دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية: في رسالة حول العدوان على الضفة، إعلان ببدء مخطط «الضم».. وتكرار لتجارب فاشلة ستسقطها ارادة الشعب الفلسطيني ومقاومته

سبتمبر 2, 2024

نزولا‭ ‬عند‭ ‬رغبات‭ ‬وضغوط‭ ‬اليمين‭ ‬الفاشي‭ ‬والمتطرف‭ ‬في‭ ‬اسرائيل،‭ ‬شن‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ (‬28‭ ‬آب‭) ‬عدوانا‭ ‬عسكريا‭ ‬شمل‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬والمخيمات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬بهدف‭ ‬معلن‭ ‬هو‭ ‬تصفية‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬واذرعها‭ ‬العسكرية‭.. ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬مناطق‭ ‬الانتشار‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لتكون‭ ‬منسجمة‭ ‬مع‭ ‬المخططات‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬ومن‭ ‬خلالها‭ ‬يتم‭ ‬إفراغ‭ ‬مناطق‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬سكانها،‭ ‬لصالح‭ ‬توسيع‭ ‬مساحات‭ ‬الاستيطان‭ ‬الاستعماري‭..‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬النظر‭ ‬الى‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬كردة‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬حدث‭ ‬ما،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬عدوان‭ ‬جديد،‭ ‬يستكمل‭ ‬مسلسل‭ ‬القتل‭ ‬الممنهج‭ ‬الذي‭ ‬يمارسه‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬الضفة،‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬وقرارات‭ ‬الامم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومنظماتها‭ ‬المختلفة‭ ‬واعترافات‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬اراض‭ ‬فلسطينية‭ ‬محتلة‭ ‬لشعبها‭ ‬الحق‭ ‬باللجوء‭ ‬الى‭ ‬مختلف‭ ‬اشكال‭ ‬النضال‭ ‬والمقاومة‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تحريرها‭ ‬وممارسة‭ ‬حقوقه‭ ‬الوطنية‭ ‬فوقها‭ ‬بحرية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬اشكال‭ ‬الاحتلال‭ ‬والتبعية‭..‬

كما‭ ‬يأتي‭ ‬هذا‭ ‬العدوان‭ ‬ايضا‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬قضيتين‭ ‬متلازمتين‭: ‬الاولى‭ ‬حرب‭ ‬الابادة‭ ‬التي‭ ‬ترتكب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزه،‭ ‬حيث‭ ‬تواصل‭ ‬اسرائيل‭ ‬الاستفادة‭ ‬مما‭ ‬وفره‭ ‬لها‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬الغربي‭ ‬والاطلسي‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬لعدوانها‭ ‬لتحقيق‭ ‬اكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬الميدانية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭. ‬والثانية‭ ‬السعي‭ ‬لفرض‭ ‬المخطط‭ ‬الصهيوني‭ ‬المعروف‭ ‬بخطة‭ ‬الحسم‭ ‬بقوة‭ ‬الدم‭ ‬والنار‭.. ‬وهو‭ ‬مخطط‭ ‬سبق‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مسؤول‭ ‬اسرائيلي‭ ‬وان‭ ‬اعلن‭ ‬عنه‭ ‬صراحة،‭ ‬في‭ ‬تحد‭ ‬واضح‭ ‬ليس‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬وللنظام‭ ‬الدولي‭ ‬بكافة‭ ‬مكونانه،‭ ‬والذي‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬ترجمة‭ ‬قراراته‭ ‬واقعا‭ ‬على‭ ‬الارض،‭ ‬وفشل‭ ‬ايضا‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬لشعب‭ ‬قابع‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭..‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬استعراض‭ ‬العناوين‭ ‬العامة‭ ‬لمخطط‭ ‬‮«‬الضم‭ ‬والحسم‮»‬،‭ ‬فيبدو‭ ‬واضحا‭ ‬ان‭ ‬اسرائيل‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬رسم‭ ‬تفاصيل‭ ‬هذا‭ ‬المخطط،‭ ‬الذي‭ ‬يحشر‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬كانتونات‭ ‬متباعدة‭ ‬وعلى‭ ‬مساحة‭ ‬جغرافية‭ ‬صغيرة‭ ‬جدا،‭ ‬لا‭ ‬تحتاج،‭ ‬وفقا‭ ‬للرؤى‭ ‬الاسرائيلية،‭ ‬سوى‭ ‬الى‭ ‬تحسين‭ ‬واقعها‭ ‬المعيشي‭ ‬الذي‭ ‬ستعمل‭ ‬اسرائيل‭ ‬على‭ ‬تطويره،‭ ‬في‭ ‬تجاهل‭ ‬تام‭ ‬لكافة‭ ‬الحقوق‭ ‬السياسية‭ ‬والوطنية‭ ‬الفلسطينية‭..‬‮ ‬واستنادا‭ ‬لذلك‭ ‬تضع‭ ‬اسرائيل‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬امام‭ ‬ثلاثة‭ ‬خيارات‭:‬

اما‭ ‬قبول‭ ‬مخطط‭ ‬الضم‭ ‬والتعايش‭ ‬‮«‬بهدوء‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الاحتلال‭ ‬وما‭ ‬سيرسمه‭ ‬من‭ ‬مشاريع،‭ ‬مع‭ ‬امكانية‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬ومناطق‭ ‬تجارية‭ ‬مفتوحة،‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬اشارت‭ ‬اليه‭ ‬ورشة‭ ‬المنامة‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬عام‮ ‬2019‮ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬ترتيبات‭ ‬صفقة‭ ‬القرن‭ ‬الامريكية‭.‬

واما‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬‮«‬الهجرة‭ ‬الطوعية‮»‬‭ ‬بتسهيلات‭ ‬مالية‭ ‬وإدارية‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬بعد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬ستقوم‭ ‬بها‭ ‬اسرائيل،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬ان‭ ‬تجبر‭ ‬غالبية‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الخيار،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬قوانين‭ ‬وقرارات‭ ‬تحاصر‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬ارضهم،‭ ‬ومضايقات‭ ‬يلجأ‭ ‬اليها‭ ‬جنود‭ ‬الاحتلال‭ ‬والمستوطنون‭ ‬المدججون‭ ‬بالاسلحة‭..‬

والخيار‭ ‬الثالث‭ ‬لمن‭ ‬يرفض‭ ‬الخيارين‭ ‬السابقين‭ ‬هو‭ ‬الملاحقة‭ ‬والقتل‭ ‬والاعتقال،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬ومخيمات‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وفي‭ ‬الطرقات‭ ‬والشوارع‭ ‬التي‭ ‬توصل‭ ‬المدن‭ ‬والمخيمات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بعضها‭ ‬ببعض‭.‬

لذلك،‭ ‬فان‭ ‬اقتحامات‭ ‬المدن‭ ‬والمخيمات‭ ‬وتهجير‭ ‬السكان،‭ ‬وتدمير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وارتكاب‭ ‬المجازر‭ ‬الجماعية،‭ ‬هو‭ ‬عملية‭ ‬مدروسة‭ ‬تنقل‭ ‬حرب‭ ‬التهجير‭ ‬والضم‭ ‬والتطهير‭ ‬إلى‭ ‬مرحلتها‭ ‬الدموية‭ ‬الشاملة،‭ ‬وتلجأ‭ ‬فيها‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬السلاح‭.. ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬الحربية‭ ‬إلى‭ ‬الدبابات‭ ‬والجرافات،‭ ‬والقصف‭ ‬المدفعي،‭ ‬وفرض‭ ‬الحصار‭ ‬على‭ ‬المستشفيات،‭ ‬وعرقلة‭ ‬دور‭ ‬فرق‭ ‬الإسعاف،‭ ‬وتحويل‭ ‬شمال‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬إلى‭ ‬مسرح‭ ‬للقتل‭ ‬المجاني،‭ ‬في‭ ‬إمتداد‭ ‬صارخ‭ ‬لما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

إن‭ ‬المجازر‭ ‬المتتالية‭ ‬والجرائم‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬الإحتلال،‭ ‬والتي‭ ‬ازدادت‭ ‬وتيرتها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬مع‭ ‬صعود‭ ‬اليمين‭ ‬الفاشي‭ ‬للحكم‭ ‬في‭ ‬اسرائيل،‭ ‬وما‭ ‬رافقه‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬مقصود‭ ‬للبنى‭ ‬التحتية،‭ ‬لن‭ ‬تنجح‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬كسر‭ ‬ارادة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬أهداف‭ ‬ومخططات‭ ‬التهجير‭ ‬والضم‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬عليه‭ ‬إسرائيل‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬مسؤوليها‭ ‬الرسميين،‭ ‬بل‭ ‬ستزيد‭ ‬المقاومة‭ ‬إتقاداً‭ ‬واتساعاً‭ ‬وإبداعاً‭ ‬في‭ ‬أشكالها‭..‬

لقد‭ ‬سبق‭ ‬للاحتلال‭ ‬وان‭ ‬قام‭ ‬بعملية‭ ‬مشابهة‭ ‬في‭ ‬عدوان‭ ‬‮«‬السور‭ ‬الواقي‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬حشدت‭ ‬إسرائيل اكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬جندي،‭ ‬والذي‭ ‬جاء‭ ‬تنفيذا‭ ‬لوعد‭ ‬انتخابي‭ ‬قطعه‭ ‬ارئيل‭ ‬شارون‭ ‬لناخبيه‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬دع‭ ‬الجيش‭ ‬ينتصر‮»‬‭ ‬وبهدف‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الانتفاضة‭. ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬نحو‭ ‬خمسة‭ ‬اسابيع‭ (‬من‭ ‬29‭ ‬آذار‭ ‬وحتى‭ ‬10‭ ‬ايار‭) ‬من‭ ‬القتل‭ ‬والقصف‭ ‬والتدمير‭ ‬واستخدام‭ ‬الاحتلال‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬عاتية‭ ‬ودون‭ ‬اية‭ ‬كوابح،‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬اسرائيل‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬انتصار‭ ‬حاسم،‭ ‬رغم‭ ‬الخسائر‭ ‬البشرية‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬وعملياتها‭ ‬التي‭ ‬ازدات‭ ‬وتيرتها‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬الاسرائيلي‭. ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬نجحت‭ ‬به‭ ‬اسرائيل‭ ‬كان‭ ‬استباحة‭ ‬مناطق‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وكسر‭ ‬التقسيمات‭ ‬الجغرافية‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬اتفاقات‭ ‬اوسلو‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬السيطرة‭ ‬الامنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والوظيفية‭ ‬بين‭ ‬السلطة‭ ‬واسرائيل،‭ ‬لتعود‭ ‬اسرائيل‭ ‬لفرض‭ ‬احتلالها‭ ‬المباشر‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬لاتفاقات‭ ‬موقعة‭ ‬معها‭.. ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬حقيقة‭ ‬النوايا‭ ‬والاهداف‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬تلك‭ ‬الاتفاقات‭..‬

اليوم،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬النظر‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬يرتكبه‭ ‬جيش‭ ‬الإحتلال‭ ‬ومستوطنوه‭ ‬في‭ ‬الضفة،‭ ‬الا‭ ‬بكونه‭ ‬تواطؤ‭ ‬وشراكة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وصمت‭ ‬عربي‭ ‬ودولي‭ ‬مشين‭ ‬يمد‭ ‬العدو‭ ‬المحتل‭ ‬بكل‭ ‬أسباب‭ ‬القوة‭ ‬والصلافة،‭ ‬ما‭ ‬شجعه‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬اقتربت‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬عامها‭ ‬الاول‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬‮ ‬بهدف‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬خدمة‭ ‬للدول‭ ‬الامبريالية‭ ‬الغربية‭ ‬والحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬وتسيّدهما‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم‭.‬

ان‭ ‬ممارسات‭ ‬اسرائيل‭ ‬وطريقة‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬قطاع‭ ‬غزه‭ ‬من‭ ‬حصار‭ ‬وحروب‭ ‬وتدمير‭ ‬واذلال‭.. ‬كانت‭ ‬احدى‭ ‬الاسباب،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬اسباب‭ ‬اخرى،‭ ‬التي‭ ‬قادت‭ ‬الى‭ ‬اندلاع‭ ‬المقاومة‭ ‬وتطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬وصولا‭ ‬الى‭ ‬طوفان‭ ‬الاقصى‭. ‬وما‭ ‬يحصل‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬هو‭ ‬مقدمة‭ ‬تملي‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬مكونات‭ ‬حركة‭ ‬التحرر‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬المؤسسات‭ ‬الامنية‭ ‬التابعة‭ ‬للسلطة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الارض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬واصحابها‭ ‬الذين‭ ‬يتهددهم‭ ‬خطر‭ ‬الموت‭ ‬والتهجير‭ ‬والاعتقال‭ ‬والتنكيل‭ ‬وفي‭ ‬اطار‭ ‬عمليات‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسرائيلي‭.. ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬حر‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ان‭ ‬يعي‭ ‬ان‭ ‬بركان‭ ‬الثورة‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬قد‭ ‬يهدأ‭ ‬قليلا،‭ ‬لكن‭ ‬ناره‭ ‬لن‭ ‬تخبو‭ ‬ابدا،‭ ‬بل‭ ‬ان‭ ‬الانفجار‭ ‬الكبير‭ ‬قادم‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬وسيكون‭ ‬ثورة‭ ‬كبرى‭ ‬تحرق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تآمر‭ ‬وتقاعس‭ ‬وكان‭ ‬مساهما‭ ‬في‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬جيش‭ ‬الفاشية‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

إننا‭ ‬في‭ ‬‮«‬دائرة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‮»‬،‭ ‬وإذ‭ ‬نضع‭ ‬هذه‭ ‬المعطيات‭ ‬بين‭ ‬ايدي‭ ‬الاحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬والأطر‭ ‬المجتمعية‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬تشكيلاتها،‭ ‬فاننا‭ ‬ندعو‭ ‬الى‭ ‬توسيع‭ ‬دائرة‭ ‬فعلها‭ ‬وتعميق‭ ‬تفاعلها‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬لجهة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬حكوماتها‭ ‬لمواقف‭ ‬اكثر‭ ‬توازنا،‭ ‬وبما‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬الحد‭ ‬الادنى‭ ‬من‭ ‬المعايير‭ ‬الانسانية‭ ‬والاخلاقية‭ ‬وحتى‭ ‬السياسية‭ ‬والقانونية‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬جميعها‭ ‬للانتهاك‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الفاشية‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ومن‭ ‬دول‭ ‬غربية‭.‬