فهد سليمان: تمر قضيتنا بمرحلة مشارفة آفاق الحرية والإستقلال

سبتمبر 3, 2024

•‭ ‬مقاومتنا‭ ‬وصمود‭ ‬شعبنا‭ ‬سوف‭ ‬يعيدان‭ ‬رسم‭ ‬ميزان‭ ‬جديد‭ ‬للقوى‭ ‬يكفل‭ ‬لنا‭ ‬الظفر‭ ‬بحقوقنا‭.‬

•‭ ‬الأجندة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬باتت‭ ‬مكشوفة‭: ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬وتهجير‭ ‬شعبنا،‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬المقاومة

‭   ‬بكل‭ ‬أشكالها‭ ‬وصيغها،‭ ‬وتقويض‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني‭.‬

•‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬نقل‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬الهامش‭ ‬إلى‭ ‬المركز،‭ ‬وأغلق‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬تعميم‭ ‬التطبيع‭ ‬

‭   ‬العربي‭ ‬–‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

•‭ ‬جبهات‭ ‬الإسناد‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬لمقاومتنا‭ ‬وصمود‭ ‬شعبنا،‭ ‬دعم‭ ‬شديد‭ ‬الأهمية‭.‬

•‭ ‬علينا‭ ‬تطوير‭ ‬تحالفاتنا‭ ‬الدولية،‭ ‬وهذا‭ ‬رهن‭ ‬بقدرتنا‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬دورنا‭ ‬النضالي‭ ‬في‭ ‬الميدان‭.‬

•‭ ‬القرار‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬التصعيد‭ ‬أو‭ ‬التهدئة،‭ ‬يصنع‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬العمليات‭ ‬المركزية‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭.‬

أدلى‭ ‬الرفيق‭ ‬فهد‭ ‬سليمان،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين،‭ ‬بحديث‭ ‬سياسي‭ ‬شامل،‭ ‬إلى‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬مختلفة،‭ ‬أجاب‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة،‭ ‬تناولت‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬من‭ ‬معارك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حرب‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬وأهمية‭ ‬توفير‭ ‬عناصر‭ ‬الصمود‭ ‬الوطني،‭ ‬والنقلة‭ ‬التي‭ ‬أحدثتها‭ ‬حرب‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬موقع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي،‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬قطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬السياسات‭ ‬الأميركية‭ ‬لتعميم‭ ‬التطبيع‭ ‬العربي‭ ‬–‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

كما‭ ‬سلّط‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجبهة‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والدور‭ ‬الصيني‭ ‬والروسي‭ ‬والإيراني،‭ ‬وأثر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬والنظام‭ ‬العالمي،‭ ‬داعياً‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬العامل‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬باعتباره‭ ‬العامل‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬الفلسطينية‭ – ‬الدولية،‭ ‬وإعادة‭ ‬رسم‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬والجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ومحكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬والجنائية‭ ‬الدولية‭. ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬النص‭ ‬الكامل‭ ‬للحديث‭:]‬

المحرر

عند‭ ‬سؤاله‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬صمود‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬جيش‭ ‬الإحتلال‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وعن‭ ‬رؤيته‭ ‬لوقائع‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة،‭ ‬قال‭ ‬فهد‭ ‬سليمان‭:‬

التنسيق‭ ‬بالمعنى‭ ‬الميداني،‭ ‬حيث‭ ‬تخاض‭ ‬المعارك،‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬بالضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس،‭ ‬متقدم‭ ‬ومثمر‭ ‬وواعد،‭ ‬المشكلة‭ ‬بالوضع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ليست‭ ‬هنا،‭ ‬بل‭ ‬بالإفتقاد‭ ‬إلى‭ ‬الوحدة‭ ‬الداخلية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬فالساحة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تنحكم‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬تصور‭ ‬سياسي،‭ ‬وإستراتيجية‭ ‬سياسية،‭ ‬فيضحى‭ ‬المطروح‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال،‭ ‬هو‭ ‬السعي‭ ‬بشكل‭ ‬جدي‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬إتفاقات،‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬طاقات‭ ‬جميع‭ ‬القوى‭ ‬الوطنية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التنسيق‭ ‬الجاري‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬فصائل‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬المعركة،‭ ‬يلتقي‭ ‬مع‭ ‬إستعداد‭ ‬مجتمعي‭ ‬وجماهيري‭ ‬متقدم‭ ‬لإسناد‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬بكل‭ ‬الطاقات‭ ‬المتوفرة‭. ‬لذلك‭ ‬نحن‭ ‬نميل‭ ‬باستمرار‭ ‬إلى‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬واقع‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬هو‭ ‬المقاومة،‭ ‬المجتمع‭ ‬هو‭ ‬المقاومة،‭ ‬أما‭ ‬التشكيلات‭ ‬العسكرية،‭ ‬فهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬أذرع‭ ‬تنفيذية‭ ‬لهذه‭ ‬الإرادة‭ ‬الشعبية،‭ ‬إرادة‭ ‬المجتمع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬للمقاومة‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬المتاحة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬للعدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬أرضنا،‭ ‬وشعبنا،‭ ‬وممتلكاتنا،‭ ‬وروايتنا،‭ ‬ومستقبلنا،‭ ‬ومستقبل‭ ‬أولادنا‭.‬

إن‭ ‬المعركة‭ ‬ضد‭ ‬الإحتلال‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬والمجتمع‭ ‬أولاً،‭ ‬ولولا‭ ‬إنخراط‭ ‬الشعب‭ ‬والمجتمع‭ ‬بأسره‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المعركة،‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬بإمكاننا‭ ‬كأجنحة‭ ‬عسكرية،‭ ‬أن‭ ‬نصمد‭ ‬طيلة‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬آخذين‭ ‬بالإعتبار‭ ‬الإختلال‭ ‬الواسع‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬بين‭ ‬إمكانياتنا‭ ‬باعتبارنا‭ ‬تشكيلات‭ ‬فدائية،‭ ‬وإمكانيات‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬العسكرية‭ ‬المتفوقة،‭ ‬وهذا‭ ‬يؤشر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬عمق‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬فصائل‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬المقاومة‭ ‬بمجتمعها‭ ‬وبجماهيرها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬شعب‭ ‬موحد،‭ ‬ذي‭ ‬إرادة‭ ‬سياسية‭ ‬واحدة،‭ ‬واستعداد‭ ‬عالٍ‭ ‬لتقديم‭ ‬كل‭ ‬التضحيات‭ ‬اللازمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مستقبل‭ ‬الوطن،‭ ‬حريته‭ ‬واستقلاله‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه،‭ ‬أضاف‭ ‬فهد‭ ‬سليمان‭: ‬

كل‭ ‬معادلات‭ ‬النضال،‭ ‬والشروط‭ ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬بالعملية‭ ‬النضالية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بعد‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬تغيرت‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬نوعي،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬مسلماً‭ ‬به‭ ‬قبل‭ ‬7‭/‬10،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬كذلك،‭ ‬الآن‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬معادلات‭ ‬سياسية‭ ‬مختلفة‭ ‬نوعياً‭ ‬عما‭ ‬سبق،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬خيار‭ ‬المقاومة،‭ ‬خيار‭ ‬القتال،‭ ‬إرادة‭ ‬القتال،‭ ‬إرادة‭ ‬الصمود،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬المسلمات،‭ ‬ليس‭ ‬لأنها‭ ‬مستجدة‭ ‬أو‭ ‬طارئة‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬فالشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬مرَّ‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬مرحلة،‭ ‬واجتاز‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬محطة،‭ ‬أبدى‭ ‬فيها‭ ‬جاهزية‭ ‬عالية‭ ‬لخوض‭ ‬أصعب‭ ‬المعارك‭ ‬بأغلى‭ ‬التضحيات،‭ ‬وفي‭ ‬أصعب‭ ‬الظروف،‭ ‬هذا‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬الموروث‭ ‬بالتراكم‭ ‬من‭ ‬عقود‭ ‬النضال‭ ‬السابقة،‭ ‬لكن‭ ‬الجديد‭ ‬الآن،‭ ‬هو‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬خيار‭ ‬له‭ ‬الأولوية‭ ‬المطلقة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬خيارات،‭ ‬لذلك،‭ ‬نعتبر‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬،‭ ‬إنما‭ ‬تؤذن‭ ‬بمرحلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬المواجهة‭ ‬بين‭ ‬المشروع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الإستعماري‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وبين‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬التحرري‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬لا‭ ‬تقاس‭ ‬بالشهور،‭ ‬بل‭ ‬بمديات‭ ‬أطول،‭ ‬وتخاض‭ ‬بأشكال‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬ساحات‭ ‬مختلفة،‭ ‬لذلك‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نَعُدَّ‭ ‬العدة‭ ‬كفصائل‭ ‬وكحركة‭ ‬جماهيرية‭ ‬وكمجتمع‭ ‬فلسطيني،‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬المديدة،‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تضحيات‭ ‬ومسؤوليات،‭ ‬فالحرب‭ ‬التي‭ ‬نحن‭ ‬بصددها‭ ‬هي‭ ‬الحرب‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬حرب‭ ‬بعدها،‭ ‬نحن‭ ‬الآن‭ ‬أمام‭ ‬حرب‭ ‬الشعب‭ ‬التي‭ ‬ستقود‭ ‬إلى‭ ‬التحرير،‭ ‬والإستقلال،‭ ‬وطرد‭ ‬الإحتلال،‭ ‬وممارسة‭ ‬حقنا‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬ومترتباتها،‭ ‬تستدعي‭ ‬إتخاذ‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تحشّد‭ ‬الطاقات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭ ‬وخارجها،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬لكي‭ ‬نرقى‭ ‬بأوضاعنا‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬التحدي‭.‬

وعن‭ ‬فحوى‭ ‬دور‭ ‬جبهات‭ ‬الإسناد‭ ‬المتعددة،‭ ‬وآفاق‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحدثه‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬النضال‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬أوضح‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجبهة‭ ‬الديمقراطية‭:‬

رسالة‭ ‬جبهات‭ ‬الإسناد‭ ‬واضحة‭ ‬لا‭ ‬ريب،‭ ‬ومضمونها‭ ‬أن‭ ‬القوى‭ ‬التي‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬جبهة‭ ‬المقاومة،‭ ‬لن‭ ‬تدع‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وحلفاءه‭ ‬يستفردون‭ ‬بالشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬فشعبنا‭ ‬يملك‭ ‬عمقاً‭ ‬نضالياً‭ ‬حقيقياً‭ ‬بمعانيه‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والمادية،‭ ‬وأجزم‭ ‬أن‭ ‬رسالة‭ ‬جبهات‭ ‬الإسناد‭ ‬قد‭ ‬وصلت‭ ‬وبشكل‭ ‬واضح‭ ‬إلى‭ ‬معسكر‭ ‬الأعداء،‭ ‬ونقدّر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬جبهة‭ ‬مقبلة‭ ‬على‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬النشاط‭ ‬والعمل،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬دورها‭ ‬المساند‭ ‬في‭ ‬المعركة‭ ‬الدائرة‭ ‬رحاها‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين،‭ ‬سوف‭ ‬يتعزز‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬بدليل‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬جبهة‭ ‬المواجهة‭ ‬بين‭ ‬شمال‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭ ‬وجنوب‭ ‬لبنان،‭ ‬هذا‭ ‬مؤشر‭ ‬إلى‭ ‬المنحى‭ ‬الصاعد‭ ‬للمواجهة‭ ‬الجارية‭ ‬فصولاً‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬ومكان،‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭ ‬قطاعاً‭ ‬وضفة،‭ ‬وعلى‭ ‬حدود‭ ‬فلسطين■‭ ‬

ولدى‭ ‬سؤاله‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬تكتم‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عن‭ ‬خسائره،‭ ‬وعن‭ ‬إحتمالات‭ ‬تحول‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬حروب‭ ‬متفرقة‭ ‬قد‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬إذا‭ ‬فقدت‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الضبط‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬معينة،‭ ‬أجاب‭ ‬فهد‭ ‬سليمان‭:‬

المستوى‭ ‬الذي‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬الأمور‭ ‬عسكرياً‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان،‭ ‬تؤكد‭ ‬بلا‭ ‬أدنى‭ ‬شك،‭ ‬أن‭ ‬جبهة‭ ‬القتال‭ ‬هذه‭ ‬مؤثرة‭ ‬على‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بدليل‭ ‬إضطرار‭ ‬عشرات‭ ‬آلاف‭ ‬المستوطنين‭ ‬لإخلاء‭ ‬مستوطناتهم‭ ‬شمال‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة،‭ ‬مما‭ ‬شكل‭ ‬ضغطاً‭ ‬حقيقياً‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وعلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بأسره؛‭ ‬إذن‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬معركة‭ ‬إذا‭ ‬صح‭ ‬أنها‭ ‬تندرج‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬الإسناد‮»‬،‭ ‬فإنها‭ ‬تكتسب‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر‭ ‬مضمون‭ ‬المشاركة‭ ‬الحقيقية‭ ‬وبآفاق‭ ‬متسعة‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬فهي‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬والمكونات‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬المعارك‭ ‬المحتدمة‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬بكل‭ ‬التداعيات‭ ‬التي‭ ‬تطلقها‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬الإقليم‭.‬

وإلى‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬نضيف‭: ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬بين‭ ‬لبنان‭ ‬وشمال‭ ‬فلسطين‭ ‬تنحكم‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ«قواعد‭ ‬الإشتباك‮»‬،‭ ‬لكنها‭ ‬‮«‬قواعد‮»‬‭ ‬متحركة،‭ ‬وسقفها‭ ‬صاعد،‭ ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬تزداد‭ ‬إحتداماً،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فهي‭ ‬تضعنا‭ ‬يومياً‭ ‬أمام‭ ‬معادلات‭ ‬ذات‭ ‬دينامية‭ ‬عالية‭. ‬نحن‭ ‬لسنا‭ ‬أمام‭ ‬جبهة‭ ‬ثابتة،‭ ‬أو‭ ‬ميدان‭ ‬معركة‭ ‬محكوم‭ ‬بمعادلات‭ ‬مرئية‭ ‬مسبقاً‭ ‬بنتائجها،‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬ميدان‭ ‬يُنبيء‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الإتساع‭ ‬والفعالية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ندقق‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إليه‭ ‬الأوضاع‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬جبهة‭ ‬الإسناد،‭ ‬إننا‭ ‬ندرك‭ ‬تماماً‭ ‬أن‭ ‬جبهات‭ ‬الإسناد،‭ ‬لا‭ ‬تخضع‭ ‬جميعها‭ ‬لنفس‭ ‬القوانين،‭ ‬لنفس‭ ‬القواعد،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬مكون‭ ‬خصوصيته،‭ ‬واعتباراته،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬أولوياته،‭ ‬لكنا‭ ‬نلاحظ‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬فعالية‭ ‬المحور‭ ‬التي‭ ‬تشكله‭ ‬الجبهة‭ ‬السورية‭ ‬–‭ ‬اللبنانية‭ ‬المتحدة‭.‬

ونحن‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجبهة،‭ ‬بالذات‭ ‬–‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إنحكامها‭ ‬إلى‭ ‬قواعد‭ ‬إشتباك‭ ‬ترسم‭ ‬سقفها،‭ ‬قد‭ ‬دخل‭ ‬عليها‭ ‬عامل‭ ‬آخر‭ ‬هو‭: ‬من‭ ‬يتحكم‭ ‬بميزان‭ ‬الردع،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬سقفها‭ ‬يرتفع‭ ‬شيئاً‭ ‬فشيئاً‭. ‬إذن‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬فعل‭ ‬قانونين‭ ‬متداخلين،‭ ‬يضفي‭ ‬ثانيهما‭ ‬المتمثل‭ ‬بمن‭ ‬يتفوق‭ ‬في‭ ‬إمتلاك‭ ‬مقومات‭ ‬الردع،‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدينامية‭ ‬على‭ ‬الأول،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬يتجاوزه‭ ‬أحياناً،‭ ‬ويضعان‭ ‬معاً‭ ‬المقاومة‭ ‬بتفاعلهما‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجبهة‭ ‬أمام‭ ‬آفاق‭ ‬التصعيد‭.‬

وعن‭ ‬الدور‭ ‬الأميركي‭ ‬في‭ ‬ضبط‭ ‬المعارك‭ ‬أو‭ ‬تصعيدها‭ ‬وفقاً‭ ‬لمصالح‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬قال‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجبهة‭ ‬الديمقراطية‭:‬

إن‭ ‬غرفة‭ ‬العمليات‭ ‬المركزية‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬قرار‭ ‬إيقاف‭ ‬موضوع‭ ‬الحرب‭ ‬عند‭ ‬مستوى‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬التصعيد،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقال،‭ ‬لأن‭ ‬القرار‭ ‬بالتصعيد‭ ‬ليس‭ ‬قراراً‭ ‬إسرائيلياً‭ ‬‮«‬صافياً‮»‬‭ ‬كما‭ ‬نعلم‭ ‬جميعاً،‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬المناورات‭ ‬التي‭ ‬تشيع‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬برئاسة‭ ‬نتنياهو،‭ ‬‮«‬تتمرد‮»‬‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬واشنطن،‭ ‬أو‭ ‬تشق‭ ‬عصا‭ ‬الطاعة‭ ‬على‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية،‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كلام‭ ‬إستهلاكي،‭ ‬والمعروف‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬التصعيد‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬يتخذ‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬عمليات‭ ‬تتمركز‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬داخل‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬الغرفة‭ ‬البيضاوية،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر؛‭ ‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬قرار‭ ‬التصعيد‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬فإن‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬إذ‭ ‬وضع‭ ‬حداً‭ ‬لما‭ ‬يسمى‭ ‬إمتلاك‭ ‬إسرائيل‭ ‬لقوة‭ ‬الردع‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تضاهى،‭ ‬فإن‭ ‬جيش‭ ‬العدو‭ ‬يستحضر‭ ‬مرغماً‭ ‬إحدى‭ ‬مرتكزات‭ ‬عقيدته‭ ‬القتالية‭ ‬المتمثلة‭ ‬بامتلاك‭ ‬ميزة‭ ‬‮«‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬التصعيد‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬التحكم‭ ‬بقرار‭ ‬التصعيد‮»‬،‭ ‬فعندما‭ ‬تصطدم‭ ‬آلته‭ ‬العسكرية‭ ‬بعقبات‭ ‬غير‭ ‬متوقعة،‭ ‬فهو‭ ‬يزج‭ ‬في‭ ‬المعركة‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬والإمكانيات‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬الشعار‭ ‬الذي‭ ‬تروجه‭ ‬مستوياته‭ ‬القيادية،‭ ‬كلما‭ ‬إقتضى‭ ‬الإمر‭: ‬‮«‬ما‭ ‬لا‭ ‬يحل‭ ‬بالقوة،‭ ‬يجد‭ ‬حلّه‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬القوة‮»‬‭.‬

‭ ‬الآن‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المرتكز‭ ‬في‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتمثل‭ ‬بما‭ ‬تدعيه‭ ‬من‭ ‬إنفرادها‭ ‬بامتلاك‭ ‬التحكم‭ ‬بقرار‭ ‬التصعيد‭ ‬هذا،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬كثيراً‭ ‬بميزان‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬المواجهة‭ ‬المستعرة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الجبهات،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬بمقدور‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تصعّد‭ ‬فبوسع‭ ‬قوى‭ ‬المقاومة‭ ‬أن‭ ‬تصعّد‭ ‬هي‭ ‬الأخرى،‭ ‬إذن‭ ‬هناك‭ ‬عملية‭ ‬تداع‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬فيها‭ ‬الهيمنة‭ ‬أو‭ ‬القدرة‭ ‬أو‭ ‬آليات‭ ‬التصعيد‭ ‬حكراً‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬إسرائيل،‭ ‬إنما‭ ‬باتت‭ ‬ملكاً‭ ‬للطرفين،‭ ‬وبالتالي‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬عملية‭ ‬تصعيدية‭ ‬ذات‭ ‬آفاق‭ ‬متسعة،‭ ‬لا‭ ‬أدعي‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يتحكم‭ ‬بمغاليقها،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬حالتنا،‭ ‬لاعتبار‭ ‬وجود‭ ‬قوى‭ ‬كبرى‭ ‬تتحكم‭ ‬بالمعادلات،‭ ‬أقصد‭ ‬واشنطن،‭ ‬لكن‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬ستكون‭ ‬فترة‭ ‬تصعيد‭ ‬بالقرار‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬ضمن‭ ‬المديات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬يخطط‭ ‬لها‭ ‬العدو‭ ‬وحكومته‭.‬

وسُئِلَ‭ ‬فهد‭ ‬سليمان‭ ‬عن‭ ‬العلاقة‭ ‬الجدلية‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬حروب،‭ ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬يشهده‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬صراع،‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬نظامه‭ ‬السياسي،‭ ‬قال‭:‬

من‭ ‬بوابة‭ ‬فلسطين‭ ‬والإقليم‭ ‬عموماً،‭ ‬تخوض‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬معركة‭ ‬مواصلة‭ ‬إحكام‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬الدولي،‭ ‬فواشنطن‭ ‬قوة‭ ‬سياسية‭ ‬وعسكرية‭ ‬وإقتصادية،‭ ‬وهي‭ ‬تواجه‭ ‬تحديات‭ ‬كبرى‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بتصاعد‭ ‬متسارع‭ ‬للدور‭ ‬الصيني،‭ ‬إن‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬إمتلاك‭ ‬البنية‭ ‬العسكرية‭ ‬وامتلاك‭ ‬مفاتيح‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الشاهقة‭ ‬والذكاء‭ ‬الإصطناعي،‭ ‬الخ‭.. ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات،‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تسمى‭ ‬بالجغرافيا‭ ‬غرب‭ ‬آسيا،‭ ‬بما‭ ‬هي‭ ‬مساحة‭ ‬صراع‭ ‬جيوسياسي،‭ ‬لمن‭ ‬ينافسها‭ ‬في‭ ‬النفوذ،‭ ‬وبالتالي‭ ‬عندما‭ ‬تساند‭ ‬واشنطن‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فإن‭ ‬أنظارها‭ ‬تكون‭ ‬شاخصة‭ ‬إلى‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬وإيران،‭ ‬وبهذا‭ ‬المعنى‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬شاملة،‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬توازن،‭ ‬تسمح‭ ‬لها‭ ‬بإدامة‭ ‬وإحكام‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭. ‬

وعلينا‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬قد‭ ‬عملت‭ ‬بشكل‭ ‬واع‭ ‬ومخطط‭ ‬إلى‭ ‬عسكرة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬هناك‭ ‬علاقات‭ ‬دولية‭ ‬محكومة‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬بـأساليب‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬أو‭ ‬بأحكام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬فحسب،‭ ‬فالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تدفع‭ ‬بشكل‭ ‬منهجي‭ ‬نحو‭ ‬تسييد‭ ‬منطق‭ ‬سيطرة‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬بالإعتماد‭ ‬أساساً‭ ‬على‭ ‬عناصر‭ ‬القوى‭ ‬الصلبة‭ ‬باستخدام‭ ‬المال‭ ‬والسلاح،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬نلاحظه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والمعاهدات‭ ‬التي‭ ‬تعقدها‭ ‬أو‭ ‬توسع‭ ‬مشتملاتها‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭: ‬كوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬اليابان،‭ ‬الفليبين،‭ ‬أستراليا،‭ ‬الخ‭.. ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الهند،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإتفاق‭ ‬الرباعي‭ ‬–‭ ‬كواد‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الإتفاقات،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬توسيع‭ ‬دائرة‭ ‬عمل‭ ‬الحلف‭ ‬الأطلسي‭. ‬وعليه،‭ ‬يقوم‭ ‬القانون‭ ‬السائد‭ ‬عند‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬العسكرة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬حكراً‭ ‬على‭ ‬منطقتنا،‭ ‬بل‭ ‬نراه‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬الصين‭ ‬وفي‭ ‬إفريقيا‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر‭.‬

الأمر‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬هذا،‭ ‬والذي‭ ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬وحدها‭ ‬تملك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬عسكرة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬لنرى‭ ‬مثلاً‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬القدرة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬كالآخرين،‭ ‬أي‭ ‬اليمن،‭ ‬إستطاعت‭ ‬–‭ ‬بفضل‭ ‬الإرادة‭ ‬الصلبة‭ ‬لقيادتها‭ ‬وإلتفاف‭ ‬الشعب‭ ‬حولها‭ – ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬عنصراً‭ ‬مؤثراً‭ ‬في‭ ‬معادلة‭ ‬التوازن‭ ‬العسكري‭ ‬والردعي‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬المنطقة‭ ‬الحيوية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للتجارة‭ ‬العالمية‭ ‬والإستراتيجية‭ ‬العسكرية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬الآن‭ ‬اليمن‭ ‬بات‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬معادلة‭ ‬عسكرة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬حكراً‭ ‬على‭ ‬واشنطن‭ ‬وحدها،‭ ‬بل‭ ‬بات‭ ‬بمقدور‭ ‬دول،‭ ‬مكونات،‭.. ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬جبهة‭ ‬مقاومة‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأميركية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬أن‭ ‬تستخدم‭ ‬هذا‭ ‬السلاح‭.‬

ولما‭ ‬سُئِلَ‭ ‬عن‭ ‬دائرة‭ ‬التحالفات‭ ‬والصداقات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الدولية‭ ‬وأثرها‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬نضال‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وصموده،‭ ‬قال‭:‬

ثلاث‭ ‬دول‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬دوراً‭ ‬حاسماً‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬هي‭ ‬الصين،‭ ‬إيران‭ ‬وروسيا،‭ ‬فهي‭ ‬دول‭ ‬متاخمة‭ ‬لنا‭ ‬جغرافياً،‭ ‬وهي‭ ‬دول‭ ‬تملك‭ ‬طاقات‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬وهي‭ ‬مهمة‭ ‬–‭ ‬إنطلاقاً‭ ‬من‭ ‬مصالحها‭ – ‬بمواجهة‭ ‬المخطط‭ ‬الأميركي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭.‬

إقليمنا‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬آسيا،‭ ‬وعلى‭ ‬سواحل‭ ‬الحوض‭ ‬الشرقي‭ ‬للبحر‭ ‬المتوسط،‭ ‬ويشكل‭ ‬مجالاً‭ ‬حيوياً‭ ‬لهذه‭ ‬الدول،‭ ‬ولها‭ ‬تطلعات‭ ‬تلتقي‭ ‬بجانب‭ ‬مؤثر‭ ‬فيها‭ ‬مع‭ ‬مصالح‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬والدول‭ ‬التواقة‭ ‬إلى‭ ‬الحرية‭ ‬والإستقلال‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭. ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬تشهد‭ ‬تقدماً،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬المنشود‭.‬

علينا‭ ‬أن‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬إهتماماً‭ ‬متزايداً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬روسيا‭ ‬والصين،‭ ‬بمجرى‭ ‬الصراعات‭ ‬الدائرة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬ومواقفها‭ ‬المؤيدة‭ ‬للحقوق‭ ‬الفلسطينية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬مؤيدة‭ ‬تاريخياً‭ ‬للحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬لشعب‭ ‬فلسطين،‭ ‬إنما‭ ‬بشكل‭ ‬إعلانات‭ ‬سياسية،‭ ‬وبأسلوب‭ ‬التصويت‭ ‬إلى‭ ‬جانبنا‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وسائر‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية،‭ ‬ليس‭ ‬أكثر،‭ ‬مع‭ ‬تحفظها‭ ‬على‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬خطوات‭ ‬عملية؛‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة،‭ ‬إستضافت‭ ‬جولة‭ ‬من‭ ‬الحوار‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬كانت‭ ‬ناجحة‭ ‬وخرجت‭ ‬بنتائج‭ ‬فائقة‭ ‬الأهمية،‭ ‬تتمثل‭ ‬بأمرين‭ ‬متلازمين‭: ‬1‭- ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬إطار‭ ‬قيادي‭ ‬مؤقت،‭ ‬يوحد‭ ‬مركز‭ ‬القيادة‭ ‬والتخطيط‭ ‬للحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية؛‭ ‬2‭- ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬وفاق‭ ‬وطني‭ ‬تدير‭ ‬الشأن‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬مساحة‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬التي‭ ‬ستقام‭ ‬عليها‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬المستقلة‭. ‬

كما‭ ‬نلاحظ‭ ‬تزايد‭ ‬إهتمام‭ ‬موسكو‭ ‬بالشأن‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬إلى‭ ‬موسكو،‭ ‬والمباحثات‭ ‬مع‭ ‬القيادة‭ ‬الروسية،‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التنسيق‭ ‬الفلسطيني‭ ‬–‭ ‬الروسي‭ ‬–‭ ‬الإيراني‭ ‬–‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الحملة‭ ‬العدوانية‭ ‬الأميركية‭ ‬–‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الموثقة،‭ ‬هذه‭ ‬تطورات‭ ‬مهمة‭ ‬جداً،‭ ‬نأمل‭ ‬إنضمام‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإقليم،‭ ‬لأن‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬وتنسيق‭ ‬الجهد‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك‭ ‬معها‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يمدنا‭ ‬بالقوة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬العدوان‭.‬

وقال‭ ‬فهد‭ ‬سليمان‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬من‭ ‬مفاوضات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وبين‭ ‬حقيقة‭ ‬نوايا‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وقدرة‭ ‬المقاومة‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬محلياً‭ ‬ودولياً‭:‬

إن‭ ‬العامل‭ ‬الخارجي‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيراً‭ ‬في‭ ‬معادلة‭ ‬الصراع،‭ ‬هو‭ ‬العامل‭ ‬الأمريكي،‭ ‬المندمج‭ ‬عضوياً‭ ‬بدولة‭ ‬الإحتلال،‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬فعلاً‭ ‬وتأثيراً،‭ ‬تتحكم‭ ‬فيه‭ ‬معادلة‭ ‬الجدوى،‭ ‬أي‭ ‬عندما‭ ‬تصل‭ ‬المعادلة‭ ‬إلى‭ ‬التأثير‭ ‬السلبي‭ ‬الحقيقي‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬أميركا،‭ ‬فسوف‭ ‬تتبع‭ ‬سياسة‭ ‬أخرى،‭ ‬ولكن‭ ‬كون‭ ‬الخسائر‭ ‬اللاحقة‭ ‬بإسرائيل‭ ‬وأميركا‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬التأثير‭ ‬غير‭ ‬القابل‭ ‬للتعويض‭ ‬عنه‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬البلدين،‭ ‬فإن‭ ‬المعركة‭ ‬سوف‭ ‬تستمر،‭ ‬وصفقة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬ستبقى‭ ‬بيد‭ ‬إسرائيل‭ ‬وأميركا‭ ‬بمثابة‭ ‬وسيلة‭ ‬لإدامة‭ ‬الحرب‭ ‬بأشكال‭ ‬مختلفة‭. ‬

علينا‭ ‬أن‭ ‬نحدث‭ ‬تغييراً‭ ‬على‭ ‬ميزان‭ ‬القوى،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ممكن،‭ ‬فالصمود‭ ‬الفلسطيني‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬ميزان‭ ‬القوى،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الإسناد‭ ‬وتصعيد‭ ‬دور‭ ‬قواه،‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المعادلة‭… ‬إن‭ ‬الوقائع‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬شعب‭ ‬فلسطين،‭ ‬تراكم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬القوة،‭ ‬والأطراف‭ ‬المقابلة‭ ‬تواجه‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الصعوبات،‭ ‬فهي‭ ‬دخلت‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬العد‭ ‬العكسي،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬بدأ‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬فعله‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬المعادلات‭ ‬الإقليمية‭ ‬لصالح‭ ‬شعبنا‭ ‬والقوى‭ ‬التي‭ ‬تسانده،‭ ‬إذن‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬معركة‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬ننتصر‭ ‬فيها‭ ‬بإدامة‭ ‬الصمود،‭ ‬ومن‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يديم‭ ‬صمود‭ ‬يحقق‭ ‬النتائج‭ ‬المرجوة‭.‬

وأضاف‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬نفسه‭:‬

عين‭ ‬دولة‭ ‬الإحتلال‭ ‬والإستعمار‭ ‬الاستيطاني‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬الحرب‭ ‬لتشمل‭ ‬الإقليم‭ ‬بأسره،‭ ‬وبالذات‭ ‬مع‭ ‬إيران‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭. ‬نتنياهو‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬أمامه‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬لكي‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬ميدان‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين،‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬الحرب‭ ‬الأوسع‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬لأنه‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تمثل‭ ‬الخطر‭ ‬الرئيس‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة،‭ ‬وإذا‭ ‬عدنا‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬فإن‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬كانت‭ ‬تتجه‭ ‬لإقامة‭ ‬نظام‭ ‬إقليمي‭ ‬تندمج‭ ‬فيه‭ ‬إسرائيل‭ ‬إقتصادياً‭ ‬وثقافياً‭ ‬وعسكرياً،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬بإقامة‭ ‬ناتو‭ ‬عربي،‭ ‬وتطبيع‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والعربية‭ ‬السعودية،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الحديث‭ ‬يدور‭ ‬عن‭ ‬مثلث‭ ‬العلاقات‭ ‬الأميركية‭ ‬–‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬–‭ ‬السعودية،‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬إرتقى‭ ‬بالمعنى‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬للكلمة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قضية‭ ‬قائمة‭ ‬بذاتها،‭ ‬بل‭ ‬ستتحول‭ ‬إلى‭ ‬ملحق‭ ‬بالمشروع‭ ‬الأميركي‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬التطبيع،‭ ‬مما‭ ‬سيحول‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬قضية‭ ‬شعب‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال،‭ ‬يناضل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حقوقه‭ ‬الوطنية‭ ‬المشروعة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬والدولة‭ ‬المستقلة‭ ‬والعودة،‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬موضوع‭ ‬حقوق‭ ‬معيشية‭ ‬وإقتصادية‭ ‬،‭ ‬تقيم‭ ‬الأود،‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭.‬

مع‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬إنتقلت‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬الهامش‭ ‬إلى‭ ‬المركز،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬صياغة‭ ‬أوضاع‭ ‬المنطقة‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬الإستجابة‭ ‬للحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬لشعب‭ ‬فلسطين،‭ ‬ولحق‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬بالاستقلال،‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬دولاً‭ ‬متحررة‭ ‬من‭ ‬التأثير‭ ‬الأميركي‭ ‬ولو‭ ‬بالمعنى‭ ‬النسبي‭ ‬للكلمة‭. ‬نحن‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أمام‭ ‬تحولات‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وحده،‭ ‬وإنما‭ ‬تشمل‭ ‬مجمل‭ ‬أوضاع‭ ‬شعوب‭ ‬وبلدان‭ ‬الإقليم‭.‬

وعن‭ ‬إتساع‭ ‬التأييد‭ ‬الشعبي‭ ‬العالمي‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وتزايد‭ ‬عزلة‭ ‬إسرائيل‭ ‬ومشروعها‭ ‬العدواني،‭ ‬أكد‭ ‬فهد‭ ‬سليمان‭:‬

تحولت‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬راهنة‭ ‬ملحة‭ ‬وضاغطة‭ ‬على‭ ‬أجندة‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية،‭ ‬وتحت‭ ‬وطأة‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬تقدمت‭ ‬وباتت‭ ‬أكثر‭ ‬حضوراً‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬إذا‭ ‬دققنا‭ ‬بما‭ ‬حظيت‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬جماهيري‭ ‬وشعبي،‭ ‬وقرارات‭ ‬مؤيدة‭ ‬للحق‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بتقرير‭ ‬المصير‭ ‬والدولة‭ ‬المستقلة‭ ‬وعودة‭ ‬اللاجئين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬قرار‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬أيار‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬الذي‭ ‬نصَّ‭ ‬بوضوح‭ ‬على‭ ‬جاهزية‭ ‬وقابلية‭ ‬فلسطين،‭ ‬بأن‭ ‬تصبح‭ ‬دولة‭ ‬كاملة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأن‭ ‬تتمتع‭ ‬بكافة‭ ‬إمتيازات‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬باستثناء‭ ‬حق‭ ‬التصويت‭. ‬هذا‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬التقدم‭ ‬الذي‭ ‬أحرزته‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وذلك‭ ‬بتضحيات‭ ‬بالغة‭ ‬لا‭ ‬شك،‭ ‬ولكن‭ ‬الاستقلال‭ ‬هو‭ ‬استقلال‭ ‬فلسطين‭ ‬وحقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬لأنها‭ ‬تنتسب‭ ‬إلى‭ ‬قلب‭ ‬الصراع‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬والإمبريالية‭ ‬الأميركية‭. ‬ولا‭ ‬نبالغ‭ ‬القول‭ ‬أننا‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يجري،‭ ‬فإننا‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬إدراك‭ ‬الحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬الإستقلال‭ ‬الوطني‭ ‬لشعب‭ ‬فلسطين‭.‬

وعن‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬الميدان،‭ ‬وموقعها‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬وأهمية‭ ‬قرارات‭ ‬هذه‭ ‬المحافل،‭ ‬خاصة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬أجاب‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجبهة‭ ‬الديمقراطية‭:‬

إن‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬المستجيبة‭ ‬لحقوق‭ ‬شعبنا‭ ‬ليست‭ ‬هبة،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬ميزان‭ ‬قوى،‭ ‬مازال‭ ‬يشكو‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬إكتمال‭ ‬نصابه‭ ‬بعد‭ ‬لفرض‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬القرارات،‭ ‬أي‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬نقل‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬من‭ ‬حيِّز‭ ‬النص‭ ‬السياسي‭ ‬الأخلاقي‭ ‬المعنوي‭ ‬إلى‭ ‬حيِّز‭ ‬التنفيذ‭ ‬العملي‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين،‭ ‬سوف‭ ‬ينشأ‭ ‬–‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تسلحنا‭ ‬بالنفس‭ ‬الطويل‭ – ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬الكفيل‭ ‬بذلك،‭ ‬أي‭ ‬نقل‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬حيِّز‭ ‬التطبيق،‭ ‬ونحن‭ ‬الآن‭ ‬بصدد‭ ‬صناعة‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬الذي‭ ‬يسمح‭ ‬بالظفر‭ ‬بهذه‭ ‬الحقوق‭.‬

وفي‭ ‬عودة‭ ‬للسؤال‭ ‬عن‭ ‬الأهداف‭ ‬الحقيقية‭ ‬للمشروع‭ ‬الصهيوني،‭ ‬أوضح‭ ‬فهد‭ ‬سليمان‭:‬

يملك‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أجندة‭ ‬معلنة‭ ‬وأخرى‭ ‬يعمل‭ ‬عليها‭ ‬دون‭ ‬التصريح‭ ‬الكامل‭ ‬–‭ ‬بأقله‭ ‬رسمياً‭ – ‬عن‭ ‬مضمونها،‭ ‬الأولى‭ ‬حددت‭ ‬هدفين‭ ‬لهذه‭ ‬الحرب،‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬المقاومة،‭ ‬وإستعادة‭ ‬الأسرى‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬الأجندة‭ ‬الأخرى‭ ‬هي‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬وتهجير‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بأسره‭ ‬خارج‭ ‬ترابه‭ ‬الوطني،‭ ‬هذه‭ ‬الأجندة‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬واردة‭ ‬رسمياً‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الحكومة،‭ ‬لكنها‭ ‬متضمنة‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬عديد‭ ‬القوى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وهي‭ ‬قيد‭ ‬التنفيذ‭ ‬بأساليب‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬الحسم‮»‬‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬وزير‭ ‬المال‭ ‬والاستيطان‭ ‬سموتريتش‭ ‬بشكل‭ ‬علني‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2017،‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬ركائز‭: ‬مصادرة‭ ‬الأرض‭ ‬أي‭ ‬الضم،‭ ‬ووضع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أمام‭ ‬خيار‭ ‬الرحيل‭ ‬أو‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬المكان‭ ‬إذعاناً،‭ ‬أو‭ ‬سجناً،‭ ‬أو‭ ‬قتلاً‭. ‬

إن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬والقوى‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لا‭ ‬تخفي‭ ‬أهدافها‭ ‬التصفوية‭ ‬حيال‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بالمعنى‭ ‬السياسي‭ ‬العملي‭ ‬للكلمة،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وبإعتراف‭ ‬هيئة‭ ‬الأركان‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬تجاوز‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يسمى‭ ‬أهدافاً‭ ‬عسكرية،‭ ‬بعد‭ ‬إدعاء‭ ‬أنه‭ ‬نفذها‭ ‬جميعها،‭ ‬لينتقل‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬محورها‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬للشعب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وإفقاده‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭ ‬الآدمية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬صمود‭ ‬المجتمع‭ ‬أحبط‭ ‬هذه‭ ‬الخطط‭.‬

واختتم‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬حديثه‭ ‬بتوجيهه‭ ‬رسالة‭ ‬الجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬إلى‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬فقال‭:‬

رسالتنا‭ ‬إلى‭ ‬شعبنا،‭ ‬هي‭ ‬رسالتنا‭ ‬إلى‭ ‬أنفسنا،‭ ‬فنحن‭ ‬مهما‭ ‬تباعدنا‭ ‬جغرافيا‭ ‬وتباينّا‭ ‬سياسياً‭ ‬ننتمي‭ ‬إلى‭ ‬شعب‭ ‬واحد،‭ ‬ونسيج‭ ‬واحد،‭ ‬وقضية‭ ‬واحدة،‭ ‬ورواية‭ ‬واحدة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬رسالتنا‭ ‬هي‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬الصمود،‭ ‬فالأصعب‭ ‬بات‭ ‬خلفنا،‭ ‬ونحن‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬ستسمح‭ ‬لنا‭ ‬باستشراف‭ ‬آفاق‭ ‬الحرية‭ ‬والإستقلال‭. ‬هذا‭ ‬يقتضي‭ ‬الصمود‭ ‬أولاً،‭ ‬والوحدة‭ ‬ثانياً،‭ ‬والإيمان‭ ‬الراسخ‭ ‬بعدالة‭ ‬القضية‭ ‬وقدرتنا‭ ‬على‭ ‬إنجاز‭ ‬حقوقنا‭ ‬في‭ ‬وطن‭ ‬حر‭ ‬وسعيد‭.‬