عملية يوم الأربعين

أغسطس 27, 2024

البيان‭ ‬الثالث‭ ‬بيان‭ ‬الحقيقة‭ ‬الساطعة،‭ ‬سردية‭ ‬المقاومة‭ ‬الصادقة‭ ‬التي‭ ‬أوفت‭ ‬بما‭ ‬وعدت‭ ‬به،‭ ‬بالرد‭ ‬المؤلم‭ ‬على‭ ‬استشهاد‭ ‬القائد‭ ‬الكبير‭ ‬فؤاد‭ ‬شكر،‭ ‬وعلى‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬الضاحية‭ ‬الجنوبية‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭ ‬شنت‭ ‬المقاومة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬فجر‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬الأحد‭ ‬25‭/ ‬8‭ ‬هجوماً‭ ‬جوياً‭ ‬بعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المسيرات‭ ‬والصواريخ‭ ‬نحو‭ ‬العمق‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬النجاح‭ ‬المؤكد‭ ‬في‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬أهدافها‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬قاعدة‭ ‬وثكنة‭ ‬عسكرية،‭ ‬تم‭ ‬استهدافها‭ ‬وإصابتها،‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬هدف‭ ‬عسكري‭ ‬إسرائيلي‭ ‬نوعي‭ ‬حدد‭ ‬صفاته‭ ‬وضوابطه‭ ‬البيان‭ ‬الثالث‭. ‬النجاح‭ ‬الآخر‭ ‬للمقاومة‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬إجراءات‭ ‬الحيطة‭ ‬والاستنفار‭ ‬الشامل،‭ ‬وأعلى‭ ‬درجات‭ ‬الجهوزية،‭ ‬وادعاءات‭ ‬قادة‭ ‬العدو‭ ‬بسيطرة‭ ‬جيشهم‭ ‬ووسائط‭ ‬دفاعه‭ ‬الجوي‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الميداني‭ ‬لإفشال‭ ‬عملية‭ ‬الرد،‭ ‬ومنعها‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها،‭ ‬نجاح‭ ‬للمقاومة‭ ‬تحقق‭ ‬رغم‭ ‬الحشود‭ ‬العسكرية‭ ‬الأميركية،‭ ‬وتقديمها‭ ‬المساعدة‭ ‬غير‭ ‬المحدودة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بالسلاح‭ ‬والمعلومات‭.‬

في‭ ‬البيان‭ ‬الأول‭ ‬قال‭ ‬الحزب‭ ‬إن‭ ‬عمليته‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬يوم‭ ‬الأربعين‮»‬‭ ‬‮«‬‭ ‬أربعين‭ ‬الحسين‭ ‬سيد‭ ‬الشهداء‮»‬‭ ‬بدأ‭ ‬الهجوم‭ ‬الجوي‭ ‬بعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬‏المسيّرات‭ ‬نحو‭ ‬العمق‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وباتجاه‭ ‬هدف‭ ‬عسكري‭ ‬إسرائيلي‭ ‬نوعي‭ ‬سيعلن‭ ‬عنه‭ ‬لاحقا‭. ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬وبالتزامن‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬استهداف‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬وثكنات‭ ‬العدو،‭ ‬ومنصات‭ ‬القبة‭ ‬الحديدية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬‏فلسطين‭ ‬المحتلة‭ ‬بعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الصواريخ،‭ ‬وسيُصدر‭ ‬بياناً‭ ‬تفصيلياً‭ ‬بشأن‭ ‬مجرياتها‭ ‬وأهدافها‭.‬

وفي‭ ‬بيان‭ ‬ثانٍ‭ ‬قال‭ ‬الحزب،‭ ‬إن‭ ‬عدد‭ ‬الصواريخ‭ ‬التي‭ ‬أُطلقت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬تجاوزت‭ ‬320‭ ‬صاروخا‭ ‬تجاه‭ ‬مواقع‭ ‬العدو‭ ‬طالت‭ ‬11‭ ‬قاعدة‭ ‬وثكنة‭ ‬عسكرية،‭ ‬تم‭ ‬استهدافها‭ ‬وإصابتها‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭ ‬والجولان‭ ‬السوري‭ ‬المحتل،‭ ‬معلناً‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬اغتيال‭ ‬شكر‭.‬

وفي‭ ‬البيان‭ ‬الثالث‭ ‬اتضحت‭ ‬الصورة‭ ‬الكاملة‭ ‬لعملية‭ ‬يوم‭ ‬الأربعين،‭ ‬فكان‭ ‬النجاح‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬المعركة‭ ‬الإعلامية،‭ ‬حيث‭ ‬تبين‭ ‬صدق‭ ‬المقاومة‭ ‬وكذب‭ ‬نتنياهو‭ ‬المنافق،‭ ‬وخداعه‭ ‬لجمهوره‭. ‬واتضحت‭ ‬سرديته‭ ‬الخائبة،‭ ‬حين‭ ‬أعلن‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬قد‭ ‬شنّ‭ ‬ضربات‭ ‬واسعة‭ ‬استباقية‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭ ‬لإحباط‭ ‬هجوم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬حزب‭ ‬الله،‭ ‬وأن100‭ ‬طائرة‭ ‬حربية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬شنّت‭ ‬غارات،‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬هدف‭ ‬بجنوب‭ ‬لبنان،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬ونجحت‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬المسيرات‭ ‬إلى‭ ‬أهدافها‭.‬

كما‭ ‬نجحت‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬التحضير‭ ‬لعملية‭ ‬الرد،‭ ‬فأحسنت‭ ‬التوقيت‭ ‬واختيار‭ ‬الأهداف‭ ‬المنتقاة،‭ ‬ووضعت‭ ‬ضوابط‭ ‬وعناوين‭ ‬بعد‭ ‬دراسة‭ ‬وحكمة‭ ‬وتأنٍ،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استشهاد‭ ‬مدنيين‭ ‬لبنانيين‭ ‬في‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المقاومة‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬الهدف‭ ‬مدنياً،‭ ‬لتكريس‭ ‬معادلة‭ ‬هي‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬اللبنانيين‭ ‬وتجنيبهم‭ ‬أي‭ ‬عدوان‭ ‬يلحق‭ ‬بهم‭. ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الهدف‭ ‬عسكرياً‭ ‬له‭ ‬صلة‭ ‬بعمليات‭ ‬الاغتيال،‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬ترتبط‭ ‬بالمخابرات‭ ‬العسكرية‭ ‬أو‭ ‬بسلاح‭ ‬الجو‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الهدف‭ ‬العسكري‭ ‬قريباً‭ ‬من‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬لما‭ ‬لهذا‭ ‬العمق‭ ‬داخل‭ ‬الكيان‭ ‬من‭ ‬رمزية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالسيادة‭ ‬وما‭ ‬يسمى‭ ‬بالمنعة‭ ‬والسياج‭ ‬الأمني‭ ‬المتين‭. ‬

وقع‭ ‬الاختيار‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬8200‭ ‬وحدة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وهي‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬التجسس‭ ‬الإلكتروني‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬جمع‭ ‬الإشارة،‭ ‬والتنصت‭ ‬وفك‭ ‬الشفرة‭. ‬وجمع‭ ‬المعلومات،‭ ‬وهي‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬قيادة‭ ‬الحرب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬ومسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تحديد‭ ‬بنك‭ ‬الأهداف،‭ ‬وتقوم‭ ‬بالحرب‭ ‬النفسية‭ ‬والتضليل‭. ‬الموقع‭ ‬ركن‭ ‬أساسي‭ ‬للقوة‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأدوار‭ ‬التي‭ ‬يضطلع‭ ‬بها‭ ‬هذا‭ ‬الموقع‭ ‬تبين‭ ‬مدى‭ ‬لأهميته‭ ‬ومعنى‭ ‬اختيار‭ ‬المقاومة‭ ‬له‭ ‬لاستهدافه،‭ ‬والرمزية‭ ‬الكامنة‭ ‬وراء‭ ‬اختياره‭ ‬كهدف‭ ‬أساسي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأهداف‭ ‬الفرعية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الاستخبارات‭ ‬العسكرية‭ ‬‮«‬أمان‮»‬‭ ‬ذو‭ ‬صلة‭ ‬بعملية‭ ‬اغتيال‭ ‬فؤاد‭ ‬شكر‭.‬

ما‭ ‬رسائل‭ ‬هذا‭ ‬الاستهداف؟‭. ‬

هي‭ ‬رسائل‭ ‬موجهة‭ ‬للأميركي‭ ‬والإسرائيلي‭ ‬تحمل‭ ‬بعداً‭ ‬سياسياً‭ ‬واستراتيجياً،‭ ‬فقد‭ ‬أتت‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬استنفار‭ ‬الأساطيل‭ ‬الأميركية،‭ ‬ورئيس‭ ‬أركان‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لحماية‭ ‬اسرائيل‭ ‬وليس‭ ‬لخفض‭ ‬التصعيد،‭ ‬ولو‭ ‬كانوا‭ ‬يريدون‭ ‬خفض‭ ‬التصعيد‭ ‬لوجب‭ ‬ردع‭ ‬نتنياهو‭ ‬وإيقاف‭ ‬حربه‭ ‬الاجرامية‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬كان‭ ‬الظن‭ ‬أنها‭ ‬حشد‭ ‬الأساطيل‭ ‬والغواصات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬الحربية‭ ‬والتهديد‭ ‬بالحرب‭ ‬المفتوحة،‭ ‬ستردع‭ ‬المقاومة‭ ‬عن‭ ‬الرد‭ ‬الموعود،‭ ‬لكن‭ ‬الرد‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المقاومة‭ ‬سيدة‭ ‬نفسها‭ ‬لا‭ ‬تخضع‭ ‬للضغوطات‭ ‬التي‭ ‬مورست‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬القريب‭ ‬والبعيد‭. ‬إن‭ ‬الرسالة‭ ‬الأهم‭ ‬هي‭ ‬رسالة‭ ‬قوة،‭ ‬فالمشهد‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬شجاعة‭ ‬المقاومة‭ ‬ومن‭ ‬يؤيدها‭ ‬ويساندها‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬التهويل‭ ‬الأميركي،‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬صلابة‭ ‬المقاومة‭ ‬صمودها‭ ‬اتقانها‭ ‬حضورها‭ ‬بمقابل‭ ‬مشهد‭ ‬الرعب‭ ‬في‭ ‬الكيان،‭ ‬إن‭ ‬الزمن‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬اسرائيل‭ ‬تحدد‭ ‬فيه‭ ‬البداية‭ ‬والنهاية‭ ‬قد‭ ‬فات‭ ‬وولى‭ ‬بلا‭ ‬رجعة،‭ ‬فالحرب‭ ‬إذا‭ ‬بدأت‭ ‬فلا‭ ‬يستطيع‭ ‬من‭ ‬بدأها‭ ‬أن‭ ‬ينهيها،‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬من‭ ‬يبدأها‭ ‬تحديد‭ ‬رد‭ ‬المقاومة‭ ‬ومداه‭ ‬وقوته‭.‬

مقابل‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬المقاومة‭ ‬نلمس‭ ‬الإخفاق‭ ‬والفشل‭ ‬الاستخباراتي‭ ‬والعسكري‭ ‬والإعلامي،‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬فيه‭ ‬العدو،‭ ‬فقد‭ ‬ثبت‭ ‬كذب‭ ‬قادة‭ ‬العدو‭ ‬أن‭ ‬جيشهم‭ ‬قام‭ ‬بعمل‭ ‬استباقي،‭ ‬فحمى‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬ومواقعه‭ ‬الحيوية‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تصاب‭ ‬بأي‭ ‬أذى،‭ ‬ولو‭ ‬افترضنا‭ ‬أنه‭ ‬استباقي،‭ ‬فهو‭ ‬لم‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬إطلاق‭ ‬الصواريخ،‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬المجاهدين‭ ‬ولا‭ ‬المقاتلين،‭ ‬كل‭ ‬مرابط‭ ‬المسيرات‭ ‬عملت،‭ ‬والمسيرات‭ ‬عبرت‭ ‬الحدود‭ ‬اللبنانية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬باتجاه‭ ‬الأهداف‭ ‬المحددة،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬القصف‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬عدواناً‭ ‬وليس‭ ‬عملية‭ ‬استباقية‭ ‬لم‭ ‬يرتق‭ ‬أي‭ ‬شهيد،‭ ‬وانجزت‭ ‬العملية‭ ‬كما‭ ‬خطط‭ ‬لها‭ ‬بدقة،‭ ‬وكل‭ ‬العملية‭ ‬بمرحلتيها‭ ‬تمت‭ ‬بنجاح‭. ‬

شارك‭ ‬نتنياهو‭ ‬منذ‭ ‬الصباح‭ ‬برواية‭ ‬سردية‭ ‬العدو‭ ‬شخصياً‭ ‬وباسم‭ ‬الجيش،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أنهم‭ ‬اكتشفوا‭ ‬العملية‭ ‬وقاموا‭ ‬بعمل‭ ‬استباقي،‭ ‬وأفشلوا‭ ‬العملية‭ ‬واحتفلوا‭ ‬بنجاحهم،‭ ‬هذه‭ ‬السردية‭ ‬تحفل‭ ‬بالأكاذيب،‭ ‬صرحوا‭ ‬بأرقام،‭ ‬ثم‭ ‬بدأوا‭ ‬بتعديلها‭ ‬وتصحيح‭ ‬بعض‭ ‬المعطيات‭ ‬قبل‭ ‬الساعة‭ ‬السادسة،‭ ‬كان‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬8000‭ ‬صاروخ‭ ‬ومسيرة،‭ ‬ثم‭ ‬نزلوا‭ ‬إلى‭ ‬6000‭ ‬من‭ ‬الصواريخ‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬البالستية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬ثم‭ ‬صححوا‭ ‬بعد‭ ‬الظهر‭ ‬أنها‭ ‬قصيرة‭ ‬المدى،‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬ارتبالك‭ ‬العدو‭ ‬وفشله‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬معلومات‭ ‬استخباراتية‭ ‬لديه‭. ‬

لماذا‭ ‬تأخر‭ ‬الرد؟‭. ‬ذكر‭ ‬السيد‭ ‬حسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬التريث‭:‬

•‭ ‬حجم‭ ‬الاستنفار‭ ‬الأمني‭ ‬والاستخباراتي‭ ‬البري‭ ‬الجوي‭ ‬الأميركي‭ ‬والإسرائيلي،‭ ‬والاستعجال‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الفشل‭.‬

•‭ ‬التأخير‭ ‬كان‭ ‬عقاباً‭ ‬للعدو‭ ‬،‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬للاستنفار‭ ‬والتعب‭ ‬النفسي‭ ‬والمعنوي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والمالي‭  ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬وسيستمر‭.‬

•‭ ‬التأخير‭ ‬للدراسة‭ ‬والتشاور،‭ ‬هل‭ ‬يرد‭ ‬محور‭ ‬المقاومة‭ ‬كله‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬يتم‭ ‬الرد‭ ‬بشكل‭ ‬منفرد؟‭.‬

•‭ ‬إعطاء‭ ‬فرصة‭ ‬ووقت‭ ‬لمفاوضات‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬لأن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬التضحيات‭ ‬هو‭ ‬وقف‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة‭. ‬لكن‭ ‬المفاوضات‭ ‬طويلة‭ ‬وأفقها‭ ‬غير‭ ‬واضح،‭ ‬والأميركان‭ ‬غير‭ ‬جادين‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬لإنها‭ ‬تستطيع‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬اسرائيل‭ ‬لوقف‭ ‬العدوان‭. ‬يقول‭ ‬السيد‭ ‬حسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬التحدي‭ ‬رغم‭ ‬الاستنفار‭ ‬القائم،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬مصلحة‭ ‬للمقاومة‭ ‬بتأخير‭ ‬الرد‭. ‬

بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬تساءل‭ ‬السيد‭ ‬حسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭: ‬هل‭ ‬أقفل‭ ‬الملف؟‭.  ‬وقال‭: ‬نحن‭ ‬نتابع‭ ‬تكتم‭ ‬العدو‭ ‬عما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬القاعدتين،‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬غيليلوت،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬النتائج‭ ‬مرضية،‭ ‬سنعتبر‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬الرد‭ ‬قد‭ ‬تمت،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬النتيجة‭ ‬كافية‭ ‬سنحتفظ‭ ‬بحق‭ ‬الرد‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قادم،‭ ‬ما‭ ‬بدأناه‭ ‬سنكمله‭ ‬ان‭ ‬نتخلى‭ ‬عن‭ ‬إسناد‭ ‬غزة‭ ‬ولا‭ ‬عن‭ ‬مقدسات‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬التهديدات‭ ‬والتحديات‭ ‬والتهويلات‭ ‬والتضحيات‭. ‬