مبادرة‭ ‬عباس‭ ‬لزيارة‭ ‬غزة

أغسطس 23, 2024

يوم‭ ‬الخميس‭ ‬15‭/‬8‭/‬2024‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬كلمة‭ ‬للرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬أمام‭ ‬البرلمان‭ ‬التركي‭ ‬بالعاصمة‭ ‬أنقرة،‭ ‬بحضور‭ ‬الرئيس‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوغان،‭ ‬ووزراء‭ ‬حكومته،‭ ‬وممثلين‭ ‬عن‭ ‬الأحزاب‭ ‬التركية،‭ ‬ووسط‭ ‬تصفيق‭ ‬حاد‭ ‬أعلن‭ ‬عزمه‭ ‬التوجه‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬أعضاء‭ ‬القيادة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وقف‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬المتواصلة،‭ ‬والتي‭ ‬دخلت‭ ‬يومها‭ ‬‮«‬314‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬يوم‭ ‬إعلان‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭. ‬داعياً‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬وأحرار‭ ‬العالم‭ ‬والأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للانضمام‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وقف‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وقال‭ ‬عباس‭: ‬‮«‬سأذهب‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭. ‬حياتنا‭ ‬ليست‭ ‬أكثر‭ ‬قيمة‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬ترأس‭ ‬عباس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬20‭/‬8‭/‬2024،‭ ‬اجتماعاً‭ ‬للجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لمنظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الرئاسة‭ ‬بمدينة‭ ‬رام‭ ‬الله،‭ ‬ناقشت‭ ‬اللجنة‭ ‬مبادرة‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭. ‬تحدث‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬مبيناً‭ ‬أهميتها‭: ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬المتواصل‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬شعبنا،‭ ‬وانسحاب‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كافة،‭ ‬ورسالتها‭: ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬هي‭ ‬صاحبة‭ ‬الوصاية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وأن‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬ومنظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هي‭ ‬صاحبة‭ ‬الولاية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬كاملة،‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس،‭ ‬باعتبارها‭ ‬وحدة‭ ‬سياسية‭ ‬جغرافية‭ ‬واحدة،‭ ‬مطالباً‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬بتأمين‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التوجه‭ ‬بعدها‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬المحتلة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يعلن‭ ‬عن‭ ‬موعد‭ ‬الزيارة‭ ‬إلى‭ ‬غزة،‭ ‬وأفادت‭ ‬أنباء‭: ‬بأن‭ ‬القيادة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أجرت‭ ‬اتصالات‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬لإنجاح‭ ‬زيارة‭ ‬عباس،‭ ‬وستواصل‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬خطوات‭ ‬التحرك‭ ‬السياسي‭ ‬على‭ ‬الصعد‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬كافة،‭ ‬لحشد‭ ‬الطاقات‭ ‬العربية‭ ‬والدولية‭ ‬والإسلامية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مبادرة‭ ‬الرئيس،‭ ‬وأكدت‭ ‬اللجنة،‭ ‬على‭ ‬سرعة‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬والفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كافة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إنجاح‭ ‬مبادرة‭ ‬السيد‭ ‬الرئيس،‭ ‬والتوصل‭ ‬إلى‭ ‬خطة‭ ‬موحدة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الانسحاب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الكامل‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬واستلام‭ ‬حكومة‭ ‬التوافق‭ ‬الوطني‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬كاملة،‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الهيئات‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬المانحة‭ ‬لإعداد‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬لعودة‭ ‬النازحين‭ ‬وإعادة‭ ‬الإعمار‭. ‬

19/8/2024،‭ ‬ووفق‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬والا‮»‬‭ ‬الإسرائيلي‭: ‬أن‭ ‬عباس‭ ‬قدم‭ ‬طلباً‭ ‬لجهات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬للسماح‭ ‬له‭ ‬بدخول‭ ‬غزة،‭ ‬والتقدير‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭: ‬أن‭ ‬عباس‭ ‬يأمل‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬رد‭ ‬سلبي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬مهاجمة‭ ‬إسرائيل‭ ‬لمنعه‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬غزة‭. ‬وإذا‭ ‬تلقى‭ ‬عباس‭ ‬رداً‭ ‬إيجابياً‭ ‬وقام‭ ‬بزيارة‭ ‬غزة،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬سيكون‭ ‬بمثابة‭ ‬نصر‭ ‬سياسي‭ ‬كبير‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬حماس،‭ ‬تُمكّن‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬غازي‭ ‬حمد‭ ‬القيادي‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬قال‭: ‬لا‭ ‬مانع‭ ‬لدى‭ ‬الحركة‭ ‬من‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬للقطاع‭. ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬آخر‭ ‬زيارة‭ ‬للرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬الحسم‭ ‬تموز‭/‬يوليو‭ ‬2017،‭ ‬أكدت‭ ‬صحيفة‭ ‬يديعوت‭ ‬أحرونوت‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لم‭ ‬توافق‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة،‭ ‬ونقلت‭ ‬عن‭ ‬مسؤول‭ ‬إسرائيلي‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬أن‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬لن‭ ‬تسمح‭ ‬لعباس‭ ‬بالذهاب‭ ‬الى‭ ‬القطاع‭ ‬دون‭ ‬تقديم‭ ‬سبب‭ ‬واضح‭ ‬لهدف‭ ‬الزيارة‭. ‬وبحسب‭ ‬مصادر‭ ‬اسرائيلية،‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬السماح‭ ‬لعباس‭ ‬بدخول‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يصدر‭ ‬عنه‭ ‬أي‭ ‬رد‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭. ‬وموقفه‭ ‬معروف‭ ‬مسبقاً‭ ‬متناغم‭ ‬مع‭ ‬حلفائه‭ ‬من‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف،‭ ‬سموتريتش،‭ ‬وبن‭ ‬غفير،‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬دور‭ ‬للسلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بشكلها‭ ‬الحالي‭ ‬بما‭ ‬تسميه‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬للحرب‭. ‬

وقال‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬والا‮»‬‭ ‬العبري‭ ‬نقلا‭ ‬عن‭ ‬مصدرين‭ ‬لم‭ ‬يسمهما،‭ ‬إن‭ ‬حسين‭ ‬الشيخ‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬المدنية‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬بعث‭ ‬برسالة‭ ‬الأحد‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬تساحي‭ ‬هنغبي،‭ ‬طلب‭ ‬فيها‭ ‬تنسيق‭ ‬زيارة‭ ‬عباس‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬الشمالية‭ ‬للقطاع،‭ ‬وليس‭ ‬عبر‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬الحدودي‭ ‬مع‭ ‬مصر‭.‬

وأوضح‭ ‬الموقع‭ ‬أن‭ ‬الشيخ‭ ‬أرسل‭ ‬نسخة‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وحثها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تطلب‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭ ‬السماح‭ ‬بالزيارة،‭ ‬وتمهيدا‭ ‬لزيارة‭ ‬غزة‭ ‬ولضمان‭ ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والدول‭ ‬دائمة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬وجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬والقوى‭ ‬الهامة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وكذلك‭ ‬تم‭ ‬إبلاغ‭ ‬إسرائيل‭.‬

الرئيس‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬رام‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الضفة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والضفة‭ ‬تتعرض‭ ‬لمجازر‭ ‬واعتداءات‭ ‬وحشية‭ ‬صحيح‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬بمستوى‭ ‬الوحشية‭ ‬التي‭ ‬تنصب‭ ‬حمماً‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬القطاع،‭ ‬بحيث‭ ‬اصبح‭ ‬الوضع‭ ‬كارثياً‭ ‬هناك،‭ ‬ويستدعي‭ ‬دوراً،‭ ‬فهل‭ ‬وجدت‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لها‭ ‬دوراً‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬من‭ ‬اعتداءات‭ ‬الجيش‭ ‬والمستوطنين؟‭.‬

بعد‭ ‬الساعات‭ ‬الأولى‭ ‬لعملية‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬7‭/‬10‭/‬2023‭ ‬ترأس‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬اجتماعاً‭ ‬قيادياً‭ ‬طارئاً،‭ ‬والأنظار‭ ‬تتجه‭ ‬للسلطة،‭ ‬ماذا‭ ‬هي‭ ‬فاعلة؟‭. ‬ضم‭ ‬الاجتماع‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬المدنيين‭ ‬والأمنيين،‭ ‬تم‭ ‬التأكد‭ ‬خلاله‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬لأبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وحقه‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬إرهاب‭ ‬المستوطنين،‭ ‬وقوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬ووجّه‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بضرورة‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬لتعزيز‭ ‬صمود‭ ‬وثبات‭ ‬شعبه‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الجرائم‭ ‬المرتكبة‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬وعصابات‭ ‬المستوطنين،‭ ‬مؤكداً‭ ‬على‭ ‬حقه‭ ‬كشعب‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسه،‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬إرهاب‭ ‬المستوطنين‭ ‬وقوات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يذكر‭ ‬ما‭ ‬دور‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬ذلك؟‭. ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬توفيره‭ ‬لحماية‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني؟‭.‬

وُصِف‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬بأنه‭ ‬باهت،‭ ‬ولا‭ ‬يرتقي‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬مما‭ ‬يفرضه‭ ‬التحدي‭ ‬الذي‭ ‬تواجه‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية،‭ ‬بدت‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مهمشة‭ ‬ومجردة‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬التأثير،‭ ‬ولا‭ ‬يملك‭ ‬رئيسها‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬سوى‭ ‬ترديد‭ ‬عبارات‭ ‬التنديد‭ ‬والمناشدات‭ ‬وإصدار‭ ‬بيانات‭ ‬كان‭ ‬أهمها‭ ‬تحميل‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬إراقة‭ ‬دماء‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بعد‭ ‬استخدامها‭ ‬حق‭ ‬النقض‭ (‬الفيتو‭) ‬ضد‭ ‬قرار‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬القطاع‭.‬

منذ‭ ‬بدء‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬برزت‭ ‬أحاديث‭ ‬عن‭ ‬شكل‭ ‬إدارة‭ ‬القطاع‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬للحرب،‭ ‬حيث‭ ‬طُرحت‭ ‬خلال‭ ‬اللقاءات‭ ‬خطط‭ ‬لإدارة‭ ‬دولية،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬أعلن‭ ‬فيه‭ ‬مسؤولون‭ ‬إسرائيليون‭ ‬مراراً‭ ‬رفضهم‭ ‬تولي‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إدارته‭.‬

وأكدت‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لمنظمة‭ ‬التحرير‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬سابق‭ ‬لها‭ ‬رفضها‭ ‬‮«‬للمشروع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لما‭ ‬يسمى‭ ‬اليوم‭ ‬التالي،‭ ‬وتمسكها‭ ‬بإنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬عن‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين،‭ ‬وتحقيق‭ ‬حقوق‭ ‬شعبنا‭ ‬المشروعة‭ ‬في‭ ‬الحرية‭ ‬والاستقلال‭ ‬والعودة‭.‬

يرى‭ ‬كثيرون‭ ‬أن‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬فعّال‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬تلي‭ ‬الحرب،‭ ‬مراهنة‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بإعطاء‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬دوراً‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬الصراع،‭ ‬وعلى‭ ‬الاهتمام‭ ‬الأمريكي‭ ‬بحماية‭ ‬السلطة‭ ‬وتمكينها‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬انهيارها،‭ ‬قال‭ ‬بايدن‭ ‬عن‭ ‬‮«‬سلطة‭ ‬متجددة‮»‬‭: ‬إنه‭ ‬يريد‭ ‬إعادة‭ ‬إحياء‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬عباس‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬لتتولى‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بمجرد‭ ‬انتهاء‭ ‬الصراع‭ ‬وتوحيد‭ ‬إدارة‭ ‬القطاع‭ ‬مع‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وأوضح‭ ‬جيك‭ ‬سوليفان‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬شروط‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتجديدها‭ ‬لتتحمل‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬تعقب‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬عندما‭ ‬حدد‭ ‬لها‭ ‬ثلاث‭ ‬مهمات‭: ‬الالتزام‭ ‬التام‭ ‬بأمن‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والالتزام‭ ‬التام‭ ‬بقيم‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬لتأهيل‭ ‬العناصر‭ ‬الأمنية‭ ‬وتدريبهم،‭ ‬لبسط‭ ‬سيطرة‭ ‬السلطة‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬‮«‬الضفة‭ ‬والقطاع‮»‬،‭ ‬وتصبح‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬معنية‭ ‬بالمهمة‭ ‬الموكلة‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬أوسلو‭ ‬من‭ ‬التزامها‭ ‬بالتنسيق‭ ‬الأمني‭ ‬مع‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬التي‭ ‬تطالب‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بخطوات‭ ‬أبعد‭ ‬في‭ ‬قمع‭ ‬الحركة‭ ‬الشعبية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬ظاهرة‭ ‬مقاتلي‭ ‬الحرية‭ ‬المنتشرين‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬وبلدات‭ ‬ومخيمات‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬كما‭ ‬تطالب‭ ‬إسرائيل‭ ‬السلطة‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬تدويل‭ ‬القضية‭ ‬واللجوء‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬ومحكمة‭ ‬الجنايات‭ ‬الدولية،‭ ‬وتغيير‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية،‭ ‬والتخلي‭ ‬عن‭ ‬الرواية‭ ‬التاريخية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ووقف‭ ‬ما‭ ‬تعتبره‭ ‬تحريضاً‭ ‬ووقف‭ ‬صرف‭ ‬رواتب‭ ‬الأسرى‭ ‬وعائلات‭ ‬الشهداء‭.‬

رأى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬هدف‭ ‬الزيارة‭ ‬هي‭ ‬التحضير‭ ‬للمرحلة‭ ‬المقبلة‭ (‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭)‬،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬ترتيبات‭ ‬سياسة‭ ‬مستقبلية‭ ‬والتخطيط‭ ‬لإعمار‭ ‬غزة،‭ ‬وهذا‭ ‬مهم‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬وقف‭ ‬التنسيق‭ ‬الأمني،‭ ‬والتخلي‭ ‬عن‭ ‬وصفه‭ ‬مقدساً،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬الزيارة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يشبهها‭ ‬البعض‭ ‬بعودة‭ ‬كرزاي‭ ‬إلى‭ ‬كابول‭ ‬رئيساً‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬دبابة‭ ‬أميركية،‭ ‬وسحب‭ ‬الاعتراف‭ ‬بإسرائيل،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬تبني‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الأربعاء‭ ‬17‭ ‬تموز‭/‬يوليو‭ ‬2024‭ ‬قراراً‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬التنفيذ‭ ‬الفوري‭ ‬لقرارات‭ ‬المجلسين‭ ‬الوطني‭ ‬والمركزي،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬شدة‭ ‬الوحشية‭ ‬وتمادي‭ ‬العدوان‭ ‬وإصراره‭ ‬على‭ ‬الحسم‭ ‬بإنهاء‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬