فهد سليمان: إلى الرفيقات والرفاق الصامدين في قطاع غزة الأشم أنتم الوطن، وعنوان الوطن، وتربة الوطن، وعزة الوطن

أكتوبر 15, 2025

إلى الرفيقات والرفاق الصامدين في قطاع غزة الأشم

من الرفيق فهد سليمان، الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

تحية الوفاء للوطن والشهداء؛
أيتها الرفيقات، أيها الرفاق الصامدين في القطاع الأشم
أنتم الوطن، وعنوان الوطن، وتربة الوطن، وعزة الوطن؛
أنتم الشهداء الأحياء، عشتم معارك الشرف والصمود بكل أشكالها، في الخندق، دفاعاً عن شرف شعبكم، وشرف أرضكم، وبين أبناء الشعب الصامد، تشدون أزره، وتداوون جراحه، وتعززون قدرته على الصمود، ترفعون راية فلسطين، بكل إباء وفخر واعتزاز، وترفعون معها بالاعتزاز نفسه، والفخر نفسه، والإباء نفسه، راية الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، تترجمون في الميدان، وبالكثير من التضحيات الغالية، برنامجها وشعاراتها، برنامج النضال من أجل الحرية، وكسر شوكة الاحتلال، ودحره عن كل شبر من أرض القطاع، وشعاراتها: لا للاستسلام، لا للتذلل، لا للركوع، لا للتخاذل، لا للتفريط بحبة تراب من الوطن، لا للتفريط بنقطة دم واحدة نزفت من شريان شهيد. الصمود الصمود. الثبات الثبات. التماسك التماسك. إلى أن تتبدد غيمة الاحتلال، وتشرق شمس فلسطين الحرة، المستقلة، السيدة، وعاصمتها القدس.

الرفيقات والرفاق؛
تعرضتم لأبشع عدوان عرفته البشرية منذ الحرب العالمية الثانية، ولم تستسلموا؛
دمرت منازلكم ومناطق سكناكم وشردتهم، ولم تستسلموا؛
دمرت جامعاتكم ومدارسكم ومعاهدكم ومشافيكم، ولم تستسلموا؛
دمرت مساجدكم وكنائسكم، ورياض أطفالكم، ولم تستسلموا؛
محيت عوائل بأسرها من سجل الحياة، ولم تستسلموا؛
مزقت أجساد أطفالكم أشلاءً، ولم تستسلموا؛
حاصركم الجوع والعطش والمرض والوجع والألم، ولم تستسلموا؛
فتحية الإجلال والإكبار لكل رفيق ورفيقة، لكل رجل وامرأة، لكل شاب وشابة، ولكل طفل وطفلة، لشعبنا الصامد الذي قدم للعالم دروساً في الكرامة، للإنسانية جمعاء، دروساً في معاني الإلتصاق بالوطن، فإما الظفر، وإما الشهادة.
الرفيقات والرفاق؛
وعليه؛ فأنتم في مقدمة من يستحقون أن نهنئ بالحصاد الكبير، في إرغام العدو على وقف النار على طريق الوقف التام للحرب، وفي إفشال مشروع الاحتلال الدائم للقطاع، وتهجير أبناء شعبنا، وإفراغه من سكانه، وضمه إلى الدولة التلمودية، في إطار المشروع الصهيوني الاستعماري، كما أفشلتم تحقيق أحلامه بالنصر المؤزر، الذي كان ينوي الوصول إليه عبر زرع الدمار الشامل في القطاع، وبحرب الإبادة الجماعية لشعبنا.
نهضتم من تحت الركام بقاماتكم المنتصبة؛
نهضتم تحملون علامات الألم والوجع لفقدان الرفاق والأهل والأصدقاء والأحبة، وما انحنت هاماتكم؛
نهضتم من بين الجوع والمرض، تحملون جراح الحرب وأهوالها، تستعيدون علامات الحياة الكريمة، وما هانت نفوسكم؛
نهضتم وقد شيعتم عشرات آلاف الشهداء، تحملون في القلب والوجدان عهداً صادقاً على الوفاء للدم الغالي الذي سكب فوق كل شبر من أرض الوطن.
فهنيئاً لكم صمودكم، وهنيئاً لكم بطولاتكم، وهنيئاً لكم انتصاراتكم، وهنيئاً لكم تلك الإرادة الصلبة الفولاذية، العصية على القهر.
الرفيقات والرفاق؛
معكم ندخل مرحلة جديدة من النضال، هي مرحلة النهوض من تحت الركام، ومرحلة إعادة البناء، نواصل المسار النضالي نحو أهدافنا المقدسة. مرحلة تتطلب منا جميعاً، كل من موقعه، أن يتحمل مسؤوليته في سياقها، لإعادة بناء مجتمعنا في القطاع أولاً، ولملمة الجراح، واستعادة شروط العيش والاستقرار، أي مرحلة الإنعاش والتعافي، عبر سلسلة من المشاريع في ميادين البناء المختلفة، وهذا لن يتحقق إلا من خلال تعزيز إرادة الصمود في وجه مصاعب الحياة المرتقبة، وهو أمر يضعنا جميعاً داخل القطاع وخارجه، أمام مسؤوليات جسام، نعمل في سياقها على الدعوة لعقد حوار وطني شامل، بالتعاون مع مصر الشقيقة، يضم الأمناء العامين، وأعضاء اللجنة التنفيذية، وهيئة رئاسة المجلس الوطني، وشخصيات وطنية، لتحقيق خطوتين، نعتقد أنهما الممر الإجباري لإنجاح مشروعنا الوطني لإعادة إحياء القطاع:

1. التوافق على تشكيل وفد فلسطيني موحد، على غرار 2014، ليتولى إدارة المفاوضات مع الجهات المعنية، للإتفاق على الخطوات الضرورية والملحة، الآنية والبعيدة معاً، لإعادة بناء القطاع، وتوفير شروط كريمة لأبناء شعبنا ليمارسوا حياتهم فيه.
2. العمل بما توصلنا إليه في حوار بكين (2024) لتشكيل حكومة وفاق وطني، من الشخصيات المستقلة، ومن التنكوقراط، لتكون هي الهيئة المعنية بإدارة الشأن العام، والإشراف على مشاريع إعادة الإعمار، تحت سقف م. ت. ف، ممثلنا الشرعي والوحيد، وبالتعاون مع مصر الشقيقة والدول العربية والإسلامية الثماني، التي باتت معروفة لكم.

وهذا إدراكاً أن المرحلة الأولى من خطة ترامب، لتبادل الأسرى والجثامين، قد أوشكت على النهاية، وأننا دخلنا في المرحلة الثانية، التي تخص كل أبناء شعبنا دون استثناء، ما يتطلب موقفاً موحداً، ووفداً فلسطينياً موحداً، نصون خلاله التضحيات الكبرى التي قدمها شعبنا، ونصون حقوقنا المشروعة غير القابلة للتصرف.
الرفيقات والرفاق؛
إن معركة «اليوم التالي» للقطاع هي معركة حزبنا ومنظماته الجماهيرية وأطره الصديقة ليس في قطاع غزة فحسب، بل وفي كافة مناطق تواجدنا السياسي والتنظيمي.
وهو ما يملي على كافة منظماتنا أن ترسم واجباتها ومهامها إزاء قطاع غزة، بالدعم والإسناد، وبكل أشكال التضامن بالوسائل والطرق، التي سبق وأن أقرتها هيئاتنا.
وقبل أن أختم؛ أتوجه إلى عوائل الشهداء، وأخص منها عوائل شهدائنا الأبطال، وعلى رأسهم الرفيق طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي لجبهتنا الرائدة، الذي استشهد في الميدان إلى جانب شهيدنا القائد الميداني محمود حمامي، وكذلك شهداء قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري لجبهتنا المقدامة، التي احتلت مكانة مرموقة في التصدي للإحتلال، والدفاع عن شعبنا وأرضنا، مقدمة أبرز قادتها الميدانيين ومقاتليها الشجعان، شهداء أبطالاً لن تغيبهم الذاكرة، مهما توغلت في الزمن.
وإلى كل شهيد وشهيدة، من منظماتنا الحزبية ومنظماتنا الجماهيرية، وقفة احترام وانحناء وتقدير، وإلى جرحانا، نرسل الأمنيات بالشفاء العاجل، مقدرين ما عانوه من أوجاع وآلام، وما سكبوه على أرض القطاع من دماء زكية.
كذلك ومن موقعنا النضالي المشهود له في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية، نتقدم بالتهنئة الرفاقية والأخوية لمئات الأسرى الأبطال، الذين نجحوا في معانقة الحرية بعد زمن من العذاب والمعاناة في مواجهة السجان الفاشي، الذي لم يهمل وسيلة للتعذيب إلا وسلكها، ظناً منه أنه بذلك يمكن تركيع أسرانا الذين بقوا، في كل الظروف، جداراً صلباً تكسرت عليه المحاولات الدنيئة.
وفي السياق؛ أرحب بشكل خاص برفاقنا فرسان الحرية، الأبناء النجباء للجبهة الديمقراطية، والذين استعادوا حريتهم وهم:
1. الرفيق مصطفى الدقس.
2. الرفيق سمير المدهون.
3. الرفيق إبراهيم الشواء.
4. الرفيق ماجد عمار.
5. الرفيق معتز أحمد قاسم حاج علي.
وإلى أسرانا في سجون الاحتلال، فإني بالنيابة عنكم أقول لهم إن شمس الحرية سوف تشرق رغم أنف السجان.
وتحية كبرى صادقة من عموم أعضاء مكتبنا السياسي ولجنتنا المركزية، وكل عضو ومناضل في حزبنا المقدام، إلى أهلنا وأبناء شعبنا الصامدين في قطاع غزة، صنعوا للقضية الفلسطينية مجدها.

وإننا لمنتصرون

الرفيق فهد سليمان
الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين