فلسطين ودورة الألعاب الأولمبية الـ 33

يوليو 20, 2024

تنطلق‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثون‭ ‬الصيفية‭ ‬2024،‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬26‭ ‬حزيران‭/‬يوليو،‭ ‬وتستمر‭ ‬إلى‭ ‬11‭ ‬آب‭ /‬أغسطس‭ ‬2024،‭ ‬وسيشارك‭ ‬فيها‭ ‬رياضيون‭ ‬فلسطينيون،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬العدوانية‭ ‬المدمرة‭ ‬على‭ ‬شعبنا‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬والقطاع،‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬سلام‭ ‬إلى‭ ‬العالم،‭ ‬ولفت‭ ‬أنظارهم،‭ ‬لما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬شعب‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬ظلم‭ ‬بصمت‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬جرائم‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وباستمرار‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬ضد‭ ‬شعبنا‭ ‬الفلسطيني‭.‬

‭ ‬وبحلول‭ ‬يوم‭ ‬افتتاح‭ ‬دورة‭ ‬باريس‭ ‬ستكون‭ ‬الحرب‭ ‬قد‭ ‬اقتربت‭ ‬من‭ ‬يومها‭ ‬الثلاثمئة،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬عدوانها‭ ‬وجرائمها،‭ ‬وستستمر‭ ‬سياستها‭ ‬الاستيطانية‭ ‬التوسعية‭ ‬والتي‭ ‬لن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬تضييع‭ ‬فرص‭ ‬السلام،‭ ‬وتصاعد‭ ‬التوتر‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬بما‭ ‬يحمله‭ ‬هذا‭ ‬التوتر‭ ‬من‭ ‬احتمالات‭ ‬اندلاع‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬واسعة‭.‬

في‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬‮«‬فرانس24‮»‬‭ ‬المدير‭ ‬الفني‭ ‬للجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬نادر‭ ‬الجيوسي،‭ ‬شرح‭ ‬كيف‭ ‬تتكيف‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ورياضيوها‭ ‬قدر‭ ‬استطاعتهم‭ ‬مع‭ ‬الأوضاع‭ ‬المأساوية،‭ ‬ويأمل‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬حضور‭ ‬وفد‭ ‬فلسطين‭ ‬حفل‭ ‬افتتاح‭ ‬ألعاب‭ ‬أولمبياد‭ ‬باريس‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬تموز‭ / ‬يوليو‭ ‬المقبل،‭ ‬حدثاً‭ ‬تاريخياً،‭ ‬يرفرف‭ ‬العلم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬نهر‭ ‬السين‭ ‬خلال‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح‭ ‬الذي‭ ‬يتزامن‭ ‬مع‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬وارتكاب‭ ‬الفظائع‭ ‬والمجازر‭ ‬جراء‭ ‬القنابل‭ ‬والصواريخ‭ ‬التي‭ ‬تطلقها‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬تزودها‭ ‬بها‭ ‬ترسانة‭ ‬السلاح‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بسببها‭ ‬دفع‭ ‬الرياضيون،‭ ‬مثل‭ ‬جميع‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ثمناً‭ ‬باهظاً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العدوان‭.‬

سيكتسب‭ ‬رفع‭ ‬علم‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬إذا‭ ‬استطاعت‭ ‬الجهود‭ ‬إبعاد‭ ‬العلم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عن‭ ‬الدورة،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬باشتراط‭ ‬اشتراك‭ ‬الرياضيين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬بالأولمبياد‭ ‬كمحايدين،‭ ‬ورفضهم‭ ‬سياسة‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬حسب‭ ‬طلب‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬عبر‭ ‬رئيسها‭ ‬جبريل‭ ‬الرجوب‭ ‬بمنع‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬بأولمبياد‭ ‬باريس‭ ‬2024،‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي‭ ‬في‭ ‬البيرة،‭ ‬12‭ ‬يونيو‭/‬حزيران‭ ‬2024‭ ‬بسبب‭ ‬ارتكاب‭ ‬لاعبيها‭ ‬والمسؤولين‭ ‬فيها‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الخروقات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمعايير‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬عليها‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية،‭ ‬وقال‭ ‬الرجوب‭: ‬تضمّ‭ ‬البعثة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬باريس‭ ‬جنوداً‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬مجازر‭ ‬تجاه‭ ‬شعبنا‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وهناك‭ ‬لاعب‭ ‬إسرائيلي‭ ‬سيشارك‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬2024،‭ ‬قام‭ ‬بالتوقيع‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الصواريخ‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬الاحتلال‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬شعبنا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزّة،‭ ‬بينما‭ ‬التقط‭ ‬لاعبون‭ ‬آخرون‭ ‬ـــــــ‭ ‬برفقة‭ ‬رئيسة‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ــــــــ‭ ‬صوراً‭ ‬مع‭ ‬جنود‭ ‬الاحتلال‭ ‬الذين‭ ‬ارتكبوا‭ ‬مجازر‭ ‬إبادة‭ ‬جماعيّة‭ ‬في‭ ‬العدوان‭ ‬الأخير‭.‬

يحظى‭ ‬هذا‭ ‬الطلب‭ ‬بتأييد‭ ‬جماهير‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬محبي‭ ‬السلام‭ ‬والرافضين‭ ‬لما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬عنف‭ ‬وتدمير،‭ ‬ونأمل‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬الافتتاح‭ ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬هذه‭ ‬التحركات‭ ‬حالة‭ ‬ضغط‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حرمان‭ ‬تمثيل‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأولمبياد‭ ‬كعقاب‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬جرائمها‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

متظاهرون‭ ‬رفعوا‭ ‬أعلام‭ ‬فلسطين‭ ‬على‭ ‬الساريات‭ ‬المتواجدة‭ ‬أمام‭ ‬مقر‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية،‭ ‬استنكاراً‭ ‬لارتكاب‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وشهدت‭ ‬عدة‭ ‬عواصم‭ ‬دول‭ ‬أوربية،‭ ‬ولاسيما‭ ‬فرنسا،‭ ‬تظاهرات‭ ‬وتحركات‭ ‬طالبت‭ ‬بمنع‭ ‬الرياضيون‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬منافسات‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬في‭ ‬باريس،‭ ‬نشطاء‭ ‬إيرلنديون‭ ‬جمعوا‭ ‬قرابة‭ ‬70‭ ‬ألف‭ ‬توقيع‭ ‬على‭ ‬عريضة‭ ‬طالبت‭ ‬بمنع‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬في‭ ‬باريس،‭ ‬وفي‭ ‬رسالة‭ ‬وجهها‭ ‬ـــــــــــ‭ ‬30‭ ‬نائباً‭ ‬يسارياً‭ ‬فرنسياً‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬‮«‬فرنسا‭ ‬الأبية‮»‬‭ ‬مع‭ ‬نشطاء‭ ‬بيئيين‭ ‬ــــــــ‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية‭ ‬توماس‭ ‬باخ‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬فبراير‭/‬شباط‭ ‬الماضي،‭ ‬طالبوا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مشاركة‭ ‬الرياضيين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬محايدة،‭ ‬وأن‭ ‬تطبق‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬العقوبات‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬روسيا‭ ‬وبيلاروسيا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬اللجنة،‭ ‬مع‭ ‬ترك‭ ‬الباب‭ ‬مفتوحا‭ ‬أمام‭ ‬إمكانية‭ ‬رفع‭ ‬هذه‭ ‬العقوبات‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬دائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

نظم‭ ‬مؤيدون‭ ‬لفلسطين‭ ‬في‭ ‬سويسرا‭ ‬مظاهرة‭ ‬للمطالبة‭ ‬بـمنع‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬في‭ ‬باريس‭. ‬وقال‭ ‬متظاهرون‭ ‬إن‭ ‬منع‭ ‬روسيا‭ ‬وبيلاروسيا‭ ‬من‭ ‬الأولمبياد‭ ‬سابقاً،‭ ‬والسماح‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بالمشاركة‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬يعتبر‭ ‬ازدواجية‭ ‬معايير‭.‬

وتجمع‭ ‬مئات‭ ‬المتظاهرين‭ ‬أمام‭ ‬مقر‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬لوزان،‭ ‬لمطالبتها‭ ‬بمنع‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭. ‬وأطلق‭ ‬المتظاهرون‭ ‬هتافات‭ ‬مناهضة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬باللغتين‭ ‬الإنجليزية‭ ‬والفرنسية،‭ ‬رافعين‭ ‬الأعلام‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬كما‭ ‬حمل‭ ‬المتظاهرون‭ ‬لافتات‭ ‬تدين‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وأخرى‭ ‬تدعو‭ ‬لـمنع‭ ‬المجرمين‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الأولمبياد‭. ‬وتواصل‭ ‬إسرائيل‭ ‬حربها‭ ‬رغم‭ ‬قرار‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬بوقفها‭ ‬فوراً،‭ ‬وأوامر‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬بإنهاء‭ ‬اجتياح‭ ‬مدينة‭ ‬رفح‭ ‬جنوب‭ ‬القطاع،‭ ‬واتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬لمنع‭ ‬وقوع‭ ‬أعمال‭ ‬‮«‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬،‭ ‬وتحسين‭ ‬الوضع‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

وقالت‭ ‬رئيسة‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬أورو‭-‬فلسطين‮»‬‭ ‬أوليفيا‭ ‬زيمور‭ ‬في‭ ‬وقفة‭ ‬احتجاجية‭ ‬أمام‭ ‬مقر‭ ‬لجنة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬باريس‭: ‬إنه‭ ‬من‭ ‬المخزي‭ ‬استقبال‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬الرياضي‭ ‬بينما‭ ‬نشاهد‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬تعرض‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬للإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وطالبت‭ ‬بالتعامل‭ ‬بالمثل‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬منع‭ ‬روسيا‭ ‬من‭ ‬المنافسة‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬متسائلة‭: ‬كيف‭ ‬يمكننا‭ ‬تقبل‭ ‬هذه‭ ‬المعايير‭ ‬المزدوجة‭ ‬التي‭ ‬تكرم‭ ‬جلادي‭ ‬أهالي‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬الأبرياء؟‭.‬

توماس‭ ‬باخ‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية،‭ ‬قال‭: ‬الوضع‭ ‬بين‭ ‬اسرائيل‭ ‬وفلسطين‭ ‬مختلف‭ ‬تماماً،‭ ‬وإن‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية‭ ‬لا‭ ‬تدرس‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬باريس‭ ‬2024‭ ‬هذا‭ ‬الصيف‭. ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬موقف‭ ‬الهيئات‭ ‬الدولية‭ ‬الرياضية‭ ‬الذي‭ ‬يتصف‭ ‬بازدواجية‭ ‬المعايير‭.‬

لم‭ ‬تنصف‭ ‬فرنسا‭ ‬الدولة‭ ‬المستضيفة،‭ ‬ولا‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المظلوم،‭ ‬بل‭ ‬ساد‭ ‬الصمت‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وتهجيره‭. ‬ولم‭ ‬تُتخذ‭ ‬إجراءات‭ ‬عقابية‭ ‬بحق‭ ‬الرياضيين‭ ‬الاسرائيليين،‭ ‬وفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬ومعاملتها‭ ‬معاملة‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬سابقاً،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬منعها‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الدورات‭ ‬الأولمبية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬25‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1964‭ ‬إلى‭ ‬1988،‭ ‬بسبب‭ ‬سياسة‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنتهجها‭ ‬تجاه‭ ‬أصحاب‭ ‬البشرة‭ ‬السوداء‭ ‬من‭ ‬مواطني‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬باعتبار‭ ‬ذلك‭ ‬مخالف‭ ‬للميثاق‭ ‬الأولمبي‭ ‬الدولي‭.‬

من‭ ‬الجانب‭ ‬العربي‭ ‬لم‭ ‬يحظَ‭ ‬موضوع‭ ‬ابعاد‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الأولمبياد‭ ‬بالمتابعة‭ ‬لا‭ ‬رسمياً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مطالبة‭ ‬الحكومات‭ ‬والاتحادات‭ ‬المعنية،‭ ‬ولا‭ ‬شعبيا‭ ‬بالمطالبة‭ ‬باستبعاد‭ ‬لاعبي‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التظاهر‭ ‬والاحتجاج‭ ‬والضغط‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬لتقوم‭ ‬بدورها‭ ‬برفع‭ ‬المسألة‭ ‬إلى‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية‭. ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والصديقة‭ ‬تشكيل‭ ‬تَجَمُع‭ ‬يُطالب‭ ‬بإنصاف‭ ‬فلسطين،‭ ‬ومعاقبة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التهديد‭ ‬بعدم‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنشطة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬سواء‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬أو‭ ‬للجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية،‭ ‬لإجبار‭ ‬الاتحادات‭ ‬الرياضية‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬منصف‭ ‬لقضية‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وتقف‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬المسافة‭ ‬من‭ ‬الجميع،‭ ‬وترفض‭ ‬الظلم‭ ‬وتعاقب‭ ‬الظالم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تعود‭ ‬لها‭ ‬مصداقيتها‭ ‬كهيئات‭ ‬محايدة‭.‬

ولا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬أحداً‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬الرياضة‭ ‬العربية‭ ‬وقف‭ ‬أمام‭ ‬إمكانية‭ ‬مواجهة‭ ‬مباشرة‭ ‬بين‭ ‬لاعب‭ ‬عربي‭ ‬وآخر‭ ‬إسرائيلي‭ ‬وهذا‭ ‬ممكن‭ ‬ومتوقع،‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يجري‭ ‬تعقبه‭ ‬باعتباره‭ ‬تطبيع‭ ‬مع‭ ‬العدو‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لا‭ ‬تجرم‭ ‬التطبيع،‭ ‬وسنشهد‭ ‬خلال‭ ‬المجريات‭ ‬حالات‭ ‬انسحاب‭ ‬فردية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لاعبين‭ ‬عرب،‭ ‬وربما‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الدائرة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬من‭ ‬يرفض‭ ‬منازلة‭ ‬لاعب‭ ‬إسرائيلي،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬دوافع‭ ‬وطنية‭ ‬كقرار‭ ‬فردي،‭ ‬موقف‭ ‬مشرف‭ ‬يستحق‭ ‬الشكر،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬حرمان‭ ‬شخص‭ ‬مؤهل‭ ‬الفوز‭ ‬بميدالية‭ ‬ورفع‭ ‬علم‭ ‬بلاده‭ ‬عالياً،‭ ‬وإنشاد‭ ‬نشيده‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التتويج‭.‬

لقد‭ ‬أثرت‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬على‭ ‬شعب‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬نواحي‭ ‬الحياة،‭ ‬لم‭ ‬تحرم‭ ‬فقط‭ ‬الرياضيين‭ ‬من‭ ‬منشآتهم‭ ‬التي‭ ‬دمرها‭ ‬الاحتلال،‭ ‬بل‭ ‬دمر‭ ‬العدوان‭ ‬المستمر‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بيوتهم‭ ‬وكل‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬ومقومات‭ ‬الحياة،‭ ‬فتوقفت‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭/‬تشرين‭ ‬الأول‭ ‬2023‭ ‬وحل‭ ‬مكانها‭ ‬القصف‭ ‬والموت‭ ‬وممارسات‭ ‬الاحتلال‭ ‬القمعية‭ ‬على‭ ‬الرياضيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وعلى‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬جرائم‭ ‬نازية‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬125‭ ‬ألف‭ ‬فلسطيني‭ ‬بين‭ ‬شهيد‭ ‬وجريح،‭ ‬معظمهم‭ ‬أطفال‭ ‬ونساء،‭ ‬ونحو‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬مفقود‭ ‬وسط‭ ‬دمار‭ ‬هائل‭ ‬ومجاعة‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬أطفال‭ ‬ومسنين‭.  ‬وطالت‭ ‬حرب‭ ‬التجويع‭ ‬الجميع‭ ‬وأثرت‭ ‬بشدة‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬وعلى‭ ‬الرياضيين،‭ ‬فلا‭ ‬رياضة‭ ‬دون‭ ‬غذاء،‭ ‬وقام‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬باغتيال‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المدربين‭ ‬واللاعبين‭ ‬الرياضيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وتدمير‭ ‬مكاتب‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وتحويل‭ ‬منشآت‭ ‬ومراكز‭ ‬رياضية‭ ‬لتعذيب‭ ‬المعتقلين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬لكن‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬استطاع‭ ‬شعب‭ ‬فلسطين‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حاضراً‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية‭ ‬العربية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬باختلاف‭ ‬ميادينها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رياضيه‭ ‬المتميزين‭ ‬منذ‭ ‬أولمبياد‭ ‬أتلانتا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1996‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬السادسة‭ ‬والعشرين،‭ ‬وكان‭ ‬آخرها‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الـ‮«‬15‮»‬‭ ‬للألعاب‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬يوليو‭ ‬2023،‭ ‬كانت‭ ‬مشاركة‭ ‬قوية‭ ‬بأكبر‭ ‬بعثة‭ ‬فلسطينية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية،‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬إصرار‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬التمسك‭ ‬بحقهم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬كباقي‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭.‬