غزة تحت مقصلة القتل والجوع والنزوح !
خيارات المشاركة
المقالات

حمزة حماد | مسؤول التجمع الإعلامي الديمقراطي
يُواصل الاحتلال النازي استخدام أساليبه الوحشية بحق شعبنا الفلسطيني، الذي ما زال يتعرض للإبادة، التي تدخلها يومها الـ632 على التوالي، مُركزا على الضغط الذي يستهدف المدنيين بشكل مُباشر في انتهاكِ صارخ لكل مبادئ الإنسانية والقانون الدولي الإنساني الذي يكفل الحماية لهم وقت النزاعات والحروب.
أخذت الاستهدافات الإسرائيلية منحى خطير، ليس للمرة الأولى، فحسب يتجدد مع كل عدوان يقوم به الاحتلال في أي منطقة سكنية في القطاع، لا سيما ما تشهده محافظة شمال غزة التي تتعرض لعدوانٍ همجي لنحو 46 يومًا منذ أن بدأت الغارات الحربية تقصف منازل المواطنين دون سابق إنذار وارتكب خلالها المجازر بحق الأطفال والنساء، والتي بدأت في الرابع عشر من شهر مايو الماضي.
لقد أدت عمليات القصف العنيفة ودخول الآليات بريًا لشمال القطاع إلى حركة نزوح كبيرة إلى مناطق مدينة غزة التي هي أيضا تشهد عملية مُركزة من الناحية الشرقية، سواء على صعيد القصف أو الاخلاءات التي يهدد بها الجيش للمدنيين في إطار سياسة مُمنهجة تهدف للضغط على المواطنين وارباك الجبهة الداخلية التي هي بالأساس تعيش الإبادة بشتى أنواعها، والحقيقة لا مكان آمن في ظل موجة الاستهدافات التي تُشن على المنازل والعمارات السكنية، ومراكز الإيواء المُكدسة بالنازحين، أو حتى الخيام التي تأخذ من الشوارع والميادين العامة مكانًا لها في ظل عدم توفر أماكن تضمن حماية المدنيين من حمم الصواريخ المُحرمة دوليًا وصليل المدافع، وهذا ما حدث بالأمس في استهداف عدد من خيام النازحين بصاروخ حربي، والتي دُفنت تحت الرمال وراح ضحيتها أكثر من الشهداء والمفقودين.
تقارير رسمية تفيد أن عدد النازحين التي يتواجدون في مناطق مدينة غزة قد فاق الـ300 ألف مواطن، كما يعيشون مُعاناة إنسانية كبيرة في ظل عدم دخول المساعدات الإنسانية بمختلف أشكالها لليوم الـ127 تواليًا، الأمر الذي أدى لارتفاع حاد بالأسعار، وأصبح المواطن غير قادر على تلبية ما يسد حاجته وأطفاله، وهذا ما أدى لارتفاع عدد وفيات الأطفال إزاء المجاعة المستمرة ليرتفع العدد إلى 66 طفلًا، خصوصا وأن تصريحات رسمية صدرت عن منظمة الصحة العالمية تؤكد أنه «نحو 112 طفلا فلسطينيا يدخلون المستشفيات بقطاع غزة يوميا لتلقي العلاج من سوء التغذية منذ بداية العام الجاري»، مضيفةً: «500 شخص قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في نقاط توزيع المساعدات الإنسانية التي تتبع الولايات المتحدة وإسرائيل، ولا تشمل الأمم المتحدة».
هذا الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون في القطاع يؤكد أن غزة تُركت وحيدة في مواجهة الإبادة، وأن رسالة السلام والأمان التي كان يُلوح بها البعض باتت أسطوانة مشروخة في عيون أحرار العالم، فلا خيار أمامنا كفلسطينيين سوى أن نحافظ على حق النضال والصمود والبقاء على أرضنا في وجه آلة القتل، إلى أن يستفيق المجتمع الذي ادعى أنه إنساني، وغزة تموت جوعا وقهرا وحرقا.
لسنا أرقاما لكننا متجذرون ومتشبثون في هذه الأرض، وكما قال الفيلسوف اليوناني «هرقليطس»: «دائمًا في النهاية تتغلب العدالة على منتجي الأكاذيب والشهود الزائفين»، لذلك لا مفر من تحقيق العدالة ومعاقبة مجرمي الحرب الإسرائيليين