أطعموهم قبل أن تقتلوهم… مناقشة خطة الجنرالات في مجلس الامن
خيارات المشاركة
المقالات
فؤاد بكر | مسؤول الدائرة القانونية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
خلال اجتماع مجلس الامن الذي عقد يوم الاربعاء في 16 أكتوبر 2024، انتقدت الدول منع اسرائيل ادخال المساعدات الى شمال قطاع غزة في ظل تزايد حجم المجازر والمحارق التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي، ففي 9 أكتوبر قتلت اسرائيل 400 فلسطيني وأصابت 1500 جريح، وشاهد العالم أجمع الاحياء وهم يحترقون بالقرب من مستشفى الاقصى دون وجود وسيلة لإنقاذهم وإسعافهم، حيث تعمل 3 مستشفيات من أصل 10 في شمال القطاع، وبأدنى قدرة تشغيلية، كما منعت اسرائيل فريق الامم المتحدة 9 مرات للوصول الى مستشفى كمال عدوان، اضافة الى استهداف مدرسة تؤوي نازحين أدى الى استشهاد 20 شخص، ومنعها دخول المساعدات الانسانية منذ 2 تشرين الاول 2024 الى شمال قطاع غزة، واخضاع 400 الف فلسطيني للقصف والجوع في الشمال لاعتباره هدفا عسكريا لها.
وانطلاقا من ذلك، وجه مندوبو الدول في مجلس الأمن إدانات واسعة لإسرائيل خلال الجلسة وكانت الانتقادات غير مسبوقة لها، بسبب منع اسرائيل وصول المساعدات الى شمال قطاع غزة، بهدف تجويع سكانه، واعتماد حكومة اسرائيل الفاشية سياسة مقصودة للتجويع من خلال تطبيق خطة الجنرالات والتي تنص على فرض حصار على شمال قطاع غزة، على المنطقة الواقعة شمال نتساريم، واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة، واعطاء السكان مهلة اسبوع للإخلاء، والا سيتم اعتبارهم من الارهابيين، وسيجري التضييق عليهم، ومنع دخول الماء والغذاء والدواء اليهم، من اجل اجبارهم على الاختيار بين الاستسلام او الموت.
لكن السفيرة الاميركية «ليندا توماس غرينفلد» بررت لإسرائيل قائلة: «إن التجويع غير مقبول، وتبين من عملية فحص في اسرائيل عدم وجود قرار بالتجويع او منع دخول المساعدات الى شمال القطاع، وما حدث هو نتيجة فوضى اسرائيلية أدت الى نشوء أزمة»، لكن الولايات المتحدة الاميركية طالبت اسرائيل بحل الازمة الانسانية في شمال قطاع غزة خلال 30 يوما، وهددت بمنع توريد الاسلحة اليها في حال الاستمرار بذلك، من خلال رسالة أرسلها وزير الخارجية بلينكن ووزير الدفاع الاميركي أوستن الى اسرائيل.
وإثر ذلك، سيتم عقد اجتماع للكابينت الاسرائيلي ليجري مناقشات حول زيادة المساعدات الى قطاع غزة، السماح بزيارة الصليب الاحمر الدولي للاسرى الفلسطينيين، تجميد التشريعات التي تستهدف الاونروا، ومناقشة امكانية تولي جيش الاحتلال الاسرائيلي توزيع المساعدات في قطاع غزة في ظل معارضة شرسة من رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي هليفي، ووزير الحرب غالانت، في مقابل دعم مطلق وتأييد من قبل وزير المالية الاسرائيلي سموتريتش.
ان لعبة اسرائيل القانونية على مجلس الامن ومحاولتها الالتفاف على الانتقادات الحادة من مجلس الامن، سيجعلها تقوم بهذه الاجراءات الشكلية، ولكنه بكل تأكيد ليس هو الحل، لان الحل الوحيد هو وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وانسحاب جيش الاحتلال الاسرائيلي منه، واطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين، واعادة اعمار ما دمرته الة الحرب الصهيونية، وهذا الحل يشمل أوضاع المنطقة بما في ذلك جنوب لبنان، واليمن.
من الملاحظ أن مجلس الامن لم يركز على ضرورة معاقبة اسرائيل وادانة قتل المدنيين والابادة الجماعية بقدر ما انتقد منع دخول المساعدات، وما تقوم به الادارة الاميركية ليس الا من باب اظهار انسانيتها الملطخة بأنياب وغرائز حيوانية، تلمع بها صورتها امام الشعوب التي لم تعد تؤمن بإدارتها وهيمنتها الاحادية لهذا العالم، إذ أنه لا يعقل أن تكون شريكة في الابادة الجماعية التي تشنها اسرائيل منذ سنة الى اليوم، وترسل أساطيرها لمساندة اسرائيل، وبعدها تدعي الانسانية، وكأنها تقول أطعموهم قبل أن تقتلوهم!!!