رحيل الرفيق المناضل (خالد عطا)
خيارات المشاركة
المقالات

سمير ابو مدللة | عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
عرفته منذ العام 1998، ولم يكن بحاجة إلى مظهرٍ ليثبت حضوره.
كان بسيطًا في هندامه، عميقًا في أثره، قريبًا من الناس دون كلفة، ومن القلوب دون استئذان.يحظي بحب استثنائي
كان كريمًا في بيته كما في روحه، يفتح أبوابه قبل كلماته، ويجعل من الكرم سلوكًا يوميًا لا مناسبةً عابرة.
لم يعرف البخل يومًا، لا في العطاء، ولا في الوقت، ولا في الاهتمام بالآخرين.
في الاجتماعات، كنت أحب الجلوس إلى جواره.
كنا نتبادل القصاصات الورقية، ندوّن ملاحظات سريعة، تعليقًا هنا، وتنويهًا هناك، على ما يُقال وما يُناقش.
كان يصغي جيدًا، ثم يكتب بهدوء، وكأن الفكرة عنده مسؤولية يجب أن تُمسك بالقلم قبل أن تضيع في الضجيج.
ببساطته وقربه من الناس، كان حاضرًا في وجعهم اليومي.
كل مريضٍ كان يعرفه، وكل من ضاقت به سبل العلاج، كان يجد الرفيق خالد عطا مرافقًا له في رحلة الألم، إنسانًا لا يترك أحدًا وحيدًا في ضعفه.
علاقتي به لم تكن عابرة، جمعتنا نقاشات طويلة في الاقتصاد، في العدالة الاجتماعية، وفي معنى أن يبقى الإنسان منحازًا للفقراء حتى وهو في موقع المسؤولية.
كان يرى في الاقتصاد فعلًا أخلاقيًا قبل أن يكون علمًا.
لا تكاد زياره تخلوا من اهدائي مجموعه من الكتب نتبادلها في الاقتصادوالتنميه يكون مجهزها سابقا .
عندما كنت أحضر إلى المكتب، كنت أراه هناك منذ الصباح وحتى يوم الجمعة.نتناول القهوه في مكتبه قبل بدء الاجتماعات
او معا في مكتب الرفيق هيثم ابومحمد
كان يقول: «مكتبنا مثل المدرسة… لا يُغلق أبوابه».
كان اول من يكون في المكتب
واخر من يغادر بين اوراقه وملفاته المتناثره هنا وهناك
حتى قيلولته كان يقضيها على الكنبة في المكتب، كأن الراحة نفسها جزء من الحراسة اليومية للقضية.
في أيامه الأخيرة حاولت أن أكلمه،طالبا من الرفيق معتصم
وعدني رفيقي ان يلبي طلبي
كنت أريد صوتًا أخيرًا، أو ورقةً جديدة نتبادلها…
لكن الموت كان أسرع.
رحل الرفيق أحمد زكي عبد العال (خالد عطا)،
وبقي أثره في التفاصيل الصغيرة،
وفي الإنسان الذي اختار التواضع طريقًا للنضال.
وداعا رفيقي خالد
وابلغ سلامي لصديقي ورفيقي وحبيبي وحبيبك الرفيق عدنان
ابومحمد ولكل الرفاق والاحبه من سبقوك.
قال محمود درويش:
«نحن نحبُّ الحياةَ إذا ما استطعنا إليها سبيلا»
وقال المتنبي:
«وما ماتَ من كَرُمَتْ أفعالُهُ
والحيُّ عندَ الناسِ مَن عاشَ ذِكْرُهُ»
وقال نزار قباني:
«الموتُ لا يُخيفُني…
ما يُخيفُني أن أموتَ دونَ أن أتركَ أثرًا»
سنبقي الأوفياء لمسيرتك التي بدات ولن تنتهي إلا بأهداف نضالنا ونيل شعبنا الحريه والاستقلال واقامه دولته المستقله.
التعازي لأسرتك الصغيره
ولأسرتك الكبيره رفاق نضالك في كل بقاع الارض
وداعاً يا خال كما كنت احب أنا أناديك
سلامٌ لروحك يا رفيقي،
ستبقى حاضرًا ما بقي الوفاء،
وما بقيت الفكرة،
وما بقي الوطن