فؤاد بكر: من يراهن على سقوط المقاومة الفلسطينية يراهن على سراب

سبتمبر 4, 2024

أكد‭ ‬الرفيق‭ ‬فؤاد‭ ‬بكر‭ ‬مسؤول‭ ‬الدائرة‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين،‭ ‬أن‭ ‬فتح‭ ‬اليوم‭ ‬جبهة‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬هو‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬فشل‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬اهدافها‭ ‬سواءاً‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬او‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الاقليم،‭ ‬مشدداً‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬يراهن‭ ‬على‭ ‬سقوط‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فهو‭ ‬يراهن‭ ‬على‭ ‬سراب‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬مقابلة‭ ‬له‭ ‬لوكالة‭ ‬مهر‭ ‬للأنباء،‭ ‬وتم‭ ‬طرح‭:‬

‭- ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬تفسه‭ ‬اليوم،‭ ‬بعد‭ ‬متابعة‭ ‬مشاهد‭ ‬اقتحام‭ ‬مخيمات‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وبالأخص‭ ‬مدينة‭ ‬جنين،‭ ‬هل‭ ‬قررت‭ ‬حكومة‭ ‬العدو‭ ‬خلط‭ ‬الأوراق‭ ‬والذهاب‭ ‬الى‭ ‬الأمام‭ ‬لايجاد‭ ‬‮«‬نصر‭ ‬مزعوم‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬المجزرة‭ ‬والإبادة‭ ‬الحاصلة‭ ‬بغزة،‭ ‬وهل‭ ‬سنشهد‭ ‬نفس‭ ‬السيناريو‭ ‬سيحدث‭ ‬بمخيمات‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭.‬

‭- ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬المفاوضات،‭ ‬وتصريح‭ ‬حركة‭ ‬المقاومة‭ ‬الإسلامية‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭: ‬‮«‬نحمّل‭ ‬الإرهابي‭ ‬المجرم‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬والإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬المنحازة‭ ‬له‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬تعثّر‭ ‬مفاوضات‭ ‬وقف‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬شعبنا‭ ‬وإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الأسرى‭ ‬المتبادل‭.‬

‭- ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬نشاهد‭ ‬عمليات‭ ‬متصاعدة‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬أماكن‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬لعل‭ ‬أقواها‭ ‬العمليتان‭ ‬اللتان‭ ‬وقعتا‭ ‬في‭ ‬الخليل‭ ‬جنوب‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

وجاء‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

هل‭ ‬بدأ‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية؟‭ ‬ما‭ ‬تفسيرك‭ ‬لهذا‭ ‬العدوان‭ ‬المتمادي‭ ‬على‭ ‬مدن‭ ‬ومخيمات‭ ‬الضفة‭ ‬وهذه‭ ‬الوحشية‭ ‬التي‭ ‬يتعامل‭ ‬بها‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأماكن؟

جيش‭ ‬العدو‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬بدأ‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مخططاته‭ ‬بالضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬خطط‭ ‬الحسم‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬سموتيرش‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ووضع‭ ‬ثلاثة‭ ‬خيارات‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭:‬

اما‭ ‬البقاء‭ ‬فيما‭ ‬يسمى‭ ‬ب‭ ‬‮«‬اسرائيل‭ ‬الكبرى‮»‬‭ ‬وليس‭ ‬لديه‭ ‬ولا‭ ‬اي‭ ‬حق‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬وان‭ ‬يعيش‭ ‬بدرجة‭ ‬ثانية‭ ‬وثالثة،‭ ‬واما‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬مصيره‭ ‬الهجرة‭ ‬الطوعية‭ ‬واما‭ ‬ان‭ ‬عارض‭ ‬ذلك‭ ‬فسيكون‭ ‬مصيره‭ ‬القتل‭ ‬او‭ ‬الاعتقال،‭ ‬ولذلك‭ ‬اليوم‭ ‬عندما‭ ‬نشاهد‭ ‬الاعتداء‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬المخيمات‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تصفية‭ ‬حق‭ ‬العودة،‭ ‬ونحن‭ ‬نعلم‭ ‬ان‭ ‬70٪‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬هم‭ ‬لاجئين‭ ‬من‭ ‬اراضي‭ ‬48‭ ‬وكذلك‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمخيمات،‭ ‬ومن‭ ‬اجل‭ ‬تصفية‭ ‬حق‭ ‬العودة‭ ‬وبعده‭ ‬يتعلق‭ ‬بمخيمات‭ ‬الاردن‭ ‬ولبنان‭ ‬وسوريا،‭ ‬لذلك‭ ‬المخطط‭ ‬الصهيوني‭ ‬بات‭ ‬كبيرا‭ ‬جدا‭.‬

جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬يَفشل‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬بسبب‭ ‬صمود‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وارادته،‭ ‬صموده‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الارض‭ ‬ومقاومة‭ ‬العدو‭ ‬بما‭ ‬اوتي‭ ‬من‭ ‬عزيمة‭ ‬وقوة،‭ ‬وكلنا‭ ‬نعلم‭ ‬ان‭ ‬الاباء‭ ‬والامهات‭ ‬يحثون‭ ‬ابناءهم‭ ‬على‭ ‬مقاومة‭ ‬هذا‭ ‬الاحتلال‭.‬

مخطط‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬كبيرا‭ ‬سواءٓ‭ ‬بالضفة‭ ‬الغربية‭ ‬او‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬اهمية‭ ‬عن‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬هي‭ ‬الخاصرة‭ ‬الاخطر‭ ‬للمشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬والتهجير‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي،‭ ‬وتهويد‭ ‬المكان‭ ‬والزمان‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬يهودا‭ ‬والسامرا‭.‬

لم‭ ‬يحقق‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬وحكومته‭ ‬الإرهابية‭ ‬الأهداف‭ ‬المعلنة‭ ‬للعدوان‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬رغم‭ ‬الدمار‭ ‬الهائل‭ ‬والاعداد‭ ‬العالية‭ ‬من‭ ‬الشهداء‭ ‬والجرحى؟‭ ‬فلماذا‭ ‬يريد‭ ‬الكيان‭ ‬نقل‭ ‬المعركة‭ ‬الى‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬الان‭ ‬هل‭ ‬بدأت‭ ‬فعلا‭ ‬مرحلة‭ ‬التطبيق‭ ‬للمشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬الدولة‭ ‬اليهودية‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬ارض‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية؟

بالتأكيد‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬وحكومته‭ ‬الارهابية‭ ‬اي‭ ‬من‭ ‬الاهداف‭ ‬المعلنة‭ ‬وحتى‭ ‬غير‭ ‬المعلنة‭ ‬وحجم‭ ‬الدمار‭ ‬الهائل‭ ‬لا‭ ‬يدل‭ ‬الا‭ ‬على‭ ‬فشله،‭ ‬لذلك‭ ‬الان‭ ‬معركة‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬هي‭ ‬تعود‭ ‬لنقل‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬ان‭ ‬يقول‭ ‬للداخل‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬انه‭ ‬بدأ‭ ‬بالقضاء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالارهاب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬لذلك‭ ‬هو‭ ‬يريد‭ ‬ان‭ ‬يمثل‭ ‬بعض‭ ‬الانجازات‭ ‬التي‭ ‬يحققها‭ ‬وتسويقها‭ ‬كانتصار‭ ‬وقضاء‭ ‬على‭ ‬المقاومة،‭ ‬وهو‭ ‬يعلم‭ ‬جيدا‭ ‬ان‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بيئة‭ ‬حاضنة‭ ‬للمقاومة‭ ‬بل‭ ‬ان‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬كله‭ ‬مقاومة،‭ ‬بالتالي‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬مقاومة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬تصفية‭ ‬قضيته‭ ‬في‭ ‬المطلق‭.‬

مراحل‭ ‬تطبيق‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬بإقامة‭ ‬‮«‬اسرائيل‭ ‬الكبرى‮»‬‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬ولا‭ ‬يسمح‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بتطبيق‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الارض،‭ ‬وسيبقى‭ ‬يقاوم‭ ‬ويناضل‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬رمق،‭ ‬ونحن‭ ‬نعلم‭ ‬ايضا‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬قرار‭ ‬انه‭ ‬يجب‭ ‬مقاومة‭ ‬هذا‭ ‬الاحتلال‭ ‬حتى‭ ‬يفكر‭ ‬ان‭ ‬كلفة‭ ‬بقائه‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الارض‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬كلفة‭ ‬خروجه،‭ ‬بالتالي‭ ‬المقاومة‭ ‬ستستمر‭ ‬وستفشل‭ ‬المخططات‭ ‬والمشاريع‭ ‬الصهيونية‭ ‬وايضا‭ ‬الاميركية‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الاوسط‭.‬

لا‭ ‬يلقي‭ ‬كيان‭ ‬الاحتلال‭ ‬بالا‭ ‬ولا‭ ‬يعير‭ ‬اهتماما‭ ‬لما‭ ‬يسمى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ولا‭ ‬قرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ومن‭ ‬البديهي‭ ‬القول‭ ‬انه‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كأنها‭ ‬غير‭ ‬موجودة،‭ ‬فهل‭ ‬بقي‭ ‬شيء‭ ‬مما‭ ‬يعرف‭ ‬بحل‭ ‬الدولتين؟‭ ‬وهل‭ ‬بقي‭ ‬معنى‭ ‬لمراهنة‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬المفاوضات‭ ‬والحلول‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬القيادة‭ ‬الصهيونية‭ ‬؟

المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬هو‭ ‬مجتمع‭ ‬عاجز‭ ‬لا‭ ‬يعول‭ ‬عليه‭ ‬بالمطلق،‭ ‬ونحن‭ ‬ندعو‭ ‬الى‭ ‬تطبيق‭ ‬قرارات‭ ‬الامم‭ ‬المتحدة‭ ‬وما‭ ‬تم‭ ‬التوافق‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬وقف‭ ‬اطلاق‭ ‬النار‭ ‬وانسحاب‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وهناك‭ ‬ايضا‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬الاحتلال‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬ويجب‭ ‬انهاءه‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬وهنا‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ان‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تعزيز‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ومن‭ ‬اجل‭ ‬تعزيز‭ ‬صمود‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬ارضه،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬نتنياهو‭ ‬هو‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬لا‭ ‬‮«‬فتحستان‮»‬‭ ‬ولا‭ ‬‮«‬حماسستان‮»‬‭ ‬فهو‭ ‬يعني‭ ‬انه‭ ‬يريد‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬يدير‭ ‬الاراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭.‬

حل‭ ‬الدولتين‭ ‬هو‭ ‬حل‭ ‬وهمي‭ ‬ومن‭ ‬يؤمن‭ ‬بهذا‭ ‬الحل‭ ‬فهو‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يراهن‭ ‬على‭ ‬الوهم‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬قيد‭ ‬المفاوضات‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثين‭ ‬سنة،‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬يعترف‭ ‬بدولة‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬اسرائيل‮»‬‭ ‬ولا‭ ‬يعترف‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬إذن‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬دولتين‭ ‬ليبحث‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬لهما،‭ ‬هو‭ ‬يريد‭ ‬فقط‭ ‬دولة‭ ‬واحدة‭ ‬ووحيدة‭ ‬وتكون‭ ‬الى‭ ‬جانبه‭ ‬وهي‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭.‬

اما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمفاوضات‭ ‬هناك‭ ‬مساران‭ ‬من‭ ‬المفاوضات،‭ ‬الاول‭ ‬يتعلق‭ ‬بوقف‭ ‬اطلاق‭ ‬النار‭ ‬والذي‭ ‬يعرقله‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬معبر‭ ‬نتساريم‭ ‬وفيلادلفيا،‭ ‬ومفاوضات‭ ‬تتعلق‭ ‬باليوم‭ ‬التالي‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة‭ ‬ومن‭ ‬يديره،‭ ‬والى‭ ‬الان‭ ‬هذه‭ ‬المخططات‭ ‬جميعها‭ ‬فاشلة‭ ‬والمراهنة‭ ‬على‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬هو‭ ‬زيادة‭ ‬بالفشل‭ ‬لدى‭ ‬العدو‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬لانه‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬ان‭ ‬يمتلك‭ ‬الميدان‭ ‬والكلمة‭ ‬الحاسمة‭ ‬هي‭ ‬لمن‭ ‬يمتلك‭ ‬الميدان،‭ ‬وطالما‭ ‬ان‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قوية‭ ‬ستبقى‭ ‬تقاوم‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬افشال‭ ‬كل‭ ‬المخططات‭.‬

كثيرون‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬الخطر‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تشكله‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس‭ ‬على‭ ‬كيان‭ ‬الاحتلال‭ ‬ومستوطنيه،‭ ‬بسبب‭ ‬التداخل‭ ‬السكاني‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬هل‭ ‬ترى‭ ‬ان‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬يغامر‭ ‬بفتج‭ ‬هذه‭ ‬المعركة‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ومقاومتهم‭ ‬الواعدة؟‭ ‬وهل‭ ‬فتح‭ ‬هذه‭ ‬الجبهة‭ ‬الجديدة‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هروب‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬الى‭ ‬الامام‭ ‬للتعويض‭ ‬عن‭ ‬فشلها‭ ‬في‭ ‬غزة؟

اقتحام‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬ليس‭ ‬شيء‭ ‬جديد،‭ ‬بل‭ ‬يعود‭ ‬الى‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬عندما‭ ‬بدأت‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تتصاعد‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬للرد‭ ‬على‭ ‬تسليح‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬للمستوطنين‭ ‬الذين‭ ‬يتسلحون‭ ‬بأسلحة‭ ‬ثقيلة‭ ‬ويعتدون‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ويحرقون‭ ‬ممتلكاته‭ ‬وبيوته،‭ ‬ولذلك‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هي‭ ‬بديهية‭ ‬واليوم‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬الفلسطيني‭ ‬اي‭ ‬خيار‭ ‬سوى‭ ‬استكمال‭ ‬مقاومته‭ ‬الشعبية‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬دحر‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وفتح‭ ‬اليوم‭ ‬جبهة‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬هو‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬فشل‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬اهدافها‭ ‬ان‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬او‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الاقليم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬ان‭ ‬يفتح‭ ‬معركة‭ ‬اقليمية‭ ‬كبيرة‭ ‬ليقول‭ ‬ان‭ ‬هزيمة‭ ‬الاحتلال‭ ‬ليس‭ ‬غزة‭ ‬انما‭ ‬ايضا‭ ‬على‭ ‬سبع‭ ‬جبهات،‭ ‬طالما‭ ‬هناك‭ ‬مقاومة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستمرة‭ ‬سيبقى‭ ‬هناك‭ ‬امل‭ ‬بدحر‭ ‬هذا‭ ‬الاحتلال،‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ولّاد،‭ ‬ومن‭ ‬يراهن‭ ‬على‭ ‬سقوط‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فهو‭ ‬يراهن‭ ‬على‭ ‬سراب،‭ ‬فهناك‭ ‬تجربة‭ ‬كبيرة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬او‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬نتذكر‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الاولى،‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الثانية،‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يقاوم‭ ‬بالحجارة‭ ‬ويخلق‭ ‬الامل‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يعلمه‭ ‬احد،‭ ‬ونتذكر‭ ‬هنا‭ ‬اسرى‭ ‬سجن‭ ‬جلبوع‭ ‬الستة‭ ‬الذين‭ ‬تحرروا‭ ‬من‭ ‬سجون‭ ‬الاحتلال‭ ‬بملعقة‭ ‬عندما‭ ‬حفروا‭ ‬النفق،‭ ‬وبالتالي‭ ‬من‭ ‬الامكانيات‭ ‬المتواضعة‭ ‬يستطيع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ان‭ ‬يخلق‭ ‬انتصارا‭ ‬يبهر‭ ‬به‭ ‬العالم‭.‬

يبدع‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬اساليب‭ ‬المقاومة‭ ‬التي‭ ‬يواجهون‭ ‬فيها‭ ‬الإرهاب‭ ‬الصهيوني‭ ‬ضد‭ ‬شعبهم‭ ‬ومدنهم‭ ‬ومخيماتهم،‭ ‬فهل‭ ‬ترون‭ ‬ان‭ ‬باستطاعة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الصمود‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الوحشية‭ ‬الصهيونية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬الحالية؟‭ ‬وهل‭ ‬باتت‭ ‬أسلحة‭ ‬المقاومة‭ ‬المعروفة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬العمليات‭ ‬الاستشهادية‭ ‬مشروعة‭ ‬امام‭ ‬التغول‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية؟

ما‭ ‬زال‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ارادة‭ ‬بمقاومة‭ ‬هذا‭ ‬الاحتلال،‭ ‬فمن‭ ‬البديهي‭ ‬ان‭ ‬الارادة‭ ‬تغلب‭ ‬اقوى‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬ممكنة‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نقله‭ ‬لنا‭ ‬التاريخ‭ ‬من‭ ‬تجارب،‭ ‬كالتجربة‭ ‬في‭ ‬فيتنام،‭ ‬ثورة‭ ‬كوبا،‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭ ‬الذي‭ ‬تحرر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الكيان،‭ ‬لندرس‭ ‬الصراع‭ ‬العربي‭ ‬الصهيوني‭ ‬لنتاكد‭ ‬اكثر‭ ‬بأن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لا‭ ‬زال‭ ‬يبدع‭ ‬بأساليب‭ ‬المقاومة،‭ ‬وان‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬لن‭ ‬يستطيع‭ ‬ان‭ ‬ينجح‭ ‬سوى‭ ‬بالقتل‭ ‬والتدمير‭ ‬والتجويع،‭ ‬ولكن‭ ‬رغم‭ ‬الجوع‭ ‬رغم‭ ‬الالم‭ ‬رغم‭ ‬المعاناة‭ ‬الانسانية‭ ‬يبقى‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬صامدا‭ ‬في‭ ‬أرضه،‭ ‬وباتت‭ ‬المقاومة‭ ‬الان‭ ‬تعرف‭ ‬بالشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وقضية‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬سنبقى‭ ‬نقاوم‭ ‬حتى‭ ‬يفكر‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬ان‭ ‬كلفة‭ ‬بقائه‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الارض‭ ‬هي‭ ‬اكبر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬كلفة‭ ‬خروجه،‭ ‬وبالتالي‭ ‬سيخرج‭ ‬منها‭ ‬حتما‭ ‬منكس‭ ‬الاعلام،‭ ‬وسيخرج‭ ‬منها‭ ‬وهو‭ ‬يحمل‭ ‬دباباته‭ ‬وقتلاه‭ ‬وسنعيد‭ ‬المجد‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مهما‭ ‬عاونته‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬والكونغرس‭ ‬الاميركي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬اقتحام‭ ‬لاهاي‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬حماية‭ ‬قيادة‭ ‬الاحتلال‭ ‬عندما‭ ‬تصدر‭ ‬مذكرة‭ ‬التوقيف‭ ‬ضد‭ ‬مجرمي‭ ‬الحرب‭ ‬ومرتكبي‭ ‬الابادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

سمعنا‭ ‬مرارا‭ ‬من‭ ‬اعلام‭ ‬الاحتلال‭ ‬والقنوات‭ ‬الرديفة‭ ‬اتهامات‭ ‬لثوار‭ ‬غزة‭ ‬بأنهم‭ ‬يتحركون‭ ‬بأوامر‭ ‬من‭ ‬طهران،‭ ‬واليوم‭ ‬تتكرر‭ ‬هذه‭ ‬النغمة‭ ‬لاتهام‭ ‬ثوار‭ ‬الضفة‭ ‬الذين‭ ‬يدافعون‭ ‬عن‭ ‬شعبهم،‭ ‬فلماذا‭ ‬يستمرئ‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والمتصهينون‭ ‬العرب‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬الكاذبة؟‭ ‬وهل‭ ‬ترى‭ ‬ان‭ ‬ذلك‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬انكار‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وانهاء‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬العادلة‭ ‬؟

المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بدأت‭ ‬قبل‭ ‬انتصار‭ ‬الثورة‭ ‬الاسلامية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬وكل‭ ‬الشكر‭ ‬للجمهورية‭ ‬الاسلامية‭ ‬ولمحورها‭ ‬والذي‭ ‬تدعم‭ ‬وتساند‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ولكن‭ ‬معركة‭ ‬طوفان‭ ‬الاقصى‭ ‬هي‭ ‬معركة‭ ‬فلسطينية‭ ‬وطنية‭ ‬انطلقت‭ ‬بقرار‭ ‬فلسطيني‭ ‬داخلي‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وايران‭ ‬دولة‭ ‬صديقة‭ ‬وحليفة‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬يفاوض‭ ‬الان‭ ‬هو‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬هناك‭ ‬دول‭ ‬صديقة‭ ‬ومساندة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬محور‭ ‬المقاومة‭ ‬ومع‭ ‬ايران‭ ‬يريد‭ ‬ان‭ ‬يصورها‭ ‬العدو‭ ‬بأنها‭ ‬تفاوض‭ ‬بدل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬هو‭ ‬يصورها‭ ‬العدو‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تبرير‭ ‬فشله‭ ‬وخسارته‭.‬

القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هي‭ ‬اولوية‭ ‬وقضية‭ ‬انسانية،‭ ‬والتحركات‭ ‬الطلابية‭ ‬الاميركية‭ ‬والاوروبية‭ ‬هي‭ ‬اكبر‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وان‭ ‬القرار‭ ‬الفلسطيني‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يمتلك‭ ‬الحق‭ ‬وحده‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الارض،‭ ‬وهو‭ ‬يقرر‭ ‬متى‭ ‬تبدأ‭ ‬المعركة‭ ‬ومتى‭ ‬ينهيها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المخططات‭ ‬الصهيو‭ ‬اميركية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬قبل‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬اوكتوبر‭ ‬والتي‭ ‬تجسدت‭ ‬الان‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المعركة‭ ‬الوطنية،‭ ‬لذلك‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هي‭ ‬الرقم‭ ‬الاول‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭.‬