رمزي رباح: طوفان الأقصى قطع الطريق على مشروع أمريكي لشرق أوسط جديد قائم على بناء تحالف اقليمي بمشاركة إسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية

أكتوبر 15, 2024

رام اللـه، قال الرفيق رمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، خلال حديثه لبرنامج وطن في الظهيرة، ضمن موجة «غزة الصامدة، غزة الأمل» الذي يبث عبر شبكة وطن الإعلامية، انه معركة طوفان الأقصى، وبعد عامها الأول حملت في ثناياها تحولات كبيرة من التطورات والاستحقاقات السياسية والميدانية، أثرت على الواقع الفلسطيني والإقليمي والدولي.
وأضاف رباح لقد عشنا عام من الصمود الأسطوري ومن بسالة المقاومة التي تواصل نشاطها الميداني في التصدي للاحتلال، في ظل حرب الإبادة والمجازر التي تتواصل فصولها في شمال قطاع غزة، موضحا ان المشروع الصهيوني القائم على التهجير وسياسة الأرض المحروقة غير القابلة للحياة تجسدت في قطاع غزة، لكن المقاومة الشعبية فوتت الفرصة على الاحتلال في إنجاز أهدافه في تهجير شعبنا.
وأكد رباح في معرض حديثه عن معركة طوفان الأقصى “أن هذه المعركة غيرت وجه المنطقة، ونزعت من يد الاحتلال ثلاثة نقاط قوة كانت إسرائيل تعتبرها ميزة لها، وهي الأمن والأمان الذي لا يمكن أن يؤثر عليه أحد بالنسبة للمجتمع الإسرائيلي، واعتبارها الملاذ الآمن لكل يهود العالم، والنقطة الثانية قوة الردع والتفوق الإسرائيلي التي جرى اختراقها وتحطيمها، والنقطة الثالثة الحسم السريع للمعارك على أرض الغير كما جرى في الحروب السابقة.
وأوضح رباح «ان المعركة الدائرة اليوم خلقت اليوم متغيرات كبيرة فهي طويلة وخسائر العدو كبيرة، وأسفرت عن توازن في المعادلة العسكرية بعدم تمكين الاحتلال من تصفية المقاومة التي حوّلت المواجهة إلى حرب استنزاف في قطاع غزة.
وأشار رباح الى  أن السر في قوة المقاومة ينبع من ثلاثة عناصر أساسية هي وحدة الميدان فكل الفصائل بكل قواها وإمكانياتها وغرف عملياتها تعمل بشكل موحد تقوم بدورها، والعنصر الثاني هو الالتحام الشعبي حول المقاومة، والعنصر الثالث درجة التحمل والصبر والثبات ورفض الهجرة والتهجير، وهو ما أعطى المقاومة زخما رغم الخسائر الكبيرة من الشهداء والجرحى والدمار والابادة.
ولفت رباح أن معادلة تقييم نتائج المعركة تغيرت بالوقوف عند حجم خسائر الاحتلال، ومنها الهجرة الداخلية والخارجية، وتراجع الاقتصاد لديه رغم الدعم الأمريكي، والأهم العزلة الدولية التي مُنيت فيها إسرائيل، وانكشاف وجهها كمشروع صهيوني عدواني توسعي يستخدم الأساليب النازية والفاشية القائمة على الإبادة الجماعية والتهجير، ولذلك لم يعد العالم الآن يتحدث عن حقوق الفلسطينيين التي يمكن الحصول عليها فقط من خلال المفاوضات وإنما أصبح يتحدث عن حل سياسي يقوم على قيام دولة فلسطينية مستقلة وإنهاء الاحتلال.
واكد رباح ان طوفان الأقصى حقق قضية رئيسية، اذ كانت الإدارة الأمريكية قبل معركة طوفان الأقصى تُحضر المنطقة لكي تُبنى على تطبيع شامل، واتفاقيات أبراهام، وتشكيل حلف إقليمي تُدمج فيه إسرائيل، والإعلان عن إنهاء رسمي للصراع بين الدول العربية مع إسرائيل، وحشر القضية الفلسطينية في قضايا اقتصادية واجتماعية وتصفية الحقوق الفلسطينية، لكن طوفان الأقصى قطع الطريق على الترتيب الأمريكي لشرق أوسط جديد وإقامة هذا التحالف لضمان هيمنتها وسيطرتها على المنطقة.
وأكد رباح أن المعركة أدت إلى انكشاف مشروع الاحتلال في الضفة الغربية الهادف لحسم الصراع، وضم الضفة، استنادا الى برنامج حكومة نتنياهو القائم على وضع الفلسطينيين أمام ثلاثة خيارات إما القبول بالضم والسيادة الإسرائيلية والخضوع، أو القتل، أو التهجير، وهذا المخطط بدأ منذ عام 1948، ولذلك جاءت معركة الأحرار لتقلب الطاولة في وجه هذه المعادلة وإفشال المشروع في الضفة بسبب حالة النهوض في المقاومة في الضفة بأشكالها.
وأوضح رباح أن أهم إنجازات 7 اكتوبر تتمثل بانعكاساته على العلاقات الداخلية، فلأول مرة يصل الحوار الفلسطيني الشامل إلى صيغة اتفاق لإنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة وبناء استراتيجية موحدة فلسطينيا، وقد كان اعلان بكين الذي وقع عليه 14 فصيلا تتويجا لهذه المرحلة التي أوجدها الصمود على مدار عام.
وأكد رباح أن ما تحقق في بكين وجرى الاتفاق عليه يحتاج إلى تنفيذ، وهذا يتمثل بتشكيل إطار قيادي مؤقت في إطار منظمة التحرير، وتشكيل حكومة وفاق وطني تتولى المسؤوليات في الضفة وغزة، واعتبار المقاومة بأشكالها حق مشروع لمواجهة المخطط العدواني والوحشي، فالانقسام واستمراره يهدد بتبديد هذه الإنجازات والتضحيات والصمود.
وحول ما يذكر عن اتفاق حركتي فتح وحماس على تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة، وأكد رباح أن  هذا مبدأ خطير ومرفوض لأنها قائمة على  تحقيق الفصل بين الضفة وغزة فهما وحدة سياسية وجغرافية واحدة، ولا فصل بينهما، وبالتالي علينا الأخذ بعين الاعتبار تبعات ذلك الأمر ان كان صحيحا في ترسيخ الانقسام.
وحذر رباح من الصيغة التي يجري الحديث عنها لقطع الطريق على مخططات اليوم التالي بالمفهوم الأمريكي والإسرائيلي، وهذا يتطلب وجود مرجعيات موحدة فلسطينيا، تقوم بتشكيل لجنة تنسيق حكومية لإعادة النهوض في القطاع بعيدا عما يسمى بلجنة إدارية تتمتع باستقلالية ولها لوائح وأنظمة خاصة.
وأوضح رباح ان الفصائل تتجه لتقديم مبادرة ورؤية وفق صيغة وطنية لهيئة مرتبطة بمرجعية الحكومة الفلسطينية الموحدة، وما يصون الوحدة بين الضفة وغزة، ويحفظ المرجعية الوطنية ممثلة بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ووضع الترتيبات التفصيلية لعدد من الملفات لما بعد الحرب.
وأضاف «لكن في الوقت الحالي ومع استمرار الحرب لا بديل عن صيغة لجنة الطوارئ التي تضم كل القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، بالشراكة مع شخصيات وفعاليات مجتمعية بوظائفها الثلاث تسلم وتوزيع المساعدات الغذائية بعدالة على كل أهلنا في غزة، وضبط الأمن وعدم الفوضى، والحفاظ على التماسك المجتمعي الى حين انتهاء الحرب.».
وأكد أن التضامن الدولي مع شعبنا ومع مطالبنا والإدانة للفاشية الإسرائيلية تتصاعد في معظم العواصم و في دول أمريكا اللاتينية بشكل خاص، معرجا على مؤتمر الأحزاب الذي عقد في المكسيك والتي حظيت فيه فلسطين بموقع مميز واهتمام خاص وتفاعل كبير لدرجة ان حزب العمل المكسيكي طلب من فلسطين افتتاح الدورة 26 له بحضور ما يزيد عن 140 حزبا وكيانا مجتمعيا وسياسيا.
وأكد رباح ان مخرجات المؤتمر أكدت على المطالب الفلسطينية ومحاسبة الاحتلال وملاحقته قانونيا، وتبنت الدعوى لمقاطعته اقتصاديا وسياسيا وطرده من كل المؤسسات والاتحادات الدولية والمهنية، و الاعتراف بعضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، وتوالي اعترافات الدول بالدولة الفلسطينية.