مسارات

أغسطس 21, 2025

خيارات المشاركة

طريق الاستقلال

مسارات

في الحرب والمقاومة

فلسطين والإقليم

مسارات،‭ ‬هو‭ ‬الكتاب‭ ‬الرقم‭ ‬48‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬‮«‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬الإستقلال‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يصدرها‭ ‬المركز‭ ‬الفلسطيني‭ ‬للتوثيق‭ ‬والمعلومات‭ ‬‮«‬ملف‮»‬،‭ ‬الكتاب‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬فهد‭ ‬سليمان‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين،‭ ‬وماجدة‭ ‬المصري‭ ‬نائب‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين،‭ ‬ومعتصم‭ ‬حمادة‭ ‬عضو‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬للجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين،‭ ‬وفتحي‭ ‬كليب‭ ‬عضو‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬للجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين

مقدمة

المقصود‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني‮»‬‭ ‬هو‭ ‬تلك‭ ‬الإجتماعات‭ ‬التي‭ ‬دارت‭ ‬أعمالها‭ ‬خارج‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2003‭ ‬وحتى‭ ‬2024،‭ ‬أي‭ ‬على‭ ‬إمتداد‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬إنعقدت‭ ‬بمعظمها‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬وتوزعت‭ ‬8‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العواصم‭: ‬4‭ ‬في‭ ‬موسكو‭- ‬2011‭ + ‬2017‭ + ‬2019‭ + ‬2024؛‭ ‬2‭ ‬في‭ ‬بيروت–‭ ‬2017‭ + ‬2020؛‭ ‬1‭ ‬في‭ ‬الجزائر–‭ ‬2023؛‭ ‬و‭ ‬1‭ ‬في‭ ‬بكين‭- ‬2024؛‭ ‬بمشاركة‭ ‬14‭ ‬فصيلاً‭) (‬،‭ ‬كما‭ ‬رست‭ ‬عليها‭ ‬الأمور‭ (‬وأحياناً‭ ‬بحضور‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المستقلين‭ + ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭).‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬تم‭ ‬إختيار‭ ‬جولات‭ ‬الحوار‭ ‬حصراً،‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2020‭ ‬و‭ ‬2024،‭ ‬لحداثتها‭ ‬إبتداءً،‭ ‬ولأنها‭ ‬جرت‭ ‬بين‭ ‬محطتين‭ ‬مفصليتين‭: ‬الأولى–‭ ‬2020،‭ ‬شهدت‭ ‬الإعلان‭ ‬الرسمي‭ ‬بواشنطن–‭ ‬28/1/2020‭ ‬عن‭ ‬‮«‬صفقة‭ ‬القرن‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تفرج‭ ‬رسمياً‭ ‬وعملياً‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬الكبرى‮»‬،‭ ‬بموازاة‭ ‬مشروع‭ ‬دمج‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬بمرجعية‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬التطبيع‮»‬،‭ ‬وضمن‭ ‬مخطط‭ ‬‮«‬سلام‭ ‬أبراهام»؛‭ ‬والثانية–‭ ‬2024،‭ ‬تطورت‭ ‬فيها‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭- ‬7‭/‬10‭/‬2023،‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬فلسطينية‭ ‬–‭ ‬إسرائيلية‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬متسعة‭ ‬الدوائر‭ ‬تضعنا‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬الحرب‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نكتب‭ ‬فيه‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭.‬

يتناول‭ ‬هذا‭ ‬البحث‭ ‬جولات‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المذكورة،‭ ‬إنحكمت‭ ‬فيها‭ ‬لظروف‭ ‬سياسية‭ ‬متباينة،‭ ‬ألقت‭ ‬بظلال‭ ‬ثقيلة‭ ‬عليها،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬تسمح‭ ‬بتقسيمها‭ ‬إلى‭ ‬ثلاث‭ ‬مراحل‭:‬

•‭ ‬الأولى‭- ‬2020‭/‬2021،‭ ‬فرضت‭ ‬على‭ ‬الحالة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المنقسمة‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬–‭ ‬بموازاة‭ ‬إندياح‭ ‬تداعيات‭ ‬إتفاقيات‭ ‬‮«‬سلام‭ ‬أبراهام‮»‬‭(!) ‬على‭ ‬أوضاعها‭ - ‬مواجهة‭ ‬‮«‬صفقة‭ ‬القرن‮»‬‭ ‬لتصفية‭ ‬الحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬لشعب‭ ‬فلسطين،‭ ‬كما‭ ‬أعلنتها‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية،‭ ‬وتبنتها‭ ‬رسمياً‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬إثرها‭.‬

بناء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬المستجد،‭ ‬بادرت‭ ‬الرسمية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬أبواب‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬مصراعيها،‭ ‬الذي‭ ‬بدوره‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬منطقية‭ ‬تتمثل‭ ‬باعتماد‭ ‬أمرين‭ ‬متلازمين‭: ‬إجتراح‭ ‬إستراتيجية‭ ‬مواجهة‭ + ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بالإنتخابات‭ ‬العامة‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬والبنائية‭ ‬الشاملة‭ ‬بُترت‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تدرك‭ ‬مرماها،‭ ‬بعد‭ ‬إلغاء‭ ‬الإنتخابات‭ ‬العامة‭ ‬لأسباب‭ ‬غير‭ ‬مبررة‭.‬

•‭ ‬المرحلة‭ ‬الثالثة‭- ‬2023‭/ ...‬،‭ ‬دارت‭ ‬وقائعها‭ ‬الحوارية‭ ‬–‭ ‬وإن‭ ‬متأخرة‭ ‬–‭ ‬بعد‭ ‬إندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭- ‬7‭/‬10‭/‬2023،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتفاعل‭ ‬مكونات‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬فيما‭ ‬بينها،‭ ‬وفي‭ ‬أوضاع‭ ‬بالغة‭ ‬الصعوبة‭ ‬والتعقيد،‭ ‬لمواجهة‭ ‬إستحقاقات‭ ‬المرحلة،‭ ‬فاقتربت‭ ‬منها‭ ‬بالبيانات‭ ‬الصادرة‭ ‬عنها،‭ ‬دون‭ ‬الإستجابة‭ ‬تماماً‭ ‬لمتطلباتها،‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬بالرؤية‭ ‬السياسية،‭ ‬أو‭ ‬بالتطبيق‭ ‬العملي‭.‬

•‭ ‬أما‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭- ‬2021‭/‬2023،‭ ‬فبتوسطها‭ ‬لمرحلة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المخرج‭ ‬الحقيقي‭ ‬من‭ ‬مأزق‭ ‬النظام‭ ‬السياسي،‭ ‬الذي‭ ‬أدركته‭ ‬نظرياً‭ ‬وبقيت‭ ‬دونه‭ ‬عملياً،‭ ‬ومرحلة‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬تفرض‭ ‬إستحقاقاتها‭ ‬لا‭ ‬محالة،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬مرحلة‭ ‬البحث‭ ‬–‭ ‬دون‭ ‬نتيجة‭ ‬–‭ ‬عن‭ ‬مرساة‭ ‬تستقر‭ ‬عليها‭ ‬الحالة‭ ‬الفلسطينية‭. ‬ومن‭ ‬هنا،‭ ‬ضحالة‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬العملية‭ ‬الحوارية‭ ‬خلالها‭.‬

وأخيراً،‭ ‬إرتئينا،‭ ‬أن‭ ‬تتقدم‭ ‬البحث،‭ ‬وقفة‭ ‬أمام‭ ‬موضوع‭ ‬‮«‬الكيانية‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‮»‬‭ ‬بمرتكزاتها،‭ ‬التي‭ ‬شكلت‭ ‬الخلافات‭ ‬حول‭ ‬تعريفها‭ ‬فيما‭ ‬مضى،‭ ‬ومازالت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬–‭ ‬وإن‭ ‬بشكل‭ ‬أقل‭ ‬حدة‭ ‬–‭ ‬إحدى‭ ‬العقبات‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬يصطدم‭ ‬بها‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬جولات‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬لاعتبارات‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬عالمين‭ ‬متعارضين‭: ‬عالم‭ ‬المناورة‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وعالم‭ ‬الإسقاطات‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى؛‭ ‬وهما،‭ ‬إذ‭ ‬يتجاهلان‭ ‬معاً‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬الصائبة‭ ‬هي‭ ‬وسيلة‭ ‬لتغيير‭ ‬إيجابي‭ ‬للواقع؛‭ ‬فإنهما‭ ‬يلتقيان‭ ‬بنهاية‭ ‬المطاف‭ ‬–‭ ‬بشكل‭ ‬مقصود‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مقصود‭ - ‬على‭ ‬تعطيل‭ ‬النقاش‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬السياسية‭ ‬والتنظيمية‭ ‬الفعلية،‭ ‬التي‭ ‬يُفترض‭ ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬أولوية‭ ‬وطنية‭ ‬لكل‭ ‬عملية‭ ‬حوارية‭ ‬لجمع‭ ‬الشمل،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬عندما‭ ‬تنعقد‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬قيادي‭ ‬أول،‭ ‬تستضيفها‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬–‭ ‬دول‭ ‬مركزية‭ ‬ذات‭ ‬باع‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬منحى‭ ‬السياسات‭ ‬في‭ ‬الإقليم،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬منه‭.‬

المركز‭ ‬الفلسطيني‭ ‬للتوثيق‭ ‬والمعلومات‭ ‬‮«‬ملف‮»‬

Download Count:

Download

خيارات المشاركة

طريق الاستقلال

مسارات

في الحرب والمقاومة

فلسطين والإقليم