«التجويع» يُشهر مجدداً في شمال قطاع غزة

يونيو 9, 2024

تظهر‭ ‬التقارير‭ ‬المحلية‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬الدولة‭ ‬القائمة‭ ‬بالاحتلال‭ ‬عادت‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬لاستخدام‭ ‬سياسة‭ ‬التجويع‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭ ‬وشمال‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أشهرته‭ ‬كسلاح‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الغزيين‭ ‬امتد‭ ‬لقرابة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر،‭ ‬ما‭ ‬دفعهم‭ ‬لأكل‭ ‬أعلاف‭ ‬الحيوانات‭ ‬وحبوب‭ ‬الطيور‭ ‬لسد‭ ‬رمق‭ ‬جوعهم‭ ‬وجوع‭ ‬أطفالهم‭.‬

أمام‭ ‬الضغوط‭ ‬والمطالبات‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬سمح‭ ‬مجلس‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬السادس‭ ‬لحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬ولمدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬بتدفق‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬شمال‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وسمحت‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بإدخال‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والخضروات‭ ‬واللحوم‭ ‬والدواجن‭ ‬والبيض‭ ‬والفواكه‭ ‬والتي‭ ‬ساهمت‭ ‬بانخفاض‭ ‬أسعارها‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭.‬

ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬أغلقت‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬بوابة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وأبقت‭ ‬على‭ ‬فتات‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬الطحين‭ ‬وصناديق‭ ‬المُعلبات‭ ‬وتزامن‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬اغلاق‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬البري،‭ ‬ما‭ ‬ساهم‭ ‬بفقدان‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬من‭ ‬السكر‭ ‬والأرز‭ ‬والبقوليات‭ ‬واللحوم‭ ‬والدواجن‭ ‬والبيض‭ ‬والخضروات‭ ‬والفواكه‭ ‬من‭ ‬الأسواق،‭ ‬وعودة‭ ‬المجاعة‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

فيما‭ ‬كشف‭ ‬خبراء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬تراجع‭ ‬حجم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الواردة‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬الثلث،‭ ‬فيما‭ ‬أوضح‭ ‬مكتب‭ ‬منسق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬تدفق‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬انخفض‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬نسبته‭ ‬67‭% ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬رفح‭ ‬وإغلاق‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬بعودة‭ ‬الجوع‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

وحذرت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أطفال‭ ‬غزة‭ ‬يتضورون‭ ‬جوعًا‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬العقبات‭ ‬أمام‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭  ‬وقالت‭ ‬المتحدثة‭ ‬باسم‭ ‬المنظمة‭ ‬مارغريت‭ ‬هاريس‭: ‬‮«‬هؤلاء‭ ‬هم‭ ‬الأطفال‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬الخامسة‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬الطعام‭ ‬طوال‭ ‬اليوم‭. ‬لذا‭ ‬فالسؤال‭: ‬هل‭ ‬تصل‭ ‬الإمدادات؟‭ ‬الإجابة‭ ‬لا،‭ ‬فالأطفال‭ ‬يتضورون‭ ‬جوعًا‮»‬‭. ‬فيما‭ ‬أفادت‭ ‬المديرة‭ ‬الإقليمية‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬حنان‭ ‬بلخي‭ ‬قائلة‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬أناس‭ ‬يأكلون‭ ‬الآن‭ ‬طعام‭ ‬الحيوانات‭ ‬والعُشب‭ ‬ويشربون‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬داخل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

وأبدت‭ ‬منظمات‭ ‬محلية‭ ‬ودولية‭ ‬تخوفها‭ ‬من‭ ‬تفشي‭ ‬وباء‭ ‬الكوليرا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬ومحدودية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المياه‭ ‬النظيفة‭ ‬وتدفق‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭.‬

وأوضحت‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للطفولة‭ ‬‮«‬اليونيسيف‮»‬‭ ‬أن‭ ‬‮«‬90‭% ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬فقر‭ ‬غذائي‭ ‬حاد‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬حذر‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الأغذية‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬تزايد‭ ‬خطر‭ ‬المجاعة،‭ ‬مضيفاً‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬لم‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬إيصال‭ ‬مساعدات‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ستتزايد‭ ‬علامات‭ ‬المجاعة‮»‬‭.‬

وحذر‭ ‬المفوض‭ ‬العام‭ ‬لوكالة‭ ‬غوث‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬‮«‬الأونروا‮»‬‭ ‬فيليب‭ ‬لازاريني،‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬انقطاع‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬وإمدادات‭ ‬الوقود‭ ‬عبر‭ ‬معبر‭ ‬⁧‭ ‬رفح⁩‭ ‬ما‭ ‬سيوقف‭ ‬الاستجابة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬⁧‭ ‬قطاع‭ ‬غزة⁩،‭ ‬مشدداً‭ ‬أن‭ ‬كارثة‭ ‬الجوع‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬الناس‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ستزداد‭ ‬سوءاً‭ ‬إذا‭ ‬توقف‭ ‬دخول‭ ‬الإمدادات‭. ‬وقال‭: ‬‮«‬ما‭ ‬نحتاجه‭ ‬هو‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬الآن،‭ ‬وليس‭ ‬نزوح‭ ‬قسري‭ ‬جديد‭ ‬والقلق‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‮»‬‭.‬

إن‭ ‬اشهار‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬سلاح‭ ‬التجويع‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬دفع‭ ‬70‭ ‬منظمة‭ ‬حقوقية‭ ‬لإصدار‭ ‬بيان‭ ‬مشترك‭ ‬دعا‭ ‬لإعلان‭ ‬المجاعة‭ ‬رسمياً‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬نتيجة‭ ‬إصرار‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬التجويع‭ ‬واستخدامه‭ ‬كسلاح‭ ‬حرب،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جريمتها‭ ‬الأشمل‭ ‬في‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

وتزامن‭ ‬البيان‭ ‬المشترك‭ ‬لنحو‭ ‬70‭ ‬مؤسسة‭ ‬حقوقية‭ ‬مع‭ ‬تهم‭ ‬وجهتها‭ ‬محكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬لرئيس‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬ووزير‭ ‬حربه‭ ‬يؤاف‭ ‬غالنت‭ ‬أبرزها‭ ‬المجاعة‭ ‬الجماعية‭ ‬للمواطنين‭ ‬والتسبب‭ ‬بمعاناتهم‭ ‬بشكل‭ ‬متعمد‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬القتل‭ ‬الجماعي‭ ‬وارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وبموجب‭ ‬تلك‭ ‬التهم‭ ‬تقدم‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬لمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬كريم‭ ‬خان‭ ‬بطلب‭ ‬لاستصدار‭ ‬مذكرة‭ ‬اعتقال‭ ‬بحق‭ ‬نتنياهو‭ ‬وغالنت‭ ‬وآخرين‭ ‬من‭ ‬يكشف‭ ‬التحقيق‭ ‬عنهم‭.‬

إن‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬تواصل‭ ‬وضع‭ ‬نفسها‭ ‬فوق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬وشرعة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬يحظر‭ ‬التسبب‭ ‬بالمجاعة‭ ‬كممارسة‭ ‬عسكرية‭ ‬ضد‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين،‭ ‬حيث‭ ‬تؤكد‭ ‬المادة‭ ‬54‭ ‬من‭ ‬البروتوكول‭ ‬الإضافي‭ ‬الأول‭ ‬لاتفاقية‭ ‬جنيف‭ ‬الرابعة‭ ‬لعام‭ ‬1977،‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الأعيان‭ ‬والمواد‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنها‭ ‬لبقاء‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين،‭ ‬وتحظر‭ ‬مهاجمة‭ ‬أو‭ ‬تدمير‭ ‬أو‭ ‬نقل‭ ‬أو‭ ‬تعطيل‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والمناطق‭ ‬الزراعية‭ ‬والمحاصيل‭ ‬والماشية‭ ‬ومرافق‭ ‬الشرب‭ ‬وشبكاتها‭ ‬وأشغال‭ ‬الري،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬تجويع‭ ‬المدنيين‭ ‬أو‭ ‬حملهم‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬أو‭ ‬لأي‭ ‬باعث‭ ‬آخر‭.‬

ونصت‭ ‬المادة‭ ‬6‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬روما‭ ‬الأساسي‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أي‭ ‬من‭ ‬الأفعال‭ ‬التي‭ ‬ترتكب‭ ‬بقصد‭ ‬إهلاك‭ ‬جماعة‭ ‬قومية‭ ‬أو‭ ‬إثنية‭ ‬أو‭ ‬عرقية‭ ‬أو‭ ‬دينية‭ ‬بصفتها‭ ‬هذه،‭ ‬إهلاكًا‭ ‬كليًّا‭ ‬أو‭ ‬جزئيًا،‭ ‬توصف‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬العهد‭ ‬الدولي‭ ‬الخاص‭ ‬بالحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية،‭ ‬تنص‭ ‬المادة‭ ‬11‭ ‬منه‭ ‬‮«‬على‭ ‬حق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الغذاء‭ ‬الكافي‭ ‬والملائم‭ ‬للحياة،‭ ‬وتلزم‭ ‬الدول‭ ‬الأطراف‭ ‬باتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬المناسبة‭ ‬لضمان‭ ‬حق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الغذاء‮»‬‭.‬

ويخالف‭ ‬التسبب‭ ‬بالمجاعة‭ ‬وتدمير‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬التدابير‭ ‬المؤقتة‭ ‬التي‭ ‬أقرتها‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬بإمكانية‭ ‬مقاضاة‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬الأمر‭ ‬أو‭ ‬والمتسببين‭ ‬بتأخير‭ ‬توصيل‭ ‬المساعدات‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭. ‬إنّ‭ ‬الأفعال‭ ‬والسياسات‭ ‬التي‭ ‬يفرضها‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬تضعها‭ ‬في‭ ‬موضع‭ ‬المسؤولية‭ ‬الجنائية،‭ ‬بسبب‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬عن‭ ‬خلق‭ ‬ظروف‭ ‬مثل‭ ‬الهجمات‭ ‬المباشرة‭ ‬على‭ ‬المنشآت‭ ‬الحيوية،‭ ‬أو‭ ‬فرض‭ ‬الحصار‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬لمنع‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭.‬

إن‭ ‬سلاح‭ ‬التجويع‭ ‬والتعطيش‭ ‬والقتل‭ ‬والتدمير‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬مُشهراً‭ ‬بوجه‭ ‬الغزيين‭ ‬للشهر‭ ‬التاسع‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬مُدمراً‭ ‬أية‭ ‬إمكانية‭ ‬للعيش‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬يسمح‭ ‬مجلس‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بإدخال‭ ‬الوقود‭ ‬وغاز‭ ‬الطهي‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬أي‭ ‬سبل‭ ‬للحياة‭ ‬ويتسبب‭ ‬بتفشي‭ ‬الأمراض‭ ‬والأوبئة‭ ‬وإحداث‭ ‬مكرهة‭ ‬صحية‭ ‬وتلوث‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬نتيجة‭ ‬تدفق‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬القطاع‭ ‬وأزقته‭ ‬وبين‭ ‬بيوت‭ ‬وخيام‭ ‬النازحين،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬الغزيين‭ ‬لاستخدام‭ ‬بدائل‭ ‬لطهي‭ ‬الطعام،‭ ‬وطاول‭ ‬التدمير‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬وخطوط‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمياه‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مناطق‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬طاول‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬بإدخال‭ ‬السيولة‭ ‬النقدية‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬شحها‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وجعل‭ ‬جيوب‭ ‬المواطنين‭ ‬فارغة‭.‬