الانتخابات الأميركية ومؤتمر الحزب الديمقراطي

أغسطس 19, 2024

اليوم‭ ‬الاثنين‭ ‬19‭/‬8‭ ‬يبدأ‭ ‬انعقاد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬للحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الاميركي‭ ‬وحتى‭ ‬يوم‭ ‬الخميس،‭ ‬وأهم‭ ‬أعماله‭ ‬اختيار‭ ‬مندوبي‭ ‬الحزب‭ ‬رسمياً‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬مرشحة‭ ‬لمنصب‭ ‬الرئيس‭ ‬والنائب‭ ‬تيم‭ ‬والز‭ ‬حاكم‭ ‬ولاية‭ ‬مينيسوتا‭ ‬نائباً‭ ‬للرئيس‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقبلة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬دعم‭ ‬وكانت‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬المرشحة‭ ‬للرئاسة،‭ ‬عقب‭ ‬انسحاب‭ ‬بايدن‭ ‬وإعلانها‭ ‬عن‭ ‬ترشحها‭. ‬وقام‭ ‬رئيس‭ ‬المؤتمر،‭ ‬مينون‭ ‬مور،‭ ‬بتأكيد‭ ‬ترشيح‭ ‬هاريس‭ ‬ووالز‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أب‭/‬أغسطس‭ ‬الماضي‭.‬

سيجري‭ ‬مندوبو‭ ‬المؤتمر‭ ‬تصويتاً‭ ‬شكلياً‭ ‬في‭ ‬المؤتمر،‭ ‬وستقبل‭ ‬هاريس‭ ‬ترشيح‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬احتفال‭ ‬رسمي‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الختامي‭ ‬للمؤتمر،‭ ‬وتلقي‭ ‬هاريس‭ ‬كلمة‭ ‬قبول‭ ‬الترشيح‭ ‬الخميس‭ ‬أخر‭ ‬أيام‭ ‬المؤتمر‭ ‬متحدثةً‭ ‬عن‭ ‬رؤيتها‭ ‬ومضمون‭ ‬حملتها‭ ‬وعن‭ ‬اختيارها‭ ‬لنائبها‭ ‬تيم‭ ‬والز‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الثالث‭ ‬للمؤتمر‭. ‬وسيتضمن‭ ‬المؤتمر‭ ‬خطابات‭ ‬لقادة‭ ‬الحزب،‭ ‬بينهم‭ ‬بايدن‭ ‬والرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬باراك‭ ‬أوباما،‭ ‬وربما‭ ‬تطرق‭ ‬أحدهم‭ ‬إلى‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بما‭ ‬أنها‭ ‬القضية‭ ‬الساخنة،‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهلها،‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬سائر‭ ‬أنحاء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬المعمورة،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬الجمهور‭ ‬الأمريكي‭ ‬ويجلب‭ ‬أصواتهم‭ ‬الانتخابية‭ ‬هو‭ ‬الجوانب‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬البطالة‭ ‬وفرص‭ ‬العمل،‭ ‬ومستوى‭ ‬المعيشة،‭ ‬وتخفيض‭ ‬الضرائب،‭ ‬وسيحظى‭ ‬الاهتمام‭ ‬بأخطاء‭ ‬ترامب‭ ‬وسماته‭ ‬الشخصية‭ ‬المقززة‭ ‬بنصيب‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬كلماتهم،‭ ‬لأن‭ ‬حجب‭ ‬الأصوات‭ ‬الانتخابية‭ ‬عنه‭ ‬سيصب‭ ‬في‭ ‬مصلحتهم،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬تغييب‭ ‬آلام‭ ‬الشعوب‭ ‬وقضاياها،‭ ‬فإن‭ ‬كارثة‭ ‬غزة،‭ ‬التي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬صناعتها،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مسألة‭ ‬عابرة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬ستقترن‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‭ ‬بحق‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس،‭ ‬وسنسمع‭ ‬التصفيق‭ ‬الحار‭ ‬المبالغ‭ ‬به‭ ‬كما‭ ‬فعلوا‭ ‬عند‭ ‬إلقاء‭ ‬نتنياهو‭ ‬كلمته‭ ‬في‭ ‬الكونغرس‭. ‬

سيقوم‭ ‬مندوبو‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬للحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الاميركي‭ ‬بصياغة‭ ‬الأجندة‭ ‬الانتخابية‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬ويُتوقع‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬برنامجاً‭ ‬سياسياً‭ ‬للمرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬لأربع‭ ‬سنوات،‭ ‬يروّج‭ ‬لهاريس‭ ‬كمرشحة‭ ‬نصيرة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬وحامية‭ ‬لكيانها‭. ‬

حاز‭ ‬ترشيحها‭ ‬للرئاسة‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬أولية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭. ‬لكونها‭ ‬أكثر‭ ‬ندية‭ ‬في‭ ‬منافسة‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬وقد‭ ‬أشارت‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬انعقاد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬العام‭ ‬للحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الذي‭ ‬سيعلن‭ ‬رسمياً‭ ‬مرشحته‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬تحقيق‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬تقدماً‭ ‬على‭ ‬ترامب‭ ‬تعزز‭ ‬حظوظها‭ ‬بالفوز‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقبلة،‭ ‬مما‭ ‬أثار‭ ‬مخاوف‭ ‬ترامب‭ ‬الطامح‭ ‬للحكم،‭ ‬فواجه‭ ‬تقدم‭ ‬هاريس‭ ‬بالانتقادات‭ ‬الشخصية‭. ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬التوقعات‭ ‬بفوزه‭ ‬على‭ ‬منافسه‭ ‬المرشح‭ ‬بايدن،‭ ‬بعد‭ ‬مناظرته‭ ‬مع‭ ‬المرشح‭ ‬الجمهوري‭ ‬دونالد‭ ‬ترمب‭. ‬وصف‭ ‬أداء‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬حزيران‭/‬يونيو‭ ‬الماضي‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬كارثياً‭ ‬في‭ ‬​​المناظرة‭. ‬

وفي21‭ ‬تموز‭/ ‬يوليو‭ ‬2024،‭ ‬انسحب‭ ‬بايدن‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬إعادة‭ ‬انتخابه،‭ ‬كونه‭ ‬أنه‭ ‬طاعن‭ ‬في‭ ‬السن،‭ ‬واختار‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬خلفاً‭ ‬له،‭ ‬مما‭ ‬وسّع‭ ‬القاعدة‭ ‬الانتخابية‭ ‬للحزب‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬وأعاد‭ ‬ترميمها،‭ ‬وقد‭ ‬توقع‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬تصاعد‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وازدياد‭ ‬أعداد‭ ‬الشهداء‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬ربما‭ ‬يقسّم‭ ‬المعسكر‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬لكن‭ ‬ظهر‭ ‬هذا‭ ‬الشرخ‭ ‬غير‭ ‬ذا‭ ‬أهمية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬إلا‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬كبداية‭ ‬لتحول‭ ‬حقيقي‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تجاه‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين،‭ ‬التنبؤ‭ ‬به‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الكونغرس‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬الشارع‭ ‬والجامعات‭ ‬الأميركية،‭ ‬فتزامناً‭ ‬مع‭ ‬انعقاد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬شيكاغو،‭ ‬تنظم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬250‭ ‬منظمة‭ ‬مظاهرات‭ ‬وتجمعات‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬شيكاغو‭ ‬الأميركية،‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مقر‭ ‬انعقاد‭ ‬المؤتمر‭ ‬للمطالبة‭ ‬بوقف‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وإنهاء‭ ‬دعم‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬ودعوة‭ ‬هاريس‭ ‬إلى‭ ‬توضيح‭ ‬موقفها‭ ‬من‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬البعض‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬مقارنتها‭ ‬ببايدن‭ ‬أو‭ ‬ترامب‭ ‬وهما‭ ‬الأسوأ‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الرئاسة‭ ‬الأميركية‭ ‬بخصوص‭ ‬سياستهما‭ ‬تجاه‭ ‬فلسطين‭ ‬وشعبها،‭ ‬أنها‭ ‬حاولت‭ ‬تحقيق‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التوازن‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل‭ ‬وفلسطين،‭ ‬وكانت‭ ‬متعاطفة‭ ‬أكثر‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬تصريحاتها،‭ ‬بشأن‭ ‬برنامجها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬أنها‭ ‬ستواصل‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬كل‭ ‬المؤشرات‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬تجاه‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ـــــــ‭ ‬إسرائيل‭ ‬لن‭ ‬يشهد‭ ‬تحولاً‭ ‬ملموساً‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬هاريس،‭ ‬فهي‭ ‬لم‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬التزامها‭ ‬الثابت‭ ‬تجاه‭ ‬‮«‬حق‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‮»‬،‭  ‬والذي‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ستستمر‭ ‬في‭ ‬تزويد‭ ‬إسرائيل‭ ‬بآلات‭ ‬ومعدات‭ ‬وقنابل‭ ‬الفتك‭ ‬التي‭ ‬يقتل‭ ‬بها‭ ‬الفلسطينيون،‭ ‬وصرحت‭ ‬بوضوح‭ ‬إنها‭ ‬لا‭ ‬تؤيد‭ ‬فرض‭ ‬حظر‭ ‬أسلحة‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وستبقى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬هي‭ ‬الداعم‭ ‬العسكري‭ ‬والسياسي‭ ‬الأكبر‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وأنها‭ ‬ستحرص‭ ‬دوماً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إسرائيل‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬ضد‭ ‬إيران‭ ‬والجماعات‭ ‬المدعومة‭ ‬منها‭. ‬وبعد‭ ‬اجتماع‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬وعدت‭ ‬هاريس‭ ‬بأنها‭ ‬لن‭ ‬تبقى‭ ‬صامتة‭ ‬إزاء‭ ‬المآسي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬الخاضع‭ ‬لحصار‭ ‬وقصف‭ ‬إسرائيلي‭ ‬متواصل‭ ‬منذ‭ ‬10‭ ‬أشهر‭. ‬وما‭ ‬تعاطفها‭ ‬مع‭ ‬الضحايا‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬إلا‭ ‬لكسب‭ ‬الأصوات‭ ‬الانتخابية‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬ميشيغان‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬عدداً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬المنحدرين‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬عربية،‭ ‬وتأمل‭ ‬الفوز‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭/ ‬نوفمبر‭ ‬ضد‭ ‬المرشح‭ ‬الجمهوري‭ ‬ترامب،‭ ‬كما‭ ‬تأمل‭ ‬كسب‭ ‬أصوات‭ ‬الناشطين‭ ‬من‭ ‬المعارضين‭ ‬للحرب‭ ‬العدوانية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬استاؤوا‭ ‬وغضبوا‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬إسرائيل‭ ‬بنهجها‭ ‬العدواني‭ ‬الوحشي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمت‭ ‬إلى‭ ‬الإنسانية‭ ‬بصلة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬تستغل‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬قابلها‭ ‬بمنافس‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬التطرف‭ ‬والعداء‭ ‬لفلسطين‭ ‬وشعبها،‭ ‬ففي‭ ‬ديترويت،‭ ‬خلال‭ ‬تجمع‭ ‬انتخابي‭ ‬قاطع‭ ‬نشطاء‭ ‬مؤيدون‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬هاريس،‭ ‬وهم‭ ‬يهتفون‭: ‬لن‭ ‬نصوت‭ ‬لإبادة‭ ‬جماعية‭!. ‬فردّت‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬كنتم‭ ‬تريدون‭ ‬أن‭ ‬يفوز‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬فاستمروا‭ ‬في‭ ‬قول‭ ‬ذلك‭. ‬وإلا‭ ‬فدعوني‭ ‬أتحدث‮»‬‭.‬

لقد‭ ‬مارس‭ ‬بايدن‭ ‬الخداع،‭ ‬وعلّق‭ ‬شحنة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬القنابل‭ ‬الثقيلة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬إنها‭ ‬مخاوف‭ ‬على‭ ‬المدنيين،‭ ‬لم‭ ‬يؤثر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬ترسانة‭ ‬السلاح‭ ‬التي‭ ‬تملكها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬تتأثر‭ ‬عاود‭ ‬ضخ‭ ‬الأسلحة‭ ‬والقنابل،‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬تقتل‭ ‬بها‭ ‬المدنيين،‭ ‬فهل‭ ‬نصدق‭ ‬الآن‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس؟‭. ‬وماذا‭ ‬فعلت‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬هل‭ ‬اعترضت؟‭. ‬أو‭ ‬صرحت؟‭. ‬قالت‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬2‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭ / ‬ديسمبر‭ ‬2023‭: ‬‮«‬إنه‭ ‬بينما‭ ‬تدعم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأهداف‭ ‬العسكرية‭ ‬المشروعة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فإن‭ ‬معاناة‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬مرتفعة‭ ‬للغاية‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬أهداف‭ ‬مشروعة‭ ‬تتحدث‭ ‬عنها‭ ‬هاريس؟‭. ‬منازل‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬البنى‭ ‬التحتية،‭ ‬المشافي‭ ‬والمدارس،‭ ‬ومقومات‭ ‬الحياة،‭ ‬أم‭ ‬أطفال‭ ‬ونساء‭ ‬غزة‭.‬

تقول‭: ‬‮«‬تدافع‭ ‬إسرائيل‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭!!!!. ‬والمهم‭ ‬كيف‭ ‬تدافع‭. ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬واضحة‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيه‭: ‬يجب‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي‮»‬‭!!!! ‬كأنها‭ ‬لم‭ ‬تسمع‭ ‬عن‭ ‬قرار‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬وموقف‭ ‬واشنطن‭ ‬منه‭. ‬ثم‭ ‬تعترف‭: ‬‮«‬قُتل‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الأبرياء‭. ‬بصراحة،‭ ‬حجم‭ ‬معاناة‭ ‬المدنيين،‭ ‬والصور‭ ‬ومقاطع‭ ‬الفيديو‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬غزة،‭ ‬مدمرة‭. ‬إنه‭ ‬أمر‭ ‬مفجع‭ ‬حقاً‮»‬‭. ‬لكن‭ ‬الفيتو‭ ‬والموقف‭ ‬اللإنساني‭ ‬الأميركي‭ ‬مفجع‭ ‬أكثر‭.‬

وتابعت‭: ‬‮«‬بينما‭ ‬تواصل‭ ‬إسرائيل‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬نعتقد‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬المزيد‭ ‬لحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬الأبرياء‮»‬‭. ‬وماذا‭ ‬بعد؟‭. ‬وإسرائيل‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة،‭ ‬وقتل‭ ‬المدنيين،‭ ‬وتزداد‭ ‬مجازرها‭ ‬وحشية،‭ ‬ولا‭ ‬تريد‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬فما‭ ‬دور‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬الصمت‭ ‬أو‭ ‬الكذب‭ ‬وتحميل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مسؤولية‭ ‬مجازرهم‭ ‬بحق‭ ‬أنفسهم‭. ‬

وقالت‭ ‬هاريس‭ ‬للصحفيين‭: ‬‮«‬إنها‭ ‬والرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬يجريان‭ ‬بالفعل‭ ‬مناقشات‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬وشركائهم‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬حول‭ ‬الشكل‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يبدو‭ ‬عليه‭ ‬المسار‭ ‬المستقبلي‭ ‬لغزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‮»‬‭. ‬وهذا‭ ‬المسار‭ ‬المستقبلي‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مقاومة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬نظرها‭ ‬إرهاب،‭ ‬وليس‭ ‬حقاً‭ ‬مشروعاً‭ ‬في‭ ‬مقاومة‭ ‬الاحتلال‭.‬

وأوضحت‭: ‬‮«‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خمسة‭ ‬مبادئ‭ ‬توجه‭ ‬نهجها‭ ‬حالياً‭: ‬لا‭ ‬تهجير‭ ‬قسري‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬لا‭ ‬إعادة‭ ‬احتلال‭ ‬لغزة،‭ ‬لا‭ ‬حصار،‭ ‬لا‭ ‬تقليص‭ ‬في‭ ‬الأراضي،‭ ‬لا‭ ‬استخدام‭ ‬غزة‭ ‬كمنصة‭ ‬للإرهاب‮»‬‭. ‬أليس‭ ‬جعل‭ ‬غزة‭ ‬مكاناً‭ ‬غير‭ ‬صالح‭ ‬للعيش‭ ‬سبباً‭ ‬أساسياً‭ ‬للتهجير،‭ ‬بالتحديد‭ ‬التهجير‭ ‬القسري؟‭.‬

وقالت‭ ‬هاريس‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬ينتهي‭ ‬هذا‭ ‬الصراع،‭ ‬لن‭ ‬تتمكن‭ ‬حماس‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إسرائيل‭ ‬آمنة‭. ‬يحتاج‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬إلى‭ ‬أفق‭ ‬سياسي‭ ‬مفعم‭ ‬بالأمل،‭ ‬وفرصة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وحرية،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع‭ ‬متكاملة‭ ‬ومزدهرة‭. ‬وعلينا،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‮»‬‭. ‬

إسرائيل‭ ‬آمنة‭ ‬بنظرها،‭ ‬لكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬الفلسطينيين؟‭. ‬وهم‭ ‬المعتدى‭ ‬عليهم،‭ ‬وهم‭ ‬الأحوج‭ ‬إلى‭ ‬الأمن،‭ ‬ومازالت‭ ‬الإدارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬الأمني‭ ‬للسلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لحماية‭ ‬أمن‭ ‬إسرائيل‭ ‬وليس‭ ‬حماية‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬المستوطنين‭ ‬الذين‭ ‬سلحهم‭ ‬المتطرف‭ ‬بن‭ ‬غفير،‭ ‬في‭ ‬محادثاتها‭ ‬مع‭ ‬قادة‭ ‬عرب‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬مقترحات‭: ‬أهمها‭ ‬تعزيز‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬التابعة‭ ‬للسلطة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ولم‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬دولة‭ ‬ذات‭ ‬سيادة،‭ ‬فقد‭ ‬قالت‭: ‬تنشيط‭ ‬هيكل‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭.‬