وإن جاءكم الضم .. !

أغسطس 14, 2024

ليست‭ ‬المرة‭ ‬الاولى‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬فيها‭ ‬معلومات‭ ‬سياسية‭ ‬ودبلوماسية‭ ‬عن‭ ‬نية‭ ‬اسرائيل‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬او‭ ‬اجزاء‭ ‬واسعة‭ ‬منها‭. ‬فقد‭ ‬سبق‭ ‬لمسؤولين‭ ‬اسرائيليين‭ ‬وامريكيين‭ ‬ايضا‭ ‬ولحكومات‭ ‬اسرائيلية‭ ‬ان‭ ‬اعلنوا‭ ‬نيتهم‭ ‬فرض‭ ‬مخططات‭ ‬الضم‭ ‬بقوة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والاستيطان‭ ‬والتهجير‭. ‬

ومنذ‭ ‬ان‭ ‬احتلت‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزه‭ ‬وجزء‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬القدس،‭ ‬واسرائيل‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬الاجراءات‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬ما‭ ‬يكرس‭ ‬حقيقة‭ ‬الضم‭ ‬وفرض‭ ‬السيادة‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬على‭ ‬الضفة‭. ‬ورغم‭ ‬ان‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬كان‭ ‬يتحاشى‭ ‬الاعلان‭ ‬الصريح‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬لعدم‭ ‬استفزاز‭ ‬العالم‭ ‬باجراءات‭ ‬تتنافى‭ ‬مع‭ ‬كونه‭ ‬دولة‭ ‬احتلال،‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬اجراءات‭ ‬الاستيطان‭ ‬والتهويد‭ ‬والممارسات‭ ‬الاحتلالية‭ ‬اليومية‭ ‬كانت‭ ‬تشي‭ ‬ان‭ ‬اسرائيل‭ ‬تتعاطى‭ ‬مع‭ ‬اراضي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬باعتبارها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬اراضي‭ ‬‮«‬دولة‭ ‬اسرائيل‮»‬‭. ‬

ورغم‭ ‬ان‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬تبريرات‭ ‬من‭ ‬اتى‭ ‬باوسلو‭ ‬هي‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ووقف‭ ‬سرقة‭ ‬الارض‭ ‬لاغراض‭ ‬الاستيطان‭ ‬وغيرها،‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقات‭ ‬لم‭ ‬تغير‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬ان‭ ‬استراتيجية‭ ‬اسرائيل‭ ‬تجاه‭ ‬الاراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كانت‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬الضم‭ ‬وليس‭ ‬الانسحاب،‭ ‬بل‭ ‬انها‭ ‬استفادت‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقات‭ ‬لتفرض‭ ‬سياسة‭ ‬الامر‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬الاستيطان‭ ‬وتشريعه،‭ ‬إذ‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬المستوطنين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1990‭ ‬وحتى‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬من‭ ‬حوالي‭ ‬230‭ ‬الفا‭ ‬الى‭ ‬نحو‭ ‬مليون‭ ‬مستوطن‭.‬

يبدو‭ ‬واضحا‭ ‬ان‭ ‬مخطط‭ ‬الضم‭ ‬يشكل‭ ‬قاسما‭ ‬مشتركا‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الاحزاب‭ ‬السياسية،‭ ‬وان‭ ‬تبايت‭ ‬الاساليب‭ ‬واشكال‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المخطط،‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬الجميع‭ ‬يؤمنون‭ ‬بأن‭ ‬الاستيطان‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬هو‭ ‬‮«‬قيمة‭ ‬قومية‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬الدولة‭ ‬القومية‭ ‬لليهود‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬اقره‭ ‬الكنيست‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬واصبح‭ ‬مرجعية‭ ‬ملزمة‭ ‬لكافة‭ ‬الحكومات‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬القادمة‭. ‬ولا‭ ‬يختلف‭ ‬الموقف‭ ‬الرسمي‭ ‬الامريكي‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬الموقف‭ ‬الاسرائيلي،‭ ‬وان‭ ‬كانت‭ ‬المواقف‭ ‬الامريكية‭ ‬تتحاشى‭ ‬الموافقة‭ ‬علنا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المخطط،‭ ‬غير‭ ‬ان‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬مسؤول‭ ‬امريكي‭ ‬عبر‭ ‬صراحة‭ ‬‮«‬أن‭ ‬لاسرائيل‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬ضم‭ ‬‮«‬جزء‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬،‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬قاله‭ ‬السفير‭ ‬الامريكي‭ ‬في‭ ‬اسرائيل‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬كنموذج‭. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬صفقة‭ ‬القرن‭ ‬الامريكية‭ ‬لحظت‭ ‬ضم‭ ‬المستوطنات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ووضعها‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تحت‭ ‬عناوين‭ ‬‮«‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لن‭ ‬تعارض‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬القانون‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ليشمل‭ ‬مستوطنات‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬،‭ ‬رغم‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الامن‭ ‬الصادر‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬الذي‭ ‬‮«‬حث‭ ‬اسرائيل‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬نهاية‭ ‬للمستوطنات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‮»‬‭.‬

قانونيا،‭ ‬قدم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬في‭ ‬حزيران‭ ‬2020‭ ‬تقريرا‭ ‬حول‭ ‬مخططات‭ ‬الضم‭ ‬وتداعياتها‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ ‬كلاما‭ ‬مهما‭ ‬يستحق‭ ‬التوقف‭ ‬عنده‭ ‬والبناء‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الاطراف‭ ‬المعنية‭. ‬يقول‭ ‬التقرير‭ ‬في‭ ‬احدى‭ ‬فقراته‭ ‬‮«‬أن‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬هو‭ ‬مصدر‭ ‬انتهاكات‭ ‬بالغة‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وأي‭ ‬عملية‭ ‬ضم‭ ‬ستكون‭ ‬سببا‭ ‬للحروب‭ ‬والدمار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‮»‬،‭ ‬داعيا‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬تصبح‭ ‬المساءلة‭ ‬وإنهاء‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬أولوية‭ ‬فورية‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬‮«‬اتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬المساءلة‭ ‬‮ ‬لإلغاء‭ ‬الضم‭ ‬وإنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬والنزاع‭ ‬بشكل‭ ‬عادل‭ ‬ودائم‭..‬‮»‬‭.‬

رغم‭ ‬معرفة‭ ‬الجميع،‭ ‬من‭ ‬فلسطينيين‭ ‬وعربا‭ ‬ومجتمع‭ ‬دولي،‭ ‬ان‭ ‬سياسة‭ ‬الصمت‭ ‬على‭ ‬ممارسات‭ ‬اسرائيل‭ ‬ستقود‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الامر‭ ‬الى‭ ‬اعلان‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬صدّق‭ ‬او‭ ‬اقنع‭ ‬نفسه‭ ‬عنوة‭ ‬بامكانية‭ ‬تغيير‭ ‬مسار‭ ‬السياسات‭ ‬الاسرائيلية،‭ ‬سواء‭ ‬بالرهان‭ ‬على‭ ‬تدخل‭ ‬امريكي‭ ‬عايشنا‭ ‬نماذجه‭ ‬منذ‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬عقود‭ ‬وبات‭ ‬جليا‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الابادة‭ ‬التي‭ ‬تشن‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزه،‭ ‬او‭ ‬عبر‭ ‬استجداء‭ ‬مفاوضات‭ ‬كوسيلة‭ ‬وحيدة،‭ ‬رغم‭ ‬الادراك‭ ‬بأن‭ ‬اسرائيل‭ ‬غير‭ ‬معنية‭ ‬بأية‭ ‬عملية‭ ‬تفاوضية،‭ ‬وقد‭ ‬اعلنت‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬علني‭ ‬وصريح،‭ ‬وتأكد‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬اليمين‭ ‬الفاشي‭ ‬الحالية،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تؤمن‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بالمفاوضات‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بوجود‭ ‬شعب‭ ‬فلسطيني‭.. ‬وان‭ ‬اولويتها‭ ‬الاساسية‭ ‬هي‭ ‬تهيئة‭ ‬الارضية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مخطط‭ ‬الضم،‭ ‬ومن‭ ‬نماذج‭ ‬ذلك‭:‬

‭- ‬في‭ ‬ايار‭ ‬الماضي،‭ ‬الغت‭ ‬اسرائيل‭ ‬قرار‭ ‬فك‭ ‬الارتباط‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬ما‭ ‬سمح‭ ‬بعودة‭ ‬المستوطنين‭ ‬إلى‭ ‬4‭ ‬مستوطنات‭ ‬تم‭ ‬تفكيكها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬ويعطي‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬تعريفا‭ ‬جديدا‭ ‬للضفة‭ ‬باعتبارها‭ ‬اراض‭ ‬اسرائيلية‭ ‬يسري‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭ ‬الاسرائيلي،‭ ‬وبشكل‭ ‬اوضح‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المناطق‮ «‬ج‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تخضع‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬للسيطرة‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬وفقا‭ ‬لاتفاقات‭ ‬اوسلو‭.‬

‭- ‬في‭ ‬شهر‭ ‬تموز‭ ‬2024،‭ ‬تبنى‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬يقضي‭ ‬برفض‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬غرب‭ ‬نهر‭ ‬الأردن‭. ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬اي‭ ‬حكومة‭ ‬قادمة‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬اي‭ ‬عملية‭ ‬تفاوضية‭ ‬تكون‭ ‬نهايتها‭ ‬الاعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬وذات‭ ‬السيادة،‭ ‬ما‭ ‬ينسف‭ ‬الاساس‭ ‬المادي‭ ‬لأية‭ ‬عملية‭ ‬تفاوضة‭ ‬قادمة‭..‬

بالترافق‭ ‬مع‭ ‬القانون‭ ‬السابق،‭ ‬نقل‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬صلاحياته‭ ‬الى‭ ‬ادارة‭ ‬مدنية‭ ‬يشرف‭ ‬عليها‭ ‬ويقودها‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬سموتريتش‭. ‬ولعل‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬هو‭ ‬تسهيل‭ ‬منح‭ ‬المستوطنين‭ ‬تراخيص‭ ‬استيطانية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬بالضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬‮«‬ج‮»‬،‭ ‬اي‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تساوي‭ ‬مساحتها‭ ‬تقريبا‭ ‬ثلثي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬ستكون‭ ‬ساحة‭ ‬مستباحة‭ ‬للاستيطان‭ ‬بكافة‭ ‬اشكاله‭. ‬وستكون‭ ‬هذه‭ ‬الادارة‭ ‬ايضا‭ ‬معنية‭ ‬عن‭ ‬هدم‭ ‬المنازل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بذريعة‭ ‬انها‭ ‬‮«‬غير‭ ‬مرخصة‭ ‬قانونا‮»‬،‭ ‬ولعل‭ ‬نشاة‭ ‬هذه‭ ‬الادارة‭ ‬بالاساس‭ ‬عام‭ ‬1981‭ ‬كان‭ ‬بهدف‭ ‬تضليل‭ ‬العالم‭ ‬واشعاره‭ ‬ان‭ ‬الامور‭ ‬طبيعية‭ ‬في‭ ‬الضفة،‭ ‬وان‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬اسرائيل‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬يحكمها‭ ‬القانون‭ ‬ومؤسسات‭ ‬سياسية‭ ‬وليس‭ ‬احتلال‭ ‬مرفوض‭ ‬ووجب‭ ‬مقاومته‭ ‬بكل‭ ‬اشكال‭ ‬المقاومة‭.‬

هذه‭ ‬المعطيات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬يومية،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬او‭ ‬المستوطنين،‭ ‬تؤكد‭ ‬حقيقة‭ ‬ان‭ ‬اسرائيل‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬الى‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الاعلان‭ ‬الرسمي‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬وهذا‭ ‬امر‭ ‬نضعه‭ ‬برسم‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬تحاول‭ ‬امتصاص‭ ‬الغضب‭ ‬الشعبي‭ ‬والتغير‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬اتجاهات‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الدولي‭ ‬لصالح‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والذي‭ ‬بات‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬بما‭ ‬تشكله‭ ‬اسرائيل‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬كونها‭ ‬كيان‭ ‬اجرامي‭ ‬بيد‭ ‬التحالف‭ ‬الغربي‭ ‬الامبريالي‭ ‬يتم‭ ‬استخدامه‭ ‬لحماية‭ ‬مصالحه‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬واداة‭ ‬ضاربة‭ ‬لكافة‭ ‬الحركات‭ ‬التحررية‭ ‬الداعية‭ ‬الى‭ ‬الفكاك‭ ‬والتحرر‭ ‬من‭ ‬قبضة‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭.‬

رغم‭ ‬ذلك،‭ ‬فما‭ ‬زالت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬معركة‭ ‬طوفان‭ ‬الاقصى‭ ‬باعتبارها‭ ‬حدث‭ ‬منفصل‭ ‬عن‭ ‬سياق‭ ‬الاحتلال‭ ‬وممارساته‭ ‬واجراءاته‭ ‬وقوانينه‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تفصيل‭ ‬منها‭ ‬ان‭ ‬اسرائيل‭ ‬ماضية‭ ‬في‭ ‬مشروعها‭ ‬الاحتلالي‭ ‬الاستئصالي‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتهجير‭ ‬سكانها،‭ ‬وهو‭ ‬امر‭ ‬يضع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬امام‭ ‬خيار‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬المقاومة‭. ‬وان‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬معني،‭ ‬لو‭ ‬اراد‭ ‬استقرارا‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬والمنطقة‭ ‬ان‭ ‬يعالج‭ ‬اسبابها‭ ‬قبل‭ ‬وقوع‭ ‬الانفجار،‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬اكتوبر،‭ ‬واعتبار‭ ‬ان‭ ‬اسرائيل‭ ‬وحلفاءها‭ ‬هم‭ ‬المسؤولون‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬سينتج‭ ‬عن‭ ‬سياسات‭ ‬التطرف‭ ‬والعنصرية‭ ‬لاسرائيل‭ ‬وقادتها‭..‬

ان‭ ‬مخطط‭ ‬الضم‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬العنوان‭ ‬الذي‭ ‬يتصدر‭ ‬أجندة‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بكل‭ ‬مكوناتها‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬استئصال‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬ارضه‭. ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المصطلحات‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المخطط،‭ ‬وبعضها‭ ‬واضح‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬لكثير‭ ‬عناء‭ ‬لتأكيده،‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬بات‭ ‬مخططا‭ ‬تنفيذيا‭ ‬له‭ ‬آلياته‭ ‬القانونية‭ ‬وترجماته‭ ‬الميدانية‭ ‬تؤكدها‭ ‬ممارسات‭ ‬الاحتلال‭ ‬بمختلف‭ ‬تشكيلاته‭.. ‬ويمكن‭ ‬تلمس‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬تسرب‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬واهدافه‭ ‬بحشر‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬جيوب‭ ‬سكانية‭ ‬ووضعهم‭ ‬تحت‭ ‬ثلاثة‭ ‬خيارات‭: ‬قبول‭ ‬المخطط‭ ‬والتعايش‭ ‬‮«‬بهدوء‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الاحتلال،‭ ‬الهجرة‭ ‬خارج‭ ‬فلسطين‭ ‬بتسهيلات‭ ‬مالية‭ ‬وإدارية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬وغربية‭. ‬أما‭ ‬الخيار‭ ‬الثالث،‭ ‬لمن‭ ‬يرفض‭ ‬الخيارين‭ ‬السابقين،‭ ‬فهو‭ ‬الملاحقة‭ ‬والقتل‭ ‬والاعتقال‭.‬

يحدث‭ ‬هذا‭ ‬بشكل‭ ‬يومي،‭ ‬تحت‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬دول‭ ‬غربية‭ ‬تؤكد‭ ‬الوقائع‭ ‬الميدانية‭ ‬انها‭ ‬متواطئة‭ ‬مع‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬سوى‭ ‬الادانات‭ ‬اللفظية‭ ‬واجراءات‭ ‬تقول‭ ‬انها‭ ‬عقابية‭ ‬بحق‭ ‬مستوطنين،‭ ‬بينما‭ ‬قادة‭ ‬التطرف‭ ‬اصحاب‭ ‬المخططات‭ ‬العنصرية‭ ‬والعدوانية‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬فهم‭ ‬احرار‭ ‬طلقاء‭ ‬غير‭ ‬آبهين‭ ‬بكل‭ ‬الاجراءات‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مجرد‭ ‬فقاقيع‭ ‬في‭ ‬الهواء،‭ ‬خاصة‭ ‬سموترتش‭ ‬وبن‭ ‬غفير‭ ‬اللذين‭ ‬يقدمان‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬حقيقته‭ ‬بدون‭ ‬مساحيق،‭ ‬ويشكلان‭ ‬ميليشيات‭ ‬مسلحة‭ ‬تأخذ‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬مهمة‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لتهجيرهم‭ ‬من‭ ‬ارضهم‭ ‬والاستيلاء‭ ‬عليها،‭ ‬وفي‭ ‬معظم‭ ‬الاحيان‭ ‬تتم‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬بحماية‭ ‬جنود‭ ‬الاحتلال‭ ‬او‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬ممارساتهم‭..‬

ان‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬خلافات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬ـ‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬أو‭ ‬إسرائيلية‭ ‬ـ‭ ‬أمريكية،‭ ‬حول‭ ‬الضم،‭ ‬انما‭ ‬هو‭ ‬خدعة‭ ‬وتضليل‭ ‬الهدف‭ ‬منهما‭ ‬تحييد‭ ‬الحركة‭ ‬الشعبية‭ ‬العالمية‭ ‬وابعادها‭ ‬عن‭ ‬دائرة‭ ‬الفعل،‭ ‬بينما‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬يؤكد‭ ‬ان‭ ‬الطرفين‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والأمريكي،‭ ‬مصممان‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬الضم‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي،‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يعتقدان‭ ‬أنه‭ ‬يخدم‭ ‬مصالحهما‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الاستيطانية،‭ ‬والهيمنة‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬بطريقة‭ ‬أفضل‭. ‬وان‭ ‬حديث‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬نفاق‭ ‬سياسي‭ ‬لا‭ ‬يغير‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬ان‭ ‬مخطط‭ ‬الضم‭ ‬يتقدم‭ ‬خطوات‭ ‬الى‭ ‬الامام‭. ‬وهل‭ ‬نسي‭ ‬الجميع‭ ‬كيف‭ ‬رد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬عندما‭ ‬دعا‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لدعم‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬دولة‭: ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬رده‭ ‬لمن‭ ‬تناسى‭: ‬‮«‬إن‭ ‬حصول‭ ‬فلسطين‭ ‬على‭ ‬العضوية‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬موافقة‭ ‬سيدنا‭ ‬المسيح‮»‬‭.‬

لذلك،‭ ‬فان‭ ‬ممارسات‭ ‬اسرائيل‭ ‬الاحتلالية‭ ‬والاستعمارية‭ ‬وشراكة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬مع‭ ‬اسرائيل‭ ‬هي‭ ‬مبررات‭ ‬كافية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لجعل‭ ‬خيار‭ ‬المقاومة‭ ‬يطغى‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الخيارات‭.. ‬فاذا‭ ‬كان‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬يرفض‭ ‬الاستجابة‭ ‬للحقوق‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السياسة‭ ‬والمفاوضات‭ ‬او‭ ‬غيرها،‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬صوت‭ ‬الكنيست‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬مبدأ‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬او‭ ‬ميدانيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مخطط‭ ‬الضم‭ ‬بآلياته‭ ‬التي‭ ‬تتحرك‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭.. ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬المقاومة‭ ‬باتت‭ ‬خيارا‭ ‬وحيدا‭ ‬امام‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لدفع‭ ‬اسرائيل‭ ‬وجيشها‭ ‬الى‭ ‬الاستجابة‭ ‬لحقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬ومن‭ ‬باب‭ ‬المحاججة‭ ‬ايضا،‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬يؤمن‭ ‬بشكل‭ ‬جدي‭ ‬بضرورة‭ ‬وصول‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الى‭ ‬حقوقه،‭ ‬فالحد‭ ‬الادنى‭ ‬من‭ ‬مسؤولياتهم‭ ‬دعم‭ ‬خيار‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كونها‭ ‬الخيار‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬اسرائيل‭ ‬للنزول‭ ‬عن‭ ‬شجرة‭ ‬التطرف‭ ‬والفاشية‭..‬

استعراض‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬والميداني‭ ‬ورغم‭ ‬انه‭ ‬صعب‭ ‬ومؤلم،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬للحظة‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬واقع‭ ‬يسعى‭ ‬رموز‭ ‬الفاشية‭ ‬في‭ ‬اسرائيل‭ ‬الى‭ ‬تأبيده،‭ ‬وتجارب‭ ‬التاريخ‭ ‬تقول‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬غاز‭ ‬طال‭ ‬غزوه‭ ‬وتأبد،‭ ‬وما‭ ‬من‭ ‬احتلال‭ ‬الا‭ ‬وانتهى،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬يتطلب‭ ‬توافر‭ ‬الحد‭ ‬الادنى‭ ‬من‭ ‬الشروط‭ ‬الموضوعية‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬ناضجة‭ ‬تترجمها‭ ‬مشاريع‭ ‬ومخخطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬وممارساته،‭ ‬وعجز‭ ‬الحالتين‭ ‬العربية‭ ‬والدولية‭ ‬عن‭ ‬الفعل،‭ ‬وشروط‭ ‬ذاتية‭ ‬فلسطينية‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬هي‭ ‬العائق‭ ‬امام‭ ‬مسار‭ ‬التغيير‭ ‬والتقدم‭ ‬الى‭ ‬امام،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬عليه‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬لجهة‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬مسألة‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬بكافة‭ ‬مندرجاتها‭ ‬ليس‭ ‬باعتبارها‭ ‬خيار‭ ‬بين‭ ‬خيارات،‭ ‬بل‭ ‬كونها‭ ‬الخيار‭ ‬الوحيد‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭.‬

نقول‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬نتيجة‭ ‬غياب‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬الرسمية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬سواء‭ ‬بالمبادرة‭ ‬الى‭ ‬فعل‭ ‬او‭ ‬تحرك‭ ‬سياسي‭ ‬او‭ ‬تحركات‭ ‬شعبية‭ ‬انتفاضية‭ ‬باتت‭ ‬مبررة‭ ‬وعادلة،‭ ‬حتى‭ ‬بنظر‭ ‬بعض‭ ‬حلفاء‭ ‬اسرائيل،‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬وصلت‭ ‬الامور‭ ‬الى‭ ‬درجة‭ ‬استهداف‭ ‬مؤسسات‭ ‬هذه‭ ‬الرسمية،‭ ‬المطالبة‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬الادنى‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬وعن‭ ‬مصالحها،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬لغة‭ ‬الصراخ‭ ‬والشكوى‭ ‬والتهديد‭ ‬الدائم‭ ‬باللجوء‭ ‬الى‭ ‬كذا‭ ‬وكذا‭.. ‬مع‭ ‬تيقن‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬ليس‭ ‬معنيا‭ ‬لا‭ ‬بدولة‭ ‬ولا‭ ‬بحقوق،‭ ‬فمن‭ ‬المنطقي‭ ‬ان‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬معنيا‭ ‬بأي‭ ‬دور‭ ‬حقيقي‭ ‬لسلطة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬الا‭ ‬اذا‭ ‬كانت‭ ‬سلطة‭ ‬تعمل‭ ‬وفق‭ ‬المشيئة‭ ‬الاسرائيلية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأميركي‭ ‬في‭ ‬لقاءاته‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬مسؤولي‭ ‬السلطة،‭ ‬حين‭ ‬شرح‭ ‬صراحة‭ ‬معنى‭ ‬مصطلح‭ ‬‮«‬السلطة‭ ‬المتجددة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬المسؤولون‭ ‬الامريكيون‭ ‬وما‭ ‬المطلوب‭ ‬كي‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬السلطة‭ ‬مقبولة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الامريكي‭ ‬والاسرائيلي‭..‬

لقد‭ ‬بات‭ ‬ملحا‭ ‬موقفا‭ ‬فلسطينيا‭ ‬تصادميا‭ ‬يبعث‭ ‬برسالة‭ ‬الى‭ ‬العالم‭ ‬بأن‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬مرهون‭ ‬بحصول‭ ‬فلسطين‭ ‬على‭ ‬حقها‭ ‬بالحرية‭ ‬وبالخلاص‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬بكافة‭ ‬ملحقاته‭.. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬المكونات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الرسمية‭ ‬والفصائلية‭ ‬والشعبية‭ ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬للعودة‭ ‬الى‭ ‬رحاب‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬وانهاء‭ ‬الانقسام‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬انجازه‭ ‬ان‭ ‬يقطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬المخططات‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬والامريكية‭ ‬التي‭ ‬تلعب‭ ‬على‭ ‬وتر‭ ‬الخلافات‭ ‬والانقسامات‭ ‬الداخلية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

ان‭ ‬معركة‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬‮«‬مخطط‭ ‬الضم‮»‬‭ ‬هي‭ ‬معركة‭ ‬طويلة‭ ‬سيخوضها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬بكل‭ ‬قواه‭ ‬السياسية‭ ‬ودون‭ ‬عناء‭ ‬البحث‭ ‬والتفكير‭ ‬بتداعيات‭ ‬ذلك‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬القائمة،‭ ‬والثقة‭ ‬بالشعب‭ ‬تبقى‭ ‬كبيرة‭ ‬وباحرار‭ ‬العالم‭ ‬الذين‭ ‬انتفضوا‭ ‬رفضا‭ ‬للعدوان‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزه،‭ ‬والذين‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬مع‭ ‬معارك‭ ‬جديدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬اهمية‭ ‬عن‭ ‬كافة‭ ‬المعارك‭ ‬ضد‭ ‬الصهيونية‭ ‬والامبريالية‭ ‬وترجماتهما‭ ‬فوق‭ ‬ارض‭ ‬فلسطين‭.. ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬قيم‭ ‬العدالة‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬والانسانية‭..‬