إتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني – أشد: من خيام اللجوء إلى ميادين النضال.. الطريق واحد والحق لا يموت

مايو 15, 2025


في الخامس عشر من أيار من كل عام، يُحيي شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، ومعه أحرار العالم، ذكرى نكبة فلسطين التي ارتُكبت عام 1948، حين أقدمت العصابات الصهيونية المسلحة، بدعم كامل من الاستعمار البريطاني، على تنفيذ جريمة تطهير عرقي شاملة بحق شعبنا الفلسطيني، عبر تدمير أكثر من 530 قرية وبلدة فلسطينية، وارتكاب مئات المجازر والمذابح الدموية المروعة، أدّت إلى استشهاد آلاف المدنيين وتهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني قسرًا من وطنهم وأرضهم، ليُحكم الحصار الاستيطاني العنصري على فلسطين ويزرع في قلب منطقتنا كيان استعماري استيطاني عنصري وكيان غاصب .
لقد كان المشروع الصهيوني منذ لحظته الأولى أداة استعمارية عنصرية إحلالية، وجد في دعم الاستعمار البريطاني أولًا ثم الإمبريالية الأمريكية لاحقًا حاضنة سياسية ومالية وعسكرية لتكريس وجوده فوق أرض فلسطين، وتحويلها إلى قاعدة متقدمة للعدوان والتوسع ونهب الثروات وقمع حركات التحرر. ولم يكن اغتصاب فلسطين سوى جزء من مخطط أكبر لتفتيت المنطقة، وتقسيم شعوبها، ومنعها من امتلاك قرارها ومقدراتها، ولا تزال الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها حلفاؤها في الغرب، تقدم كل أشكال الدعم للكيان الصهيوني رغم كل ما يرتكبه من جرائم ضد الإنسانية.
واليوم، بعد 77 عامًا من النكبة، يتعرض شعبنا الفلسطيني، وفي مقدمتهم أهلنا في قطاع غزة الصامد والضفة والقدس، لعدوان متواصل منذ السابع من أكتوبر 2023، هو الأعنف والأكثر وحشية في التاريخ المعاصر. فمنذ أكثر من عام ونصف، يتعرض القطاع لحصار شامل، وتجويع ممنهج، وعدوان دامي لم يوفر حجرًا ولا بشرًا، ارتكبت خلاله قوات الاحتلال أكثر من 12,000 مجزرة مباشرة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 52,000 فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء، وجرح أكثر من 116,000 آخرين. إن قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية شاملة بفعل الحصار الكامل المفروض عليه، الذي أوقف دخول الغذاء والدواء والمحروقات بشكل كامل، ودمر الزراعة والمرافق الصحية والمياه والبنية التحتية والمدارس والجامعات. اليوم يعاني 93% من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي، وأكثر من 470,000 شخص مهددون بالمجاعة المباشرة. وأكثر من 11,000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد استشهد منهم أكثر من 50 طفل استشهدوا نتيجة سوء التغذية و17 آخرين نتيجة البرد، وسط نقص كارثي في الأغذية العلاجية والمياه الصالحة للشرب. العدوان يستهدف كذلك الوجود المدني بشكل متعمد عبر قصف البيوت والمدارس والمستشفيات ومراكز الإيواء ومخيمات اللاجئين حيث دمر الاحتلال 532 مبنى تربوي بشكل كامل او جزئي . وقد دمرت آلة الحرب الصهيونية أكثر من 80% من الأراضي الزراعية، وتسببت بنفوق 96% من المواشي والدواجن في القطاع.
وكما في غزة يواصل الاحتلال عدوانه في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، حيث يواصل حملات القتل الممنهج والاعتقالات اليومية والاقتحامات العسكرية، حيث استشهد منذ أكتوبر 2023 أكثر من 970 فلسطينيًا في الضفة، فيما تتواصل سياسات التهجير في الأغوار ومسافر يطا والبلدة القديمة في القدس، ومئات الاعتداءات اليومية على البلدات الفلسطينية من قبل المستوطنين المدججين بالسلاح بحماية جيش الاحتلال، ويضاف الى تلك الاعتداءات التي طالت 154 مبنى تربوي بين اقتحام وتخريب.
وفي هذه الذكرى الأليمة، وفي ظل هذا العدوان المجرم الذي يستهدف الأرض والشعب والهوية،فإننا في اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني «أشد» نتوجّه من قلب فلسطين المحاصَرة إلى كل أحرار العالم، إلى شعوب الأرض الحرة، إلى شبابها وطلابها وعمّالها ومثقفيها، بنداء مقاوم ينبض من بين الركام، نداء فلسطين الجريحة التي لا تنحني، أن يقفوا مع شعبنا وقضيتنا في معركتنا الوجودية العادلة، وأن يكونوا صوت الضحايا في وجه القتل والغطرسة الصهيونية، أن يفضحوا جرائم الاحتلال في جامعاتهم، وفي مؤسساتهم، وفي الشوارع والساحات. عليهم أن يواجهوا زيف الرواية الصهيونية الاستعمارية التي تحاول تبرير القتل والتدمير، وأن يرفعوا صوتهم بمقاطعة هذا الكيان العنصري وعزله، وأن ينظموا المسيرات والاعتصامات أمام سفاراته وسفارات داعميه، وأن يواصلوا الضغوط لوقف كل أشكال الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي المقدم لهذا الاحتلال المجرم. إننا نناشد أحرار الأرض أن ينحازوا للحق، أن يُسقطوا جدار الصمت، وأن يجعلوا من فلسطين قضية مركزية في ضمير الشعوب وحركات التحرر، حتى يتحرر آخر أسير، ويُرفع آخر حصار، وتُكسر آخر بندقية احتلال، وتعود فلسطين إلى أهلها حرّة مستقلة.
كما إننا في سكرتاريا اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني (أشد) نؤكد أن حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هُجّروا منها عام 1948 حق مقدس غير قابل للتصرف أو الشطب أو المقايضة. كما نؤكد تمسكنا الكامل بقيام دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، ورفضنا لكل مشاريع التصفية والتهجير والتهويد، وأي محاولات لإعادة إنتاج نكبة جديدة.
ختامًا، نجدد العهد لشهدائنا وأسرانا وأبناء شعبنا في الداخل والشتات بأننا سنبقى نحمل راية المقاومة الوطنية والشعبية، ونواصل مسيرة النضال حتى التحرير والعودة والدولة، مهما طال الزمن واشتدّ العدوان. المجد والخلود للشهداء، والحرية للأسرى البواسل، والنصر لشعب فلسطين الباسل ومقاومته البطلة