بانتظار الرد الإيراني

أغسطس 6, 2024

نمر‭ ‬بمرحلة‭ ‬خطيرة‭ ‬وحساسة‭ ‬من‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى،‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاغتيال‭ ‬المزدوج‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬وطهران،‭ ‬خرقت‭ ‬فيها‭ ‬إسرائيل‭ ‬كل‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمر،‭ ‬وتمادت‭ ‬في‭ ‬عربدتها‭ ‬وإجرامها،‭ ‬وتصاعدت‭ ‬مجازر‭ ‬اسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وانتهكت‭ ‬سيادة‭ ‬بلد‭ ‬باغتيال‭ ‬إسماعيل‭ ‬هنية‭ ‬في‭ ‬ضيافة‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬واغتيال‭ ‬فؤاد‭ ‬شكر‭ ‬في‭ ‬الضاحية‭ ‬الجنوبية‭ ‬لبيروت،‭ ‬مخلة‭ ‬بذلك‭ ‬قواعد‭ ‬الاشتباك‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬اللبناني‭.‬

في‭ ‬اللحظات‭ ‬الأولى‭ ‬لهذه‭ ‬المرحلة‭ ‬سادت‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬زهوة‭ ‬النصر‭ ‬بنجاح‭ ‬الموساد‭ ‬بعمليات‭ ‬الاغتيال،‭ ‬وعمت‭ ‬فرحتهم‭ ‬المؤقتة‭ ‬بعودة‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬الردع‭ ‬التي‭ ‬افتقدها‭ ‬جيشهم‭ ‬المأزوم‭ ‬بضربات‭ ‬المقاومة‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الجبهات،‭ ‬بالمقابل‭ ‬ساد‭ ‬الغضب‭ ‬والحزن‭ ‬أوساط‭ ‬جماهير‭ ‬محور‭ ‬المقاومة‭ ‬والرغبة‭ ‬بالثأر‭ ‬والانتقام،‭ ‬وعاش‭ ‬الطرفان‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬كل‭ ‬على‭ ‬طريقته‭ ‬بانتظار‭ ‬الرد‭ ‬الذي‭ ‬وعد‭ ‬به‭ ‬محور‭ ‬المقاومة،‭ ‬الجمهور‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عاش‭ ‬انتظار‭ ‬الرد‭ ‬بترقب‭ ‬ورعب‭ ‬واستنفار‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬تأهب‭ ‬قصوى،‭ ‬ترهق‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬وقد‭ ‬يطول‭ ‬الأمر‭ ‬لأسابيع،‭ ‬وسط‭ ‬تساؤل‭ ‬عن‭ ‬حجم‭ ‬الرد‭ ‬والثمن‭ ‬الذي‭ ‬على‭ ‬اسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تدفعه،‭ ‬زهوة‭ ‬الانتصار‭ ‬سريعاً‭ ‬ما‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬انكسار،‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬كل‭ ‬الوسائل‭ ‬أن‭ ‬تحد‭ ‬منه،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬بسبب‭ ‬السياسة‭ ‬الاجرامية‭ ‬لحكومة‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬الرعناء،‭ ‬والجمهور‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يثق‭ ‬بقدرة‭ ‬جيشهم‭ ‬وقبته‭ ‬الحديدية‭ ‬على‭ ‬صد‭ ‬الهجوم،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬استعدادات‭ ‬جيوش‭ ‬حلفائهم‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬متأكدين‭ ‬من‭ ‬عجز‭ ‬هؤلاء‭ ‬جميعاً‭ ‬عن‭ ‬منع‭ ‬وصول‭ ‬الصواريخ‭ ‬والمسيرات‭ ‬إلى‭ ‬أهدافها‭.‬

وقبل‭ ‬أن‭ ‬يحين‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬من‭ ‬الرعب‭ ‬والفزع‭ ‬راح‭ ‬قادتهم‭ ‬يتصلون‭ ‬بالدول‭ ‬الحامية‭ ‬والراعية‭ ‬والداعمة‭ ‬لحربهم‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬سيشارك‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الكيان،‭ ‬ولا‭ ‬حاجة‭ ‬أن‭ ‬يتصلوا‭ ‬بحليفهم‭ ‬الأمريكي‭ ‬بواشنطن،‭ ‬فهو‭ ‬شريكهم‭ ‬في‭ ‬العدوان‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬واستباقاً‭ ‬للرد،‭ ‬راح‭ ‬الأمريكيون‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬تحالف‭ ‬تقوده‭ ‬واشنطن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬إسرائيل،‭ ‬تعبئة‭ ‬وتحشيد‭ ‬قوى‭ ‬عسكرية‭ ‬وتعزيزات‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬سوريا‭ ‬وفي‭ ‬البحر،‭ ‬تحرك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أساطيلها‭ ‬وبوارجها‭ ‬وحاملات‭ ‬طائراتها،‭ ‬وبحسب‭ ‬مسؤول‭ ‬عسكري‭ ‬أميركي،‭ ‬إن‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬ستنشر‭ ‬سرباً‭ ‬من‭ ‬مقاتلات‭ ‬إف-22‭ ‬رابتور‭ ‬الشبحية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬كما‭ ‬وصلت‭ ‬مؤخراً‭ ‬مدمرتان‭ ‬دفاعيتان‭ ‬صاروخيتان‭ ‬إضافيتان‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬وتتواجد‭ ‬مجموعة‭ ‬حاملة‭ ‬الطائرات‭ ‬يو‭ ‬إس‭ ‬إس‭ ‬ثيودور‭ ‬روزفلت‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬عمان‭ ‬تضم‭ ‬طائرات‭ ‬مقاتلة‭ ‬وطائرات‭ ‬متقدمة‭ ‬أخرى،‭ ‬وترافق‭ ‬حاملة‭ ‬الطائرات‭ ‬ثلاث‭ ‬مدمرات‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الهجوم‭ ‬البري‭ ‬والدفاع‭ ‬الجوي‭.‬

يأتي‭ ‬تعزيز‭ ‬الوجود‭ ‬العسكري‭ ‬الأميركي‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬التزاماً‭ ‬بالموقف‭ ‬الأميركي‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الكيان‭ ‬والدفاع‭ ‬عنه،‭ ‬وهي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تدعي‭ ‬أنها‭ ‬تلعب‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬تجنب‭ ‬اتساع‭ ‬الصراع‭ ‬ليشمل‭ ‬كل‭ ‬الإقليم،‭ ‬بينما‭ ‬ترفع‭ ‬من‭ ‬منسوب‭ ‬التوتر‭ ‬والصراع‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬بتشجيعها‭ ‬اسرائيل‭ ‬على‭ ‬العدوان،‭ ‬وسياسة‭ ‬اليد‭ ‬الطولى‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬وقف‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬ويتجاهل‭ ‬أن‭ ‬مفتاح‭ ‬خفض‭ ‬التوتر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬والانسحاب‭ ‬الكامل‭ ‬لقوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬من‭ ‬غزة،‭  ‬دون‭ ‬شروط‭.‬

تأخر‭ ‬الرد‭ ‬الإيراني‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬ليس‭ ‬تردداً،‭ ‬ومسألة‭ ‬الوقت‭ ‬ورقة‭ ‬بيد‭ ‬محور‭ ‬المقاومة،‭ ‬وهي‭ ‬صاحبة‭ ‬المبادرة‭ ‬الآن،‭ ‬ولا‭ ‬حيلة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬فيما‭ ‬تسميه‭ ‬الضربة‭ ‬الاستباقية،‭ ‬ولا‭ ‬تملك‭ ‬أي‭ ‬ورقة‭ ‬ممكن‭ ‬أن‭ ‬تناور‭ ‬عليها،‭ ‬وليس‭ ‬بإمكانها‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬دور‭ ‬الضحية‭ ‬لتكسب‭ ‬التأييد‭ ‬والدعم‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬ارتكبته‭ ‬من‭ ‬تجاوزات‭ ‬للقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬وخرقاً‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬في‭ ‬مجازر‭ ‬بُثت‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة،‭ ‬وفي‭ ‬عملية‭ ‬الاغتيال‭ ‬المزدوجة‭ ‬ضربت‭ ‬اسرائيل‭ ‬بعرض‭ ‬الحائط‭ ‬كل‭ ‬القوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬الدولية،‭ ‬وقبل‭ ‬موعد‭ ‬الهجوم‭ ‬المنتظر،‭ ‬يجري‭ ‬التساؤل‭ ‬عن‭ ‬طبيعته،‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬هجمات‭ ‬منسقة‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬محور‭ ‬المقاومة؟‭. ‬أم‭ ‬سيكون‭ ‬بتكتيك‭ ‬مشترك‭ ‬بينهم؟‭. ‬هجوم‭ ‬رمزي‭ ‬أم‭ ‬استراتيجي‭ ‬عالي‭ ‬المستوى؟‭. ‬متزامن‭ ‬من‭ ‬محور‭ ‬المقاومة‭ ‬بأكمله‭ ‬؟‭. ‬هل‭ ‬هو‭ ‬شكلي؟‭. ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬مضاد،‭ ‬أم‭ ‬عمل‭ ‬مدروس‭ ‬ومنضبط؟‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬كذلك‭ ‬فهل‭ ‬هو‭ ‬لإرضاء‭ ‬جمهور‭ ‬المقاومة‭ ‬المطالب‭ ‬بالرد‭ ‬القاسي‭ ‬المؤلم؟‭.‬

توقعات‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الرد‭ ‬الإيراني‭ ‬مشابهاً‭ ‬للهجوم‭ ‬الذي‭ ‬نفذته‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬أبريل‭/‬نيسان‭ ‬الماضي،‭ ‬لكنه‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أوسع‭ ‬نطاقاً،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عدد‭ ‬الصواريخ‭ ‬والمسيرات،‭ ‬ويستهدف‭ ‬منشآت‭ ‬عسكرية،‭ ‬ويتجنب‭ ‬استهداف‭ ‬المدنيين‭ ‬والمناطق‭ ‬المدنية‭.‬

الجهود‭ ‬الأميركية‭ ‬دائماً‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الضائع‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تنفذ‭ ‬إسرائيل‭ ‬جرائمها‭ ‬فقد‭ ‬نشطت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬بلينكن‭ ‬صرح‭ ‬للصحفيين‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬5‭ ‬آب‭/ ‬أغسطس‭: ‬نحن‭ ‬منخرطون‭ ‬في‭ ‬دبلوماسية‭ ‬مكثفة،‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬تقريباً،‭ ‬برسالة‭ ‬بسيطة‭ ‬للغاية‭: ‬يجب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬التصعيد،‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬لتخفيف‭ ‬التوترات‭. ‬أما‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬فقد‭ ‬حضر‭ ‬اجتماعاً‭ ‬طارئاً‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬لمناقشة‭ ‬خطر‭ ‬اندلاع‭ ‬حرب‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وأجرى‭ ‬اتصالاً‭ ‬مع‭ ‬الملك‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الثاني‭ ‬ملك‭ ‬الأردن،‭ ‬بعد‭ ‬زيارة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأردني‭ ‬أيمن‭ ‬الصفدي،‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬طهران‭ ‬وهو‭ ‬يحمل‭ ‬3‭ ‬رسائل‭ ‬من‭ ‬ملك‭ ‬الأردن‭ ‬وقادة‭ ‬أميركا‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬وأن‭ ‬طهران‭ ‬ستبلغ‭ ‬الصفدي‭ ‬رسالتين‭ ‬إحداهما‭ ‬للقيادة‭ ‬الأردنية،‭ ‬والأخرى‭ ‬لأميركا‭ ‬وإسرائيل‭.‬

في‭ ‬13‭ ‬نيسان‭ ‬الماضي،‭ ‬جاء‭ ‬الرد‭ ‬الإيراني‭ ‬على‭ ‬قصف‭ ‬السفارة‭ ‬في‭ ‬دمشق،‭ ‬وأطلق‭ ‬الجيش‭ ‬الإيراني‭ ‬آلاف‭ ‬المسيرات‭ ‬والصواريخ‭ ‬باتجاه‭ ‬المطارات‭ ‬والقواعد‭ ‬العسكرية‭ ‬الاسرائيلية،‭ ‬قلل‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬الرد‭ ‬الإيراني،‭ ‬واعتبره‭ ‬البعض‭ ‬مسرحية‭ ‬هزلية‭ ‬متفق‭ ‬على‭ ‬سيناريو‭ ‬الهجوم‭ ‬والرد‭ ‬عليه،‭ ‬لكن‭ ‬بكل‭ ‬الأحوال‭ ‬أظهر‭ ‬هذا‭ ‬الرد‭ ‬ضعف‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وعدم‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬للهجوم‭ ‬الإيراني‭ ‬بقدراته‭ ‬الذاتية،‭ ‬ودون‭ ‬مساعدة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وفرنسا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وطرف‭ ‬عربي‭ (‬مع‭ ‬كل‭ ‬الأسف‭)‬،‭ ‬بالمقابل‭ ‬نعيش‭ ‬الانتظار‭ ‬بلهفة‭ ‬الرد‭ ‬القادم‭ ‬لا‭ ‬محالة،‭ ‬وبالتمني‭ ‬ببتر‭ ‬اليد‭ ‬الطولى‭ ‬التي‭ ‬يتباهى‭ ‬بها‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬المتعطش‭ ‬للدماء،‭ ‬يظن‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أنه‭ ‬باغتيال‭ ‬قيادات‭ ‬المقاومة،‭ ‬يضعف‭ ‬من‭ ‬قدراتها‭ ‬أو‭ ‬يردعها‭ ‬أو‭ ‬يخيب‭ ‬آمال‭ ‬جمهور‭ ‬المقاومة،‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬يدخلهم‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬يأس،‭ ‬أمام‭ ‬عدو‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬القيادات‭ ‬الأولى‭ ‬متى‭ ‬شاء،‭ ‬وقائمة‭ ‬غولدا‭ ‬حققت‭ ‬نجاحات،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بسبب‭ ‬براعة‭ ‬الموساد‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬والتنفيذ،‭ ‬مع‭ ‬الاعتراف‭ ‬بشيء‭ ‬منها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬ظهرت‭ ‬كذلك،‭ ‬بسبب‭ ‬الدعم‭ ‬الخارجي،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأميركية‭ ‬CIA،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬فرنسية‭ ‬وبريطانية،‭ ‬وهذا‭ ‬إنما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬الأيدي‭ ‬الأمريكية‭ ‬الخفية‭ ‬والملطخة‭ ‬بالدماء،‭ ‬والتي‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬العمليات،‭ ‬لاشك‭ ‬أن‭ ‬اسرائيل‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬اغتيال‭ ‬اسماعيل‭ ‬هنية‭ ‬رئيس‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬لولا‭ ‬الجهود‭ ‬والمساعدة‭ ‬الأميركية‭.‬