الديمقراطية: أوسلو وفر الغطاء لسياسات الاحتلال ويقف عقبة أمام البرنامج الوطني

سبتمبر 14, 2024

مع‭ ‬دخول‭ ‬اتفاق‭ ‬أوسلو‭ ‬عامه‭ ‬الــ32،‭ ‬أصدرت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‭ ‬بياناً،‭ ‬وصفت‭ ‬فيه‭ ‬استحقاقات‭ ‬والتزامات‭ ‬السلطة‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬عليها،‭ ‬أنها‭ ‬تشكل‭ ‬‮«‬العقبة‭ ‬الكبرى‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الاحتلال،‭ ‬أمام‭ ‬مسيرة‭ ‬النضال‭ ‬الوطني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الظفر‭ ‬بالحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬المشروعة،‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬الحرية‭ ‬والاستقلال‭ ‬والعودة‭.‬

وأضافت‭ ‬لقد‭ ‬حذرت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬منذ‭ ‬لحظة‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬أوسلو،‭ ‬أنه‭ ‬انقلاب‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬يشكل‭ ‬غطاء‭ ‬سياسياً‭ ‬للأعمال‭ ‬المشينة‭ ‬للاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬من‭ ‬اعتقال‭ ‬وقتل،‭ ‬وهدم‭ ‬منازل‭ ‬ومنشأة،‭ ‬وتهجير،‭ ‬ومصادرة‭ ‬للأرض‭ ‬وتوسيع‭ ‬الاستيطان‭.‬

وأضافت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بعد‭ ‬32‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬إتفاق‭ ‬أوسلو،‭ ‬بات‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬عبر‭ ‬الاتفاق‭ ‬واستحقاقاته‭ ‬والتزاماته،‭ ‬أمر‭ ‬مستحيلاً،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المكشوفة،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬توضيح‭ ‬وتفسير،‭ ‬إن‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬أو‭ ‬بما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحق‭ ‬العودة‭ ‬للاجئين،‭ ‬تؤكد‭ ‬بشكل‭ ‬صارخ‭ ‬أن‭ ‬التزامات‭ ‬أوسلو،‭ ‬مازالت‭ ‬مفروضة‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬وحدها،‭ ‬وأن‭ ‬خياراتها‭ ‬ورهاناتها،‭ ‬لم‭ ‬تزل‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬وعود‭ ‬كاذبة،‭ ‬تعطل‭ ‬بالمقابل،‭ ‬كل‭ ‬المحاولات‭ ‬لإخراج‭ ‬الحالة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬مأزق‭ ‬أوسلو،‭ ‬والذهاب‭ ‬عبر‭ ‬وحدة‭ ‬ميدانية‭ ‬ومؤسسية‭ ‬صامدة،‭ ‬نحو‭ ‬الخيار‭ ‬البديل‭ ‬كما‭ ‬قرره‭ ‬المجلس‭ ‬المركزي‭ (‬2015‭) ‬والمجلس‭ ‬الوطني‭ (‬2018‭) ‬وأعاد‭ ‬المجلس‭ ‬المركزي‭ ‬التأكيد‭ ‬عليه‭ ‬ثانية‭(‬2022‭)‬،‭ ‬بإعادة‭ ‬النظر‭ ‬بالعلاقة‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان،‭ ‬سياسياً‭ ‬وأمنياً‭ ‬واقتصادياً‭.‬

وشددت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الادعاء‭ ‬بموت‭ ‬أوسلو،‭ ‬وموت‭ ‬التنسيق‭ ‬الأمني،‭ ‬تكذبه‭ ‬الوقائع‭ ‬اليومية،‭ ‬وأوضحت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجانب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬تخلى‭ ‬عن‭ ‬التزاماته‭ ‬نحو‭ ‬أوسلو،‭ ‬وأن‭ ‬السلطة‭ ‬وحدها‭ ‬من‭ ‬تمسكت‭ ‬بخياراتها‭ ‬ورهاناتها‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬الوقائع‭ ‬فسادها‭ ‬السياسي،‭ ‬والتزاماتها‭ ‬التي‭ ‬تمسكت‭ ‬بأوسلو،‭ ‬واستحقاقاته،‭ ‬وأن‭ ‬خيارها‭ ‬السياسي‭ ‬مازال‭ ‬على‭ ‬ماهو‭ ‬عليه،‭ ‬في‭ ‬تحد‭ ‬مكشوف‭ ‬للإرادة‭ ‬الوطنية‭ ‬الجامعة‭ ‬التي‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬شعبنا،‭ ‬عبر‭ ‬مؤسساته‭ ‬الشرعية‭ ‬والتشريعية،‭ ‬وفي‭ ‬حوارات‭ ‬موسكو‭ ‬وبكين‭ ‬وقبلها‭ ‬الجزائر‭ ‬والقاهرة‭.‬

وخلصت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بمناسبة‭ ‬دخول‭ ‬أوسلو‭ ‬عامه‭ ‬الـــ32‭ ‬إلى‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬التالي،‭ ‬كبديل‭ ‬وطني‭ ‬للإتفاق‭ ‬الفاسد‭:‬

1‭ ) ‬الإسراع‭ ‬إلى‭ ‬ترجمة‭ ‬مخرجات‭ ‬إعلان‭ ‬بكين‭ ‬بعقد‭ ‬الاجتماع‭ ‬الفوري‭ ‬للإطار‭ ‬القيادي‭ ‬المؤقت‭ ‬والموحد،‭ ‬لقيادة‭ ‬مسيرة‭ ‬النضال،‭ ‬وتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬الوفاق‭ ‬الوطني‭ ‬من‭ ‬الفعاليات،‭ ‬والكفاءات،‭ ‬بما‭ ‬يكفل‭ ‬وحدة،‭ ‬أرض‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وقطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬الحلول‭ ‬البديلة‭.‬

2‭ ) ‬تفعيل‭ ‬القيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬الموحدة‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬ورسم‭ ‬خطط‭ ‬عمل‭ ‬ميدانية،‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬تأطير‭ ‬الحركة‭ ‬الشعبية،‭ ‬وتشكيل‭ ‬لجان‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الأرض‭ ‬و‭ ‬القرى‭ ‬والمدن،‭ ‬ودعمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬متحررة‭  ‬من‭ ‬اتفاق‭ ‬أوسلو‭ ‬والتزاماته،‭ ‬وتوفير‭ ‬عناصر‭ ‬الصمود‭ ‬الشعبي‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬معركة‭ ‬الحسم‭ ‬التي‭ ‬تخوضها‭ ‬حكومة‭ ‬الفاشية‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

3‭ ) ‬العمل‭ ‬الحثيث‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬عبر‭ ‬اتفاق‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬انسحاب‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬4‭ ‬حزيران‭ (‬يونيو‭) ‬67،‭ ‬ارتباطاً‭ ‬لعملية‭ ‬سياسية‭ ‬جادة‭ ‬وذات‭ ‬مغزى،‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬تكفل‭ ‬نتائجه‭ ‬قيام‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة،‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬4‭ ‬حزيران‭ (‬يونيو‭)‬67‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس،‭ ‬وضمان‭ ‬حق‭ ‬العودة‭ ‬للاجئين‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم،‭ ‬وإطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬دولي‭ ‬لإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬ما‭ ‬دمره‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬لإغلاق‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬الهجرة‭ ‬القسرية‭ ‬أو‭ ‬الطوعية،‭ ‬واستكمال‭ ‬تنسيب‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬والوكالات‭ ‬الدولية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬قبول‭ ‬العضوية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

وختمت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬بيانها‭ ‬بالدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬الميدان،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬إسقاط‭ ‬اتفاق‭ ‬أوسلو،‭ ‬ووقف‭ ‬العمل‭ ‬باستحقاقاته‭ ‬والتزاماته،‭ ‬هو‭ ‬المدخل‭ ‬الإلزامي‭ ‬للانتقال‭ ‬إلى‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬أقرتها‭ ‬الشرعية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬مجلسيها‭ ‬الوطني‭ ‬والمركزي،‭ ‬وأكدت‭ ‬عليها‭ ‬الحوارات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وآخرها‭ ‬مخرجات‭ ‬إعلان‭ ‬بكين‭.‬