاستقلال،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭:‬

1‭. ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬ومؤسساته‭ ‬الوطنية،‭ ‬خاصة‭ ‬مؤسسات‭ ‬م‭. ‬ت‭. ‬ف،‭ ‬مجلسها‭ ‬الوطني‭ ‬ولجنتها‭ ‬التنفيذية،‭ ‬بحيث‭ ‬تضم‭ ‬الكل‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وبما‭ ‬يعزز‭ ‬الموقع‭ ‬التمثيلي‭ ‬والسياسي‭ ‬والقانوني‭ ‬للمنظمة،‭ ‬ويقطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬الأصوات‭ ‬الداعية‭ ‬إلى‭ ‬فبركة‭ ‬البدائل،‭ ‬المرفوضة‭ ‬وطنياً‭ ‬جملة‭ ‬وتفصيلاً‭.‬

2‭. ‬تشكيل‭ ‬الوفد‭ ‬القيادي‭ ‬الموحد،‭ ‬المعني‭ ‬بالتفاوض،‭ ‬ومتابعة‭ ‬ملفات‭ ‬مستقبل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بما‭ ‬يوفر‭ ‬السبل‭ ‬لقطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬مشاريع‭ ‬الانتداب‭ ‬والوصاية‭ ‬الخارجية‭.‬

3‭. ‬اعتماد‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬الكفاحية‭ ‬الموحدة،‭ ‬لعموم‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬مواصلة‭ ‬النضال‭ ‬لإصلاح‭ ‬أوضاع‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الهش،‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬عاجزاً‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وباتت‭ ‬مؤسساته‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬الغطاء‭ ‬لمقاومة‭ ‬شاملة،‭ ‬تدور‭ ‬رحاها‭ ‬–‭ ‬من‭ ‬جهة‭ – ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬خلخلت‭ ‬أوضاع‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال،‭ ‬و‭- ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ – ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬رغم‭ ‬ضعف‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المادية،‭ ‬وضعف‭ ‬التأطير‭ ‬الوطني،‭ ‬وغياب‭ ‬الغطاء‭ ‬السياسي‭ ‬من‭ ‬الرسمية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬فإن‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وأمام‭ ‬المخاطر‭ ‬الكبرى،‭ ‬والاستحقاقات‭ ‬المفصلية‭ ‬التي‭ ‬تجابه‭ ‬قضيتنا‭ ‬الوطنية،‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬حوار‭ ‬وطني‭ ‬شامل،‭ ‬يضم‭ ‬الأطراف‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كافة،‭ ‬وعلى‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات،‭ ‬وبرئاسة‭ ‬الرئيس‭ ‬أبو‭ ‬مازن،‭ ‬يستكمل‭ ‬ما‭ ‬بدأته‭ ‬حواراتنا‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬والجزائر،‭ ‬ويبني‭ ‬على‭ ‬مخرجات‭ ‬حوارات‭ ‬موسكو‭ ‬وبكين،‭ ‬للوصول‭ ‬في‭ ‬الميدان،‭ ‬وفي‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬إلى‭ ‬استراتيجية‭ ‬كفاحية‭ ‬موحدة،‭ ‬لصون‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني،‭ ‬وضمان‭ ‬حقوق‭ ‬شعبنا‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬والعودة‭ ‬والاستقلال‭.‬

وختمت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬شعبنا‭ ‬وقضيته‭ ‬يعيشان‭ ‬أوضاعاً‭ ‬شديدة‭ ‬الخطورة،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تصلح‭ ‬معها‭ ‬السياسة‭ ‬الانتظارية،‭ ‬ولا‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬الوعود‭ ‬الأميركية،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يفيد‭ ‬معها،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬طرح‭ ‬البدائل‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬ممثلة‭ ‬بمنظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭.‬