الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
خيارات المشاركة
الدراسات
مقدمة المقصود بـ «الحوار الوطني الفلسطيني» هو تلك الإجتماعات التي دارت أعمالها خارج الضفة الغربية وقطاع غزة، بين عامي 2003 وحتى 2024، أي على إمتداد ما يزيد عن عقدين من الزمن، إنعقدت بمعظمها في القاهرة، وتوزعت 8 منها على عدد من العواصم: 4 في موسكو- 2011 + 2017 + 2019 + 2024؛ 2 في بيروت– 2017 + 2020؛ 1 في الجزائر– 2023؛ و 1 في بكين- 2024؛ بمشاركة 14 فصيلاً، كما رست عليها الأمور (وأحياناً بحضور عدد من المستقلين + رئيس المجلس الوطني). في هذا الملف، تم إختيار جولات الحوار حصراً، بين عامي 2020 و 2024، لحداثتها إبتداءً، ولأنها جرت بين محطتين مفصليتين: الأولى– 2020، شهدت الإعلان الرسمي بواشنطن– 28/1/2020 عن «صفقة القرن» التي تفرج رسمياً وعملياً عن مشروع «إسرائيل الكبرى»، بموازاة مشروع دمج إسرائيل في الإقليم بمرجعية الولايات المتحدة تحت شعار «التطبيع»، وضمن مخطط «سلام أبراهام»؛ والثانية– 2024، تطورت فيها عملية «طوفان الأقصى»- 7/10/2023، من حرب فلسطينية – إسرائيلية إلى حرب متسعة الدوائر تضعنا على مشارف الحرب الإقليمية في الوقت الذي نكتب فيه هذه السطور. يتناول هذا البحث جولات الحوار الوطني في الفترة المذكورة، إنحكمت فيها لظروف سياسية متباينة، ألقت بظلال ثقيلة عليها، إلى درجة تسمح بتقسيمها إلى ثلاث مراحل: • الأولى- 2020/2021، فرضت على الحالة الفلسطينية المنقسمة على نفسها – بموازاة إندياح تداعيات إتفاقيات «سلام أبراهام»(!) على أوضاعها - مواجهة «صفقة القرن» لتصفية الحقوق الوطنية لشعب فلسطين، كما أعلنتها الإدارة الأميركية، وتبنتها رسمياً الحكومة الإسرائيلية التي تشكلت إثرها. بناء على هذا الوضع المستجد، بادرت الرسمية الفلسطينية إلى فتح أبواب الحوار الوطني على مصراعيها، الذي بدوره كان لا بد أن يفضي إلى نتيجة منطقية تتمثل باعتماد أمرين متلازمين: إجتراح إستراتيجية مواجهة + إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني بالإنتخابات العامة. غير أن هذه العملية السياسية والبنائية الشاملة بُترت قبل أن تدرك مرماها، بعد إلغاء الإنتخابات العامة لأسباب غير مبررة. • المرحلة الثالثة- 2023/ ...، دارت وقائعها الحوارية – وإن متأخرة – بعد إندلاع الحرب التي أطلقتها عملية «طوفان الأقصى»- 7/10/2023، حيث كان لا مفر من أن تتفاعل مكونات الحركة الوطنية فيما بينها، وفي أوضاع بالغة الصعوبة والتعقيد، لمواجهة إستحقاقات المرحلة، فاقتربت منها بالبيانات الصادرة عنها، دون الإستجابة تماماً لمتطلباتها، إن كان بالرؤية السياسية، أو بالتطبيق العملي. • أما المرحلة الثانية- 2021/2023، فبتوسطها لمرحلة البحث عن المخرج الحقيقي من مأزق النظام السياسي، الذي أدركته نظرياً وبقيت دونه عملياً، ومرحلة الحرب التي تفرض إستحقاقاتها لا محالة، فقد كانت مرحلة البحث – دون نتيجة – عن مرساة تستقر عليها الحالة الفلسطينية. ومن هنا، ضحالة النتائج التي حققتها العملية الحوارية خلالها. ■ وأخيراً، إرتئينا، أن تتقدم البحث، وقفة أمام موضوع «الكيانية الوطنية الفلسطينية» بمرتكزاتها، التي شكلت الخلافات حول تعريفها فيما مضى، ومازالت حتى الآن – وإن بشكل أقل حدة – إحدى العقبات الرئيسية التي يصطدم بها جدول أعمال جولات الحوار الوطني لاعتبارات تنتمي إلى عالمين متعارضين: عالم المناورة من جهة، وعالم الإسقاطات الأيديولوجية من جهة أخرى؛ وهما، إذ يتجاهلان معاً حقيقة أن السياسة الصائبة هي وسيلة لتغيير إيجابي للواقع؛ فإنهما يلتقيان بنهاية المطاف – بشكل مقصود أو غير مقصود - على تعطيل النقاش حول القضايا السياسية والتنظيمية الفعلية، التي يُفترض أن تشكل أولوية وطنية لكل عملية حوارية لجمع الشمل، لا سيما عندما تنعقد على مستوى قيادي أول، تستضيفها – في العادة – دول مركزية ذات باع طويل في التأثير على منحى السياسات في الإقليم، إن لم يكن ما هو أبعد منه. المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات «ملف»