تصريحات عجيبة في لقاء ترامب ونتنياهو

فبراير 5, 2025

عندما يلتقي مجرم حرب مطلوب للعدالة الدولية مع كاذب مدعي حرصه على السلام، يلقى العالم العجب، ويسمع تصريحات غريبة، وصفت بالصادمة والمجنونة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة المدمر بسبب الحرب، وإعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى، ستقوم الولايات المتحدة بما يلزم في غزة وتطور هذا المكان اقتصادياً، ويتوقع غزة أن تكون ملكية طويلة الأمد للولايات المتحدة ، ويرى أن ذلك سيجلب استقراراً كبيراً لهذا الجزء من الشرق الأوسط، ويمكن أن تصبح غزة ريفييرا الشرق الأوسط. لكن ليست لسكانها الغزيين بل لأناس من جميع أنحاء العالم سيعيشون في غزة بعد إعادة تطويرها.
مضيفاً أنه تحدث إلى زعماء المنطقة وأيدوا الفكرة. من أيد الفكرة؟. غير مساعديه والمسؤولين في إدارته. بالتأكيد سنسمع بعد هذا أصوات زعماء من مختلف دول العالم، من حلفائه وخصومه، منددة باستيلاء الولايات المتحدة على غزة، فمن المتوقع أن تلقى الفكرة معارضة واسعة، تشجب التدخّل الأميركي بشكل مباشر هناك، حيث قال «إذا لزم الأمر سترسل قوات». وقد اعتبرت واشنطن وسيطاً لإنهاء الحرب، رغم حقيقة أنها كانت شريكة للاحتلال، والآن يريد ترامب أن يتقاسم المناطق المحتلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن صغر مساحة «دولة» إسرائيل، ورداً على سؤال أحد الصحفيين عما إذا كان يؤيد ضم إسرائيل للضفة الغربية المحتلة، قال في البداية: «لن أتحدث عن ذلك، لكن مساحة إسرائيل صغيرة جداً»، وقال إنه كان يناقش ضم الضفة الغربية وسيصدر بياناً حول هذا الأمر في وقت لاحق.
بالمقابل قال ترامب إنه لا يدعم استيطان إسرائيل في قطاع غزة. وتحدث عن احتمالية إرسال قوات أمريكية الى غزة ونقل الفلسطينيين خارجه، ومن ثم إعادة بناء القطاع و تطويره. وقال أعتقد ان الملك عبد الله والرئيس السيسي سيقدمان الأرض اللازمة ليعيش فيها شعب غزة بسلام. من أين الثقة هذه بقبول مصر والأردن توطين سكان غزة على أراضيهما، هل سيجبر الرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني على الرضوخ لأوامره.
أما نتنياهو حليف ترامب وصديقه فقد زعم أن فكرة ترامب هذه يمكن أن تغير التاريخ، ولا يمانع أن تكون إلى جوار إسرائيل غزة كمحمية أميركية، وقال خلال المؤتمر الصحفي إن أحد أهدافه الرئيسية بشأن غزة هو ضمان عدم وجود «إرهابيين» في غزة مرة أخرى.
أظهرت تصريحات ترامب أن أمريكا لا تحترم عهودها، فالولايات المتحدة بالإضافة إلى قطر، مصر، من الجهات الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، قال الرئيس الأمريكي دونالد قبل لقائه بنيامين نتنياهو، إنّه «لا ضمانات على أنّ وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة سيظلّ صامداً».
لكنّ المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي كان حاضراً إلى جانب ترامب سارع إلى القول إنّ «الهدنة صامدة حتى الآن ونحن بالتالي نأمل حتماً بأن نُخرج الرهائن وننقذ أرواحا ونتوصّل، كما نأمل، إلى تسوية سلمية للوضع برمّته».
وعبر هذه التصريحات التي تخالف تصريحات سابقة أكد فيها ترامب رغبته في إنهاء حروب الشرق الأوسط، لكن يبدو أن إمكانية استئناف الحرب واردة في ظل وقف هش لإطلاق النار في غزة، والحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل على الضفة الغربية، وفي ظل هذه التصريحات الغير مطمئنة التي تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل في التمادي في خرق الاتفاقيات سواء في غزة أم في لبنان، والتي تنسف ما نسب إليه من فضل في التوسط في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قبل أن يبدأ ولايته الرئاسية الثانية في 20/1.
مما قاله ترامب للصحفيين إن المحادثات بشأن الشرق الأوسط مع إسرائيل ودول أخرى «تحرز تقدماً»، دون أن يقدم أي تفاصيل. وكشف ترامب أنه لا يؤيد حل الدولتين، حيث أكد أن ما يقوم به لا يتعلق بحل الدولتين بل بإحلال السلام، مخالفاً بذلك الموقف الأميركي المعروف لإحلال السلام في المنطقة، فعن أي سلام يتحدث؟.
هذا بخصوص التصريحات التي اعتبرت غير مسبوقة وقد تنسف جهود السلام، وتعرقل المفاوضات فقد تم التشاور بشأنها بين نتنياهو وترامب إذ كان من المقرر أن تُستأنف المفاوضات في اليوم 16 حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وكان من المفترض وصول وفد إسرائيلي للدوحة الاثنين 4/2/2025 لبدء المفاوضات لبحث ترتيبات المرحلة الثانية وقضايا الإيواء والإغاثة والإعمار في غزة. وتفاصيل تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
لكن نتنياهو أجّل إرسال وفد مفاوضات المرحلة الثانية، ويريد الانتظار حتى انتهاء اجتماعه مع  ترامب في واشنطن يوم الثلاثاء 5/2/2025 لمعرفة موقفه من المرحلة الثانية من الصفقة، وما إذا كان سيتمكن من التوصل إلى تفاهمات معه. وقال أحد المسؤولين إن «المناقشة الحقيقية بشأن المرحلة الثانية من الصفقة لن تبدأ إلا بعد محادثات نتنياهو مع ترامب، ولن يحدث شيء مهم قبل ذلك». وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن تل أبيب تستعد لإرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة نهاية الأسبوع المقبل. وكانت قطر عبرت عن أملها بأن يطلب ترامب من نتنياهو الوفاء بتعهداته، وإرسال وفده للعاصمة القطرية لاستكمال مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. وأفاد مكتب نتنياهو الثلاثاء بأن تل أبيب تستعد لإرسال وفد عمل إلى الدوحة مطلع الأسبوع المقبل، ومن المتوقع بعد عودته من واشنطن أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً وزارياً لبحث الموقف من المرحلة الثانية لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، في ظل اتهامات موجهة إليه بمحاولة عرقلتها. لكنه في النهاية سيرسل نتنياهو وفده للمفاوضات للبحث في ترتيبات المرحلة الثانية حتى لا يقال أنه سبب فشل عملية التفاوض.
ومساء السبت 1/2، كان من المفترض أن يعقد نتنياهو اجتماعاً مع رؤساء وفد التفاوض الإسرائيلي رئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس الشاباك (الأمن العام) رونين بار، واللواء نيتسان ألون، ومسؤولين كبار آخرين، لكنه ألغى اللقاء في اللحظة الأخيرة. وقرر عدم إرسالهم إلى قطر في هذه المرحلة، اتخذ نتنياهو القرار من دون إجراء نقاش مع فريق التفاوض. وقبل أيام أبلغ نتنياهو رؤساء وفد التفاوض أن قيادة المحادثات في المرحلة الثانية ستنتقل إلى وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر. من جهته، عبّر مصدر مشارك في المحادثات لصحيفة هآرتس الإسرائيلية عن قلقه من أن وضع ديرمر، المقرب من نتنياهو، في مركز الأمور من شأنه أن يدفع باتجاه عرقلة المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأوضح نتنياهو أن «المفاوضات سياسية واستراتيجية وتتعلق بقضية اليوم التالي في غزة، وبالتالي ستجرى بالأساس مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف». ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله: «رئيسا الموساد والشاباك حذرا من أن هذا التغيير قد يضر بمفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة».
وقد نصت الاتفاقية على بدئها في موعد أقصاه اليوم السادس عشر، تبدأ المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين بشأن الاتفاق على شروط تنفيذ المرحلة الثانية من هذا الاتفاق، بما في ذلك تلك المتعلقة بمفاتيح تبادل الأسرى بين الجانبين ويجب التوصل إلى اتفاقات بشأن هذه المسألة قبل نهاية الأسبوع الخامس من هذه المرحلة.
وذكر ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه بعد الاجتماع مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط، يستعد نتنياهو لإرسال وفد إلى الدوحة نهاية الأسبوع الجاري لمناقشة التفاصيل الفنية المتعلقة بتنفيذ الاتفاق.
لا تخلو تصريحات ترامب من عاطفة إنسانية، هل في العالم من يصدق التصريحات الإنسانية التي أطلقها ترامب في دعوته إلى رحيل الغزاويين إلى مناطق أخرى، مضيفاً: «لا أعتقد أن سكان غزة يجب أن يعودوا إلى القطاع». وقال إنه «سيدعم جهود إعادة توطين الفلسطينيين من غزة بشكل دائم إلى أماكن يمكنهم العيش فيها دون خوف»
وتابع الرئيس الأميركي أنه وفريقه يناقشون إمكان إعادة التوطين مع الأردن ومصر ودول أخرى في المنطقة.
هذه المنطقة مليئة بالموت، يقول إن خطته «هي نقل جميع سكان غزة بشكل دائم لأن غزة مكان للدمار». وقال: «لدينا في غزة وضع خطير، خاصة مع وجود الذخائر غير المنفجرة والأنفاق».