جريمة «التابعين» دليل على فاشية الاحتلال ومضيه في إبادة الشعب الفلسطيني

أغسطس 10, 2024

لا‭ ‬تتوانى‭ ‬دولة‭ ‬الفاشية‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عن‭ ‬ارتكاب‭ ‬المجازر‭ ‬الوحشية‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬الذي‭ ‬تتواصل‭ ‬فيه‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬للشهر‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬والتي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬سقوط‭ ‬نحو‭ ‬50‭ ‬ألفاً‭ ‬من‭ ‬الشهداء‭ ‬والمفقودين‭ ‬وجرح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬90‭ ‬ألفاً‭ ‬جُل‭ ‬الضحايا‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬وكبار‭ ‬السن،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬المجزرة‭ ‬الوحشية‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬النازحين‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬إيواء‭ ‬داخل‭ ‬مدرسة‭ ‬التابعين‭ ‬الشرعية‭ ‬بمدينة‭ ‬غزة‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬مئات‭ ‬الشهداء‭ ‬والجرحى‭ ‬والمفقودين،‭ ‬والتي‭ ‬تحولت‭ ‬فيها‭ ‬جثث‭ ‬الضحايا‭ ‬إلى‭ ‬أشلاء‭ ‬متناثرة‭ ‬وجثث‭ ‬متفحمة‭.‬

ولن‭ ‬تتوقف‭ ‬جريمة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬عند‭ ‬حدود‭ ‬هذه‭ ‬المجزرة‭ ‬المروعة،‭ ‬وستواصل‭ ‬الحكومة‭ ‬الفاشية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتعطشة‭ ‬لدماء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ارتكاب‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬البشعة،‭ ‬وخلق‭ ‬التبريرات‭ ‬والأباطيل‭ ‬والاضاليل‭ ‬السخيفة‭ ‬لجرائمها‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬منها‭ ‬لمواصلة‭ ‬التقتيل‭ ‬والتعطيش‭ ‬والتجويع‭ ‬والتهجير‭ ‬كسياسة‭ ‬ممنهجة‭ ‬يومية،‭ ‬لإجبار‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬الرحيل‭ ‬قسراً‭ ‬وتخيير‭ ‬من‭ ‬تبقى‭ ‬منهم‭ ‬بين‭ ‬السجن‭ ‬والموت‭.‬

ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الفاشية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ارتكبت‭ ‬هذه‭ ‬المجزرة‭ ‬البشعة‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬صدور‭ ‬البيان‭ ‬الثلاثي‭ ‬الأميركي‭ ‬–‭ ‬المصري‭ ‬–‭ ‬القطري،‭ ‬بالدعوة‭ ‬إلى‭ ‬استئناف‭ ‬المفاوضات‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬2024،‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬تهدئة‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬والتي‭ ‬تكشف‭ ‬حقيقة‭ ‬السياسة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬المراوغة‭ ‬والمناورة،‭ ‬عبر‭ ‬سفك‭ ‬دماء‭ ‬المدنيين،‭ ‬واستكمال‭ ‬تدمير‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬القطاع،‭ ‬بهدف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬المقاومة،‭ ‬لترضخ‭ ‬لشروط‭ ‬نتنياهو‭ ‬الداعية‭ ‬إلى‭ ‬تسليم‭ ‬السلاح،‭ ‬وإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الأسرى‭ ‬الإسرائيليين‭.‬

إن‭ ‬دولة‭ ‬الإجرام‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تناور‭ ‬وتراوغ‭ ‬وتستغل‭ ‬المفاوضات‭ ‬ومشاريع‭ ‬الحلول،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مبادرة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬وسيلة‭ ‬لإدامة‭ ‬الحرب،‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬تتجاهل‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الداعية‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬والأعمال‭ ‬العدوانية،‭ ‬خاصة‭ ‬القرار‭ ‬2735،‭ ‬الذي‭ ‬اقترحته‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬نفسها،‭ ‬وأجازه‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بالإجماع،‭ ‬ومازالت‭ ‬تلك‭ ‬الحكومة‭ ‬الفاشية‭ ‬تضرب‭ ‬بعرض‭ ‬الحائط‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬الأوامر‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬ولم‭ ‬يباشر‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬لمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬كريم‭ ‬خان‭ ‬بفتح‭ ‬تحقيق‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ولم‭ ‬يطلب‭ ‬خان‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬استصدار‭ ‬مذكرات‭ ‬اعتقال‭ ‬بحق‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬نتنياهو‭ ‬ووزير‭ ‬حربه‭ ‬غالنت‭ ‬وزمرته‭ ‬الفاشية‭.‬

يدرك‭ ‬شعبنا‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ومقاومته‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬الإجرام‭ ‬الممنهجة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬التفاوض‭ ‬بالدم‭ ‬وباللحم‭ ‬الحي،‭ ‬لن‭ ‬ترغمه‭ ‬على‭ ‬الرضوخ‭ ‬للشروط‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬رغم‭ ‬دخول‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬شهرها‭ ‬الـ11،‭ ‬وأن‭ ‬خيار‭ ‬الصمود‭ ‬والثبات‭ ‬والمقاومة‭ ‬الشاملة،‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الذي‭ ‬بنى‭ ‬على‭ ‬أساسه‭ ‬شعبنا‭ ‬أهدافه‭ ‬الوطنية،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬عنه‭.‬

لذلك‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬نتنياهو‭ ‬وزمرته‭ ‬الفاشية‭ ‬التبريرات‭ ‬والادعاءات‭ ‬الكاذبة‭ ‬لارتكاب‭ ‬المجزرة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الوحشية‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬تؤوي‭ ‬نازحين‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬الدرج‭ ‬بمدينة‭ ‬غزة،‭ ‬وقتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مدني‭ ‬وجرح‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬العزل،‭ ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬إبادة‭ ‬بفعل‭ ‬تقاعس‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والأممية‭ ‬عن‭ ‬لجم‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب،‭ ‬وأمام‭ ‬استمرار‭ ‬الدعم‭ ‬والإسناد‭ ‬السياسي‭ ‬والعسكري‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬تمد‭ ‬جيش‭ ‬الفاشية‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بالعتاد‭ ‬والأسلحة‭ ‬والذخائر‭ ‬ومليارات‭ ‬الدولارات،‭ ‬وتوفر‭ ‬له‭ ‬الغطاء‭ ‬السياسي‭ ‬وفرص‭ ‬المناورة‭ ‬والمراوغة،‭ ‬وإفراغ‭ ‬مشاريع‭ ‬التهدئة‭ ‬من‭ ‬مضمونها،‭ ‬لتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬دعوة‭ ‬إلى‭ ‬شعبنا‭ ‬ومقاومته‭ ‬للاستسلام‭.‬

وختاماً،‭ ‬على‭ ‬الأطراف‭ ‬الداعية‭ ‬للمفاوضات‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬اتجاه‭ ‬شعبنا‭ ‬والضغط‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل،‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬لمراوغة‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬ورفع‭ ‬الغطاء‭ ‬الأميركي‭ ‬عنها،‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬مفاوضات‭ ‬غير‭ ‬مباشرة،‭ ‬جادة‭ ‬وفاعلة،‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وانسحاب‭ ‬الاحتلال‭ ‬من‭ ‬محور‭ ‬فيلادلفيا،‭ ‬ومعبر‭ ‬رفح،‭ ‬ومحور‭ ‬نتساريم،‭ ‬وفتح‭ ‬المعابر،‭ ‬ودخول‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والوقود،‭ ‬والأدوات‭ ‬الطبية‭ ‬دون‭ ‬شروط،‭ ‬وعودة‭ ‬النازحين‭ ‬إلى‭ ‬أماكن‭ ‬سكناهم‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬القطاع‭ ‬دون‭ ‬شروط،‭ ‬وتوفير‭ ‬وسائل‭ ‬كريمة‭ ‬للإيواء،‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬توفير‭ ‬الشروط‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬ما‭ ‬دمره‭ ‬الاحتلال‭.‬