بعد تجربة غزة، ماذا عن الدخول البري الى لبنان؟
خيارات المشاركة
المقالات
فؤاد بكر | مسؤول الدائرة القانونية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
إنتقلت إسرائيل من سؤال «هل ندخل بريا جنوب لبنان؟» إلى «متى ندخل بريا جنوب لبنان؟»، وهناك عدد من التوصيات العسكرية للعملية البرية الاسرائيلية في جنوب لبنان، حيث يحث بعض الخبراء العسكريين الاسرائيليين الى مبادرة اسرائيل لشن هجوم قوي وعنيف يتضمن القصف الجوي والحاق الضرر اللوجستي للمقاومة، والاستمرار في تهجير اهالي الجنوب، واستخدام الوية الحسم للدخول حتى نهر الليطاني.
وأمام هذه التهديدات، كأن إسرائيل لا تتعلم من تجاربها السابقة في قطاع غزة، ولا حتى من التجربة الحالية عندما دخل الجيش الاسرائيلي وغرق بوحولها، ولا يدري كيف ينهي العملية البرية التي لم يثبت الا فشله في تحقيق أهدافه الى الان، على الرغم من مرور ما يقارب السنة. كما أن اسرائيل لم تتعلم ايضا من تجربتها المتعلقة بالغزو البري لجنوب لبنان أو ربما من اجتياح بيروت عام 1982.
لقد بقيت صواريخ المقاومة اللبنانية تتوجه الى اسرائيل حتى اللحظة الاخيرة من معركة «عناقيد الغضب» عام 1996، ومعركة «تصفية الحساب» عام 1993، اضافة الى حرب لبنان الثانية «تموز 2006» التي أخفقت فيها اسرائيل بالدخول بريا الى لبنان بحسب تقرير لجنة فينوغراد الاسرائيلية، وأصبح يطلق عليها اليوم بالمناورات، حيث نص التقرير على التالي «كانت هناك ثقة زائدة بسلاح الجو، وشعور خاطئ بأن الحل سيكون من الجو.» فماذا ستفعل اسرائيل لو غزت جنوب لبنان، هل ستحقق أهدافها؟
إجابة على هذا السؤال، يجيب الخبير الاسرائيلي «أرييلا هوفمان» في صحيفة يديعوت أحرنوت «48 ساعة أو 72 ساعة من النشوة والابتهاج الى ان يقع جنود غولاني في كمين، وتتفاجأ احدى وحدات النخب أنها امام نفق غير مكتشف».
ومن بين المنظرين للغزو البري الاسرائيلي لجنوب لبنان «إفرايم غانور» الذي نشر في صحيفة معاريف الاسرائيلية التالي: «هذه المناورة ستكون جزءاً لا يتجزأ من خطة سياسية تضعها الحكومة للجيش لإنهاء الحرب، وتشكل أساساً لمفاوضات وقف إطلاق نار طويل الأمد مع حزب الله، ويمكن ربطه باتفاق إعادة المخطوفين الذين تحتجزهم «حماس». وهذا يدل على أمرين:
• يبقى الغزو البري لجنوب لبنان مناورة للذهاب الى خطة سياسية تتضمن انهاء الحرب في لبنان وقطاع غزة، وفق المفاوضات والاطر الدبلوماسية غير المباشرة، وهذا فشل عسكري.
• ربط حرب لبنان في الحرب على قطاع غزة، وهذا فشل أيضا عسكري وسياسي، لعدم تحقيق اسرائيل اهدافها بتحرير المحتجزين الاسرائيليين من قطاع غزة الى الان.
وانطلاقا مما سبق، سيبقى وقف الحرب في قطاع غزة هو السبيل الوحيد للتوصل الى اي اتفاق، لأنه سيكون الحل لعدم خسارة اسرائيل المزيد من جنودها، وفي النهاية، سيتم عقد الاتفاق عاجلا أم آجلا بإنهاء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، سواء دخل الجيش الاسرائيلي جنوب لبنان أم لم يدخل.