الديمقراطية: في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، اثنان وأربعون عاماً، الإبادة مستمرة والعدالة غائبة

سبتمبر 17, 2024

قبل‭ ‬اثنين‭ ‬وأربعين‭ ‬عاماً،‭ ‬ارتكب‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬والميليشيات‭ ‬المتواطئة‭ ‬معه‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أبشع‭ ‬المجازر‭ ‬بحق‭ ‬شعبنا‭ ‬الفلسطيني‭ ‬واللبناني‭ ‬الآمن‭ ‬في‭ ‬بيوته‭ ‬في‭ ‬صبرا‭ ‬وشاتيلا،‭ ‬ذُبح‭ ‬آلاف‭ ‬المدنيين‭ ‬الأبرياء،‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والعجائز‭ ‬العزل،‭ ‬بدم‭ ‬بارد‭ ‬وتحت‭ ‬جنح‭ ‬الظلام‭. ‬استمرت‭ ‬المجزرة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬بلياليها‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬يائسة‭ ‬لإبادة‭ ‬شعب‭ ‬له‭ ‬جذور‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬والحضارة‭ ‬تمتد‭ ‬لآلاف‭ ‬السنين‭.‬

اليوم،‭ ‬تحل‭ ‬الذكرى‭ ‬وسط‭ ‬استمرار‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬لشعبنا‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬منذ‭ ‬اثني‭ ‬عشر‭ ‬شهراً،‭ ‬بالبث‭ ‬الحي‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬عدوان‭ ‬ينتهك‭ ‬فيه‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬كل‭ ‬المحرمات‭ ‬ويرتكب‭ ‬أبشع‭ ‬المجازر‭ ‬تحت‭ ‬ذريعة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬وتحرير‭ ‬أسراه،‭ ‬ليتصدر‭ ‬قائمة‭ ‬العار‭ ‬السوداء‭ ‬للجيوش‭ ‬التي‭ ‬تقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬كيان‭ ‬استعماري‭ ‬كولونيالي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬سوى‭ ‬لغة‭ ‬القتل‭ ‬والإبادة‭ ‬والتضليل‭ ‬والفصل‭ ‬العنصري،‭ ‬على‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وحضارته‭ ‬الإنسانية‭ ‬وتاريخه‭ ‬العريق‭.‬

إن‭ ‬مواجهة‭ ‬القتلة‭ ‬في‭ ‬صبرا‭ ‬وشاتيلا‭ ‬تتطلب‭ ‬تكثيف‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توثيق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بهذه‭ ‬المجزرة،‭ ‬وجمع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬شهادات‭ ‬الناجين،‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الذاكرة‭ ‬حية‭ ‬ومتحفزة‭ ‬لإدانة‭ ‬هذا‭ ‬العدو‭ ‬وعملائه،‭ ‬ولو‭ ‬تحققت‭ ‬العدالة‭ ‬بمحاسبة‭ ‬المجرمين‭ ‬وعملائهم‭ ‬في‭ ‬مجازر‭ ‬صبرا‭ ‬وشاتيلا‭ ‬وما‭ ‬قبلها،‭ ‬لما‭ ‬تواصل‭ ‬الإجرام‭ ‬الصهيوني‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬حيث‭ ‬يرتكب‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬اليوم‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬بشكل‭ ‬علني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة،‭ ‬بشراكة‭ ‬أمريكية‭ ‬أطلسية،‭ ‬مما‭ ‬يستوجب‭ ‬متابعة‭ ‬الدعاوى‭ ‬في‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬ومحكمة‭ ‬الجنايات‭ ‬الدولية‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمحاكمة‭ ‬إسرائيل‭ ‬وشركائها‭ ‬وداعميها،‭ ‬وعزلها‭ ‬واعتبارها‭ ‬دولة‭ ‬استعمار‭ ‬وفصل‭ ‬عنصري‭ ‬تمارس‭ ‬الإرهاب‭ ‬المنظم‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدولة،‭ ‬يجب‭ ‬محاسبتها‭ ‬على‭ ‬جرائمها‭ ‬وملاحقة‭ ‬قادتها‭ ‬وسوقهم‭ ‬للعدالة‭ ‬كمجرمي‭ ‬حرب‭ ‬وضمان‭ ‬عدم‭ ‬إفلاتهم‭ ‬من‭ ‬العقاب‭.‬

إن‭ ‬مواجهة‭ ‬مشاريع‭ ‬التصفية‭ ‬والإلغاء‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬تتطلب‭ ‬وبشكل‭ ‬عاجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬السياسية‭ ‬وتطبيق‭ ‬قرارات‭ ‬المجلسين‭ ‬المركزي‭ ‬والوطني‭ ‬وقرارات‭ ‬إعلان‭ ‬بكين‭. ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬ذلك،‭ ‬انعقاد‭ ‬اجتماع‭ ‬عاجل‭ ‬للإطار‭ ‬القيادي‭ ‬الموحد‭ ‬والمؤقت‭ ‬لتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬وفاق‭ ‬وطني‭ ‬بمرجعية‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬تقطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مشاريع‭ ‬التبديد‭ ‬والتفتيت‭.‬

في‭ ‬الذكرى‭ ‬الثانية‭ ‬والأربعين‭ ‬لمجازر‭ ‬صبرا‭ ‬وشاتيلا،‭ ‬نتوجه‭ ‬بالتحية‭ ‬لأرواح‭ ‬الشهداء‭ ‬والمفقودين‭ ‬وذويهم،‭ ‬ولكل‭ ‬الأسرى‭ ‬والجرحى،‭ ‬ولصمود‭ ‬شعبنا‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مشاريع‭ ‬التصفية‭ ‬والتبديد‭. ‬كما‭ ‬نوجه‭ ‬التحية‭ ‬لمقاومته‭ ‬الباسلة‭ ‬وجبهات‭ ‬الإسناد‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬واليمن‭ ‬والعراق،‭ ‬ولصمود‭ ‬سوريا‭ ‬ودعم‭ ‬إيران،‭ ‬ولجبهة‭ ‬الأحرار‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الذين‭ ‬يقفون‭ ‬مع‭ ‬الرواية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحقوقها،‭ ‬ولدعمهم‭ ‬في‭ ‬الجبهات‭ ‬القانونية‭.‬

وندعو‭ ‬لتعزيز‭ ‬نضال‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وإسناد‭ ‬مقاومته‭ ‬حتى‭ ‬انتزاع‭ ‬الحقوق‭ ‬الوطنية،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬حق‭ ‬العودة‭ ‬وتقرير‭ ‬المصير‭ ‬وإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بعاصمتها‭ ‬القدس‭.‬