في الذكرى الـ57 لهزيمة حزيران «الديمقراطية»: تجارب شعبنا تؤكد مرة أخرى: ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة

يونيو 5, 2024

في‭ ‬الذكرى‭ ‬الـ57‭ ‬لهزيمة‭ ‬حزيران‭ (‬يونيو‭) ‬في‭ ‬العام‭ ‬1967،‭ ‬أصدرت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‭ ‬بياناً،‭ ‬أكدت‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬تجارب‭ ‬شعبنا‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تجارب‭ ‬حركات‭ ‬التحرر‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬تؤكد‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يدعو‭ ‬للشك،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬أخذ‭ ‬بالقوة‭ ‬لا‭ ‬يسترد‭ ‬بغير‭ ‬القوة‭.‬

وأضافت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭: ‬إن‭ ‬التجارب‭ ‬تؤكد‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬تحرير‭ ‬الشعوب‭ ‬من‭ ‬الاستعمار‭ ‬والاحتلال،‭ ‬ومن‭ ‬كل‭ ‬مظاهره،‭ ‬تتطلب،‭ ‬بالضرورة‭ ‬وفي‭ ‬المقدمة،‭ ‬تنظيم‭ ‬صفوف‭ ‬الشعب‭ ‬وتأطيره،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يترجم‭ ‬عملياً‭ ‬حركته‭ ‬التحررية،‭ ‬إلى‭ ‬معركة‭ ‬لكل‭ ‬فئات‭ ‬الشعب‭ ‬واتجاهاته‭ ‬السياسية‭ ‬المختلفة‭.‬

وأكدت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬أن‭ ‬التجربة‭ ‬الغنية‭ ‬والغالية‭ ‬لشعبنا‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬وبشكل‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬تبين‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬دور‭ ‬الشعب‭ ‬الملتحم‭ ‬بمقاومته،‭ ‬فالتصدي‭ ‬للاحتلال،‭ ‬وحربه‭ ‬الهمجية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتورع‭ ‬عن‭ ‬استعمال‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬القتل‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬شنها،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يقوى‭ ‬على‭ ‬تقويض‭ ‬إرادة‭ ‬شعبنا،‭ ‬وهز‭ ‬مكانة‭ ‬مقاومته‭ ‬في‭ ‬الوجدان‭ ‬الوطني،‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أياً‭ ‬من‭ ‬أهدافه‭ ‬السوداء،‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬المقاومة،‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬إرادة‭ ‬الصمود‭ ‬لدى‭ ‬الشعب‭ ‬وقواه‭ ‬السياسية،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬تحرير‭ ‬أسراه‭ ‬لدى‭ ‬المقاومة‭.‬

وشددت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إعلاء‭ ‬تجربة‭ ‬شعبنا‭ ‬الصامد‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬والإتعاظ‭ ‬بها‭ ‬كواحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬تجارب‭ ‬حركات‭ ‬التحرر‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بحيث‭ ‬نتجاوز‭ ‬معاً،‭ ‬كل‭ ‬سياسات‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬الوعود‭ ‬الأميركية‭ ‬الفاسدة،‭ ‬أو‭ ‬استجداء‭ ‬الحلول‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تأتي‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المقاومة‭ ‬والصمود‭.‬

كما‭ ‬أكدت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أن‭ ‬السبيل‭ ‬إلى‭ ‬تحرير‭ ‬الأرض‭ ‬وطرد‭ ‬الاحتلال‭ ‬بكل‭ ‬مظاهره،‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬اعتماد‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الكفاحية‭ ‬للمقاومة‭ ‬الشعبية‭ ‬الشاملة،‭ ‬بكل‭ ‬أساليبها‭ ‬وطرقها،‭ ‬وتأطير‭ ‬اللجان‭ ‬والهيئات‭ ‬الوطنية‭ ‬لتعزيز‭ ‬صمود‭ ‬الشعب،‭ ‬واستنهاض‭ ‬كل‭ ‬عناصر‭ ‬القوة‭ ‬في‭ ‬صفوفه،‭ ‬مؤكدة‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الطريق،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬مكلفاً‭ ‬ويتطلب‭ ‬منا‭ ‬التضحيات‭ ‬الجسام،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يكفل‭ ‬لنا‭ ‬حرية‭ ‬الأرض‭ ‬والشعب،‭ ‬والكرامة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬للاحتلال،‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهدافنا‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬وتقرير‭ ‬المصير،‭ ‬ويعزز‭ ‬موقع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬شعباً‭ ‬حراً،‭ ‬يعتز‭ ‬بدولته‭ ‬المستقلة‭ ‬كاملة‭ ‬السيادة،‭ ‬ويعتز‭ ‬بتاريخه‭ ‬النضالي،‭ ‬وبأبطال‭ ‬المقاومة،‭ ‬وشهداء‭ ‬المقاومة،‭ ‬ويكتب‭ ‬تاريخه‭ ‬المضيء،‭ ‬درساً‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬البليغة‭ ‬للتاريخ‭ ‬النضالي‭ ‬للشعوب‭ ‬الحرة‭.‬

وختمت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬أن‭ ‬هزيمة‭ ‬حزيران‭ (‬يونيو‭) ‬67،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬درساً،‭ ‬يقرأ‭ ‬معانيه‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يدرك‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالركب‭ ‬الأميركي‭ ‬لن‭ ‬يقود‭ ‬سوى‭ ‬إلى‭ ‬الكوارث‭ ‬الوطنية‭.‬