بيروت، زار وفد من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، برئاسة الرفيق علي فيصل نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والرفيق إبراهيم النمر عضو المكتب السياسي والرفيق سهيل الناطور عضو اللجنة المركزية، سعادة سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الدكتور كمال بوشامة، ووضع الوفد سعادته في صورة آخر التطورات الميدانية والسياسية في فلسطين المحتلة، خاصة ما يتعرض له أبناء شعبنا في قطاع غزة من عدوان وإبادة جماعية متواصلة، إلى جانب التصعيد الخطير في الضفة الغربية بما يشمل مخططات التهجير والاستيطان وجرائم الحرب التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني. كما تطرق الوفد إلى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات والصعوبات الإنسانية والمعيشية المتفاقمة، مؤكدًا أهمية استمرار الجهود العربية والدولية لدعم صمودهم وضمان حقوقهم حتى تحقيق حق العودة وفق القرار 194.
وثمّن الوفد عاليًا الموقف الجزائري الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، والذي يشكّل امتدادًا لإرث نضالي عريق من التضامن الأخوي الذي يجسّد العلاقة التاريخية المتجذرة بين الشعبين الشقيقين. وأكد الوفد تقديره العميق لرعاية الجزائر للحوار الوطني الفلسطيني الهادف إلى إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية باعتبارها ركيزة أساسية لمواجهة التحديات والأخطار التي تحيط بالقضية الفلسطينية. كما شدّد الوفد على أن صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته سيظلان سدًا منيعًا أمام مشاريع تصفية الحقوق الوطنية، وفي مقدمتها مشروع «دولة إسرائيل الكبرى» ومخططات الضم والتهجير، وكذلك أمام مشروع «الشرق الأوسط الأمريكي الإسرائيلي» الذي يستهدف شعوب المنطقة وحقوقها وسيادتها.
بدوره، أكد السفير كمال بوشامة موقف الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الثابت في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة في جميع المحافل الدولية والعربية، والعمل من أجل وقف حرب الإبادة التي يتعرض لها، وتمكينه من إنجاز حقوقه الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
وفي ختام اللقاء، نقل وفد الجبهة الديمقراطية أسمى آيات التهنئة إلى سعادة السفير والشعب الجزائري الشقيق بمناسبة الذكرى الثانية والستين لاستقلال الجزائر، مشيدًا بتضحيات الشعب الجزائري في سبيل نيل حريته واستقلاله، ومؤكدًا أن إرادة الشعوب لا تُهزم مهما عظمت التضحيات. كما دعا الوفد إلى تعزيز أواصر التعاون والأخوة بين الشعبين الفلسطيني والجزائري، وترجمة هذه العلاقة التاريخية إلى مبادرات عملية تساهم في تخفيف معاناة شعبنا الفلسطيني وتعزيز صموده حتى نيل حقوقه الوطنية.