في غزة… إبادة النازحين تفضح رواية الاحتلال

أغسطس 5, 2024

ان‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬مجازر‭ ‬وجرائم‭ ‬حرب‭ ‬كبرى‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬إزاء‭ ‬العدوان‭ ‬المُتواصل‭ ‬ترجمة‭ ‬واضحة‭ ‬للأفكار‭ ‬التي‭ ‬تتبناها‭ ‬حكومة‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬بقيادة‭ ‬الثلاثي‭ (‬نتنياهو‭ ‬وسموتريتش‭ ‬وبن‭ ‬غفير‭)‬،‭ ‬ورسالة‭ ‬تحدي‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬أمام‭ ‬استباحة‭ ‬الدم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وعمليات‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬وسياسة‭ ‬الأرض‭ ‬المحروقة‭ ‬ضد‭ ‬أهالي‭ ‬القطاع‭.‬

فعلى‭ ‬مدار‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬شعبنا‭ ‬الأعزل‭ ‬ودولة‭ ‬الإرهاب‭ ‬المنظم،‭ ‬استخدم‭ ‬الاحتلال‭ ‬رواية‭ ‬تضليلية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬مُحاربة‭ ‬الإنسان‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وتصفية‭ ‬وجوده‭ ‬على‭ ‬أرضه،‭ ‬وهذا‭ ‬ينسجم‭ ‬تمامًا‭ ‬مع‭ ‬خطته‭ ‬المُعلنة‭ ‬في‭ ‬حسم‭ ‬الصراع‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬بمقدراتها‭ ‬وثرواتها‭ ‬الطبيعية‭.‬

منذ‭ ‬بدء‭ ‬العدوان‭ ‬الهمجي‭ ‬واستخدام‭ ‬أساليب‭ ‬القتل‭ ‬والإعدام‭ ‬والتدمير‭ ‬والتجويع‭ ‬والتعطيش،‭ ‬بات‭ ‬واضحا‭ ‬الهدف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬من‭ ‬التعزيز‭ ‬لروايته‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الكذب‭ ‬والخداع‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬شوهد‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬شهور‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬بتأييد‭ ‬ودعم‭ ‬أمريكي،‭ ‬وصمت‭ ‬دولي،‭ ‬وسط‭ ‬محاولات‭ ‬يائسة‭ ‬في‭ ‬تجميل‭ ‬الصورة‭ ‬المفضوحة‭ ‬للإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬أعطت‭ ‬إسرائيل‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬واستعادة‭ ‬سياسة‭ ‬الاغتيال‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬غزة‭ ‬لزيادة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الرضوخ‭ ‬والاستسلام‭ ‬لواقع‭ ‬جديد‭ ‬يحاول‭ ‬فرضه‭ ‬الاحتلال‭.‬

ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬إبادة‭ ‬وملاحقة‭ ‬للمدنيين‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬الإيواء‭ ‬وتعمد‭ ‬تكرار‭ ‬المشهد‭ ‬الدموي‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬الازدحام،‭ ‬أمرا‭ ‬تخطى‭ ‬مرحلة‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الانتهاك‭ ‬السافر‭ ‬للقوانين‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لم‭ ‬تحترمها‭ ‬أو‭ ‬تلتزم‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬دعايتها‭ ‬المسمومة‭. ‬فانحياز‭ ‬المجتمع‭ ‬الغربي‭ ‬للاحتلال‭ ‬سيد‭ ‬الموقف‭ ‬عبر‭ ‬استخدام‭ ‬مصطلحات‭ ‬تضليلية‭ ‬وكأن‭ ‬هناك‭ ‬موازين‭ ‬قوى‭ ‬متكافئة‭ ‬وتضارب‭ ‬بعضها،‭ ‬فلا‭ ‬نجد‭ ‬تفسير‭ ‬لذلك‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬هروب‭ ‬لهذه‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والإنسانية‭ ‬وتماهي‭ ‬مع‭ ‬الدعاية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬تروج‭ ‬وفق‭ ‬إستراتيجية‭ ‬تهدف‭ ‬للتحكم‭ ‬بالمعلومات‭ ‬التي‭ ‬تبثها،‭ ‬ووقف‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التضامن‭ ‬مع‭ ‬شعبنا‭ ‬والتصدي‭ ‬للإدانة‭ ‬الشعبية‭ ‬الواسعة‭ ‬للسلوك‭ ‬المُتطرف‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬إسرائيل‭.‬

بالعودة‭ ‬لاستهداف‭ ‬الأماكن‭ ‬الآمنة‭ (‬وفق‭ ‬ادعاءه‭)‬،‭ ‬أي‭ ‬قصف‭ ‬172‭ ‬مركزا‭ ‬للإيواء‭ ‬وارتقاء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1040‭ ‬شهيدا،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬عناصر‭ ‬رواية‭ ‬الاحتلال‭ ‬تساقطت‭ ‬كأوراق‭ ‬الشجر‭ ‬أمام‭ ‬الشواهد‭ ‬والوقائع‭ ‬الميدانية‭ ‬التي‭ ‬نشهدها‭ ‬يوميًا‭ ‬من‭ ‬شمال‭ ‬القطاع‭ ‬حتى‭ ‬جنوبه،‭ ‬لذلك‭ ‬تبقى‭ ‬مزاعمه‭ ‬باطلة‭ ‬وهذا‭ ‬لوحظ‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬إعلانه‭ ‬عن‭ ‬المرحلة‭ ‬الثالثة‭ ‬للحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬‮«‬وفق‭ ‬وصفه‮»‬‭ ‬التي‭ ‬قال‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬إنه‭ ‬سيعمل‭ ‬على‭ ‬تصفية‭ ‬المقاومين‭ ‬ومنع‭ ‬إطلاق‭ ‬الصواريخ‭ ‬تجاه‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‮»‬‭.‬

فرغم‭ ‬مرور‭ ‬303‭ ‬يوم‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬واستشهاد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬39‭ ‬ألفا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تواصل‭ ‬تبريراتها‭ ‬تجاه‭ ‬قصف‭ ‬المدنيين‭ ‬بحجة‭ ‬أنها‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬أمام‭ ‬عمل‭ ‬المقاومة‭ ‬المُشرع‭ ‬دوليًا،‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬شعبنا‭ ‬التي‭ ‬تنكرت‭ ‬إليها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الحرية‭ ‬والعودة‭ ‬وتقرير‭ ‬المصير‭.‬

لذلك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬صحوة‭ ‬عالمية‭ ‬لوقف‭ ‬الإبادة‭ ‬ومواجهة‭ ‬رواية‭ ‬الاحتلال‭ ‬وسلوكه‭ ‬الإرهابي‭ ‬تجاه‭ ‬المدنيين‭ ‬والقائم‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬القتل‭ ‬والإبادة،‭ ‬والحث‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬التسرع‭ ‬في‭ ‬الترويج‭ ‬للأكاذيب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بإنشاء‭ ‬إستراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬للإعلام‭ ‬العربي‭ ‬أولا،‭ ‬ومأسسة‭ ‬الفعل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬أروقة‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬والغربي،‭ ‬واتباع‭ ‬أفكار‭ ‬مُتجددة‭ ‬ومقاومة‭ ‬لاستراتجية‭ ‬‮«‬الدبلوماسية‭ ‬العامة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يتبعها‭ ‬الاحتلال‭ ‬لحماية‭ ‬روايتنا‭ ‬من‭ ‬التحريف‭ ‬والتزييف،‭ ‬ووقف‭ ‬محاولات‭ ‬تشويه‭ ‬نضالنا‭ ‬الوطني،‭ ‬وهذا‭ ‬كله‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬هدف‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬تشكيل‭ ‬رأي‭ ‬دولي‭ ‬مناصر‭ ‬يخدم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬