الديمقراطية: ‬الورقة‭ ‬الأميركية ‭‬‮«‬لاستئناف‭ ‬مفاوضات‭ ‬السلام» فاسدة‭ ‬ولا‭ ‬تصلح‭ ‬أساساً‭ ‬لحل‭ ‬يكفل‭ ‬الحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬المشروعة‭ ‬لشعبنا‭ ‬الفلسطيني

مايو 30, 2024

أصدرت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‭ ‬بياناً،‭ ‬وصفت‭ ‬فيه‭ ‬الورقة‭ ‬الأميركية‭ ‬المقدمة‭ ‬إلى‭ ‬الرسمية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لـ«استئناف‭ ‬عملية‭ ‬السلام‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬ورقة‭ ‬فاسدة‭ ‬ولا‭ ‬تصلح‭ ‬أساساً‭ ‬لحل‭ ‬يكفل‭ ‬لشعبنا‭ ‬حقوقه‭ ‬الوطنية‭ ‬المشروعة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير،‭ ‬وقيام‭ ‬دولته‭ ‬الوطنية‭ ‬المستقلة،‭ ‬كاملة‭ ‬السيادة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس،‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬4‭ ‬حزيران‭ (‬يونيو‭) ‬67،‭ ‬وحل‭ ‬قضية‭ ‬اللاجئين‭ ‬بموجب‭ ‬القرار‭ ‬194،‭ ‬الذي‭ ‬يكفل‭ ‬لهم‭ ‬حق‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الديار‭ ‬والممتلكات‭ ‬التي‭ ‬هجروا‭ ‬منها‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1948،‭ ‬وبما‭ ‬يضمن‭ ‬تفكيك‭ ‬الاستيطان‭ ‬ورحيل‭ ‬الاحتلال‭ ‬بكل‭ ‬مظاهره‭.‬

وأضافت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭: ‬إن‭ ‬الورقة‭ ‬الأميركية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬نسف‭ ‬قرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬المرجعية‭ ‬القانونية‭ ‬للحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬المشروعة‭ ‬لشعبنا،‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬إفراغ‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬مضمونها‭ ‬السيادي،‭ ‬فالدعوة‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬ذات‭ ‬إقليم‭ ‬‮«‬متصل‮»‬،‭ ‬تعني‭ ‬دولة‭ ‬ذات‭ ‬إقليم‭ ‬مقطع‭ ‬الأوصال،‭ ‬تفصل‭ ‬بين‭ ‬مناطقه‭ ‬المتفرقة،‭ ‬المستوطنات‭ ‬والحواجز،‭ ‬والمعابر،‭ ‬والأنفاق،‭ ‬كما‭ ‬تلجأ‭ ‬الورقة‭ ‬في‭ ‬حديثها‭ ‬عن‭ ‬القدس‭ ‬إلى‭ ‬صيغة‭ ‬مكشوفة،‭ ‬تفتح‭ ‬الباب‭ ‬للمساومة‭ ‬على‭ ‬تعريف‭ ‬القدس،‭ ‬المدينة‭ ‬المحتلة‭ ‬وحدودها،‭ ‬ما‭ ‬يسقط‭ ‬عنها‭ ‬صفتها‭ ‬القانونية‭ ‬كمدينة‭ ‬محتلة،‭ ‬ويبقيها‭ ‬عرضة‭ ‬للمساومات،‭ ‬وطرح‭ ‬البدائل‭ ‬المعروفة،‭ ‬والتي‭ ‬سبق‭ ‬للتحالف‭ ‬الأميركي‭ ‬–‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أن‭ ‬طرحها‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬تفاوضية‭ ‬سابقة‭.‬

فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الورقة‭ ‬حافلة‭ ‬بالإملاءات‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬إن‭ ‬بما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعقيدتها‭ ‬الأمنية،‭ ‬وبرامجها‭ ‬التعليمية‭ ‬والتربوية،‭ ‬أو‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬الإعلامية،‭ ‬وكذلك‭ ‬واجباتها‭ ‬الوطنية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬نحو‭ ‬الأسرى‭ ‬وعوائلهم‭ ‬وعوائل‭ ‬شهداء‭ ‬شعبنا‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الورقة‭ ‬تسقط‭ ‬من‭ ‬مضمونها‭ ‬حق‭ ‬العودة‭ ‬للاجئين،‭ ‬وتحاول‭ ‬أن‭ ‬تتستر‭ ‬بالمبادرة‭ ‬العربية‭ ‬للعام‭ ‬2002،‭ ‬التي‭ ‬تتجاوزها‭ ‬الورقة‭ ‬نفسها،‭ ‬خاصة‭ ‬شرط‭ ‬الانسحاب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬التام‭ ‬من‭ ‬كامل‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية‭ ‬المحتلة‭.‬

وحذرت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بما‭ ‬تحويه‭ ‬الورقة‭ ‬الأميركية‭ ‬من‭ ‬ألغام‭ ‬خطيرة،‭ ‬تستهدف‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬حين‭ ‬تدعو‭ ‬للتمييز‭ ‬بين‭ ‬قوى‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وتفرض‭ ‬الحُرُم‭ ‬السياسي‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وتدعو‭ ‬لاستبعادها‭ ‬من‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ومن‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬بموجب‭ ‬القوانين‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المتوافق‭ ‬عليها‭.‬

ورأت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬دعوة‭ ‬واضحة‭ ‬للفتنة‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ومحاولة‭ ‬لقطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعادة‭ ‬الوحدة‭ ‬المؤسسية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وإنهاء‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬الانقسام‭ ‬فيها‭.‬

كما‭ ‬حذرت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬مما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬الورقة‭ ‬الأميركية،‭ ‬عن‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‮»‬‭ ‬لقيام‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬في‭ ‬مناورة‭ ‬مكشوفة‭ ‬لإبقاء‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬ملفات‭ ‬الحل‭ ‬الدائم‮»‬‭ ‬معلقة‭ ‬في‭ ‬الهواء،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬مفاوضات‭ ‬الحل‭ ‬الدائم‭ ‬بموجب‭ ‬‮«‬اتفاق‭ ‬أوسلو‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تنجز‭ ‬خلال‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاق‭ (‬أي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1999‭)‬،‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬معلقة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بقرار‭ ‬إسرائيلي‭ ‬–‭ ‬أميركي‭.‬

وقالت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭: ‬بناء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المراجعة‭ ‬السريعة‭ ‬للمشروع‭ ‬الأميركي،‭ ‬فإن‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭: ‬1‭- ‬رفض‭ ‬الورقة‭ ‬الأميركية‭ ‬باعتبارها‭ ‬أساساً‭ ‬فاسداً‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬هدفها‭ ‬شطب‭ ‬الحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬المشروعة‭ ‬لشعبنا،‭ ‬وتلبية‭ ‬أهداف‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني؛‭ ‬2‭- ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬التمسك‭ ‬بالبرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬لمنظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬باعتباره‭ ‬المشروع‭ ‬الوحيد‭ ‬المطروح‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات،‭ ‬واعتباره‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬المقبول،‭ ‬يستند‭ ‬في‭ ‬مرجعيته‭ ‬القانونية‭ ‬إلى‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية؛‭ ‬3‭- ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬كل‭ ‬الإملاءات‭ ‬والاشتراطات‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬وحدة‭ ‬شعبنا‭ ‬وسيادته‭ ‬الوطنية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬مواصلة‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني،‭ ‬استكمالاً‭ ‬لما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬والجزائر‭ ‬وموسكو‭ ‬وبكين،‭ ‬والتحضير‭ ‬لجولة‭ ‬بكين‭ ‬القادمة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬محطة‭ ‬مفصلية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬وضع‭ ‬آليات‭ ‬لتنفيذ‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬التوافق‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬تستعيد‭ ‬الوحدة‭ ‬المؤسسية‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية؛‭ ‬4‭- ‬مقاطعة‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬ووقف‭ ‬كل‭ ‬الاتصالات‭ ‬مع‭ ‬وفودها،‭ ‬باعتبارها‭ ‬شريكاً‭ ‬للعدو‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬استهداف‭ ‬الحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬لشعبنا‭ ‬ومصالحه‭ ‬ومستقبل‭ ‬قضيته؛‭ ‬5‭- ‬رفض‭ ‬كافة‭ ‬المشاريع‭ ‬والسيناريوهات‭ ‬لما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬التالي‮»‬‭ ‬لغزة،‭ ‬والتأكيد‭ ‬بأن‭ ‬مصير‭ ‬القطاع‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬مصير‭ ‬القطاع‭ ‬ومستقبله‭ ‬تقرره‭ ‬فصائل‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التوافق‭ ‬الوطني،‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬م‭. ‬ت‭. ‬ف،‭ ‬الممثل‭ ‬الشرعي‭ ‬والوحيد‭ ‬لشعبنا‭ ‬الفلسطيني؛‭ ‬6‭- ‬رفض‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تطبيع‭ ‬للعلاقات‭ ‬العربية‭ ‬–‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬قبل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬يكفل‭ ‬الحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬المشروعة‭ ‬لشعبنا،‭ ‬خلافاً‭ ‬لما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬الورقة‭ ‬من‭ ‬محاولة‭ ‬للتستر‭ ‬بالمفاوضات،‭ ‬غطاء‭ ‬لتعميم‭ ‬التطبيع‭ ‬العربي‭ ‬–‭ ‬الإسرائيلي؛‭ ‬7‭- ‬الرفض‭ ‬التام‭ ‬لأية‭ ‬مفاوضات‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬الوقف‭ ‬الفوري‭ ‬للحرب‭ ‬ضد‭ ‬شعبنا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬ووقف‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬شعبنا‭ ‬وأرضنا‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬واعتقالات‭ ‬وتهجير‭ ‬وتدمير‭ ‬مباني‭ ‬ومصادرة‭ ‬أراضي،‭ ‬وإقامة‭ ‬حواجز‭ ‬وعرقلة‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬لشعبنا،‭ ‬ووقف‭ ‬مداهمة‭ ‬المخيمات‭ ‬والمدن‭ ‬والبلدات‭ ‬والقرى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

وختمت‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بالدعوة‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬أوراق‭ ‬ومشاريع‭ ‬وسيناريوهات‭ ‬بديلة‭ ‬للبرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬أياً‭ ‬كان‭ ‬مصدرها،‭ ‬والتأكيد‭ ‬أن‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ممثلة‭ ‬باللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬والمجلس‭ ‬المركزي،‭ ‬هي‭ ‬المعنية‭ ‬حصراً،‭ ‬دون‭ ‬غيرها،‭ ‬برسم‭ ‬البرنامج‭ ‬والتوجهات‭ ‬والآليات‭ ‬الوطنية،‭ ‬لإنجاز‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬لشعبنا،‭ ‬والتشديد‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬كل‭ ‬الضغوط‭ ‬والإملاءات‭ ‬الخارجية