أم الجرائم.. سرقة أعضاء الفلسطينيين (2)

يونيو 10, 2024

لم‭ ‬تكتف‭ ‬إسرائيل‭ ‬بسرقة‭ ‬الأراضى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فقط،‭ ‬لكنها‭ ‬اعتادت‭ ‬سرقة‭ ‬أعضاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أنفسهم،‭ ‬وبيان‭ ‬‮«‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‮»‬‭ ‬الصادر‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬دائرة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬‭ ‬بها،‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬كالرصاصة‭ ‬فى‭ ‬قلب‭ ‬العدو‭ ‬الصهيونى،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يغفو‭ ‬العالم‭ ‬عن‭ ‬جرائمه‭ ‬التى‭ ‬ذكرها‭ ‬البيان،‭ ‬وأبرزها‭ ‬جريمة‭ ‬سرقة‭ ‬أعضاء‭ ‬ضحاياها‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الأراضى‭ ‬المحتلة‭.‬

إنها‭ ‬‮«‬أم‭ ‬الجرائم‮»‬‭ ‬التى‭ ‬يجب‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عليها‭ ‬دائماً،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتوارى‭ ‬خلف‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الصخب‭ ‬العالمى‭ ‬المصاحب‭ ‬للعدوان‭ ‬الهمجى‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وما‭ ‬يصاحبه‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬يومية،‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬مفاوضات‭ ‬تبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬بالمحتجزين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬لدى‭ ‬‮«‬حماس‮»‬،‭ ‬ومباحثات‭ ‬الهدنة،‭ ‬أو‭ ‬وقف‭ ‬الحرب،‭ ‬وما‭ ‬بينها‭ ‬من‭ ‬التصدى‭ ‬لجرائم‭ ‬إسرائيل‭ ‬الأخرى،‭ ‬مثل‭ ‬التهجير‭ ‬القسرى‭ ‬والجماعى‭ ‬لأهالى‭ ‬غزة،‭ ‬وتعذيب‭ ‬الأسرى‭ ‬والمعتقلين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬والإعدامات‭ ‬الميدانية‭ ‬الجماعية،‭ ‬ونبش‭ ‬القبور‭ ‬وتدميرها‭.‬

اعتاد‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬لنشأته‭ ‬عام‭ (‬1948‭) ‬ارتكاب‭ ‬جرائمه‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى،‭ ‬كما‭ ‬اعتاد‭ ‬العالم‭ ‬التعايش‭ ‬معها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬أحداث‭ ‬يومية،‭ ‬تتصدر‭ ‬نشرات‭ ‬الأخبار‭ ‬التليفزيونية،‭ ‬والعناوين‭ ‬الرئيسية‭ ‬للصحف،‭ ‬وقد‭ ‬يتأخر‭ ‬ترتيبها،‭ ‬ارتباطاً‭ ‬بمدى‭ ‬سخونة‭ ‬الأحداث،‭ ‬أو‭ ‬عدد‭ ‬الضحايا‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

وظلت‭ ‬جريمة‭ ‬سرقة‭ ‬الأعضاء‭ ‬من‭ ‬جثث‭ ‬الشهداء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مخفية،‭ ‬قبل‭ ‬كشفها‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة‭ ‬مضت،‭ ‬وأكدتها‭ ‬شهادات‭ ‬أطباء‭ ‬إسرائيليين‭ ‬شاركوا‭ ‬فى‭ ‬ارتكابها‭.‬وما‭ ‬أشارت‭ ‬إليه‭ ‬‮«‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‮»‬‭ ‬حول‭ ‬قيام‭ ‬إسرائيل‭ ‬بتسليم‭ ‬جثث‭ ‬ضحاياها‭ ‬لذويهم،‭ ‬مقطوعة‭ ‬الرؤوس،‭ ‬وقد‭ ‬نُزعت‭ ‬عنها‭ ‬فروة‭ ‬الرأس،‭ ‬مجرد‭ ‬ادعاء،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬المبالغة،‭ ‬للفت‭ ‬أنظار‭ ‬العالم،‭ ‬أو‭ ‬كسب‭ ‬تعاطفه‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

هذه‭ ‬الممارسة‭ ‬الإجرامية‭ ‬البشعة،‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يتصورها‭ ‬العقل‭ ‬الإنسانى،‭ ‬تبدو‭ ‬متسقة‭ ‬تماماً‭ ‬مع‭ ‬حقيقة‭ ‬امتلاك‭ ‬إسرائيل‭ ‬لأكبر‭ ‬بنك‭ ‬للجلود‭ ‬البشرية‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬وتم‭ ‬تأسيسه‭ ‬عام‭ (‬1986‭) ‬بمعرفة‭ ‬قطاع‭ ‬الطب‭ ‬العسكرى‭ ‬التابع‭ ‬لجيش‭ ‬الاحتلال،‭ ‬كمنشأة‭ ‬طبية‭ ‬لتخزين‭ ‬هذه‭ ‬الجلود،‭ ‬لاستعمالها‭ ‬لاحقاً‭ ‬فى‭ ‬معالجة‭ ‬الحروق‭ ‬والسرطانات‭ ‬الجلدية،‭ ‬ليس‭ ‬لحساب‭ ‬الداخل‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬فقط،‭ ‬لكنه‭ ‬يقدم‭ ‬خدماته‭ ‬للخارج‭ ‬أيضاً،‭ ‬وبخاصة‭ ‬للدول‭ ‬الغربية‭.‬

وخلافاً‭ ‬لما‭ ‬اعتادت‭ ‬عليه‭ ‬البنوك‭ ‬المثيلة‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأعضاء‭ ‬الحيوية‭ ‬من‭ ‬المتبرعين‭ ‬الطوعيين،‭ ‬اعتاد‭ ‬بنك‭ ‬الجلود‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مخزونه‭ ‬بسرقة‭ ‬جلود‭ ‬الشهداء‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬تتم‭ ‬سرقته‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬الحيوية‭ ‬الأخرى‭.‬

وبهذه‭ ‬الجريمة،‭ ‬أصبح‭ ‬بنك‭ ‬الجلد‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬هو‭ ‬الأكبر‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬بمخزون‭ ‬يُقدَّر‭ ‬بنحو‭ (‬170‭ ‬متراً‭ ‬مربعاً‭) ‬من‭ ‬الجلود‭ ‬البشرية،‭ ‬وتفوّق‭ ‬على‭ ‬بنك‭ ‬الجلد‭ ‬الأمريكى‭ ‬الذى‭ ‬تأسس‭ ‬قبله‭ ‬بـ‭(‬40‭ ‬عامًا‭) ‬تقريبًاً،‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬إسرائيل‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ (‬10‭ ‬ملايين‭) ‬إسرائيلى،‭ ‬قياساً‭ ‬بعدد‭ ‬سكان‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الذى‭ ‬يتجاوز‭ (‬340‭ ‬مليون‭) ‬أمريكى‭.‬

ومن‭ ‬الإحصائيات‭ ‬اللافتة‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬فى‭ ‬رفض‭ ‬سكانها‭ ‬التبرع‭ ‬بالأعضاء،‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬تقبل‭ ‬المجتمع‭ ‬لهذه‭ ‬الفكرة‭ ‬التى‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬المعتقدات‭ ‬الدينية‭ ‬لليهود،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬المخزون‭ ‬القياسى‭ ‬للبنك‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬تم‭ ‬تكوينه‭ ‬‮«‬بسلخ‮»‬‭ ‬جثامين‭ ‬الشهداء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لسرقة‭ ‬جلودهم‭.. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬