فؤاد بكر: الحرب الجارية حرب وجودية… إما ان نكون الشعب الفلسطيني أو لا نكون

سبتمبر 15, 2024

قترف‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬كافة‭ ‬أصناف‭ ‬الجنايات‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭ ‬منذ‭ ‬قيامه‭ ‬المشؤوم‭ ‬عام‭ ‬1948‭. ‬واليوم،‭ ‬هو‭ ‬لايزال‭ ‬ينتهك‭ ‬كل‭ ‬القوانين‭ ‬والإتفاقيات‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية‭ ‬والإنسانية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬غزة؛‭ ‬من‭ ‬احتلال‭ ‬للأرض،‭ ‬وتسلّط‭ ‬على‭ ‬الأملاك‭ ‬والمنازل،‭ ‬وقتلٌ‭ ‬للمدنيين،‭ ‬واستخدامٌ‭ ‬للأسلحة‭ ‬المحرّمة‭ ‬دولياً،‭ ‬واستهدافٌ‭ ‬للإسعافات‭ ‬والطواقم‭ ‬الطبّية،‭ ‬واقتحامٌ‭ ‬للمستشفيات‭ ‬واستخدامها‭ ‬كمراكز‭ ‬عسكرية،‭ ‬وحصارٌ‭ ‬وقطع‭ ‬للدواء‭ ‬والماء‭ ‬والطعام،‭ ‬واغتيالٌ‭ ‬للصحفيين‭. ‬بإختصار،‭ ‬إنّ‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬يقترفها‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬هي‭ ‬بمثابة‭ ‬سقوط‭ ‬مدوي‭ ‬لمنظومة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وللعدل،‭ ‬سقوط‭ ‬لم‭ ‬يشهده‭ ‬العالم‭ ‬سابقاً‭. ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬45‭ ‬ألف‭ ‬شهيد،‭ ‬بينهم‭ ‬آلاف‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء،‭ ‬هم‭ ‬ضحايا‭ ‬الحرب‭ ‬الصهيونية‭ ‬المستمرة‭ ‬على‭ ‬غزّة‭. ‬والرقم‭ ‬مرشح‭ ‬للإرتفاع‭ ‬نتيجة‭ ‬همجية‭ ‬العدو،‭ ‬واستمرار‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬يعكس‭ ‬عجزاً‭ ‬هائلاً‭ ‬لكل‭ ‬المنظمات‭ ‬والهيئات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تتحدّث‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬عن‭ ‬أي‭ ‬حقوق‭ ‬إنسان‭ ‬وقانون‭ ‬دولي‭ ‬يتحدّث‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬بعد؟‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬حاورت‭ ‬صحيفة‭ ‬الوفاقالرفيق‭ ‬فؤاد‭ ‬بكر‭ ‬مسؤول‭ ‬الدائرة‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين،‭ ‬فيما‭ ‬يلي‭ ‬نصّه‭:‬

حرب‭ ‬وجودية‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬نكون

انتهك‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬تاريخه‭ ‬وما‭ ‬يزال‭ ‬كل‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية،‭ ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬قانوناً‭ ‬إلا‭ ‬وانتهكه،‭ ‬وأبرز‭ ‬الانتهاكات‭ ‬وأولها‭ ‬احتلاله‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬انتهاكاً‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وآخرها‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬التي‭ ‬رافقته‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬كيانه‭ ‬المشؤوم،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬يعتبر‭ ‬الأستاذ‭ ‬بكر‭ ‬بأن‭ ‬العدو‭ ‬بما‭ ‬أنه‭ ‬كقوة‭ ‬احتلال،‭ ‬فهو‭ ‬مُجبر‭ ‬بتطبيق‭ ‬إتفاقية‭ ‬جنيف‭ ‬الرابعة‭ ‬المعنية‭ ‬بحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬خلال‭ ‬الحرب،‭ ‬ويلفت‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬هو‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬وليس‭ ‬قتل‭ ‬جماعي‭ ‬حين‭ ‬يستهدف‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لأنهم‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬عرق‭ ‬عربي‭ ‬فيحتل‭ ‬أرضهم‭ ‬ويهجرهم،‭ ‬لذلك‭ ‬يقوم‭ ‬بتدمير‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إبادتهم،‭ ‬وهكذا‭ ‬يفعل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬التربوية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬لسلب‭ ‬الهوية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬والأرض‭ ‬وتهجيرهم‭ ‬استكمالا‭ ‬ًلسياسته‭ ‬الهادفة‭ ‬لتفريغ‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬سكانها‭ ‬الأصليين،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فهذه‭ ‬الحرب‭ ‬الجارية‭ ‬هي‭ ‬حرب‭ ‬وجودية‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يكون،‭ ‬لذلك‭ ‬فهو‭ ‬يسعى‭ ‬الى‭ ‬تحقيق‭ ‬هدفه‭ ‬بإقتراف‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬المجازر‭ ‬والجرائم‭ ‬دفعاً‭ ‬لتهجير‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني”‭.‬

خرق‭ ‬صهيوني‭ ‬فاضح‭ ‬للقانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي

يعتبر‭ ‬رئيس‭ ‬الدائرة‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأستاذ‭ ‬بكر‭ ‬إن‭ ‬الممارسات‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬تُعد‭ ‬خرقاً‭ ‬رئيسياً‭ ‬لقواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬للتصرف‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬أيضاً‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أيار‭ / ‬مايو‭ ‬2024‭ ‬م‭ ‬والتي‭ ‬أكدت‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬إنهاء‭ ‬هذا‭ ‬الاحتلال‭ ‬بشكلٍ‭ ‬فوري‭. ‬وهنا‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تطبق‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المقررات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحقه‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬وإلغاء‭ ‬جريمة‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬حق‭ ‬عودة‭ ‬اللاجئين‭ ‬بموجب‭ ‬القرار‭ ‬194‭ ‬الصادر‭ ‬عام‭ ‬1948م‭ ‬وبناء‭ ‬دولته‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬المحتلة‭ ‬وتفكيك‭ ‬كامل‭ ‬المستوطنات‭ ‬الصهيونية‭ ‬المقامة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المغتصبة‭ ‬والمصادرة‭ ‬لما‭ ‬تشكله‭ ‬من‭ ‬جريمة‭ ‬حرب‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وبموجب‭ ‬المادة‭ ‬الثامنة‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬روما‭ ‬الأساسي‭ ‬وبالتالي‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬وفق‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬تؤدي‭ ‬الى‭ ‬تقديم‭ ‬قادة‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم‭ ‬الدولية‭ ‬وإيداعهم‭ ‬خلف‭ ‬القضبان”‭.‬

القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬يسمى‭ ‬بقانون‭ ‬الحرب‭ ‬وهو‭ ‬يسمح‭ ‬باستهداف‭ ‬المواقع‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬ويمنع‭ ‬استهداف‭ ‬المدنيين،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتجاهله‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬مخالفة‭ ‬صريحة‭ ‬للقانون،‭ ‬ولكن‭ ‬منذ‭ ‬متى‭ ‬يهتم‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬بالقوانين‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية،‭ ‬يُعدد‭ ‬الأستاذ‭ ‬بكر‭ ‬الإتفاقيات‭ ‬الداعية‭ ‬لحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬منها‭ ‬اتفاقية‭ ‬جنيف‭ ‬الثالثة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالأسرى‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬باللاجئين‭ ‬والنازحين‭ ‬والإتفاقيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب،‭ ‬لكن‭ ‬يتجاهل‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬والإتفاقيات‭ ‬ضارباً‭ ‬بعرض‭ ‬الحائط‭ ‬كل‭ ‬المطالبات‭ ‬بوقف‭ ‬جرائمه،‭ ‬بل‭ ‬يتمادى‭ ‬في‭ ‬انتهاكاته‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬الصعد‭ ‬كافة،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يكتفي‭ ‬باعتقال‭ ‬الأسرى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بل‭ ‬يحتجز‭ ‬جثامين‭ ‬الشهداء‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬البرادات‭ ‬وسرقة‭ ‬أعضاءهم‭ ‬وعدم‭ ‬تسليم‭ ‬الجثامين‭ ‬لذويهم‭ ‬بل‭ ‬دفنها‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ ‬الأرقام‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬إسم‭ ‬او‭ ‬هوية‭ ‬إصرارا‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬أذية‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬الإخفاء‭ ‬القسري‭ ‬للآلاف‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬ذويهم‭ ‬عنهم‭ ‬شيئاً‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬تاريخ‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والعدو‭ ‬الصهيوني”‭.‬

لا‭ ‬انتظار‭ ‬لحل‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي

لا‭ ‬يراهن‭ ‬الأستاذ‭ ‬بكر‭ ‬ولا‭ ‬ينتظر‭ ‬الحل‭ ‬والدعم‭ ‬من‭ ‬مجتمع‭ ‬دولي‭ ‬اعترف‭ ‬بنشوء‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬مغتصبة،‭ ‬ماذا‭ ‬ننتظر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬دعم‭ ‬وساند‭ ‬وما‭ ‬يزال‭ ‬يساند‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الغاصب،‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وُلد‭ ‬عبر‭ ‬اعتراف‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬به‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬دعمه‭ ‬في‭ ‬سرقته‭ ‬لأراضي‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وهذا‭ ‬يوضح‭ ‬صمته‭ ‬أمام‭ ‬ما‭ ‬يقترفه‭ ‬هذا‭ ‬العدو‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬هناك‭ ‬تحالف‭ ‬بين‭ ‬الإمبريالية‭ ‬والصهيونية‭ ‬لما‭ ‬يجمع‭ ‬بينهما‭ ‬من‭ ‬مصالح‭ ‬مشتركة‭ ‬وإن‭ ‬هزيمة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬هي‭ ‬هزيمة‭ ‬لهذا‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الداعم‭ ‬والذي‭ ‬يمتنع‭ ‬عن‭ ‬تنفيذ‭ ‬أية‭ ‬إجراءات‭ ‬رادعة‭ ‬للعدو،‭ ‬بل‭ ‬يتخذ‭ ‬إجراءات‭ ‬داعمة‭ ‬له‭ ‬وبطريقة‭ ‬غير‭ ‬مباشرة،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تأتي‭ ‬أهمية‭ ‬عملية‭ ‬”‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى”‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬يعيد‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬ووظيفة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة”‭.‬

عمل‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬وفق‭ ‬مموليها

دائما‭ ‬ما‭ ‬تعلن‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬عناوينها‭ ‬وأهدافها‭ ‬المعلنة‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬المختلفة،‭ ‬ولكن‭ ‬تظهر‭ ‬الحقيقة‭ ‬البشعة‭ ‬عند‭ ‬معرفة‭ ‬مصادر‭ ‬تمويلها،‭ ‬فيرى‭ ‬الأستاذ‭ ‬بكر‭ ‬أن‭ ‬تمويل‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬المختلفة،‭ ‬يكون‭ ‬مصدره‭ ‬بالأغلب‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬الداعمة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وبالتالي‭ ‬عندما‭ ‬تبادر‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬بإجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬المقترفة‭ ‬بحق‭ ‬سكان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تُمنع‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬عبر‭ ‬رفع‭ ‬الدعم‭ ‬المقدم‭ ‬لها‭ ‬وتلغي‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬استحقاقاتها‭ ‬المالية‭ ‬المستحقة‭ ‬عليها‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬لتمويل‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات،‭ ‬ما‭ ‬يدخلها‭ ‬بعجز‭ ‬مالي‭. ‬وأكبر‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬وكالة‭ ‬غوث‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬“الأونروا”‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬شيطنتها‭ ‬وإتهامها‭ ‬بدعم‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وهي‭ ‬وكالة‭ ‬خاصة‭ ‬تابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وتُدار‭ ‬من‭ ‬قبلها،‭ ‬والمعايير‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬هي‭ ‬معايير‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬مهمتها‭ ‬إغاثة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وتشغيله،‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬قامت‭ ‬بمهمتها‭ ‬التي‭ ‬أنشئت‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬وحاولت‭ ‬مساعدة‭ ‬وإغاثة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬شنوا‭ ‬عليها‭ ‬حرباً‭ ‬شعواء‭ ‬فقطعوا‭ ‬تمويلها‭ ‬ومنعوا‭ ‬عملها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجويع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وتركيعه‭ ‬إكمالاً‭ ‬في‭ ‬مخطط‭ ‬تهجيره‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬منذ‭ ‬نشأة‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬مستمراً‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬لذا‭ ‬تعتبر‭ ‬قضية‭ ‬التمويل‭ ‬الأوروبي‭ ‬والأمريكي‭ ‬الإشكالية‭ ‬الكبرى‭ ‬والأساسية‭ ‬المانعة‭ ‬لعمل‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية”‭.‬

منظمات‭ ‬حقوقية‭ ‬وطنية

يطرح‭ ‬الأستاذ‭ ‬بكر‭ ‬حلاً‭ ‬لمعالجة‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬الممولة‭ ‬من‭ ‬داعمي‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬تأسيس‭ ‬منظمات‭ ‬دولية‭ ‬وحقوقية‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬وطني‭ ‬وذلك‭ ‬بدعم‭ ‬الدول‭ ‬الصديقة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬وأهمها‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإيرانية‭ ‬ودول‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬فعندما‭ ‬ننشئ‭ ‬مؤسساتنا‭ ‬نجبر‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬معها،‭ ‬ونمتنع‭ ‬عن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬الإمبريالية‭ ‬والحلف‭ ‬الأطلسي‭ ‬ولا‭ ‬نقدم‭ ‬المعلومات،‭ ‬فنسدد‭ ‬بذلك‭ ‬ضربة‭ ‬قاضية‭ ‬للعدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬،‭ ‬ولكن‭ ‬تكثر‭ ‬العقبات‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬المستقبلية‭ ‬والضرورية،‭ ‬فالدول‭ ‬المرشحة‭ ‬لتأسيسها‭ ‬تخضع‭ ‬لحصار‭ ‬مالي‭ ‬واقتصادي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وهذه‭ ‬العقوبات‭ ‬هي‭ ‬خرق‭ ‬للقوانين‭ ‬الدولية‭ ‬لأنها‭ ‬تضر‭ ‬بالشعب‭ ‬مباشرة‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الحصار،‭ ‬فقد‭ ‬اندفعت‭ ‬تلك‭ ‬البلدان‭ ‬لتأسيس‭ ‬محور‭ ‬متكامل‭ ‬معادي‭ ‬لأمريكا‭ ‬والعدو‭ ‬الصهيوني،‭ ‬والأمل‭ ‬بالقدرة‭ ‬بإنشائها‭ ‬في‭ ‬المستقبل”‭.‬

نظام‭ ‬عالمي‭ ‬إنساني‭ ‬جديد

يؤكد‭ ‬الأستاذ‭ ‬بكر‭ ‬أنه‭:‬”بعد‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬بتفعيل‭ ‬القرارات‭ ‬والقوانين‭ ‬الدولية‭ ‬وإعطاء‭ ‬صلاحية‭ ‬للمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬بعدم‭ ‬الإكتفاء‭ ‬بإصدار‭ ‬القرارات‭ ‬وعدم‭ ‬تطبيقها،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬وضع‭ ‬آلية‭ ‬مرنة‭ ‬وسلسة‭ ‬غير‭ ‬خاضعة‭ ‬للضغوط‭ ‬لتطبيق‭ ‬هذه‭ ‬القرارات،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬يعود‭ ‬تطبيقها‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬المهيمن‭ ‬عليه‭ ‬الدول‭ ‬الداعمة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وهنا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬جديد‭ ‬يتشكل‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬بثنائية‭ ‬قطبية‭ ‬أو‭ ‬تعددية‭ ‬قطبية‭ ‬أو‭ ‬عالم‭ ‬لا‭ ‬قطبي‭. ‬والعالم‭ ‬كله‭ ‬الآن‭ ‬سئم‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الموجود‭ ‬ويريد‭ ‬نظاماً‭ ‬عالمياً‭ ‬جديداً‭ ‬يتميز‭ ‬بأكثر‭ ‬عدالة‭ ‬ويشمل‭ ‬كل‭ ‬الشعوب”‭.‬

وتعد‭ ‬التحركات‭ ‬الطلابية‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬وأوروبا‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬والقيود‭ ‬والضغوط‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬على‭ ‬الطلاب‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬فيعتبر‭ ‬الأستاذ‭ ‬بكر‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الحراك‭ ‬الطلابي‭ ‬بإندفاعه‭ ‬ودفاعه‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬شعب‭ ‬غزة،‭ ‬إنما‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬فهو‭ ‬عابر‭ ‬للقارات‭ ‬وذا‭ ‬علاقة‭ ‬أممية‭ ‬عربية‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬يختص‭ ‬بالقضية‭ ‬أو‭ ‬بمنطقة‭ ‬معينة‭. ‬وهنا‭ ‬تقع‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬الحراك‭ ‬الجامعي‭ ‬الذي‭ ‬انتشر‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الامريكية‭ ‬والأوروبية‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬الرؤساء‭ ‬والنخب‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬وهذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬خرقاً‭ ‬بعد‭ ‬سنوات،‭ ‬لذا‭ ‬نعول‭ ‬كثيراً‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التحركات‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وقف‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭. ‬وتعويلنا‭ ‬الأساسي‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ومحور‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني”‭.‬