غزة على صفيح ساخن: جولة تصعيد تكشف هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار

أكتوبر 23, 2025


شهدت غزة جولة قصيرة من التصعيد، لكنها لم تكن مجرد مناوشات عابرة. حماس أثبتت قدرتها على ضرب أهداف عسكرية استراتيجية، بينما إسرائيل استهدفت قيادات بارزة في محاولة لتوجيه ضربات نوعية، ما اعتبرته “صيداً ثميناً”. وفي الخلفية، فرضت إدارة ترامب دورها كحارس للخطوط الحمراء، مؤكدة أن أي تحرك مستقبلي لن يتم دون التنسيق مع واشنطن.
الجولة الأخيرة تكشف كذلك الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، من اعتداءات مستمرة وسقوط شهداء وجرحى، إلى عرقلة دخول المساعدات الإنسانية وحرمان المدنيين من المواد الضرورية بذريعة “الاستخدام المزدوج”، وحرمان الجرحى والمرضى من العلاج من خلال فتح معبر رفح.
في مواجهة استحقاقات المرحلة الثانية من خطة ترامب، تبدو الحالة الوطنية الفلسطينية على مفترق طرق. الحل يتطلب حواراً وطنياً شاملاً، وفداً فلسطينياً موحداً، وخطة تفاوضية متكاملة تضمن مستقبل القطاع ضمن الدولة الفلسطينية، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية والاعتراف الدولي بدولة فلسطين.
الهدوء المؤقت لن يدوم. غياب اتفاق شامل حول القضايا الشائكة يعني أن الحرب قد تعود بسرعة، وربما بعنف أكبر. غزة أمام اختبار مزدوج: تحديات عسكرية على الأرض، وتوازن سياسي ودبلوماسي دقيق. والحقيقة الصارخة أن الحلول الأمنية وحدها لن تنقذ الوضع، بل الوحدة الوطنية والإرادة السياسية المشتركة هما السبيل الوحيد للحفاظ على مستقبل الشعب الفلسطيني