دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية: ندعو الأونروا لوضع خطة طوارئ تدعم صمود اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم وتجمعاتهم، وتلبي احتياجاتهم الأساسية

أغسطس 27, 2024

أعلنت‭ ‬الأونروا‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬آب‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري،‭ ‬عن‭ ‬جاهزيتها‭ ‬وخطة‭ ‬الطوارئ‭ ‬أعدتها‭ ‬وفقاً‭ ‬لإجراءات‭ ‬الدولة‭ ‬اللبنانية،‭ ‬شملت‭ ‬الخطة‭ ‬تجهيز‭ ‬‮١٢‬‭ ‬مركزاً‭ ‬لإيواء‭ ‬النازحين‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ،‭ ‬بقدرة‭ ‬استيعابية‭ ‬محدودة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تنسيق‭ ‬الجهود‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬لسد‭ ‬الفجوات‭ ‬في‭ ‬التمويل‭ ‬ضمن‭ ‬الإمكانات‭ ‬المتاحة‭.‬

إننا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نقدّر‭ ‬فيه‭ ‬جهود‭ ‬الأونروا،‭ ‬نسجل‭ ‬ملاحظتنا‭ ‬حول‭ ‬تركيز‭ ‬الخطة‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬تعاطيها‭ ‬الأولي‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬مراكز‭ ‬حماية‭ ‬للنازحين‭, ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬متفرقة‭ ‬في‭ ‬لبنان‭, ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المخيمات‭ ‬والتجمعات‭ ‬الفلسطينية‭, ‬وتعزيز‭ ‬صمودها‭ ‬ومتابعة‭ ‬قضاياها‭ ‬العالقة‭ ‬كصيانة‭ ‬تجمع‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬عين‭ ‬الحلوة‭ ‬وترميم‭ ‬المنازل‭ ‬التي‭ ‬تضررت‭ ‬بفعل‭ ‬الاشتباكات‭ ‬الداخلية‭, ‬واستكمال‭ ‬إعمار‭ ‬البارد‭ ‬والتعويض‭ ‬على‭ ‬العائلات‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الجديد‭ ‬منه‭.‬

إن‭ ‬معايير‭ ‬الأمان‭ ‬التي‭ ‬اعتمدتها‭ ‬الأونروا‭ ‬في‭ ‬خطتها‭ ‬تبدو‭ ‬متضاربة،‭ ‬فاعتبرت‭ ‬جميع‭ ‬مراكزها‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬غير‭ ‬آمنة،‭ ‬بينما‭ ‬أقرت‭ ‬الدولة‭ ‬اللبنانية‭ ‬مركز‭ ‬نبيه‭ ‬بري‭ ‬للتعليم‭ ‬التقني،‭ ‬الملاصق‭ ‬لمكتب‭ ‬لبنان‭ ‬الإقليمي‭ ‬للأونروا،‭ ‬كمركز‭ ‬إيواء،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬الأونروا‭ ‬لتجهيز‭ ‬أحد‭ ‬أقسامه‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭, ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬مراكز‭ ‬الحماية‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬عرضة‭ ‬للاستهداف‭ ‬المباشر‭ ‬كما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬التدابير‭ ‬والإجراءات‭ ‬الخاصة‭ ‬بتوفير‭ ‬الحقوق‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأساسية‭ ‬للاجئين‭ ‬الصامدين‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭ ‬غير‭ ‬واضحة،‭ ‬خصوصاً‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتأمين‭ ‬المياه،‭ ‬وتوفير‭ ‬المستلزمات‭ ‬الغذائية‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والإغاثية‭, ‬وخدمات‭ ‬الإنقاذ‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ‭. ‬كذلك،‭ ‬لم‭ ‬تُقدّم‭ ‬الأونروا‭ ‬أي‭ ‬توضيحات‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬معالجة‭ ‬إشكاليات‭ ‬وصول‭ ‬موظفيها‭ ‬إلى‭ ‬أماكن‭ ‬عملهم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬الخطط‭ ‬البديلة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عُزلت‭ ‬المناطق‭ ‬أو‭ ‬قُطعت‭ ‬الطرقات،‭ ‬وكيفية‭ ‬ضمان‭ ‬الاستشفاء‭ ‬للمرضى‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬استمر‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬لنظام‭ ‬التعاقد،‭ ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬الأدوية‭ ‬لمرضى‭ ‬الأمراض‭ ‬المستعصية‭ ‬كالسرطان‭ ‬وغسيل‭ ‬الكلى؟؟‭!!.‬

إننا‭ ‬ندعو‭ ‬الأونروا‭ ‬لتوفير‭ ‬موازنات‭ ‬مالية‭ ‬كافية‭ ‬تستجيب‭ ‬للتحديات‭, ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬السابقة‭ ‬عبر‭ ‬تعزيز‭ ‬اللامركزية‭ ‬في‭ ‬تخزين‭ ‬المستلزمات‭ ‬الصحية‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬ومنح‭ ‬صلاحيات‭ ‬أوسع،‭ ‬ولو‭ ‬مؤقتاً،‭ ‬لمدراء‭ ‬المناطق‭ ‬والمخيمات‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬البيروقراطية‭, ‬وتقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬نقدية‭ ‬طارئة‭ ‬وعاجلة‭ ‬لجميع‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

إن‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬والسيناريوهات‭ ‬المحتملة‭ ‬لأي‭ ‬عدوان‭ ‬تتطلب‭ ‬شراكة‭ ‬حقيقية‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬المؤسسات‭ ‬والهيئات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬المخيمات،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬طوارئ‭ ‬شاملة‭ ‬تتكامل‭ ‬فيها‭ ‬الأدوار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عقد‭ ‬اجتماع‭ ‬وطني‭ ‬تشارك‭ ‬فيه‭ ‬الأونروا،‭ ‬هيئة‭ ‬العمل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المشترك،‭ ‬المرجعيات‭ ‬اللبنانية،‭ ‬والجمعيات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬المخيمات،‭ ‬بهدف‭ ‬حماية‭ ‬شعبنا‭ ‬وتعزيز‭ ‬صموده‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬محاولات‭ ‬تصفية‭ ‬حقوقه‭ ‬الوطنية‭.‬