أم الجرائم.. سرقة أعضاء الفلسطينيين (3)

يونيو 11, 2024

بدأت‭ ‬فكرة‭ ‬إنشاء‭ ‬بنك‭ ‬الجلد‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بعد‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ( ‬عام‭ ‬1973‭)‬،‭ ‬بعد‭ ‬ارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬المصابين‭ ‬من‭ ‬جنود‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬بالحروق،‭ ‬و‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تأسيس‭ ‬البنك‭ ‬إلا‭ ‬عام‭ (‬1985‭)‬،‭ ‬بعد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬فتوى‭ ‬الحاخامات،‭ ‬بالسماح‭ ‬لليهود‭ ‬بالتبرع‭ ‬بالأعضاء‭.‬

وهذا‭ ‬البنك‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬نظام‭ ‬لتخزين‭ ‬الجلد‭ ‬البشري،‭ ‬لاستخدامه‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬الترقيع،‭ ‬أو‭ ‬زراعة‭ ‬الجلد‭ ‬للجنود‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬المصابين‭ ‬في‭ ‬الحروب‭.‬

وكان‭ ‬من‭ ‬بنود‭ ‬خطته‭ ‬سرقة‭ ‬أكبر‭ ‬كمية‭ ‬ممكنة‭ ‬من‭ ‬الأنسجة‭ ‬والجلود‭ ‬والأعضاء‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬أجساد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬بالمخالفة‭ ‬لكافة‭ ‬قوانين‭ ‬التبرع‭ ‬بالأعضاء‭ ‬والأنسجة‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬التي‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬وفاة‭ ‬الشخص‭ ‬أولًا،‭ ‬ثم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬خطية‭ ‬من‭ ‬عائلته‭ ‬بالتبرع،‭ ‬وحال‭ ‬عدم‭ ‬الموافقة،‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬باستئصال‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬الحيوية،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الأسباب‭.‬

وإذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التوصل‭ ‬لمعرفة‭ ‬هوية‭ ‬المتوفى،‭ ‬او‭ ‬عدم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬عائلته،‭ ‬يحذر‭ ‬القانون‭ ‬انتزاع‭ ‬أعضائه‭.‬

وقام‭ ‬بنك‭ ‬الجلد‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بممارسة‭ ‬مهامه‭ ‬في‭ ‬سرية‭ ‬تامة‭ ‬لمدة‭ (‬29‭ ‬عام‭ ) ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬وجوده‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ (‬عام‭ ‬2014‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القناة‭ ‬العاشرة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬التي‭ ‬بثت‭ ‬تقريرًا‭ ‬مصورًا‭ ‬عنه،‭ ‬وتضمن‭ ‬تصريحات‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬به،‭ ‬أقروا‭ ‬خلالها‭ ‬بسرقة‭ ‬الجلود‭ ‬من‭ ‬جثامين‭ ‬الضحايا‭ ‬لفلسطينيين‭ ‬لعلاج‭ ‬الجرحى‭ ‬من‭ ‬جنود‭ ‬الاحتلال‭.‬

وعاد‭ ‬الحديث‭ ‬مؤخرًا‭ ‬عن‭ ‬جرائم‭ ‬‮«‬بنك‭ ‬الجلد‭ ‬الإسرائيلي‮»‬‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬المفاوضات‭ ‬حول‭ ‬تبادل‭ ‬المحتجزين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬لدى‭ ‬‮«‬حماس‮»‬،‭ ‬مقابل‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬الأسرى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬الاحتلال،‭ ‬و‭ ‬تسليم‭ ‬جثامين‭ ‬الشهداء‭.‬

وأشار‭ ‬موقع‭ ‬راديو‭ ‬كندا‭ ‬بالفرنسية،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬تسليم‭ ‬رفات‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لوجود‭ ‬شكوك‭ ‬حول‭ ‬سرقة‭ ‬جلودهم‭ ‬و‭ ‬أعضائهم‭ ‬أيضًا‭.‬

تعد‭ ‬إسرائيل‭ ‬الأن‭ ‬أكبر‭ ‬مركز‭ ‬عالمي‭ ‬لتجارة‭ ‬الأعضاء‭ ‬البشرية‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اكدته‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬لها،‭ ‬نشرته‭ (‬عام‭ ‬2008‭)‬،‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬تورط‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬العمدي‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬لسرقة‭ ‬أعضائهم‭ ‬الحيوية،‭ ‬والاتجار‭ ‬بها‭ ‬ضمن‭ ‬شبكة‭ ‬دولية‭ ‬تعمل‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني،‭ ‬وأنها‭ ‬الدولة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تنتهج‭ ‬سياسة‭ ‬احتجاز‭ ‬الجثامين‭ ‬فيما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ«مقابر‭ ‬الأرقام‮»‬‭.‬

وفي‭ (‬عام‭ ‬2009‭) ‬ألقى‭ ‬مكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفيدرالي‭ ‬الأميركي‭ ‬‮«‬‭ ‬إف‭ ‬بي‭ ‬أي‭ ‬‮«‬‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬ليفي‭ ‬إسحاق‭ ‬روزنباوم‮»‬،‭ ‬واعترف‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬وسيط‮»‬‭ ‬لبيع‭ ‬الأعضاء‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬لحساب‭ ‬شبكة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬يديرها‭ ‬حاخامات‭ ‬وسياسيون‭ ‬وموظفون‭ ‬حكوميون‭ ‬في‭ ‬‮«‬تل‭ ‬أبيب‮»‬‭.‬

في‭ (‬عام‭ ‬2009‭) ‬اعترف‭ ‬‮«‬يهودا‭ ‬هيس‮»‬‭ ‬المدير‭ ‬السابق‭ ‬لمعهد‭ ‬‮«‬‭ ‬أبو‭ ‬كبير‮»‬‭ ‬للطب‭ ‬الشرعي‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بسرقة‭ ‬أعضاء‭ ‬بشرية‭ ‬وأنسجة‭ ‬وجلد‭ ‬لفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬زمنية‭ ‬مختلفة،‭ ‬و‭ ‬قال‭ ‬خلال‭ ‬فيلم‭ ‬وثائقي‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬‮«‬‭ ‬لقد‭ ‬أخذنا‭ ‬القرنيات‭ ‬والجلد‭ ‬وصمامات‭ ‬القلب‭ ‬والعظام‭ ‬من‭ ‬جثث‭ ‬الفلسطينيين‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬دراسة‭ ‬عن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬أجساد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعهد،‭ ‬نشرتها‭ ‬باحثة‭ ‬الأنثروبولوجي‭ ‬‮«‬مائيرا‭ ‬فايس‮»‬‭ ‬الأستاذة‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬العبرية،‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬على‭ ‬جثثهم‮»‬،‭ ‬أكدت‭ ‬إنّها‭ ‬شاهدت‭ ‬أثناء‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬كيف‭ ‬يسرقون‭ ‬الأعضاء‭ ‬من‭ ‬أجساد‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

الممارسات‭ ‬الإجرامية‭ ‬لسرقة‭ ‬الأعضاء‭ ‬داخل‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬كبير‮»‬‭ ‬في‭ ‬‮«‬تل‭ ‬أبيب‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬في‭ ‬بشاعتها‭ ‬عما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬‮«‬بنك‭ ‬الجلد‭ ‬الإسرائيلي‮»‬‭ ‬لسرقة‭ ‬الجلود‭ ‬من‭ ‬جثامين‭ ‬الفلسطينيين‭.. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬