دائرة اللاجئين ووكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية: حول مخاطر «تقارير التقييم الاستراتيجي»، نرفض التعايش مع الازمة الراهنة، وندعو الى حلول مستدامة تحمي الأونروا وحق العودة

يوليو 11, 2025

في الوقت الذي يواجه فيه الشعب الفلسطيني، خاصة اللاجئون في فلسطين وخارجها، أزمات معيشية متفاقمة وأوضاعاً إنسانية صعبة، جرّاء استمرار حرب الابادة الإسرائيلية وسياسات الحصار والتجويع والتهجير، فوجئنا بمضمون تقرير قدمه السيد إيان مارتن، الذي عين من قبل الامين العام للامم المتحدة قبل نحو ثلاثة اشهر رئيسا للتقييم الاستراتيجي في الاونروا، والذي حمل افكارا ومقترحات لا تبتعد كثيرا عن الرؤية الاسرائيلية الامريكية لتصفية وكالة الغوث.  
إن دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إذ تؤكد تمسكها بدور الأونروا وبولايتها الأممية وفق القرار 302، فإنها تُسجل الملاحظات التالية:
1) نرفض بشكل قاطع الخيار الأول (الإبقاء على الوضع الراهن دون معالجة حقيقية للأزمة)، بما يعكس حالة التقاعس والتخلي عن مسؤوليات المجتمع الدولي ومنظماته الانسانية والحقوقية الدولية تجاه قضية اللاجئين وضرورة توفير كافة الخدمات الانسانية لحين انتهاء السبب الذي انشأت الاونروا من أجله.
2)  نحذر من خطورة الخيار الثاني (تقليص الخدمات ونقل وظائف الاونروا إلى جهات أخرى)، ما يعد خطوة خطيرة نحو تصفية الوكالة وشطب حق العودة، وتكريس مسؤولية الحكومات المضيفة دون ضمان تمويل أو غطاء سياسي.. وفي ذلك تجاهل لنص المادة (18) من القرار 302.
3)  تبدي الدائرة تحفّظها على الخيار الثالث (تشكيل مجلس تنفيذي تحت عنوان تقديم الدعم للمفوض العام)، ما قد يعني الالتفاف على إدارة المفوض العام وتقليص صلاحياته، وفتح المجال لتدخلات سياسية غير محايدة، خاصة في ظل الصلاحيات الممنوحة لهذا المجلس.
4) تشدد الدائرة على رفض أي خطة تهدف إلى تحويل خدمات الأونروا تدريجياً إلى السلطة الفلسطينية أو الحكومات المضيفة، فوظيفة الوكالة ليست خدماتية فحسب، بل سياسية وأممية، مرتبطة بحق العودة، ولا يجب تفكيكها تحت ذرائع التمويل أو الكفاءة.
إن دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية، تعتبر أن هذه الخيارات لا تعالج جوهر الأزمة المتمثل في الابتزاز المالي والسياسي الذي تتعرض له الوكالة من قبل قوى دولية وإقليمية، بل تذهب باتجاه انهائها وشطبها بشكل تدريجي أو نهائي والتلاعب بتفويضها الاممي وتكييف عملها وفق أجندات تتعارض مع حقوق شعبنا، بما يشكل استجابة واضحة للضغوط ولمطالب الاسرائيلية الامريكية.
وبناء عليه ندعو الدائرة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تجديد تفويض الأونروا دون تعديل أو تقييد، وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته في توفير تمويل مستدام وشفاف. كما ندعو كافة القوى الفلسطينية واللجان الشعبية والمنظمات الأهلية إلى أوسع تحرك شعبي للدفاع عن الأونروا ورفض أي مساس بدورها، وايضا دعوة الدول المضيفة إلى التنسيق مع المرجعيات الفلسطينية لمواجهة اية مقترحات تمس بالوكالة وبوظائفها السياسية والقانونية والانسانية، وتأكيد الالتزام الدائم بوكالة الغوث والحفاظ على تفويضها الأممي.
وتؤكد دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أنها وكل شرائح الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ستبقى متمسكة بالثوابت، مدافعة عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وفي مقدمتها حق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجّروا منها عام 1948 وفق القرار 194، وستتصدى بكل الاشكال النضالية لأي محاولة للنيل من الأونروا ودورها.