كلمة السر في بكين: الإطار القيادي الموحد

يوليو 24, 2024

خطا‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬بكين‭ (‬21‭ ‬–‭ ‬23/7/2024‭) ‬خطوة‭ ‬إيجابية‭ ‬جديدة،‭ ‬تقرب‭ ‬الحالة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬اللحظة‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬ستطوى‭ ‬فيها‭ ‬صفحة‭ ‬الانقسام،‭ ‬وتستعاد‭ ‬فيها‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬المؤسسية،‭ ‬ويعاد‭ ‬بناء‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬ديمقراطية‭ ‬ائتلافية،‭ ‬بالانتخابات‭ ‬العامة،‭ ‬وفق‭ ‬نظام‭ ‬التمثيل‭ ‬النسبي‭ ‬الكامل،‭ ‬الذي‭ ‬أقره‭ ‬قانون‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

ونعتقد‭ ‬أن‭ ‬الكل‭ (‬؟‭) ‬في‭ ‬بكين،‭ ‬كان‭ ‬يستشعر،‭ ‬خطورة‭ ‬الوضع‭ ‬الوطني،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬حيث‭ ‬تدور‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وتدور‭ ‬في‭ ‬الغرف‭ ‬المغلقة،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬المفتوحة،‭ ‬آخرها‭ ‬أبو‭ ‬ظبي،‭ ‬المشاورات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬–‭ ‬الأميركية‭ ‬–‭ ‬العربية،‭ ‬لرسم‭ ‬ملامح‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬التالي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه،‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬نهائي‭ ‬لخيار‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬مستقبله‭ ‬السياسي،‭ ‬وفرض‭ ‬خيارات‭ ‬بديلة،‭ ‬ومنها‭ ‬خطورة‭ ‬فصل‭ ‬القطاع‭ ‬عن‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وإطلاق‭ ‬رصاصة‭ ‬القتل‭ (‬غير‭ ‬الرحيم‭) ‬للمشروع‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني‭.‬

كما‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ (‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬لحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭)‬،‭ ‬تطورات‭ ‬شديدة‭ ‬الخطورة،‭ ‬تؤدي‭ ‬فيما‭ ‬تؤدي‭ ‬إليه،‭ ‬إلى‭ ‬ضم‭ ‬المنطقتين‭ ‬المسميتين‭ ‬‮«‬ج‮»‬‭ ‬و«ب‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬عبر‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬والإجراءات‭ ‬الأمنية‭ ‬والإدارية،‭ ‬تسلخها‭ ‬عن‭ ‬مناطق‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬التي‭ ‬ستقلص‭ ‬ولايتها‭ ‬الإدارية‭ ‬والقانونية‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬المنطقة‭ ‬‮«‬أ‮»‬‭ (‬أي‭ ‬فقط‭ ‬18‭% ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭)‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬سلسلة‭ ‬إجراءات‭ ‬وقرارات،‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬الجهة‭ ‬المسماة‭ ‬الإدارة‭ ‬المدنية‭ ‬للاحتلال،‭ ‬تقلص‭ ‬من‭ ‬صلاحية‭ ‬مؤسسات‭ ‬السلطة‭ ‬الإدارية‭ ‬والخدمية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الحصار‭ ‬المالي‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬إرباك‭ ‬عملية‭ ‬صرف‭ ‬رواتب‭ ‬الموظفين،‭ ‬بل‭ ‬وكذلك‭ ‬إرباك‭ ‬مجموع‭ ‬الوضع‭ ‬المالي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬محوره،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سياسة‭ ‬إقتصادية،‭ ‬ملحقة‭ ‬بالإقتصاد‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬رواتب‭ ‬الموظفين،‭ ‬وتسديد‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قروضها‭ ‬إلى‭ ‬المصارف‭ ‬المحلية‭.‬

‮«‬حوار‭ ‬بكين‮»‬‭ ‬استعاد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬مخرجات‭ ‬الحوارات‭ ‬السابقة‭ ‬تحديداً،‭ ‬منذ‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬الذي‭ ‬ترأسه‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المنتخب‭ ‬حديثاً‭ ‬خلفاً‭ ‬للرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬عرفات،‭ ‬أي‭ ‬الرئيس‭ ‬أبو‭ ‬مازن،‭ ‬في‭ ‬آذار‭ (‬مارس‭) ‬2005،‭ ‬وأقر‭ ‬مبدأ‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬القوانين،‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬الذي‭ ‬دمر‭ ‬معظمه‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الاحتلال‭ ‬والاجتياح‭ ‬الإسرائيلي‭ (‬2002‭)‬،‭ ‬والحصار‭ ‬الذي‭ ‬فرض‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬عرفات‭ ‬في‭ ‬أيامه‭ ‬الأخيرة‭.‬

من‭ ‬القضايا‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬استعادها‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬بكين‮»‬‭ [‬وكانت‭ ‬قد‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬مخرجات‭ ‬‮«‬لقاء‭ ‬موسكو‮»‬‭ (‬آذار‭/ ‬مارس‭ ‬2024‭] ‬الثلاثية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬أساساً‭ ‬لأي‭ ‬موقف‭ ‬وطني‭: ‬م‭. ‬ت‭. ‬ف،‭ ‬هي‭ ‬الممثل‭ ‬الشرعي‭ ‬والوحيد‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭: ‬تقرير‭ ‬المصير،‭ ‬والاستقلال،‭ ‬وحق‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الديار‭ ‬والممتلكات،‭ ‬واعتماد‭ ‬قرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬هي‭ ‬المرجعية‭ ‬القانونية‭ ‬للحل‭ ‬الوطني‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وهذه‭ ‬خطوة‭ ‬باتت‭ ‬راسخة،‭ ‬وهي‭ ‬تؤسس‭ ‬لما‭ ‬بعدها‭ ‬من‭ ‬مواقف،‭ ‬ترتقي‭ ‬في‭ ‬أهميتها‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬المبادئ،‭ ‬كالحق‭ ‬المشروع‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬في‭ ‬اعتماد‭ ‬كل‭ ‬وسائل‭ ‬وأساليب‭ ‬المقاومة‭ ‬المتاحة،‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬الوطنية،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمها،‭ ‬الخلاص‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬والاستيطان‭ ‬بكل‭ ‬مظاهره،‭ ‬وتعبيراته،‭ ‬ومفرداته،‭ ‬وعلى‭ ‬كامل‭ ‬مساحة‭ ‬أراضي‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين،‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬4‭ ‬حزيران‭ (‬يونيو‭) ‬67‭.‬

فحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬إختيار‭ ‬أسلوبه‭ ‬النضالي،‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافه،‭ ‬حق‭ ‬ديمقراطي،‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬أية‭ ‬هيئة‭ ‬أو‭ ‬سلطة،‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تنوب‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬أسلوبه‭ ‬النضالي،‭ ‬هو‭ ‬حق‭ ‬مرهون‭ ‬بالحالة‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وما‭ ‬دخل‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬من‭ ‬تطورات،‭ ‬تقتضي‭ ‬وفقاً‭ ‬لما‭ ‬يراه‭ ‬هو‭ ‬مصلحة‭ ‬وطنية،‭ ‬تطوير‭ ‬أساليبه‭ ‬النضالية،‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬مصالحه،‭ ‬ويعزز‭ ‬مكاسبه،‭ ‬وتقدمه‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الظفر‭ ‬النهائي‭ ‬بالحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬كاملة‭.‬

ونعتقد‭ ‬أن‭ ‬شعباً‭ ‬كالشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬منتشر‭ ‬في‭ ‬أقاصي‭ ‬الأرض،‭ ‬ويصارع‭ ‬ضد‭ ‬احتلال‭ ‬ومشروع‭ ‬صهيوني‭ ‬إرهابي‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬سوى‭ ‬خيار‭ ‬المقاومة‭ ‬بأساليبها‭ ‬المختلفة،‭ ‬التي‭ ‬تتناسب‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬انتشاره،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬عنوان‭ ‬المرحلة،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬بكين‮»‬،‭ ‬هو‭ ‬المقاومة،‭ ‬بأشكالها‭ ‬القتالية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وأشكالها‭ ‬المختلفة،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وبأشكالها‭ ‬التي‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬خصوصية‭ ‬وضع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الـ48‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الشتات،‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬النضال،‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬م‭. ‬ت‭. ‬ف،‭ ‬الممثل‭ ‬الشرعي‭ ‬والوحيد،‭ ‬وفقاً‭ ‬لبرنامجها‭ ‬بأضلعه‭ ‬الثلاثة‭: ‬تقرير‭ ‬المصير،‭ ‬الاستقلال،‭ ‬العودة،‭ ‬وبكل‭ ‬ما‭ ‬يتوجب‭ ‬اشتقاقه‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الثلاثي‭ ‬المقدس،‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬النضالية‭ ‬الحالية‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬بكين‮»‬‭ ‬قد‭ ‬استعاد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬التوافق‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الحوارات‭ ‬السابقة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العودة‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬توافق‭ ‬وطني‭ ‬من‭ ‬الفعاليات،‭ ‬تكون‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬إدارة‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬والضفة،‭ ‬والتصدي‭ ‬بموقف‭ ‬وطني‭ ‬موحد،‭ ‬لمحاولات‭ ‬فصل‭ ‬القطاع‭ ‬عن‭ ‬الضفة،‭ ‬أو‭ ‬فرض‭ ‬خيارات‭ ‬غير‭ ‬وطنية‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬تتجاوز‭ ‬مؤسساته‭ ‬الوطنية،‭ ‬فإن‭ ‬الشيء‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬استعاده‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬بكين‮»‬‭ ‬برأيي‭ ‬هو‭ ‬النص،‭ ‬مجدداً‭ ‬على‭ ‬إحياء‭ ‬الإطار‭ ‬القيادي‭ ‬الوطني‭ ‬الموحد،‭ ‬ليتابع‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه،‭ ‬ولرسم‭ ‬خطوات‭ ‬إنهاء‭ ‬الإنقسام،‭ ‬واستعادة‭ ‬الوحدة‭ ‬المؤسسية،‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬توفر‭ ‬الشرط‭ ‬المناسب‭ ‬لتنظيم‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة،‭ ‬الرئاسية،‭ ‬والمجلسين‭ ‬الوطني‭ ‬والتشريعي،‭ ‬في‭ ‬م‭. ‬ت‭. ‬ف،‭ ‬والسلطة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

يختلف‭ ‬كثيراً‭ ‬قرار‭ ‬استعادة‭ ‬الإطار‭ ‬القيادي‭ ‬الموحد،‭ ‬عن‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬العلمين‮»‬،‭ ‬بتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬متابعة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬قرارات‭ ‬الحوار‭.‬

فقرار‭ ‬‮«‬المتابعة‮»‬‭ ‬مبهم‭ ‬غامض،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬فكرة‭ ‬اللجنة‭ ‬نفسها‭ ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬شائكة،‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬موت‭ ‬لجنة‭ ‬المتابعة‭ ‬قبل‭ ‬ولادتها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ولدت‭ ‬الفكرة،‭ ‬سلفاً،‭ ‬ميتة،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لغموضها،‭ ‬بل‭ ‬وكذلك‭ ‬لعدم‭ ‬توفر‭ ‬الإرادة،‭ ‬آنذاك،‭ ‬لتشكيلها‭. ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬الإطار‭ ‬القيادي‭ ‬الموحد‭ (‬ولهو‭ ‬سوابقه‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2011‭) ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يضم‭ ‬الأمناء‭ ‬العامين،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬حكمهم،‭ ‬برئاسة‭ ‬الرئيس‭ ‬أبو‭ ‬مازن‭ ‬شخصياً‭.‬

فأسس‭ ‬التوافق،‭ ‬وإنهاء‭ ‬الإنقسام،‭ ‬باتت‭ ‬واضحة‭ ‬وجلية،‭ ‬وأعيد‭ ‬التأكيد‭ ‬عليها،‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جولة،‭ ‬وعلى‭ ‬لسان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مسؤول‭ ‬فلسطيني‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬حماس‭ (‬إسماعيل‭ ‬هنية،‭ ‬خليل‭ ‬الحية،‭ ‬حسام‭ ‬بدران،‭ ‬وآخرون‭ …)‬،‭ ‬وحركة‭ ‬فتح،‭ ‬والجبهة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وغيرها‭ …‬،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬البعض‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬متردداً‭ ‬في‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬م‭. ‬ت‭. ‬ف،‭ ‬ممثلاً‭ ‬شرعياً‭ ‬ووحيداً‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬والاعتراف‭ ‬ببرنامجها‭ ‬المرحلي،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬التردد،‭ ‬باعتقادي،‭ ‬لا‭ ‬يخدم‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬تحديداً،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬الصراع‭ ‬مع‭ ‬الاحتلال‭ ‬والاستيطان،‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬متقدمة‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬الجانب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الحسم‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬واحد،‭ ‬مستغلاً‭ ‬الحالة‭ ‬القائمة‭ ‬حالياً‭ ‬بتجلياتها‭ ‬المختلفة‭ (‬خاصة‭ ‬الانقسام‭ ‬وغياب‭ ‬الوحدة‭ ‬المؤسسية‭ ‬الفلسطينية‭) ‬وفي‭ ‬محاولة‭ ‬لكسب‭ ‬الوقت‭ ‬وقبل‭ ‬فوات‭ ‬الفرصة‭.‬

نعتقد‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬الإطار‭ ‬القيادي‭ ‬الموحد،‭ ‬أن‭ ‬يشكل‭ ‬ورشة‭ ‬وطنية‭ ‬حية‭ ‬ونشيطة،‭ ‬وقد‭ ‬بات‭ ‬يملك‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬واضحة،‭ ‬وردت‭ ‬عناصرها‭ ‬في‭ ‬‮«‬‭ ‬إعلان‭ ‬بكين‮»‬،‭ ‬ورشة‭ ‬يقودها‭ ‬الإطار‭ ‬القيادي،‭ ‬يستند‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬لجان‭ ‬اختصاص،‭ ‬تقدم‭ ‬له‭ ‬المشاريع‭ ‬والخطط‭ ‬والاقتراحات،‭ ‬بما‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬إنجاز‭ ‬ما‭ ‬يتوجب‭ ‬إنجازه‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يسارع‭ ‬في‭ ‬الحسم،‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬محموم‭ ‬مع‭ ‬الزمن،‭ ‬وقبل‭ ‬فوات‭ ‬فرصته‭ ‬الذهبية‭ (‬كما‭ ‬يعتقد‭)‬،‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬هم‭ ‬أيضاً،‭ ‬أن‭ ‬يخوضوا‭ ‬سباقاً‭ ‬محموماً‭ ‬مع‭ ‬الزمن،‭ ‬مع‭ ‬الإعلان‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬أن‭ ‬الفرصة‭ ‬الذهبية‭ ‬التي‭ ‬وفرها‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬بكين‮»‬‭ ‬وإعلانه،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تتكرر،‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أصيبت‭ ‬قراراته‭ ‬ومخرجاته،‭ ‬بنكسة،‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬أسبابها،‭ ‬تعطيل‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬تلكؤ‭ ‬من‭ ‬هناك،‭ ‬أو‭ ‬إلتفاف‭ ‬من‭ ‬هنا،‭ ‬أو‭ ‬مناورة‭ ‬من‭ ‬هناك،‭ ‬أو‭ ‬تذاكي‭ ‬من‭ ‬هنا،‭ ‬أو‭ ‬تغابي‭ ‬من‭ ‬هناك‭.‬