العدد78: ماقبل «الطوفان» ..
خيارات المشاركة
ملف
تتضمن قراءة تحليلية قدمها فهد سليمان، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لأبرز التطورات السياسية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية خلال العام 2023، بدءاً من قرارات قمتي؛ «العقبة» - 26/2، و«شرم الشيخ» - 19/3/2023،اللتين أنشأتا مساراً «ألحق أضراراً بالمصلحة الوطنية الفلسطينية، حيث لم تلتزم إسرائيل بأيٍ من بنوده وبقيت على سياستها المعهودة في القمع الدموي والاستيطان، وتشديد التضييق المالي على السلطة الفلسطينية»، وتبين أن وظيفة هاتين القمتين الحقيقية « تقديم إسرائيل أمام الدول والرأي العام، كقوة مستجيبة لمتطلبات التسوية السياسية، تسهيلاً لاستكمال عملية «التطبيع» مع المحيط».
وتلحظ القراءة أن بعض الأطراف النافذة في السلطة، وبشكل خاص الفريق المشارك في القمتين ، أسهمت في توفير الغطاء السياسي لهذا المسار. وفي تحليل الواقع الراهن للسلطة الفلسطينية تخلص القراءة إلى أننا« بتنا أمام سلطة قاصرة عن أداء واجباتها السياسية، فخضوعها لمصالحها الخاصة أضعف إرادتها السياسية وأفقدها القدرة على الانفكاك عن «مسار أوسلو» وعن الإقدام على أية خطوة تؤكد مصداقيتها السياسية أمام شعبها».
وفي معرض قراءة المشهد الإسرائيلي منذ بدايات العام 2023، يخلص الكاتب إلى أن «الصراع حول ما يسمى «الإصلاح القضائي» هو في جوهره صراع بين النخبة الإشكنازية النازعة للعلمانية، المسيطرة حتى الآن على «الدولة العميقة»، بما في ذلك القضاء، وعلى الاقتصاد، وبين النخبة الصاعدة من اليهود الشرقيين والحريديم(الأصوليين الأرثوذكس). ولذلك فهو ليس صراعاً أيديولوجياً فحسب (ليبرالية ضد فاشية، وعلمانية ضد أصولية تلمودية)، بل هو أيضاً، وأيضاً، انعكاس لانقسام اجتماعي أعمق ذي طابع طائفي».
وتختم القراء بالدعوة إلى إنهاض الوضع الفلسطيني عبر مجموعة من الخطوات التي أكدت عليها قرارات المجلسين الوطني والمركزي، وكما وردت في مبادرة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لإنهاء الانقسام ــ 16/1/2023.
• ينبغي الإشارة إلى أنه كان من المفترض أن يصدر هذا الكراس قبل الكراس 77، الذي صدر بعنوان«طوفان الأقصى، ومابعده ..»،(30/11/2023)، لكن عقبات إدارية وفنية حالت دون ذلك.
المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات «ملف»