الحركة الصهيونية … فاشية جديدة بطعم النازية تحوم فوق المنطقة

سبتمبر 2, 2024

كان‭ ‬القادة‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬الأوائل‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬صواب‭ ‬عندما‭ ‬أكدوا‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬22‭ ‬من‭ ‬الميثاق‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني‭ ‬عام‭ ‬1964‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬‭ ‬الصهيونية‭ ‬حركة‭ ‬سياسية‭ ‬مرتبطة‭ ‬ارتباطا‭ ‬عضويا‭ ‬بالإمبريالي‭ ‬العالمية‭ ‬ومعادية‭ ‬لجميع‭ ‬حركات‭ ‬التحرر‭ ‬والتقدم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬حركة‭ ‬عنصرية‭ ‬تعصبية‭ ‬في‭ ‬تكوينها‭ ‬،‭ ‬عدوانية‭ ‬توسعية‭ ‬استيطانية‭ ‬في‭ ‬أهدافها‭ ‬وفاشية‭ ‬نازية‭ ‬في‭ ‬وسائلها‭ ‬‮«‬‭ . ‬نفس‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬المبدئي‭ ‬تكرر‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬التضامن‭ ‬الاسيوي‭ ‬الافريقي‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬هافانا‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1966‭ ‬عندما‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬‭ ‬الصهيونية‭ ‬حركة‭ ‬استعمارية‭ ‬في‭ ‬طبيعتها‭ ‬وهويتها‭ ‬،‭ ‬عدوانية‭ ‬توسعية‭ ‬بأهدافها‭ ‬،‭ ‬عنصرية‭ ‬في‭ ‬تكوينها‭ ‬وفاشية‭ ‬في‭ ‬أساليبها‭ ‬ووسائلها‭ ‬‮«‬‭ ‬

عن‭ ‬هذه‭ ‬التواريخ‭ ‬تفصلنا‭ ‬عشرات‭ ‬السنوات‭ ‬تأكد‭ ‬على‭ ‬امتدادها‭ ‬بأن‭ ‬الصهيونية‭ ‬ليست‭ ‬فاشية‭ ‬فقط‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬أعلى‭ ‬مراحل‭ ‬الفاشية‭ ‬فكرا‭ ‬وممارسة‭ . ‬فقد‭ ‬شهد‭ ‬العالم‭ ‬حركات‭ ‬وأنظمة‭ ‬فاشية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الاوروبية‭ ‬بين‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الاولى‭ ‬والحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬كفاشية‭ ‬بينيتو‭ ‬موسوليني‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭ ‬ونازية‭ ‬أدولف‭ ‬هتلر‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬وفاشية‭ ‬فراتسيسكو‭ ‬فرانكو‭ ‬في‭ ‬اسبانيا‭ . ‬تلك‭ ‬الفاشيات‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬القارة‭ ‬الاوروبية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬،‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬خصائص‭ ‬مشتركة‭ ‬أخطرها‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بسمو‭ ‬المجموعة‭ ‬الوطنية‭ ‬والإثنية‭ ‬وتفوقها‭ ‬على‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬المجموعات‭ ‬البشرية‭ ‬الوطنية‭ ‬والاثنية‭ ‬وما‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬اللجوء‭ ‬الى‭ ‬تدابير‭ ‬ضد‭ ‬الأعداء‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬وفي‭ ‬الخارج‭ ‬،‭ ‬حقيقيين‭ ‬كانوا‭ ‬أم‭ ‬وهميين‭ .  ‬

في‭ ‬الأصل‭ ‬كانت‭ ‬القوى‭ ‬الفاشية‭ ‬في‭ ‬عشرينيات‭ ‬وثلاثينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬ظاهرة‭ ‬سياسية‭ ‬في‭ ‬مجتمعات‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬سياسية‭ ‬واجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬عميقة‭ ‬بفعل‭ ‬الحروب‭ ‬التي‭ ‬أثقلت‭ ‬كاهلها‭ . ‬القائد‭ ‬البلشفي‭ ‬ليو‭ ‬تروتسكي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬اوائل‭ ‬الذين‭ ‬سلطوا‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬طبيعتها‭ ‬وأساسها‭ ‬الطبقي‭ ‬ووظيفتها‭ ‬الرئيسية‭ ‬كأداة‭ ‬للإرهاب‭ ‬السياسي‭ ‬ضد‭ ‬قوى‭ ‬اليسار‭ ‬وحركة‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬،‭ ‬وكانت‭ ‬الفاشية‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭ ‬ديكتاتورية‭ ‬تعكس‭ ‬عداء‭ ‬البرجوازية‭ ‬الصغيرة‭ ‬لرأس‭ ‬المال‭ ‬الكبير،‭ ‬الذي‭ ‬يضاهي‭ ‬عداءها‭ ‬للتنظيمات‭ ‬العمالية‭. ‬ووجدت‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭ ‬ضالتها‭ ‬في‭ ‬القوى‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المهمشة‭ ‬فاتجهت‭ ‬نحوها‭ ‬بقوة‭ ‬باعتبارها‭ ‬أداة‭ ‬حربها‭ ‬المعلنة‭ ‬على‭ ‬قوى‭ ‬اليسار‭ ‬والحركة‭ ‬العمالية‭ ‬والنقابية‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬وفي‭ ‬المحيط‭ ‬الأضعف‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬باعتبارها‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬التفوق‭ ‬ما‭ ‬يؤهلها‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭ ‬واستعبادها‭ ‬،‭ ‬إذا‭ ‬هي‭ ‬وصلت‭ ‬للسلطة‭ . ‬

الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬هي‭ ‬الابن‭ ‬الشرعي‭ ‬لتلك‭ ‬البيئة‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬ولدت‭ ‬من‭ ‬رحمها‭ . ‬فموجات‭ ‬الهجرة‭ ‬الى‭ ‬فلسطين‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬اوروبية‭ . ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬مهاجر،‭ ‬جلب‭ ‬المهاجرون‭ ‬معهم‭ ‬أصولا‭ ‬ثقافية‭ ‬وأفكارا‭ ‬سياسية‭ ‬مكتسبة‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‭ ‬الأصلية‭ , ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬عشرينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬عبر‭ ‬إيتمار‭ ‬بن‭ ‬أفي‭ ‬،‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬‭ ‬دوأر‭ ‬هيوم‭ ‬‮«‬،‭ ‬التي‭ ‬صدر‭ ‬العدد‭ ‬الاول‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬8‭/‬8‭/‬1919‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬وكانت‭ ‬تنافس‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬‭ ‬هآرتس‭ ‬‮«‬‭ ‬،‭ ‬عن‭ ‬اعجابه‭ ‬الشديد‭ ‬بموسوليني‭ ‬فهو‭ ‬‮«‬‭ ‬رجل‭ ‬استثنائي‭ ‬‮«‬‭ . ‬بن‭ ‬أفي‭ ‬هذا‭ ‬وصف‭ ‬موسوليني‭ ‬بعد‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬‭ ‬روح‭ ‬لن‭ ‬تنجلي‭ ‬للعالم‭ ‬سوى‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ) ‬

وفي‭ ‬موازاته‭ ‬،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬أبا‭ ‬أحيمنير‭ ‬،‭ ‬كاتب‭ ‬بدأ‭ ‬حياته‭ ‬السياسية‭ ‬والصحافية‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬حزب‭ ‬‮«‬‭ ‬المابام‭ ‬‮«‬‭ ‬‮«‬هبوعيل‭ ‬هتسعير‭ ‬‮«‬‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬غادرها‭ ‬ليصبح‭ ‬صاحب‭ ‬عمود‭ ‬دوري‭ ‬في‭ ‬‮«‬دوأر‭ ‬هيوم‮»‬،‭ ‬أواخر‭ ‬عشرينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬من‭ ‬مفكرة‭ ‬فاشستي‭ ‬‮«‬‭ . ‬أحيمئير‭ ‬هذا‭ ‬شكل‭ ‬مع‭ ‬كاتب‭ ‬وشاعر‭ ‬يدعى‭ ‬أوري‭ ‬تسفي‭ ‬غرينبرغ‭ ‬،‭ ‬وطبيب‭ ‬وكاتب‭ ‬اسمه‭ ‬يهوشع‭ ‬هاشل‭ ‬ييفين‭ ‬مجموعة‭ ‬عرفت‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬‭ ‬تحالف‭ ‬البلطجية‭ ‬‮«‬‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهدافها‭ ‬رفع‭ ‬شأن‭ ‬‮«‬‭ ‬القومية‭ ‬اليهودية‭ ‬‮«‬‭  ‬بين‭ ‬الشباب‭ . ‬هذا‭ ‬الثلاثي‭ ‬كان‭ ‬يحتقر‭ ‬الليبراليين‭ ‬وطالبي‭ ‬التسوية‭ ‬مع‭ ‬العرب‭ ‬والبريطانيين‭ ‬وكان‭ ‬يمجد‭ ‬العنف‭ ‬خاصة‭ ‬ضد‭ ‬الاشتراكيين‭ ‬والشيوعيين‭ ‬وضد‭ ‬الليبراليين‭ ‬والمعارضين‭ ‬السياسيين‭ ‬عموماً‭ ‬وتواصلوا‭ ‬بإعجاب‭ ‬مع‭ ‬حلقات‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭. ‬وقد‭ ‬استمرت‭ ‬روابط‭ ‬هؤلاء‭ ‬مع‭ ‬نظام‭ ‬موسوليني‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬1938‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬،‭ ‬عندما‭ ‬أصدر‭  ‬قوانين‭ ‬عرقية‭ ‬مشابهة‭ ‬لقوانين‭ ‬العرق‭ ‬النازية‭.‬

نذكر‭ ‬هنا‭ ‬كذلك‭ ‬بأحد‭ ‬القادة‭ ‬البارزين‭ ‬للحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬والوكالة‭ ‬اليهودية‭ ‬ومواقفه‭ ‬من‭ ‬صعود‭ ‬النازية‭ ‬الى‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ . ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬أكثر‭ ‬النماذج‭ ‬المثيرة‭ ‬للصدمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬احتفاء‭ ‬قادة‭ ‬مرموقين‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬بانتصار‭ ‬النازية‭ ‬على‭ ‬الليبرالية‭ ‬وفق‭ ‬تعبيرهم‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬حال‭ ‬الدكتور‭ ‬يواخيم‭ ‬برينس‭ ‬،‭ ‬الحاخام‭ ‬اليهودي‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬صعد‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المؤتمر‭ ‬اليهودي‭ ‬العالمي‭ ‬ليصبح‭ ‬نائبا‭ ‬للرئيس‭ ‬وكان‭ ‬مقربا‭ ‬من‭ ‬جولدا‭ ‬مائير‭ ‬وأصبح‭ ‬أحد‭ ‬القادة‭ ‬البارزين‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ . ‬فقد‭ ‬انساق‭ ‬الدكتور‭ ‬يواخيم‭ ‬برينس‭ ‬مع‭ ‬هيستيريا‭ ‬التفوق‭ ‬العرقي‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬النازية‭ ‬وألف‭ ‬كتابا‭ ‬باللغة‭ ‬الألمانية‭ ‬بعنوان‭ ( ‬نحن‭ ‬اليهود‭ ‬–‭ ‬Wir Juden‭ ) ‬تملق‭ ‬فيه‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬الهوس‭ ‬الايدولوجية‭ ‬النازية‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ : ‬‮«‬‭ ‬سوف‭ ‬يتضح‭ ‬ما‭ ‬تعنيه‭ ‬الثورة‭ ‬الألمانية‭ ‬للأمة‭ ‬الألمانية‭ ( ‬ثورة‭ ‬أدولف‭ ‬هتلر‭ ) ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬صنعوها‭ ‬ورسموا‭ ‬صورتها‭ . ‬لقد‭ ‬فقدت‭ ‬الليبرالية‭ ‬حظوظها‭ ‬،‭ ‬الليبرالية‭ ‬تلك‭ ‬الصيغة‭ ‬للحياة‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬ساعدت‭ ‬على‭ ‬اندماج‭ ‬اليهود‭ ‬،‭ ‬هذه‭ ‬الليبرالية‭ ‬تتعرض‭ ‬الآن‭ ‬للهزيمة‭ ‬‮«‬‭ . ‬الليبرالية‭ ‬حسب‭ ‬يواخيم‭ ‬برينس‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض‭ ‬كتابه‭ ‬كانت‭ ‬العدو‭ ‬المشترك‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬النازية‭ ‬والصهيونية‭ . ‬كتاب‭ ‬يواخيم‭ ‬برينس‭ ‬ذاك‭ ‬يصلح‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬مادة‭ ‬للتربية‭ ‬والتأهيل‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬الصهيونية‭ ‬الدينية‭ ‬ويصلح‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬كذلك‭ ‬مادة‭ ‬للتربية‭ ‬والتأهيل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬قانون‭ ‬القومية‭ ‬وفي‭ ‬تسويق‭ ‬ما‭ ‬يسمونه‭ ‬الانقلاب‭ ‬على‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والنظام‭ ‬القضائي‭ ‬في‭ ‬اسرائيل‭ .‬

والى‭ ‬جانب‭ ‬هؤلاء‭ ‬الاوائل‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الفكر‭ ‬الفاشي‭ ‬،‭ ‬فرخت‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬عددا‭ ‬غير‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬والمنظمات‭ ‬والجمعيات‭ ‬،‭ ‬ممن‭ ‬يؤمنون‭ ‬بسمو‭ ‬الأمة‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬ووجوب‭ ‬خضوع‭ ‬الفرد‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬بدءا‭ ‬بالسجود‭ ‬لصنم‭ ‬الخدمة‭ ‬العسكرية‭ ‬،‭ ‬مرورا‭ ‬بالمطالبة‭ ‬بإخضاع‭ ‬جميع‭ ‬قوانين‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الحاخامية‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬ازدراء‭ ‬من‭ ‬يختارون‭ ‬الهجرة‭ ‬المعاكسة‭ ‬ويقدسون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مجتمع‭ ‬‮«‬‭ ‬أكثر‭ ‬نقاء‭ ‬‮«‬‭ ‬كزعران‭ ‬حركة‭ ‬‮«‬‭ ‬لهافا‭ ‬‮«‬‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يكنون‭ ‬العداء‭ ‬الصريح‭ ‬لطالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬ويصمون‭ ‬‮«‬‭ ‬اليسار‭ ‬الصهيوني‭ ‬‮«‬‭ ‬ليس‭ ‬كمعارضة‭ ‬سياسية‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬كعملاء‭ ‬للأجنبي‭ . ‬ثم‭ ‬إن‭ ‬الإيمان‭ ‬بحق‭ ‬‮«‬‭ ‬الشعب‭ ‬المختار‭ ‬‮«‬‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭ ‬نراه‭ ‬ينتشر‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وغزة‭.‬

حركة‭ ‬‮«‬‭ ‬كاخ‭ ‬‮«‬‭ ‬التي‭ ‬انبثقت‭ ‬عن‭ ‬‮«‬رابطة‭ ‬الدفاع‭ ‬اليهودية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أسسها‭ ‬مائير‭ ‬كاهانا‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬كانت‭ ‬مثالا‭ ‬ناصعا‭ ‬للفاشية‭ . ‬فقد‭ ‬استهدفت‭ ‬كل‭ ‬جهة‭ ‬اعتبرتها‭ ‬تهديدا‭ ‬لصعود‭ ‬‮«‬‭ ‬القومية‭ ‬اليهودية‭ ‬المتطرفة‭ ‬‮«‬‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬المنظمات‭ ‬والناشطين‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين،‭ ‬والصحفيين‭ ‬والعلماء،‭ ‬وأعضاء‭ ‬الجالية‭ ‬اليهودية‭ ‬‮«‬‭ ‬الذين‭ ‬ليسوا‭ ‬يهودا‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية‭ ‬‮«‬،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قولهم‭ . ‬نشأت‭ ‬تلك‭ ‬الرابطة‭ ‬على‭ ‬أيديولوجية‭ ‬يمينية‭ ‬متطرفة‭ ‬بخمسة‭ ‬مبادئ‭ ‬أساسية‭ ‬كتبها‭ ‬مائير‭ ‬كاهانا‭ ‬وهي‭ : ‬حب‭ ‬إسرائيل‭ ‬وشعب‭ ‬إسرائيل‭. ‬واعتزاز‭ ‬اليهود‭ ‬بتاريخهم‭ ‬وثقافتهم‭ ‬والانضباط‭ ‬والوحدة‭ ‬بين‭ ‬اليهود‭ ‬والإيمان‭ ‬بعظمة‭ ‬الشعب‭ ‬اليهودي‭ ‬ومبدأ‭ ‬القوة‭ ‬الحديدية‭ . ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬شكلت‭ ‬تنظيما‭ ‬سريا‭ ‬مسلحا‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬عرف‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬‭ ‬لجنة‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬الطرق‭ ‬‮«‬،‭ ‬وتلقى‭ ‬أعضاؤها‭ ‬تدريبا‭ ‬عاليا‭ ‬وامتلكت‭ ‬وسائل‭ ‬نقل‭ ‬سريعة‭ ‬،‭ ‬ومنها‭ ‬تخرج‭ ‬باروخ‭ ‬غولدشتاين‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬ارتكب‭ ‬مجزرة‭ ‬الحرم‭ ‬الإبراهيمي‭ ‬بمدينة‭ ‬الخليل‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬،‭ ‬واستشهد‭ ‬فيها‭ ‬29‭ ‬مصليا‭ . ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬المذبحة‭ ‬أدرجت‭ ‬إسرائيل‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬تلك‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬قوائم‭ ‬الإرهاب‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬شهر‭ ‬أيار‭ ‬2022‭ ‬أزالت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬الحركة‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬الإرهاب‭ . ‬

أحزاب‭ ‬‮«‬‭ ‬القوة‭ ‬اليهودية‭ ‬‮«‬‭ ‬و‭ ‬‮«‬‭ ‬الصهيونية‭ ‬الدينية‭ ‬‮«‬‭ ‬وصف‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬‮«‬‭ ‬الليكود‭ ‬‮«‬‭ ‬حافظوا‭ ‬على‭ ‬تراث‭ ‬‮«‬‭ ‬رابطة‭ ‬الدفاع‭ ‬اليهودية‭ ‬–‭ ‬حركة‭ ‬كاخ‭ ‬‮«‬‭ . ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬حال‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬إيتامار‭ ‬بن‭ ‬جفير،‭ ‬زعيم‭ ‬حزب‭  ‬‮«‬‭ ‬القوة‭ ‬اليهودية‭ ‬‮«‬‭  ‬المعادي‭ ‬للأغراب‭ ‬،‭ ‬يتولى‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬الائتلافية‭. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬‮«‬‭ ‬حركة‭ ‬كاخ‭ ‬‮«‬‭ ‬قبل‭ ‬حظرها‭ . ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬مدافعاً‭ ‬صريحاً‭ ‬عن‭ ‬‮«‬‭ ‬لاهوت‭ ‬مئير‭ ‬كاهانا‭ ‬‮«‬‭ ‬وسياسته‭ ‬الفاشية‭. ‬في‭ ‬نيسان‭ ‬الماضي‭ ‬ألقى‭ ‬بن‭ ‬جفير‭ ‬،‭ ‬محاطاً‭ ‬بفريق‭ ‬أمني‭ ‬قدمه‭ ‬له‭ ‬مكتب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬،‭ ‬خطاباً‭ ‬أشاد‭ ‬فيه‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬كاهانا‭ ‬وباروخ‭ ‬غولدشتاين‭ . ‬أما‭ ‬بتسلئيل‭ ‬سموتريتش‭ ‬،‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬ووزير‭ ‬الاستيطان‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الجيش‭ ‬فيقدم‭ ‬نفسه‭ ‬كفاشي‭ ‬نموذجي‭ . ‬سئل‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬عن‭ ‬موقفه‭ ‬من‭ ‬يهودي‭ ‬يقوم‭ ‬برمي‭ ‬زجاجة‭ ‬حارقة‭ ‬داخل‭ ‬بيت‭ ‬ويقتل‭ ‬عربًا‭ (‬المقصود‭ ‬مجزرة‭ ‬دوما‭ ‬التي‭ ‬حرق‭ ‬فيها‭ ‬المستوطنون‭ ‬أسرة‭ ‬دوابشة‭ ) ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬عمل‭ ‬إرهابي‭ ‬؟‭ ‬فأجاب‭ ‬بالنفي‭ ‬،‭ ‬وسئل‭ ‬كذلك‭ ‬،‭ ‬هل‭ ‬باروخ‭ ‬غولدشتاين‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬ارتكب‭ ‬مجزرة‭ ‬الحرم‭ ‬الابراهيمي‭ ‬الشريف‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬،‭ ‬إرهابي‭ ‬؟‭ ‬فأجاب‭ ‬،‭ ‬كلا‭ ‬ليس‭ ‬إرهابيًا‭ ‬،‭ ‬وهل‭ ‬عامي‭ ‬بوبر‭ – ‬منفذ‭ ‬مجزرة‭ ‬عيون‭ ‬قارة‭ ‬–‭ ‬إرهابي‭ ‬؟‭ ‬فكان‭ ‬جوابه‭ ‬لا‭. ‬إنه‭ ‬إنسان‭ ‬مؤمن

وفي‭ ‬الحرب‭ ‬الوحشية‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬،‭ ‬شاع‭ ‬استحضار‭ ‬‮«‬‭ ‬مبدأ‭ ‬كاهانا‭ ‬‮«‬‭ ‬للانتقام‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القادة‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ . ‬ففي‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭ ‬أعلن‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬عام‭ ‬،‭ ‬“عليك‭ ‬أن‭ ‬تتذكر‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬عماليق‭ ‬بك،‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬كتابنا‭ ‬المقدس‭. ‬ونحن‭ ‬نتذكره‭.‬›‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬توضيح‭ ‬دلالات‭ ‬إشارة‭ ‬نتنياهو‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬‭ ‬عماليق‭ ‬‮«‬‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لوزير‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يوآف‭ ‬غالانت‭ : ‬‮«‬‭ ‬نحن‭ ‬نقاتل‭ ‬حيوانات‭ ‬بشرية‭ ‬ونتصرف‭ ‬وفقاً‭ ‬لذلك‭. ‬سوف‭ ‬نزيل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وسوف‭ ‬يندمون‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬‭ . ‬لقد‭ ‬أدلى‭ ‬القادة‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬التصريحات‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬المتطابق‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الحرب،‭ ‬وقد‭ ‬تحققت‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ .‬

هذه‭ ‬الأيام‭ ‬كثيرة‭ ‬هي‭ ‬الأيادي‭ ‬الملطخة‭ ‬بالدم‭ ‬وكثيرون‭ ‬هم‭ ‬المتعطشون‭ ‬لسفك‭ ‬اللدماء‭ ‬في‭ ‬اسرائيل‭ . ‬ايتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬وبتسلئيل‭ ‬سموتريتش‭ ‬نموذجان‭ ‬لقومية‭ ‬وهمية‭ ‬ومتعالية‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬غابة‭ ‬تيار‭ ‬عنصري‭ ‬يدعي‭ ‬التفوق‭ ‬العرقي‭ ‬وحولهما‭ ‬زعماء‭ ‬قاماتهم‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬العشب‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬ونساء‭ . ‬الأول‭ ‬لا‭ ‬يكتفي‭ ‬بتغليب‭ ‬حرية‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬للمستوطنين‭ ‬على‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬الحركة‭ ‬والحياة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬بل‭ ‬يذهب‭ ‬في‭ ‬فاشيته‭ ‬ابعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ويقوم‭ ‬بتسليح‭ ‬المستوطنين‭ ‬ويدعوهم‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬الزناد‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬‮«‬‭ ‬مثيري‭ ‬الشغب‭ ‬،‭ ‬راجمي‭ ‬الحجارة‭ ‬‮«‬‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬،‭ ‬والثاني‭ ‬لا‭ ‬يكتفي‭ ‬بالدعوة‭ ‬لفصل‭ ‬المرأة‭ ‬العربية‭ ‬عن‭ ‬اليهودية‭ ‬أثناء‭ ‬الولادة‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬بل‭ ‬يذهب‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بالدعوة‭ ‬الى‭ ‬محو‭ ‬بلدة‭ ‬حواره‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الاحوال‭ ‬وضع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أمام‭ ‬خيارت‭ ‬ثلاثة‭ ‬،‭ ‬إما‭ ‬العيش‭ ‬كأغيار‭ ‬مسلوبي‭ ‬الحقوق‭ ‬في‭ ‬دولته‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬النهر‭ ‬الى‭ ‬البحر‭ ‬أو‭ ‬الهجرة‭ ‬الى‭ ‬الخارج‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬التسهيلات‭ ‬أو‭ ‬يقوم‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬بتصفية‭ ‬الحساب‭ ‬معهم‭ ‬بالقوة‭ . ‬زوجته‭ ‬فرويتل‭ ‬سموتريتش‭ ‬كانت‭ ‬اكثر‭ ‬وضوحا‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬تظهير‭ ‬الصورة‭ ‬حين‭ ‬قالت‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬رافي‭ ‬ريشف‭ ‬في‭ ‬القناة‭ ‬العاشرة‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬إنها‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬مستعدة‭ ‬لأن‭ ‬تولدها‭ ‬قابلة‭ ‬عربية‭ ‬،‭ ‬فهي‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬لحظة‭ ‬الولادة‭ ‬لحظة‭ ‬طاهرة‭ ‬،‭ ‬يهودية‭ ‬،‭ ‬لدرجة‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يبرر‭ ‬تدنيسها‭ ‬بأيادي‭ ‬عربية‭ .‬

هذه‭ ‬العقلية‭ ‬المريضة‭ ‬تجد‭ ‬لها‭ ‬انعكاسا‭ ‬واضحا‭ ‬في‭ ‬حصيلة‭ ‬الحرب‭ ‬الوحشية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ . ‬ضحاياها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬42‭ ‬الف‭ ‬شهيد‭ ‬وصلوا‭ ‬الى‭ ‬المستشفيات‭ ‬منهم‭ ‬17‭ ‬الف‭ ‬طفل‭ ‬ز‭ ‬12‭ ‬الفا‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬بينهم‭ ‬نحو‭ ‬900‭ ‬من‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬،‭ ‬نحو‭ ‬90‭ ‬الفا‭ ‬من‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬واكثر‭ ‬من‭ ‬175‭ ‬صحفيا‭ ‬ونحو‭ ‬مئة‭ ‬الف‭ ‬جريح‭ ‬ومصاب‭ . ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬تم‭ ‬استهداف‭ ‬177‭ ‬مركزا‭ ‬للإيواء‭ ‬،‭ ‬وتم‭ ‬تدمير‭ ‬نحو‭ ‬200‭ ‬مقرا‭ ‬حكوميا‭ ‬ونحو‭ ‬125‭ ‬مدرسة‭ ‬و‭ ‬5‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬6‭ ‬جامعات‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬تم‭ ‬تدميرها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬أو‭ ‬جزئي‭ ‬منها‭ ‬3‭ ‬جامعات‭ ‬تم‭ ‬تدميرها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬واكثر‭ ‬من‭ ‬600‭ ‬مسجد‭ ‬وثلاث‭ ‬كنائس‭ ‬وخرج‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬34‭ ‬مستشفى‭ ‬و‭ ‬80‭ ‬مركزا‭ ‬صحيا‭ ‬عن‭ ‬الخدمة‭ ‬وتم‭ ‬تدمير‭ ‬206‭ ‬مواقع‭ ‬أثرية‭ ‬وتراثية‭ ‬ونحو‭  ‬3130‭ ‬كلم‭ ‬من‭ ‬شبكات‭ ‬الكهرباء‭ ‬و‭ ‬34‭ ‬منشأة‭ ‬وملعبا‭ ‬وصالة‭ ‬رياضية‭ ‬و‭ ‬700‭ ‬بئر‭ ‬مياه‭ ‬وإخراجها‭ ‬عن‭ ‬الخدمة‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬فقد‭ ‬اقترب‭ ‬عدد‭ ‬الشهداء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭  ‬700‭ ‬شهيدا‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭ ‬عدا‭ ‬عن‭ ‬تدمير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المخيمات‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬محافظات‭ ‬جنين‭ ‬وطولكرم‭ ‬ونابلس‭ ‬وطوباس‭ . ‬

هذه‭ ‬الحصيلة‭ ‬توضح‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬فاشية‭ ‬ظلامية‭ ‬تتحول‭ ‬بتصميم‭ ‬الى‭ ‬نازية‭ ‬عارية‭ ‬محمولة‭ ‬على‭ ‬موجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الكراهية‭ ‬العمياء‭ ‬لعماليق‭ ‬العصر‭ ‬،‭ ‬حسب‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬ووزير‭ ‬حربه‭ ‬يوآف‭ ‬غالنت‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬والزعماء‭ ‬في‭ ‬اسرائيل‭ ‬،‭ ‬الذين‭ ‬يشاغلون‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬‭ ‬مخطوفين‭ ‬‮«‬‭ ‬وينفخون‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬‮«‬‭ ‬بوق‭ ‬الانتقام‭ ‬‮«‬‭ ‬من‭ ‬العماليق‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬يغيب‭ ‬عنها‭ ‬العقل‭ . ‬قليلة‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬نادرة‭ ‬في‭ ‬اسرائيل‭ ‬هي‭ ‬الاصوات‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬تدرك‭ ‬عمق‭ ‬الهوة‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬انحدرت‭ ‬اليها‭ ‬الاحزاب‭ ‬الصهيونية‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬تلاوينها‭ ‬،‭ ‬هوة‭ ‬السقوط‭ ‬في‭ ‬انحدار‭ ‬ضحايا‭ ‬النازية‭ ‬الى‭ ‬نازيين‭ ‬جدد‭ . ‬الاصوات‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬هذا‭ ‬السقوط‭  ‬المتسارع‭ ‬،‭ ‬هي‭ ‬حالات‭ ‬استثنائية‭ ‬،‭ ‬كحالة‭ ‬رئيس‭ ‬الكنيست‭ ‬الأسبق‭ ‬ابراعام‭ ‬بورغ‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬آذار‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬مقالا‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬‭ ‬هارتس‭  ‬كسر‭ ‬فيه‭ ‬الصمت‭ . ‬‮«‬‭ ‬هناك‭ ‬نازية‭ ‬يهودية‭ ‬تحكم‭ ‬في‭ ‬اسرائيل‭ ‬‮«‬‭ ‬في‭ ‬اشارة‭ ‬الى‭ ‬الحكومة‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬الحالية‭ ‬‮«‬‭ ‬يقودها‭ ‬زعماء‭ ‬يؤمنون‭ ‬بعقيدة‭ ‬العرق‭ ‬اليهودي‭ ‬والتفوق‭ ‬اليهودي‭ ‬،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬النازية‭ ‬الألمانية‭ ‬‮«‬‭ . ‬حسب‭ ‬ابراهام‭ ‬بورغ‭ ‬فإن‭ ‬نتنياهو‭ ‬يقود‭ ‬تحالفا‭ ‬من‭ ‬أحزاب‭ ‬تستند‭ ‬الى‭ ‬نفس‭ ‬منطلقات‭ ‬الحزب‭ ‬النازي‭ ‬الألماني‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يمجد‭ ‬القومية‭ ‬الألمانية‭ ‬باعتبارها‭ ‬قيمة‭ ‬عليا‭ ‬تعلو‭ ‬جميع‭ ‬القيم‭ ‬ويروج‭ ‬لعقيدة‭ ‬العرق‭ ‬الآري‭ ‬وتفوقه‭ ‬على‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الأعراق‭ ‬،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬قادة‭ ‬أحزاب‭ ‬الصهيونية‭ ‬الدينية‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الليكود‭ ‬،‭ ‬الذين‭ ‬يتشاركون‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬الدولة‭ .‬