العدد 81: المشهد الثقافي في أراضي الـ48 .. 1948 ــ 1966
خيارات المشاركة
ملف
تتناول الدراسة أبرز معالم المشهد الثقافي الفلسطيني في المرحلة الأصعب التي مرت على الفلسطينيين في أراضي الـ48 بعد قيام الدولة العبرية. وهي الفترة الممتدة من تاريخ وقوع النكبة حتى العام 1966، والتي اجتمع فيها عليهم؛ تداعيات هول الكارثة، وتغول القمع الصهيوني عبر وضعهم تحت سطوة قوانين الطوارئ والأحكام العسكرية.
جاء في مقدمة الكراس:
«كان الفلسطينيون في منتهى الضعف و«قلة الحيلة» أمام طغيان قوة غاشمة منتشية بحمى الانتصار على شعب تكالبت عليه قوى الاستعمار العالمي، وتخلى عنه أشقاؤه، وخذلته قياداته المصابة بداء الرهان على أصدقاء عدوه وحلفائه.
لقد أراد قادة الحركة الصهيونية أن يتم توطيد أركان الدولة العبرية وتثبيت دعائمها المفتعلة «على بياض»؛ عبر إزالة آثار من تم تهجيره من فلسطين، فدمروا ما استطاعوا من قراها وحواضرها، وصادروا سجلات أهلها ووثائق ملكية أراضيهم وعقاراتهم؛ وعبر كتم أصداء حياة الفلسطينيين ونبض وجدانهم، فأخفوا ما وقعت عليه أيديهم من أرشيف صحف ومجلات ومؤسسات ثقافية فلسطينية كانت قائمة قبل وقوع النكبة، ووضعوا الفلسطينيين الذين تمكنوا من البقاء في وطنهم، أمام خيارين: إما الخضوع لهذا «الواقع الجديد»، أو الالتحاق بمن سبقهم من المهجرين».
تشكل هذه الدراسة فصلاً من عرض مطول، يتناول أبرز جوانب المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ48 منذ وقوع النكبة وحتى اليوم، وهي لا تنحو باتجاه النقد الأدبي المتخصص، بل تسعى إلى تعريف الأجيال الفلسطينية الشابة على المحطات والمراحل التي مر بها المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ48، والذي شكل بفضل صلابة رواده وقوة إرادتهم امتداداً أصيلاً - ومتطوراً - للتجربة الثقافية الفلسطينية قبل النكبة.
جاء التحديد الزمني لهذه الدراسة ما بين أعوام 1948-1966، كونها الفترة التي طبقت خلالها قوانين الطوارئ والأحكام العسكرية الصهيونية على فلسطينيي الـ48، وهذا يفيد في تظهير قدرة النخب السياسية والثقافية الفلسطينية - رغم تلك الظروف - على إفشال محاولات قيادة الدولة العبرية إخماد جذوة النهوض الثقافي والمعرفي الفلسطيني، باعتباره أحد العوامل الرئيسية للحفاظ على الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني وانتمائه القومي
المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات «ملف»